
منازل تحمل عيق مدينة سيام القديمة في تايلاند
وقالت بونروب " لم يحدث حريق يوما ما، ولم أتعرض للسرقة، وأترك الأبواب والنوافذ مفتوحة طوال الليل والجو جميل وبارد... وفي هذه الأيام، إذا نمت في غرفة فندق وجهاز تكييف الهواء يعمل بها فإنني أصاب بصداع"
وبونروب ، وهي مدرسة سابقة بمدرسة ثانوية في المدينة الموجودة بالمقاطعة التي تحل نفس الاسم /192 كيلومترا شمال العاصمة بانكوك/ ، هي أحد أفراد سلالة آخذة في الاختفاء من مملكة سيام القديمة ، وهو اسم البلاد قبل أن يقرر الديكتاتور السابق "بيبون سونجكرام" تغييره إلى تايلاند في عام 1939 .
وكان الديكتاتور بيبون ، الذي كان يميل للنزعة الغربية ، معارضا للعيش في المنازل العائمة والتي كانت منتشرة على نطاق واسع وتميز شريط النهر والهضاب الوسطى وبانكوك، والتي يزينها نهر "تشاوبرايا".
وقال سولاك سيفاراكسا ، الناقد الاجتماعي المعروف والمؤرخ ، إنه " عندما حكم بيبون تايلاند أمر كل الشعب التايلاندي بترك العيش في القوارب الموجودة بالأنهار لأنه أمر مناف للمدنية... لذا فإنه الآن لا توجد المنازل العائمة إلا في يوتاي تاني وأيوتايا ، وعدد قليل في بيتسانولوك، لكن في بانكوك أمر بإخلائها تماما".
وكانت مدينة يوتاي تاني، الواقعة على نهر ساكايكرانج الذي يمتد حتى نهر تشاوبرايا، بها 300 منزل عائم مسجل أو "باي" كما يطلق عليه في تايلاند.
وقالت بونروب إنه " يوجد الآن أقل من 200 منزل عائم باقية... وانتقل الجيل الأصغر تقريبا إلى بانكوك من أجل العمل ولم يعد يهتم بالعيش في المنازل العائمة بعد الآن، لذا فإنه عندما يتوفى الأقارب الكبار فإن المنزل العائم يترك مهجورا أحيانا".
وتتشابه المنازل العائمة في المقاطعة بصورة كبيرة مع منازل الأحياء الموجودة على البر. فالمنازل العائمة لها أوراق تسجيل وعناوين بريد وبها كهرباء، ومؤخرا أدخل إليها دورات مياه محمولة تقوم البلدية بتفريغها مرة كل أسبوع.
وقالت بونروب إن " عددا كبيرا من الأشخاص لا يزالون يفضلون استخدام المراحيض القديمة لأنها أكثر ملائمة". يشار إلى أن المرحاض التقليدي في المنزل العائم هو عبارة عن فتحت في أرضية المنزل تصل مباشرة إلى مياه النهر.
وبدأت المقاطعة ، التي لم تكن يوما ما أحد أشهر المناطق السياحية في تايلاند، في جذب الزائرين إليها قبل عقد مضى حيث سعى التايلانديون والأجانب إلى مصادر جذب جديدة بعيدا عن خريطة السياحة الرئيسية.
وقال كرتابون بورنبيبون، مالك منتجع باياماي في يوتاي تاني، إن "السائحين التايلانديين يأتون إلى هنا لزيارة المعابد، لكن الأجانب يأتون للقيام بجولة على متن قارب في النهر ومشاهدة المنازل العائمة".
وإلى جانب غرف الفنادق العادية، يقدم منتجع باياماي اثنين من المنازل العائمة الأصلية والتي أعيد تجديدها وتزينها عدا المراحيض الأصلية التي لم تعد تستخدم . وفتح سومبات بونساوات، بائع خبز في السوق الرئيسي بالمقاطعة، أول منزل عائم كـ"نزل إقامة" مقابل 200 باهت(60ر6 دولار) للشخص في الليلة الواحدة.
ويضحك سومبات قائلا إن " منزلي العام يفتخر بأن به أكبر حمام في البلدة"، مشيرا إلى النهر الذي يجري من تحت منزله العائم. وبالنسبة لمعظم السائحين، فإن الصعود على متن أحد قوارب شركة "ساكايكرانج ريفر كروز" للرحلات البحرية توفر لمحة كافية عن الحياة في المنازل العائمة.
