تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


دبي .. تجمع العالم بفنونه ومنتجاته ومعالمه في "قرية"




دبي- أحمد هاشم - تتميز مدينة دبي بمشروعاتها الفريدة عالميا.. فمن "برج خليفة" الذي يعد أعلى ناطحة سحاب شيدها إنسان، إلى "جزر النخلة" التي تعد مدنا متكاملة بنيت على سطح البحر، ومن أطول نوافير في الشرق الأوسط، إلى اكبر حوض سمك، وحديقة حيوانات مائية بالعالم.


دبي .. تجمع العالم بفنونه ومنتجاته ومعالمه في "قرية"
وفي صحراء المدينة الخليجية، يقف مشروعا آخر، يتصدر قائمة المشروعات الفريدة بالإمارات والخليج، والعالم، هو "القرية العالمية".
و هذه القرية، هي مشروع سياحي ترفيهي يمتد على مساحة 17 مليون قدم مربعة، ويجمع العالم بمنتجاته وفنونه ومعالمه تحت سقف واحد.

ولأنه مشروع فريد، فإنه يستقطب ما يزيد عن مليون و250 الف سائح شهريا، من مختلف أنحاء الدول العربية والغربية والأسيوية، ويتفوق بعدد زائريه على دول كبرى عريقة في مجال السياحة.
ومن يتجول في هذه القرية، يرى معالم باريس والشانزلزيه، ومعابد مصر الفرعونية وميدان التحرير، ويشاهد التنين الصيني، والمعابد الأسيوية، ويعيش بين الغابات الأفريقية، ويستمتع برقصات الشعوب الفلكلورية. وهذا العام، أتمت "القرية العالمية" 17 سنة من عمرها، وتوصف بأنها "أكبر منطقة بالعالم تجمع بين التسوق والترفيه والفنون".

داخل القرية تنتشر أجنحة عملاقة لعشرات الدول، وتم تصميم كل جناح وفقا للمعالم الشهيرة للدولة، وأمامه يقف مواطنون بأزيائهم الشعبية، يرحبون بالزوار ويقدمون لهم مشروباتهم وحلوياتهم المحلية التي يشتهرون بها. وفي كل جناح، تنتشر متاجر، تعرض أبرز السلع والمنتجات التي تنتجها الدولة، والأكلات الشعبية، والمنتجات التراثية، وتقدم عروضا لرقصات وفنون محلية.
"إنها قرية، لكنها تختصر العالم في زيارة واحدة" بهذه العبارة تحدث فهد سعود، وهو سعودي، قدم من الرياض خصيصا لزيارة القرية العالمية.

وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : في شهر ديسمبر من كل عام اصطحب اسرتي إلى دبي لزيارة القرية العالمية، ونقضي في القرية اكثر من 6 ساعات، في كل زيارة ولا تكفي، فنكررها لعدة أيام".
ويضيف: طفت دول أوربية وأسيوية عديدة، لكن لم أرى مشروعا يجمع اشهر معالم العالم في منطقة واحدة مثل هذه القرية.

ويصف الزائر الهندي اشوك فنجا، القرية العالمية بأنها "تقدم له كل منتجات العالم على طبق واحد"، ويضيف: تأتي كل دولة إلى دبي، وتعرض أبرز وأشهر منتجاتها المحلية، فإذا أردت منتجات جلدية اذهب إلى جناح تركيا، وإذا أردت سجادا يدويا مبهرا اذهب إلى إيران، وفي الصين ابتكارات وأجهزة الكترونية فريدة، وزهيدة الثمن".
ويتابع بالقول "لا يمضي أسبوع تقريبا إلا وازور القرية أنا وأسرتي ونشتري بضائع لمنزلنا في الإمارات، وبضائع أخرى نرسلها إلى الهند، لنؤثث منزلنا هناك بأشهر منتجات وتحف العالم".

وتقول بشاير محمد، وهي كويتية جاءت للسياحة في دبي" من يدخل "القرية العالمية" يتعرف على حضارات دول العالم، وداخل كل جناح محلات تعرض المنتجات الوطنية لكل دولة، ومواطنين يرتدون ملابسهم الوطنية يستقبلون الزوار بعبارات ترحيب ينطقونها بلغاتهم، ويقدمون لك مشروباتهم الشعبية".

وتضيف" أنا لا أخرج من كل جناح إلا وقد حصلت على تذكار من تلك الدولة، واقتنيت بضائع لم أكن أصل اليها، لولا هذا المشروع السياحي الفريد".
وقالت" بعد كل زيارة، أشعر أني زرت العالم بأكمله، وتعرفت على حضارات الشعوب، واستمتعت بفنونهم ومنتجاتهم في يوم واحد فقط".

