عشرات المنازل في حارات دمشق القديمة تحولت من مجرد بيوت سكنية هادئة إلى دور ثقافية
تلك هي حالة البيوت السكنية في حواري دمشق القديمة من الخارج.. بعضها " اجتاحته العولمة " بعدة طرق وأساليب ، وبعضها الآخر اجتهدت فيه أيادي محلية فأبدعت وحولت إبداعاتها إلى مهنة زاد الطلب عليها ، فاختلط أصيلها بمقلديها..
عشرات المنازل في حارات دمشق القديمة تحولت من مجرد بيوت سكنية هادئة إلى دور ثقافية تصدر بمعنى " ثقافة " الآخر أو بدقة "العولمة بنكهة سورية" التي تمزج بين المحلي وبين العالمي(البعض يفضل تسميتها السورنة ) ، فهذه البيوت محلية في كل شيء لكن مستخدميها وزائريها كلهم ينتمون أو يحاولوا أن ينخرطوا في حوار العولمة أو يتكيفون مع أساليب العيش الجديد الذي يعتبر ثقافة مختلفة من حيث نمط التفكير والطعام والشراب واللباس وطرق استخدام المال والتعاطي مع الآخر.
يقول النحات السوري الشهير مصطفى علي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) وهو صاحب أحد هذه البيوت التي تحولت إلى " جاليري " مليء بالحيوية والنشاط نهارا وليلا " كنت من أوائل الفنانين الذين قرروا أن يلجأوا إلى عبق دمشق القديمة ، المنزل كان متهرئا ومغمورا بالأوساخ والأتربة ، أتعبني سنوات حتى حولته إلى ملتقى لكل الناس من مختلف المشارب ، هو اليوم يستقبل الضيوف على مدار الساعة فيه فندق صغير وصالة عرض لوحات ومنحوتات ، وفيه كهف حولناه إلى بار ومساحة ارض الدار تستخدم لإقامة حفلات موسيقية محلية وعالمية ، هو باختصار حالة فرح وحب وتبادل الحوار والاحترام مع الآخر عبر ثقافة الأنسنة ، إذا جاز لي التعبير .
ويرى سامر قزح وهو رجل أعمال يدير متاجر للتحف الشرقية والانتيكات ويمتلك جاليري قزح للفن التشكيلي وهي من أجمل البيوت العربية القديمة " منذ افتتاح جاليري قزح عام 1994 بدمشق القديمة كنت اعتبر ذلك نوعا من المغامرة بالنسبة لي,خاصة وأن الاتجاه العام للاستثمار في المدينة القديمة في تلك السنوات كان يصب في مجال المطاعم ولاحقا الفنادق ، ففي تلك الفترة كان من المبكر على ما اعتقد أن يفكر المرء بهكذا مشروع .. كان الموضوع بالنسبة للبعض ضربا من المغامرة .
ويضيف لـ (د ب أ)، لكنني قررت دخولها لإيماني أن ثقافة الفن التشكيلي ستتطور في سوريا وستصبح مع مرور الوقت بيئة أعمال خصبة وثقافة مطلوبة من الأغنياء قبل المثقفين المعنيين بالحالة لمجرد أنها حالة رومانسية أو إبداعية ، كان هدفي أن المدينة القديمة بروحها وبنائها منبع للفن والتراث لذا يليق بها أن تكون لبيوتها(بمساحاتها وفناءها وقاعاتها) رؤية جديدة كدور للفن السوري المعاصر,والآن بعد ستة عشرة عام تحولت إلى مركز مهم في سوريا للفن التشكيلي ، مليئة بصالات العرض ومراسم الفنانين ، وأصبحت الحياة الثقافية من أساسيات المدينة القديمة .
من جهته يؤكد خالد سماوي صاحب" جاليري أيام " لوكالة الأنباء الألمانية أنه "لم يعد الفنان التشكيلي هو النجم فقط لقد أصبحت صالات العرض في سوريا أيضا هي صاحبة الشهرة والنجومية ، في كل البلدان يشار بالبنان إلى صالات العرض الشهيرة ، منذ فترة بيعت لوحة لفنان سوري في إحدى صالات باريس بـ50 ألف يورو ، مساحة اللوحة لا تتجاوز 50 × 60 سم ، لو لم تكن صالة العرض قوية ونافذة هل كان يصل سعر تلك اللوحة إلى هذا الرقم ، الفن بزنس ، هذا رأي، اللوفر وغيره نموذجا جيدا ، نحن ندفع سعر التذكرة حتى نشاهد الأعمال الشهيرة المعروضة في المتاحف في كل أنحاء العالم ، لدينا تجربتنا التي باتت موجودة في عدة بلدان عربية حتى الآن" .