وكان نهر ساكايكرانج يستخدم كشريان حياة تجارية للمقاطعة. وقبل قرن مضى، كانت المدينة تشتهر بأرزها عالي الجودة، والتي كانت تنقله السفن إلى نهر تشاوبرايا وحتى بانكوك. ومع هذا، أصبحت عملية النقل النهري أكثر صعوبة بعد أن أنشأت تايلاند أول سد ضخم في نهر "تشاوبرايا" في عام 1957 في منطقة تشاي نات/نحو 50 كيلومترا جنوب يوتاي تاني.
ويوفر السد نظام ري أفضل لحقول الأرز في تشاي نات، والتي فاقت منذ ذلك الحين محصول يوتاي تاني وصعبت عمليات النقل من المقاطعة.
وقال مانوك بورنبيبون ، والتي كانت عائلته تمتلك أكبر مضرب للأرز في المقاطعة، إن "تجارة الأرز في يوتاي تاني في انخفاض منذ عقود... وفي الوقت الحالي، يتم نقل كل الأشياء عبر الطرق البرية، وليس النهر".
يذكر أن ثاني أهم مناطق الجذب للسائحين الأجانب في المقاطعة هي منطقة "هواي كا كاينج" ، وهي أكبر محمية للحياة البرية في تايلاند والتي اختارتها وكالة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة(يونيسكو) كموقع للتراث العالمي في عام 1991 .
وعلى الرغم من أن معظم المحمية محظورة أمام السائحين، ما يتطلب الحصول على إذن مسبق قبل أن يستطيع المرء قضاء ليلة في المنطقة المخصصة للتخييم، فإنه يمكن الانتقال بالسيارة إلى المكتب الرئيسي للمنتزه في ضاحية لان ساك/نحو 80 كيلومترا من مدينة يوتاي تاني.
وبني نصب تذكاري جميل في مقر المنتزه لتكريم سويب ناكاساتيان، وهو رئيس سابق لمحمية الحياة البرية والذي انتحر في عام 1990، بدافع اليأس إزاء انتشار الصيد الجائر وقطع الأشجار غير القانوني في المنتزه.
وبونروب ، وهي مدرسة سابقة بمدرسة ثانوية في المدينة الموجودة بالمقاطعة التي تحل نفس الاسم /192 كيلومترا شمال العاصمة بانكوك/ ، هي أحد أفراد سلالة آخذة في الاختفاء من مملكة سيام القديمة ، وهو اسم البلاد قبل أن يقرر الديكتاتور السابق "بيبون سونجكرام" تغييره إلى تايلاند في عام 1939 .
وكان الديكتاتور بيبون ، الذي كان يميل للنزعة الغربية ، معارضا للعيش في المنازل العائمة والتي كانت منتشرة على نطاق واسع وتميز شريط النهر والهضاب الوسطى وبانكوك، والتي يزينها نهر "تشاوبرايا".
وقال سولاك سيفاراكسا ، الناقد الاجتماعي المعروف والمؤرخ ، إنه " عندما حكم بيبون تايلاند أمر كل الشعب التايلاندي بترك العيش في القوارب الموجودة بالأنهار لأنه أمر مناف للمدنية... لذا فإنه الآن لا توجد المنازل العائمة إلا في يوتاي تاني وأيوتايا ، وعدد قليل في بيتسانولوك، لكن في بانكوك أمر بإخلائها تماما".
وكانت مدينة يوتاي تاني، الواقعة على نهر ساكايكرانج الذي يمتد حتى نهر تشاوبرايا، بها 300 منزل عائم مسجل أو "باي" كما يطلق عليه في تايلاند.
وقالت بونروب إنه " يوجد الآن أقل من 200 منزل عائم باقية... وانتقل الجيل الأصغر تقريبا إلى بانكوك من أجل العمل ولم يعد يهتم بالعيش في المنازل العائمة بعد الآن، لذا فإنه عندما يتوفى الأقارب الكبار فإن المنزل العائم يترك مهجورا أحيانا".
