تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


رحلة سويسرية للمشي بأحذية الثلوج عبر أكبر كتلة جليدية في العالم




رايدرالب(سويسرا)- ديرك أفيرش -قديماكان الأهالي الذين يؤمنون بالخرافات في كانتون فاليز السويسري يخشون منإثارة غضب كتلة أليتش الجليدية الهائلةحتى لا تنهار وتكتسح مساكنهم والأراضي والمنافع التي يتعيشون عليها، ولكنالآن أصبحت هذه الكتلة التي تعد الأكبر في العالم تعمل كمعلم جذب لهواةالتزلج الذين يقضون عطلاتهم في محيطها.


رحلة سويسرية للمشي بأحذية الثلوج عبر أكبر كتلة جليدية في العالم
ويندفعمعظم الزوار مارين بالغابة الحافلة بأشجار الصنوبر واللاركس العتيقةالواقعة على حافة الطريق السريع المكسو بالجليد دون أن يدركوا أنهم يضيعونفرصة الاستمتاع بإحدى أجمل رحلات التزلج باستخدام الأحذية الخاصة بالتزلجفي منطقة جبال الألب.

ويقفإديلبرت كومر الرجل الذي يعرف معالم هذه المنطقة الخلابة مثلما يعلمتفاصيل ظهر يده منتظرا خارج المحطة في بلدة رايدرالب على ارتفاع1925 مترافي صباح صحو الطقس بشكل خاص، وقد جلب إديلبرت معه عددا كبيرا من أحذيةالجليد والعصي لهذه المناسبة وهي أول رحلة للسير على الجليد في الموسمالجديد عبر الغابة المحمية.
ويقول المرشد السياحي ذو اللحية لأفراد فوج الزوار الذين يرعاهم خلال الرحلة قبل الانطلاق : " نادوني إيد فحسب "،ويضيف إن الشيء الجيد هو أنه ليست هناك أية ممرات على الجليد واصفاالمنطقة بأنها صافية وهادئة، ويبدو هذا القول واعدا والأكثر من ذلك تعدالمنطقة كعالم من التراث الثقافي.

وتعدكتلة أليتش الجليدية الأكبر في منطقة الألب وتحتل الجزء الأكبر من منطقةجونجفراو أليتش بايتشهورن الجبلية الجليدية التي أدرجتها منظمة اليونسكو فيقائمة مواقع التراث العالمي، ويمتد نهر الجليد الهائل لكتلة أليتش لمسافة32 كيلومترا صوب القمم الجبارة لجبال إيجر وموينش وجونجفراون ومع ذلك يقول الخبراء إن هذه الكتلة تنكمش بما يتراوح بين30 و75 مترا سنويا.

وعندسفح الكتلة الجليدية تقع غابة أشجار اللاركس المحلية، ويوجد بالغابةمجموعة من أقدم الأشجار الأوروبية عمرا ومن بينها أشجار آرفن الصنوبريةالتي يقدر عمر بعضها بما يتراوحبين 700 و800 عام، وتقرر إعلان منطقة الغابة محمية طبيعية عام 1933، وتبدو الأشجار مغطاة بالثلوج الكثيفة كما أن المناظرالطبيعية في هذا المكان بكر وعلى درجة عالية من الجمال، فهي عبارة عن سهل ملتف برفق مع تموجات تشبه حلوى الخمطي أو المارشميلو.
ومعكل خطوة يخطوها الرحالة تنسحق الثلوج تحت وطأة أحذية الجليد ويبدأون فيالانزلاقعلى المنحدرات قبل أن يسقطوا من أعلى التل، ويعلمهم المرشدالسياحي الذي يبلغ من العمر73 عاماكيفية الهبوط بشكل صحيح سواء عن طريق الإنزلاق بشكل متحكم فيه فوق ركبةممتدة أو عن طريق قطع خطوات سريعة وقصيرة في البداية على الجليد بمساعدةعتلة.

