هذا النموذج الفني يقام في الباحة الفسيحة التي تؤدي إلى القصر المركزي لبلدية العاصمة مونتيفيديو، في إطار المبادرة التي أطلق عليها "تراث الأيادي" حيث يلخص، من خلال عدة مذاهب فنية متعددة، الهدف من العمل على إبراز الإحساس بقيمة إسهامات الجالية السمراء.
وفي هذا الصدد صرح المعالج أليخاندرو كروث، وهو من أصل إفريقي مثل "باريلا" لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قائلاً: "حتى جذور الهوية يغربلها الوقت والزمن".
ويظهر النموذج الفني وجه الأسطورة أو "الزعيم الأسود"، بطل ما يسمى "مأثرة ماراكانا" وقد زين أعلى كعكة يصل طولها لحوالي المتر، وكأنها نصب تذكاري أقيم في وسط ملعب يتميز بالعشب الأسود.... وهناك مجموعة من أبطال الدراما الخارقين أمثال "باتمان" و "روبن" و "الرجل العنكبوت" تحيط بـ"باريلا" وضمن هذه المجموعة المتغايرة وغير المتجانسة نرى شخصية "سان كونو" الذي يعرف في أوروجواي بـ"شفيع أو راعي اللاعبين"، والذي يحظى هناك بكل التبجيل والاحترام.
جدير بالذكر أن "أسطورة ماراكانا" هو اللقب الذي يطلق على ما حدث في نهائي كأس العالم بالبرازيل عام 1950.. حيث استضاف منتخب السامبا صاحب الأرض، منتخب أوروجواي على الملعب الشهير الذي يحمل اسم "ماراكانا"، والموجود في مدينة "ريو دي جانيرو" البرازيلية.
وبينما كان ما يقرب من مئتي ألف بحسب بعض التقديرات يتابعون المباراة في الملعب، وملايين ينتظرون أول ألقاب البرازيل في تاريخها بالمونديال.. قلب منتخب أوروجواي كل التوقعات، واستطاع أن يحول تأخره بهدف اللاعب البرازيلي "فرياكا" الى فوز صريح بهدفين لكل من "شيافينو" و"جيجيا" .. ليحصد منتخب الاوروجواي اللقب وسط حسرة لا مثيل لها بين جماهير البرازيل في كل مكان
وبينما كان منتخب البرازيل يضم لاعبين عظام مثل "أديمير" و "زيزينيو" و "شيكو" .. استطاع منتخب الاوروجواي بقيادة "باريلا" تحقيق اللقب الغالي بمساعدة نجوم ستظل أوروجواي تتذكرهم دائما مثل "اوسكار ميجيز" و "خوليو بيريز" وطبعا الثنائي الذي أحرز هدفي الفوز باللقب، "شيافينو" و"جيجيا" “
وكانت خسارة البرازيل لهذا اللقب، وبهذه الطريقة دافعا لطفل برازيلي صغير لم يكن قد بلغ العاشرة من عمره وقتها، وكان يتابع المباريات ويدرك حسرة والده على خسارة البرازيل للقب.. فيتأثر بما حدث ويعد والده أن يكبر ويكون لاعبا ويعوض البرازيل عن هذه الخسارة التاريخية.. إنه "اديسون ارانتيس دو ناتشيمينتو"، والمعروف باسم "بيليه" .. أسطورة كرة القدم الذي استطاع أن يقود منتخب البرازيل لثلاثة ألقاب مونديالية فيما بعد أعوام 1958 في السويد و 1962 في تشيلي و 1970 في المكسيك.
ويشرح لنا الفنان التشكيلي "خاثينتو جايوسو"، الذي قام بعمل هذا التكوين الفني المركب، فيقول: "إن أوروجواي لم تفز بكأس العالم أو "مونديال كرة قدم" منذ ستين عاماً، وهذه المرة تم استدعاء روح "أوبدوليو باريلا" واللجوء إلى مساعدة هؤلاء الأبطال الخارقالأمم.برك بـ"سان كونو" في محاولة لجعل مونديال جنوب إفريقيا عيداً".... فنرى الكعكة والملعب ذو الأرضية السوداء كرمز للون السائد في ثقافة القارة ... هذه القارة التي وصل إليها السلف بالملايين حيث تعرضوا للقهر والخضوع بالقوة لخدمة الملاك والتجار من أصحاب البشرة البيضاء.
أما "جايوسو" و "كروث" فلا يميلان كثيراً أو يؤيدان النظرية التي تنسب إلى السود أو ذوي البشرة السمراء بشكل عام، الجزء الأكبر من الإنتاج الفني للبشرية.... ويقول "جايوسو" : "من الواضح أن هناك مساهمة مهمة".. أما بالنسبة لـ "كروث": "فهي من أحد الجوانب، وليست إلا تيارات واتجاهات راديكالية جذرية، ونحن أمام أمرين إما أن تضخم هذه المساهمة وتعطيها أهميتها أو تبخس قدرها وتنفي هذه الأهمية" ويتابع قائلاً: "وضعنا أصبح أكثر عالمية ويجعلنا نعترف بمساهمة كافة الأمم .... لذلك نلتمس بهذا النموذج تأكيد مذهب التوفيقية الكامن من جديد وإحياءه .... هذا المذهب يظهر في أشكال إبداعية متعددة توجد أيضاً في بلادنا".
