ونقلت الصحيفة، في موقعها الإلكتروني، عن حسن نصر الله قوله إن الحزب كان هدفاً للاتهامات على مدى سنوات، مشيراً إلى أن تدمير الحزب حلم، وأن الهدف من الحملات المتواصلة عليه هو تشويه صورته وإرهابه. وقال المحلل السياسي اللبناني إلياس مهنا، صاحب مدوّنة «قفا نبك»، للصحيفة إنه «في حال أصدرت المحكمة اتهامات ضد مسؤولين بارزين في حزب الله، فإن من المؤكد أن المرحلة السلمية التي يشهدها لبنان في الوقت الراهن سوف تنتهي تقريباً». وأشارت الصحيفة إلى أن ما زاد من حدة التكهنات هو وصول فريق من المحققين التابعين للمحكمة إلى لبنان قبل أسبوعين وطلبهم التحقيق مع عناصر من حزب الله. وأضافت أن حزب الله نفى مراراً تورطه في اغتيال الحريري، منذ ظهرت اتهامات في هذا المنحى العام الماضي في مجلة «دير شبيغل» الألمانية. وتحدثت الصحيفة عن صعوبات يواجهها المحققون في جمع أدلة تثبت تورط مسؤولين سوريين في الاغتيال. وقالت: إن «سورية التي هيمنت على لبنان سياسياً وقت اغتيال الحريري، كانت المشتبه فيه الرئيسي منذ بداية التحقيق.. ولكن سرعان ما تم استبعاد تورطها». ونقلت عن دبلوماسيين غربيين ومسؤولين، قالت إنه تم اطلاعهم على جوانب التحقيق الذي تقوم به المحكمة، قولهم إن «ثمة دلائل تشير إلى أن المحققين يواجهون صعوبات في كشف أدلة تربط أشخاصاً في دمشق بعملية الاغتيال». وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين في حزب الله يقولون إنهم على اقتناع بأن الاتهامات ليست سوى محاولة من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل لإضعاف الحزب عسكرياً، بصرف النظر عما إذا كان لعب دوراً في اغتيال الحريري. ونقلت عن شخص يدعى «أبومهدي»، وهو قائد وحدة في الحزب طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن «الأميركيين يحاولون استخدام المحكمة كسلاح ضدنا». وأضاف «قبل أن نتمكن من مواجهة إسرائيل، علينا أن نعد الجبهة الداخلية حتى لا يتمكن أحد من استغلال المحكمة لإضعافنا». ورداً على سؤال عما إذا كان ذلك يعني احتمال نزول عناصر حزب الله إلى الشوارع للدفاع عن «المقاومة»، أكد أبومهدي أن «كل الاحتمالات واردة». واستشهدت الصحيفة بالعنف الذي شهدته مناطق في لبنان في مايو (أيار) 2008، عندما اجتاحت عناصر من حزب الله وحلفائه السياسيين مناطق بيروت الغربية، ما أدى إلى اشتباكات مع الدروز في المناطق المشرفة على العاصمة بيروت، وسقوط أكثر من 100 قتيل، واقتراب البلاد من حافة الحرب الأهلية. وقالت إن سبب الأحداث كان قرار الحكومة قطع شبكات الاتصال الخاصة بالحزب. ولم تهدأ الأمور إلا بعد التوصل إلى اتفاق في العاصمة القطرية الدوحة. ورأت الصحيفة أن الهدوء النسبي الذي ينعم به لبنان منذ حوالي عامين يمكن أن يصبح عرضة للخطر، وتُنكأ الجراح بين السنة والشيعة إذا ما اتهمت المحكمة الدولية حزب الله باغتيال الحريري. وقالت إن أصداء مشاعر التذمر والقلق تتردد في الدوائر السياسية والإعلامية في لبنان، مستشهدة بما عبّر عنه الوزير السابق الموالي لسورية وحزب الله وئام وهاب، قبل حوالي أسبوعين، من مخاوف بشأن احتمال تسييس المحكمة، ما قد يجلب الدمار على لبنان. كما تحدّث وهاب عن احتمال تعرُّض قوات اليونيفيل الدولية العاملة في لبنان للاستهداف، في حال صدر قرار يتهم حزب الله بعملية الاغتيال، وهو ما فسره البعض على أنه تهديد لهذه القوات التي يبلغ عديدها 13 ألف جندي. وأكدت «كريستيان ساينس مونيتور» أن رئيس الحكومة سعد الحريري «سيكون في وضع صعب في حال أصدرت المحكمة الدولية اتهامات بحق عناصر من حزب الله»، ولاسيما أن حكومته تضم عضواً فيه. ونقلت عن محللين قولهم إن أي محاولة لإرغام حزب الله على الامتثال لمطالب المحكمة، قد تؤدي إلى انهيار الحكومة.
--------------------------
اوان
--------------------------
اوان


الصفحات
سياسة