ويمرالطريق عبر شجرة صنوبر محترقة من جراء إلقاء سيجارة مشتعلة بإهمال، وهذهالشجرة السوداء المحترقة تحذر الرحالة من إلقاء أعقاب سجائرهم بالمكان،وحتى بينكيو الصغير الذي اشتهر في قصص الأطفال بالكذب له مكان هنا أوبالأحرى له شجرة على شكله ولها فرع مثل أنفه الطويل، بينما شقت جذور شجرةصنوبر أخرى طريقها خلال عشرة أمتار من الصخور ، ويعلق إيد قائلا إن هذهالأشجار تمكنت حقيقة من البقاء على قيد الحياة وسط المناخ القاسي.
ومعكل خطوة يغطس الرحالة وسط الثلوج التي تساقطت حديثا مما يستنزف قواهم،وداخل سهل صغير تحميه وجه صخرة من الرياح يقرر إيد أن يعطي المجموعة فترةراحة لالتقاط الأنفاس، ومن داخل حقيبة ظهره يستخرج زمزمية ويصب منها الشرابفي أكواب ورقية، واستنادا إلى قطع الثلوج المتدلية من لحية إيد يكون الوقتقد حان لتناول بعض الشراب المنعش الدافىء.

ويقودإيد مجموعات رحلات المشي على الجليد خمس مرات في الأسبوع وهو يتمتعباللياقة البدنية نتيجة لذلك، ويقول إن هذه الرحلات تجعل المرء يبعد عنالزحام ونادرا ما يرى خلالها مجموعات أخرى من الزوار، وأصبح هناك مزيد منالنشاط على ممرات التزلج الشتوية التي يبلغ طولها70 كيلومترا خاصة في سفوح التزلج وحولها التي يبلغ طولها 107 كيلومترات في منطقة أليتش.

وتستمرالرحلة على طول الركام الصخري المتوسط الذي يتكون من أنقاض الصخور التياندفعت إلى أسفل على جانبي المجاري المنفصلة ويبلغ عمرها11 ألف عام على الأقل، وتتيح هضبة منظرا حاكما يطل على وادي الرون وجبل فيسهورن الهرمي الشكل وجبل ماترهورن الشهير.

وعند الوصول إلى منتجع رايدرفوركا الجبلي الذي يقع على ارتفاع2065 مترابين رايدرالب والكتلة الجليدية يكون الجزء الأكبر من الرحلة التي تستغرقأربع ساعات قد انتهى، وتظهر للعيان فيلا كاسيل التاريخية، وكان قد تم تشييدهذا الفندق السابق الرائع على الطراز الفيكتوري عام 1901 ويمكن أن يحصي من بين ضيوفه المشاهير السياسي البريطاني البارز وينستون تشرشل.

ويتذكرالسكان المحليون بالمنطقة أن تشرشل كان يشعر بالإنزعاج من جلجلة الأجراسالمستمرة في رقاب قطعان الأبقار أثناء فترة إقامته بالفندق لدرجة أن صاحبالفندق إيرنست كاسيل كان يعطي رعاة الأبقار نقودا لحشو الأجراس بالقش،وتحول مبنى الفندق الآن ليصبح مقرا لمركز أليتش لحماية الطبيعة الذي يزودالراغبين بالمعلومات والدورات الدراسية حول الحياة النباتية والحيوانية فيالمنطقة.

وفيالوقت الذي يتم فيه استكمال النزول إلى رايدرالب يكون الليل قد أرخىسدوله، ويزدان الطريق بأكواخ خشبية مشيدة على طراز كانتون فاليز التي تشبهجدرانها كعكة الزنجبيل بينما تبدو قشرة سميكة من الثلوج مثل غطاء من الحلوىالمثلجة فوق سطحها، ويرجع تاريخ بناء أقدم هذه الأكواخ لعام1606 ويسمى ناجولشبالمو وتم تحويله إلى متحف.

ديرك أفيرش
السبت 25 فبراير 2012