وما يميز هذا المشروع السياحي أنه يجمع كل أجناس البشر، وتكفي جولة في هذه القرية لترى فيها أصحاب البشرة السمراء القادمين من أعماق أفريقيا يقفون جنبا إلى جنب وأصحاب الشعر الأشقر أبناء القارة الأوربية، وإلى جوارهم الصينيون بعيونهم الضيقة، ومواطني جنوب شرق آسيا واستراليا وأمريكا الجنوبية.
ويرى الزائر لأجنحة القرية ابن السودان بجلبابه الأبيض، ويلتقي المصري الصعيدي بعمامته المميزة، واليابانية مرتدية الكيمونو الشهير، والهندية بالساري، والمكسيكي بقبعته العريضة.

ويصف سعيد علي بن رضا، المدير التنفيذي للقرية العالمية، المشروع بأنه "وجهة ترفيهية عائلية تجمع ثقافات وفنون ومنتجات العالم في بقعة واحدة".
وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا)" تقام القرية العالمية على مدار 4 شهور تقريبا، كل عام، تقدم خلالها تشكيلة متنوعة من البضائع والعادات والثقافات والعروض الترفيهية التي تغطي طيفاً واسعاً من حضارات العالم بما في ذلك الموسيقى، والرقص، والفنون، والحرف اليدوية، والمسرح، وعروض الأزياء والطعام من مختلف القارات".

ويضيف" استقطبت القرية ما يقرب من 50 مليون زائر وسائح من كل مدن العالم على مدار 17 عاما، ما يؤهلها لمنافسة دول سياحية كبرى".
ويكمل" تعد القرية، الوجهة السياحية الأبرز في دبي، والمركز المتميز للتواصل والتمازج بين حضارات العالم في كل عام، ونسعى في كل موسم إلى تقديم العديد من العناصر المبتكرة والعروض الجديدة حتى تكون زيارة القرية تجربة لا تنسى". وقد انطلقت فعاليات القرية العالمية لأول مرة في عام 1996 على ضفاف خور دبي. وانتقلت بعدها إلى مقرها الدائم عام 2005 في منطقة دبي لاند، التي تعد أكبر وجهة للسياحة والتسلية والترفيه في المنطقة. وشهدت القرية نمواً كبيراً منذ انطلاقها، فمن 18 دولة مشاركة في موسم عام 1997، إلى أكثر من 40 دولة هذا الموسم.
وارتفع عدد الزوار من 500 ألف عام 1996 إلى ما يزيد عن 4.5مليون زائر تقريبا كل عام.

ومن يتجول في القرية، لابد ان يزور الجناح السعودي، الذي تفوح منه رائحة القهوة العربية، التي يقدمها السعوديون للزائرين عملا بتقاليد الضيافة العربية.
ويتميز الجناح بعرضه عشرات الأنواع من التمور التي تشتهر بها المملكة، وأبرزها السكري والخلاص وحاتمي، وتشهد جميعها إقبالا كبيرا من الزائرين خاصة الخليجيين منهم.
وإلى جانب التمور، تفوح رائحة العطور، وعلى رأسها العطور المشبعة برائحة العود والمخلط والمسك.
وتقيم الكويت سنويا جناحا ضخما في القرية، يستقطب الاف الزوار يوميا.

ويقول مسئول الجناح محمد عبود: تم بناء "الجناح الكويتي" على شكل قصر السيف الذي يعتبر من اقدم الصروح التاريخية في دولة الكويت، ويحتل مساحة 1200 متر مربع ويضم 50 محلا متنوعا يضم أجود انواع المنتجات الكويتية، ومن أبرزها الحلويات الكويتية والعطور والأدوات المنزلية، بالإضافة إلى مطعم للأكلات الشعبية الكويتية".

ويشعر من يدخل أجنحة دول أفريقيا أنه في غابة، فجميع المعروضات عبارة عن مشغولات يدوية منحوتة من الطبيعة، كالأحجار والخشب الأسود، وأكثر هذه المعروضات هي الأقنعة والطبول، وتماثيل لحيوانات مفترسة. وفي الجناح المصري تحيط الزائر الحضارة الفرعونية، فالجناح مصمم على هيئة معبد فرعوني، ويرتدي الموظفون ملابس ملوك الفراعنة، يستقبلون الزوار باشارت ترحيب تشبه المرسومة على معابد المدن الأثرية. ويحصل الزائر للجناح على رسومات منقوشة على ورق البردي، وهدايا تذكارية منحوتة على الحجر الفرعوني، يصنعها حرفيون مهرة امام السائحين في القرية.