ويضيف سماوي وهو مصرفي سابق ومغترب سوري عاد مؤخرا إلى دمشق وأسس واحدة من أهم صالات الفن في احد الأحياء الراقية في العاصمة السورية وهي ساهمت في رفع أسعار الفن التشكيلي والأعمال النحتية إلى أرقام كبيرة وتعاقدت الجاليري مع عدد من الفنانين لتسويق أعمالهم ومنحهم مرتبات شهرية وحصولها على نسبة من بيع أعمالهم حول العالم " الفنان الذي لا يبيع لوحاته يفشل ، لذلك " جاليري أيام تفكر ليس في عام 2010 أنما في عام 2025 من هنا أقول أن الفنان التشكيلي السوري قبل العام 2000 كان مسروقا ، كان هناك مؤامرة ضده ، الآن ملايين الدولارات حجم أعمال الوسط التشكيلي ، والمبالغ تتراوح بين 20 إلى 25 مليون دولار يتم تدولها في هذا السوق الذي ينمو باستمرار”.
ويشاركه الرأي زميله في المهنة جورج كامل الذي لا يعترض على قول سماوي عن حجم الأموال المستثمرة في بيئة الأعمال الفنية التشكيلية والنحت ولا يعترض على هذا الرقم صاحب " جاليري كامل" إذ يقول لوكالة الأنباء الألمانية " الفن التشكيلي أخذ اتجاها مختلفا عن السابق ، اليوم يوجد أكثر من 30 صالة منتشرة في بين الأحياء القديمة و الأحياء الحديثة كل منها تلعب دورا في تطوير الفن وتسهم بشكل ما في تحرير الفنان من عقدة الخوف والمغامرة لأنه سابقا لم يكن يملك الإمكانات المالية التي تأهله أن يستخدم أفضل المواد الأولية في الرسم أو طباعة كتالوج فاخر أو حملة إعلامية وإعلانية إضافة إلى تكاليف العلاقات العامة أثناء المعرض هذه كلها تسهم صالات القطاع الخاص بدفعها ، وبطبيعة الحال يجري الاتفاق على كل التفاصيل مع الفنان.
ويثار جدل كبير بين أوساط الفنانين التشكيليين والنحاتين حول صالات العرض الجديدة خاصة أن " جاليري أيام كانت اختلفت منذ فترة مع عدد من الفنانين البارزين مثل يوسف عبد لكي الذي كتب منتقدا أكثر من مرة سلوك جاليري أيام وصاحبها خالد سماوي وبعض الفنانين الذين يحسبون عليه علما إن عبد لكي كان سابقا من بين الفنانين الذي تعاقدوا مع " أيام " قبل أن يقرر الانفكاك عنها .
وتقام معارض للفن التشكيلي في دمشق بشكل مستمر لفنانين من مختلف المستويات كما تسهم المراكز الثقافية الأجنبية بتنشيط فرص الانطلاقة للشباب الجدد .
وتعتقد الفنانة التشكيلية نسرين إبراهيم صاحبة جاليري " نوى "خلال حديثها للـ(د ب أ) بأن الفن التشكيلي ليس بالضرورة أن يعتمد على خريجي الجامعات أو المعاهد ، انطلق في ذلك من تجربتي ، فموهبتي التي طورتها ذاتيا هي الأساس ، لا أنكر أهمية الدراسة الأكاديمية إلا أن ذلك قد لا يتوفر للجميع ، و " نوى " اليوم مشروعي الأبرز في قلب دمشق القديمة هو بمثابة وطن ، أرسم و أعرض فيه المقتنيات واللوحات وأقيم فيه الحوارات الثقافية وهو في بعض الأحيان ليس مجرد بيت عربي قديم تحول إلى جاليري فن إنما هو حاضنة دافئة لكل الأفكار المتنوعة انه بيت كل الأصدقاء السوريين والأجانب أريده أن يكون مكتبة متنوعة دوما ومحطة لكل المبدعين فيها ما يحتاجه الإنسان لينسى تعب السنين بين مزيج الألوان الموحش منها والدفء قبل أن أشبه تلك الألوان إلى " زواريب " الحواري في دمشق العتيقة التي عادت لتصهر الماضي بالحاضر وتخلق حياتها الخاصة"
ويعتقد عدد من المتخصصين في قضايا الفن التشكيلي أن " أعمال الفن التشكيلي السوري على عتبة العالمية ، فالكثيرون ترددوا على سوريا ، في الآونة الأخيرة ، لاختيار أعمال يضعونها في المتاحف الشهيرة في العالم .
