تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


عبدالله السنوسي لم يتوقع أن يتحول اعتقال فتحي تربل الى شرارة تشعل الثورة الليبية




طرابلس - عماد لملوم - بلا شك لم يكن عبد الله السنوسي قائد الاستخبارات الليبية في عهد معمر القذافي، عندما امر باعتقال المحامي فتحي تربل في 15 شباط/فبراير 2011 في بنغازي (شرق)، يتوقع انه امر حينها بالاطاحة بالنظام.


فتحي تربل الشرارة التي اشعلت الثورة الليبية
فتحي تربل الشرارة التي اشعلت الثورة الليبية
وكان فتحي تربل الناشط في مجال حقوق الانسان والمعتقل السياسي سابقا، منسق احدى المنظمات القليلة المستقلة في البلاد: وهي جمعية عائلات ضحايا سجن ابو سليم حيث اعدمت قوات الامن 1200 سجين سياسي في 1996.

وفي سن التاسعة والثلاثين اصبح فتحي تربل وزير الشباب والرياضة، وروى لفرانس برس ذكرياته ذلك الثلاثاء 15 شباط/فبراير عندما اعتقل واقتيد الى عبد الله السنوسي، ذراع قمع النظام.

وقال انه في سياق الثورتين التونسية والمصرية "كان الحوار في الانترنت حول وقت ومكان (التظاهرة) يوم 17 لكنهم لم يتوصلوا الى التفاهم حول وقت ومكان التجمع" لتنظيم "يوم الغضب".
واختير الموعد احياء لذكرى مقتل 14 شخصا في صدامات وقعت في 17 شباط/فبراير 2006 بين قوات الامن الليبية ومتظاهرين هاجموا قنصلية ايطاليا احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد.

واضاف فتحي تربل "كنا نعرف ان ليس كل العالم عنده انترنت فقررنا ان نجد صيغة لنطبع مناشير تدعو الى التظاهر في اخر لحظة وتوزيعها في المدينة".
واكد ان ذلك اليوم حضر عشرون رجلا تقريبا الى منزله فاعتقلوه واقتادوه عند الغروب الى مقر قيادة شرطة بنغازي الى عبد الله السنوسي الذي تبلغ عن نوايا هذا "العنصر المشوش".

وقال "طلب مني ان انزل من السيارة وامشي على قدمي في ساحة كبيرة حيث كانت متجمعة قوات الامن فتهيأت نفسيا وكنت اعتقد انهم سيصفوني وكنت اتصور الرصاصات تخترق جسدي".
وتابع "اوقفني عبد الله السنوسي ومد يده ليصافحني وقال وين تحب توصلها؟"

ودام نقاش صاخب بين الرجلين اكثر من ساعتين وقال فتحي تربل ان السنوسي حاول اقناعه بالتخلي عن الدفاع عن عائلات ضحايا سجن ابو سليم التي كان النظام يعتبرها نواة حركة احتجاج في بلد لا تتمتع فيه اي منظمة او حزب سياسي بحق ممارسة النشاط. وفي الاثناء انتشر خبر اعتقال المحامي وبلغ العائلات التي هرعت الى التجمع امام مقر الشرطة.

وقال فتحي تربل "كنت اسمع هتاف الاهالي في الخارج ولما سمعت نشيد +اذا الشعب يوم اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر+ (شعر ابو القاسم الشابي) (...) فهمت انها بداية النهاية".
ونزولا عند ضغط العائلات اضطر عبد الله السنوسي ان يطلق سراح المحامي.

وانسحبت العائلات من ذلك المكان لكنها توجهت الى وسط المدينة حيث واكبها الليبيون بالتظاهر وترديد الشعارات التي اشتهرت من حينها "نوضي نوضي يا بنغازي هذا اليوم اللي فيه تراجي" (انهضي انهضي يا بنغازي هذا اليوم الذي تنتظرينه).

وفرقت قوات الامن المتظاهرين بالقوة فسقط جرحى لكن في اليوم التالي امتدت الاحتجاجات الى البيضاء (شرق) والزنتان (غرب) وفي السابع عشر من شباط/فبراير اشتعلت البلاد وتحول الاحتجاج الى نزاع دام اطاح بنظام معمر القذافي الذي قتل في العشرين من تشرين الاول/اكتوبر.

وقال "اعتقد ان اعتقالي كان غلطة النظام، كان النظام مستعدا ليوم 17 فبراير لكن لما بدات التظاهرات يوم 15 اربكت النظام" مضيفا "ان اهالي ضحايا (سجن) بوسليم صنعوا وقت ومكان" التظاهرات.
وتبنى القادة الجدد تاريخ 14 فبراير كبداية الثورة بينما قال فتحي تربل ان "الثورة بدات ونضجت يوم 15" مضيفا "وقع تحريف هذه الثورة لانها رسميا سميت ثورة 17 فبراير لكن كل الناس تعرف ان الثورة بدات يوم 15".

عماد لملوم
الخميس 16 فبراير 2012