ويضم الجناح متحفا للحضارة الفرعونية يضم 53 تمثالا للملك الفرعوني توت عنخ امون ومومياوات وبعض الحلي والمقتنيات الفرعونية طبق الأصل.
وقال قنصل مصر بدبي مهاب نصر، الذي افتتح الجناح، إن الجناح المصري يعكس أصالة وحضارة مصر على مر العصور منذ الاف السنين.
ويضم الجناح المقام على مساحة 300 متر مربع 88 متجرا، وصالة للسينما وورشة للحرف اليدوية ونماذج لميدان التحرير وسوق خان الخليلي في ديكور مماثل للواقع.

وشملت معروضات الجناح المصري هذه العام الأشغال اليدوية مثل المنتجات الصوفية، واشغال يدوية للحفر والتشكيل على الرمال والتي تتم أمام الجمهور في ورش مفتوحة مشابهة لما يحدث في سوق "خان الخليلي" بالقاهرة، إضافة إلى المنتجات الخشبية المصنعة يدويا ذات الجودة العالية والجلاليب الشرقية وركنا خاص المصنوعات الخشبية.

ويقدم الجناح تشكيلة متنوعة من الأطعمة والمشروبات المصرية الشهيرة، منها "الكشري" و"الفطير" و"الملوخية" والبطاطا، وعصير القصب.

أما الجناح اللبناني فيقدم طيفا من الصناعات اللبنانية الشهيرة في مجالات الأشغال والحرف اليدوية، أنواع الصابون البلدي الشهير، التحف والحفر على الفضة، المواد الغذائية، الملابس التقليدية والحديثة، الجلديات والأحذية الحلويات المعروفة والإكسسوارات المنزلية.

وتقدم لبنان أيضا عروضا فنية يومية لزوار الجناح، بما فيها عروض فرقة الفنون الفلكلورية والدبكة وعروض الأعراس اللبنانية الشعبية، بالإضافة إلى فرقة الفنون اللبنانية التي تشارك هذا العام بقوة على مسرح الجناح. وقالت فرح الخطيب الحريري، القائم بأعمال السفارة اللبنانية في أبوظبي : "نفخر بمشاركة الجناح اللبناني في القرية العالمية التي تعد بحق الوجهة الأبرز للترفيه والتسلية في المنطقة".
وأضافت "يعكس الجناح اللبناني الصورة الحضارية والثقافية والتراثية التي تميز لبنان".

ويعتبر الجناح الهندي في القرية العالمية من اكبر الأجنحة واكثرها ازدحاما وتنوعا للمنتجات المعروضة والتي تتضمن المشغولات اليدوية من الحقائب والشنط والملبوسات والديكور المنزلي، اضافة إلى المشغولات المصنوعة العادية، وتفوح من الجناح روائح المأكولات الهندية الشهيرة بتوابلها التي تعطي للولائم نكهتها.

وكعادة الهنود دائما يستغلون المهرجانات للاحتفال ولا ينسون الترويج لبلدهم الأصلي، حيث تركز بعض الشركات السياحية على عرض المواقع السياحية لهذه الدولة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على العادات والتقاليد العريقة لسكانها.

وتمثل واجهة القرية الهندية لهذا العام حصن "جواليور" بطول 90 متراً وارتفاع يصل إلى أكثر من 11 متراً، ويعتبر هذا الحصن تحفة فنية بحد ذاتها في الهند بناه ملك جواليور راجا مانستينج تومار في القرن الخامس عشر، وتطلب بناء هذا الجناح وجود أكثر من 100 حرفياً قدموا مباشرة من الهند لإنجاز مهمة بنائه.

وتضمن الجناح مجسما على شكل معبد "سانتشي ستوبا" المعروف عالمياً في مدينة سانتشي التابعة لولاية "ماديا براديش"، ويعتبر هذا المعبد، الذي قام ببنائه الإمبراطور أشوكا، واحداً من أقدم الأبنية الموجودة في الهند. وأقامت القرية هذا الموسم بازارا عرض مجموعة من البضائع المتنوعة التي تعبر عن تراث ومنتجات الدول المختلفة.
وأقامت أيضا خيمة للفعاليات قدمت مجموعة من عروض الأزياء من مختلف أنحاء العالم ، كان أبرزها عروض لأزياء تقليدية و تراثية و أزياء حديثة و فساتين تتضمن تصاميم من مصر المغرب السعودية لبنان والكويت .

والمثير أن الزائر طوال جولته في القرية سوف يستمتع إلى أنواع مختلفة من اللغات واللهجات المنطوقة في أرجاء الأرض، ما يؤكد أن دبي "وحدت العالم في قرية".

أحمد هاشم
الاربعاء 22 فبراير 2012