وعلينا أن نسترجع هنا أن التوفيقية كمذهب تمتد جذوره للحضارة اليونانية وقد استوحى من كلمة التوفيق، حيث أنه محاولة للتوفيق بين المذاهب المختلفة وهذه المذاهب لا تقتصر على فرع بعينه، فيمكن تطبيقه في الثقافة أو الدين أو الفنون أو المعتقدات وذلك لتسليط الضوء وخلق شخصية تعرف معنى الاندماج واستيعاب العناصر المختلفة .
وبشكل عام يمكن للجمهور أن يرتبط بهذا النموذج الأصلي بل ويصبح النموذج شاهدا على الطرق التي انتقل من خلالها إبداع الفنانين والحرفيين الأوروجواييين، هؤلاء الذين يمتلكون بدورهم وبطريقة ما روابط مباشرة بالثقافة الإفريقية تظهر في حوارهم وكلماتهم وفي إنتاجهم
ذاك الإنتاج الفني الذي يبدأ من الملابس، حيث يتم دمج ملابس إفريقيا التقليدية مع الاتجاهات الجديدة للموضة الحالية، بما في ذلك الأدوات الأفروكريولية أي الأفريقية – الأوروبية التي ظهرت في بدايات القرن العشرين مروراً بالنقوش والمنحوتات الخشبية، والرسم التصويري، وتماثيل ومنحوتات من العظام ووصولاً إلى هذا النصب أو التكوين الفني المتميز.
هؤلاء المبدعون من أجيال مختلفة وليسوا جميعهم من أصل إفريقي، لكن بينهم رابط مشترك ألا وهو الحب والعشق للإبداع والرغبة في تحويل أو تطوير المادة إلى جانب إحساسهم المتجذر بالتراث الإفريقي، هذا الشعور الذي لا يمكن إغفاله سواء زاد أو قل مقداره.
أياً ما كان فالعقل والقلب أرشدا هذه الأيدي المبدعة كي تجسد هذا الإرث، الذي لا يستطيع أحد أن ينكره أو يدحضه.. مما أدى إلى إمكانية قيام هذه المساهمة الجديدة بدورها في تصوير وتقديم عرض عظيم وإبراز عالم الإبداع الخاص بذوي البشرة السمراء هذا الإبداع الذي لا يزال يعاني من الصعوبات كي يتم الاعتراف به في مجتمع الأورجوائي في القرن الحادي والعشرين.
وفي هذا الصدد صرح المعالج أليخاندرو كروث، وهو من أصل إفريقي مثل "باريلا" لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قائلاً: "حتى جذور الهوية يغربلها الوقت والزمن".
ويظهر النموذج الفني وجه الأسطورة أو "الزعيم الأسود"، بطل ما يسمى "مأثرة ماراكانا" وقد زين أعلى كعكة يصل طولها لحوالي المتر، وكأنها نصب تذكاري أقيم في وسط ملعب يتميز بالعشب الأسود.... وهناك مجموعة من أبطال الدراما الخارقين أمثال "باتمان" و "روبن" و "الرجل العنكبوت" تحيط بـ"باريلا" وضمن هذه المجموعة المتغايرة وغير المتجانسة نرى شخصية "سان كونو" الذي يعرف في أوروجواي بـ"شفيع أو راعي اللاعبين"، والذي يحظى هناك بكل التبجيل والاحترام.
جدير بالذكر أن "أسطورة ماراكانا" هو اللقب الذي يطلق على ما حدث في نهائي كأس العالم بالبرازيل عام 1950.. حيث استضاف منتخب السامبا صاحب الأرض، منتخب أوروجواي على الملعب الشهير الذي يحمل اسم "ماراكانا"، والموجود في مدينة "ريو دي جانيرو" البرازيلية.
وبينما كان ما يقرب من مئتي ألف بحسب بعض التقديرات يتابعون المباراة في الملعب، وملايين ينتظرون أول ألقاب البرازيل في تاريخها بالمونديال.. قلب منتخب أوروجواي كل التوقعات، واستطاع أن يحول تأخره بهدف اللاعب البرازيلي "فرياكا" الى فوز صريح بهدفين لكل من "شيافينو" و"جيجيا" .. ليحصد منتخب الاوروجواي اللقب وسط حسرة لا مثيل لها بين جماهير البرازيل في كل مكان
وبينما كان منتخب البرازيل يضم لاعبين عظام مثل "أديمير" و "زيزينيو" و "شيكو" .. استطاع منتخب الاوروجواي بقيادة "باريلا" تحقيق اللقب الغالي بمساعدة نجوم ستظل أوروجواي تتذكرهم دائما مثل "اوسكار ميجيز" و "خوليو بيريز" وطبعا الثنائي الذي أحرز هدفي الفوز باللقب، "شيافينو" و"جيجيا" “
وكانت خسارة البرازيل لهذا اللقب، وبهذه الطريقة دافعا لطفل برازيلي صغير لم يكن قد بلغ العاشرة من عمره وقتها، وكان يتابع المباريات ويدرك حسرة والده على خسارة البرازيل للقب.. فيتأثر بما حدث ويعد والده أن يكبر ويكون لاعبا ويعوض البرازيل عن هذه الخسارة التاريخية.. إنه "اديسون ارانتيس دو ناتشيمينتو"، والمعروف باسم "بيليه" .. أسطورة كرة القدم الذي استطاع أن يقود منتخب البرازيل لثلاثة ألقاب مونديالية فيما بعد أعوام 1958 في السويد و 1962 في تشيلي و 1970 في المكسيك.
