تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


سرقة الأطفال وإرسالهم لأنصار الحكومة لتبنيهم إضافة جديدة لسجل فرانكو الإجرامي بأسبانيا




مدريد - هوبيرت كهل - لا يخفى على أحد أن نظام فرانكو الديكتاتوري في أسبانيا قتل ما يربو على 100 ألف من خصومه بعد فترة وجيزة من انتهاء الحرب الأهلية في البلاد (1936­ - 1939)


ولكن يظل الاختطاف المنظم للأطفال ، جريمة لهذا النظام لا يعلم بشأنها الكثيرون ، وحتى اليوم لا تزال أسبانيا تعاني من تبعات ذلك الرعب.

وتقول ماريا خوسيه إستيفيز ، متذكرة بحزن ولادتها لطفلها في أيلول/سبتمبر 1965 في مدينة قادش ، :"كان طفلا جميلا وقويا". ولم تنعم المرأة التي تنحدر من منطقة "الأندلس" برؤية طفلها سوى مرة واحدة ، ولم تتفتح عينها عليه مرة أخرى.

وقالت إستيفيز /66 عاما/ لصحيفة "إل باييس" مؤخرا إن "الممرضات أخذن الصبي إلى غرفة جانبية ثم قالوا لي إنه توفي... لكن حتى ذلك الوقت ، كنت أسمع بوضوح صوت بكاء يأتي من الغرفة المجاورة".

وتثق إستيفيز أن ولدها لم يمت بعد فترة وجيزة من ولادته في المدينة الساحلية الواقعة جنوبي أسبانيا. وبدلا من ذلك ، تعتقد أن ابنها ضحية لواحدة من أسوأ جرائم نظام فرانكو ، والتي كانت عبارة عن سلسلة من الفظائع وقع فيها كل ما هو أسوأ لأنها لم تظهر للعلن إلا في الآونة الأخيرة.

وشاركت حكومة فرانكو ، والتي حكمت أسبانيا من عام 1939 وحتى عام 1975 ، في عملية خطف منظمة. ولم تكشف الجرائم إلا من خلال فيلم وثائقي على قناة تليفزيونية في إقليم كتالونيا وتحقيقات أجراها القاضي بالتسار جارثون ، والذي صنع اسما لنفسه باعتباره ممثل الادعاء في جرائم حقبة فرانكو.

ووفقا لتلك التقارير ، فإن الأطفال كانوا يؤخذون بصورة اعتيادية من آبائهم مباشرة بعد الولادة ، ثم يتم إعطاؤهم بعد ذلك هويات زائفة ويعرضون على أنصار الحكومة لتبنيهم.

ويبدو أن عمليات الاختطاف لم تكن قاصرة فقط على العيادات الطبية والمستشفيات ، بل امتدت إلى معسكرات في فرنسا لجأ إليها يساريون أسبان وعائلاتهم بعد انتهاء الحرب الأهلية.

وحدد تقرير لجارثون نشر في عام 2008 أعداد الحالات بأنها تبلغ نحو 30 ألف حالة ،ووفر طبيب نفسي يدعى أنطونيو فاليخو ناخيرا ، توفي في عام 1960 بعد عمله لصالح نظام فرانكو ، مبررا لعمليات الاختطاف.

وتذكر حجج ناخيرا أن الماركسية ، والتي كانت يتبعها خصوم فرانكو ، عبارة عن نوع من المرض العقلي ، ويتعين إنقاذ أطفال الآباء المصابين من ذلك المرض العقلي. وبالتالي سيتجدد "الجنس الأسباني" .

وسرعان ما تضافرت الدوافع المالية إلى الدوافع العقائدية ، حيث كان من المفترض دفع أموال للأطباء الذين يساعدون في سرقة الأطفال ،ويتساءل المؤلف بنجامين برادو :"كيف يمكن أن توجد دراما بهذه الأبعاد وتختفي عن أعين العامة لفترة طويلة".

وشهدت المحاكم منذ عهد فرانكو وقتا عصيبا يتعلق بمحاسبة المسئولين عن ذلك الحكم الديكتاتوري. وحاول جارثون تغيير ذلك الوضع ، إلا أنه وجد نفسه وقد أحاطته المشكلات بعد أن تجاوزت تحقيقاته التفويض الممنوح له. وتم إيقافه منذ ذلك الحين.

واستفيد من هذه النقطة في وجود حركة في الفترة الحالية بين أقارب المختطفين لاكتشاف الحقائق ، وبدأوا بتقديم شكاوى وهو الاتجاه الذي يتحول إلى موجة من الدعاوى القضائية.

بيد أن مكتب خافير زرازجوسا يقول إن هناك فرصة ضئيلة في الإفصاح عن تلك القضايا. ووقع عدد كبير من عمليات الاختطاف منذ سنوات مضت. وربما يكون حق التقادم انتهى في كثير من القضايا.

ومع هذا ، لم تتخل استيفيز عن الأمل في العثور على ابنها الذي مر على ولادته 45 عام ،وقالت :"لن أكون قادرة على التصرف كأم له بعد الآن ، لكن أرغب على الأقل في أن أقول له إنني لم أتخل عنه ، لكنه سرق مني" .

هوبيرت كهل
الاحد 2 يناير 2011