وتتشابه المنازل العائمة في المقاطعة بصورة كبيرة مع منازل الأحياء الموجودة على البر. فالمنازل العائمة لها أوراق تسجيل وعناوين بريد وبها كهرباء، ومؤخرا أدخل إليها دورات مياه محمولة تقوم البلدية بتفريغها مرة كل أسبوع.
وقالت بونروب إن " عددا كبيرا من الأشخاص لا يزالون يفضلون استخدام المراحيض القديمة لأنها أكثر ملائمة". يشار إلى أن المرحاض التقليدي في المنزل العائم هو عبارة عن فتحت في أرضية المنزل تصل مباشرة إلى مياه النهر.
وبدأت المقاطعة ، التي لم تكن يوما ما أحد أشهر المناطق السياحية في تايلاند، في جذب الزائرين إليها قبل عقد مضى حيث سعى التايلانديون والأجانب إلى مصادر جذب جديدة بعيدا عن خريطة السياحة الرئيسية.
وقال كرتابون بورنبيبون، مالك منتجع باياماي في يوتاي تاني، إن "السائحين التايلانديين يأتون إلى هنا لزيارة المعابد، لكن الأجانب يأتون للقيام بجولة على متن قارب في النهر ومشاهدة المنازل العائمة".
وإلى جانب غرف الفنادق العادية، يقدم منتجع باياماي اثنين من المنازل العائمة الأصلية والتي أعيد تجديدها وتزينها عدا المراحيض الأصلية التي لم تعد تستخدم . وفتح سومبات بونساوات، بائع خبز في السوق الرئيسي بالمقاطعة، أول منزل عائم كـ"نزل إقامة" مقابل 200 باهت(60ر6 دولار) للشخص في الليلة الواحدة.
ويضحك سومبات قائلا إن " منزلي العام يفتخر بأن به أكبر حمام في البلدة"، مشيرا إلى النهر الذي يجري من تحت منزله العائم. وبالنسبة لمعظم السائحين، فإن الصعود على متن أحد قوارب شركة "ساكايكرانج ريفر كروز" للرحلات البحرية توفر لمحة كافية عن الحياة في المنازل العائمة.
وكان نهر ساكايكرانج يستخدم كشريان حياة تجارية للمقاطعة. وقبل قرن مضى، كانت المدينة تشتهر بأرزها عالي الجودة، والتي كانت تنقله السفن إلى نهر تشاوبرايا وحتى بانكوك. ومع هذا، أصبحت عملية النقل النهري أكثر صعوبة بعد أن أنشأت تايلاند أول سد ضخم في نهر "تشاوبرايا" في عام 1957 في منطقة تشاي نات/نحو 50 كيلومترا جنوب يوتاي تاني.
ويوفر السد نظام ري أفضل لحقول الأرز في تشاي نات، والتي فاقت منذ ذلك الحين محصول يوتاي تاني وصعبت عمليات النقل من المقاطعة.
وقال مانوك بورنبيبون ، والتي كانت عائلته تمتلك أكبر مضرب للأرز في المقاطعة، إن "تجارة الأرز في يوتاي تاني في انخفاض منذ عقود... وفي الوقت الحالي، يتم نقل كل الأشياء عبر الطرق البرية، وليس النهر".
يذكر أن ثاني أهم مناطق الجذب للسائحين الأجانب في المقاطعة هي منطقة "هواي كا كاينج" ، وهي أكبر محمية للحياة البرية في تايلاند والتي اختارتها وكالة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة(يونيسكو) كموقع للتراث العالمي في عام 1991 .
وعلى الرغم من أن معظم المحمية محظورة أمام السائحين، ما يتطلب الحصول على إذن مسبق قبل أن يستطيع المرء قضاء ليلة في المنطقة المخصصة للتخييم، فإنه يمكن الانتقال بالسيارة إلى المكتب الرئيسي للمنتزه في ضاحية لان ساك/نحو 80 كيلومترا من مدينة يوتاي تاني.
وبني نصب تذكاري جميل في مقر المنتزه لتكريم سويب ناكاساتيان، وهو رئيس سابق لمحمية الحياة البرية والذي انتحر في عام 1990، بدافع اليأس إزاء انتشار الصيد الجائر وقطع الأشجار غير القانوني في المنتزه.