ويشرح لنا الفنان التشكيلي "خاثينتو جايوسو"، الذي قام بعمل هذا التكوين الفني المركب، فيقول: "إن أوروجواي لم تفز بكأس العالم أو "مونديال كرة قدم" منذ ستين عاماً، وهذه المرة تم استدعاء روح "أوبدوليو باريلا" واللجوء إلى مساعدة هؤلاء الأبطال الخارقالأمم.برك بـ"سان كونو" في محاولة لجعل مونديال جنوب إفريقيا عيداً".... فنرى الكعكة والملعب ذو الأرضية السوداء كرمز للون السائد في ثقافة القارة ... هذه القارة التي وصل إليها السلف بالملايين حيث تعرضوا للقهر والخضوع بالقوة لخدمة الملاك والتجار من أصحاب البشرة البيضاء.
أما "جايوسو" و "كروث" فلا يميلان كثيراً أو يؤيدان النظرية التي تنسب إلى السود أو ذوي البشرة السمراء بشكل عام، الجزء الأكبر من الإنتاج الفني للبشرية.... ويقول "جايوسو" : "من الواضح أن هناك مساهمة مهمة".. أما بالنسبة لـ "كروث": "فهي من أحد الجوانب، وليست إلا تيارات واتجاهات راديكالية جذرية، ونحن أمام أمرين إما أن تضخم هذه المساهمة وتعطيها أهميتها أو تبخس قدرها وتنفي هذه الأهمية" ويتابع قائلاً: "وضعنا أصبح أكثر عالمية ويجعلنا نعترف بمساهمة كافة الأمم .... لذلك نلتمس بهذا النموذج تأكيد مذهب التوفيقية الكامن من جديد وإحياءه .... هذا المذهب يظهر في أشكال إبداعية متعددة توجد أيضاً في بلادنا".
وعلينا أن نسترجع هنا أن التوفيقية كمذهب تمتد جذوره للحضارة اليونانية وقد استوحى من كلمة التوفيق، حيث أنه محاولة للتوفيق بين المذاهب المختلفة وهذه المذاهب لا تقتصر على فرع بعينه، فيمكن تطبيقه في الثقافة أو الدين أو الفنون أو المعتقدات وذلك لتسليط الضوء وخلق شخصية تعرف معنى الاندماج واستيعاب العناصر المختلفة .
وبشكل عام يمكن للجمهور أن يرتبط بهذا النموذج الأصلي بل ويصبح النموذج شاهدا على الطرق التي انتقل من خلالها إبداع الفنانين والحرفيين الأوروجواييين، هؤلاء الذين يمتلكون بدورهم وبطريقة ما روابط مباشرة بالثقافة الإفريقية تظهر في حوارهم وكلماتهم وفي إنتاجهم
ذاك الإنتاج الفني الذي يبدأ من الملابس، حيث يتم دمج ملابس إفريقيا التقليدية مع الاتجاهات الجديدة للموضة الحالية، بما في ذلك الأدوات الأفروكريولية أي الأفريقية – الأوروبية التي ظهرت في بدايات القرن العشرين مروراً بالنقوش والمنحوتات الخشبية، والرسم التصويري، وتماثيل ومنحوتات من العظام ووصولاً إلى هذا النصب أو التكوين الفني المتميز.
هؤلاء المبدعون من أجيال مختلفة وليسوا جميعهم من أصل إفريقي، لكن بينهم رابط مشترك ألا وهو الحب والعشق للإبداع والرغبة في تحويل أو تطوير المادة إلى جانب إحساسهم المتجذر بالتراث الإفريقي، هذا الشعور الذي لا يمكن إغفاله سواء زاد أو قل مقداره.
أياً ما كان فالعقل والقلب أرشدا هذه الأيدي المبدعة كي تجسد هذا الإرث، الذي لا يستطيع أحد أن ينكره أو يدحضه.. مما أدى إلى إمكانية قيام هذه المساهمة الجديدة بدورها في تصوير وتقديم عرض عظيم وإبراز عالم الإبداع الخاص بذوي البشرة السمراء هذا الإبداع الذي لا يزال يعاني من الصعوبات كي يتم الاعتراف به في مجتمع الأورجوائي في القرن الحادي والعشرين.


الصفحات
سياسة