وتقول الفنانة التشكيلية سارة شما والتي تركز في لوحاتها على " التشخيص" لوكالة الأنباء الألمانية "أعتقد أن الازدياد الملحوظ لعدد صالات العرض في دمشق في السنوات الأخيرة هو نتيجة منطقية لانفتاح سوريا على العالم، وتطور ونضوج الحركة الفنية الذي صاحب هذا الانفتاح، مع تحفظي على تعبير "نضوج" الذي استعملته، وأعتقد أن لهذا الازدياد مظاهر إيجابية وأخرى سلبية تبدو واضحة اليوم، فمن الناحية الإيجابية كل تعدد وتنوع وكثرة هو مفيد على مستوى المتلقي، والعدد الكبير يخلق أرضية أوسع لعرض أعمال فنية مختلفة، أما المظهر السلبي فيتلخص بنمو عدد الصالات بشكل أفقي وليس نوعي، فلا نجد تفرد وتخصص لدى صالات العرض المنتشرة اليوم من حيث نوعية الفن الذي تعرضه أو اتجاهه، وهو الأمر الذي يساعد ويوجه المنتجين والمتابعين للنشاط الفني في الدول العريقة في هذا المجال، ومع ذلك نجد أن صالاتنا بدأت بتنويع نشاطاتها من معارض إلى محاضرات إلى ندوات مما يساهم ولا شك بتحديد اتجاهاتها المستقبلية".
وأضافت" لا أعتقد أن تطور حركة الفن التشكيلي هو من مهمات صالات العرض الخاصة، فهي في النهاية تعكس الواقع الموجود ولا يهمها أو ليس بإمكانها تغييره، أما المؤثر الحقيقي فهو المؤسسات الثقافية من كليات ومعاهد ومتاحف ومراكز ثقافية، والدور الأهم يقع على عاتق المثقفين أنفسهم، وبالرغم من ذلك أعتقد أن انتشار الصالات وازديادها بحد ذاته يؤدي إلى انتشار أوسع للأعمال الفنية ويزيد الطلب عليها مما يحتاج إلى عرض أكثر وبالتالي إلى حاجة لصالات أكثر, وهكذا فإن العلاقة بين الطرفين هي علاقة تبادلية تتطور بتطور كل طرف وتقدمه. أنا على قناعة بأن المجال لا يزال مفتوح أمام العديد من الصالات الجديدة لتفتح أبوابها في بلادنا وتقدم الكثير
عشرات المنازل في حارات دمشق القديمة تحولت من مجرد بيوت سكنية هادئة إلى دور ثقافية تصدر بمعنى " ثقافة " الآخر أو بدقة "العولمة بنكهة سورية" التي تمزج بين المحلي وبين العالمي(البعض يفضل تسميتها السورنة ) ، فهذه البيوت محلية في كل شيء لكن مستخدميها وزائريها كلهم ينتمون أو يحاولوا أن ينخرطوا في حوار العولمة أو يتكيفون مع أساليب العيش الجديد الذي يعتبر ثقافة مختلفة من حيث نمط التفكير والطعام والشراب واللباس وطرق استخدام المال والتعاطي مع الآخر.
يقول النحات السوري الشهير مصطفى علي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) وهو صاحب أحد هذه البيوت التي تحولت إلى " جاليري " مليء بالحيوية والنشاط نهارا وليلا " كنت من أوائل الفنانين الذين قرروا أن يلجأوا إلى عبق دمشق القديمة ، المنزل كان متهرئا ومغمورا بالأوساخ والأتربة ، أتعبني سنوات حتى حولته إلى ملتقى لكل الناس من مختلف المشارب ، هو اليوم يستقبل الضيوف على مدار الساعة فيه فندق صغير وصالة عرض لوحات ومنحوتات ، وفيه كهف حولناه إلى بار ومساحة ارض الدار تستخدم لإقامة حفلات موسيقية محلية وعالمية ، هو باختصار حالة فرح وحب وتبادل الحوار والاحترام مع الآخر عبر ثقافة الأنسنة ، إذا جاز لي التعبير .
ويرى سامر قزح وهو رجل أعمال يدير متاجر للتحف الشرقية والانتيكات ويمتلك جاليري قزح للفن التشكيلي وهي من أجمل البيوت العربية القديمة " منذ افتتاح جاليري قزح عام 1994 بدمشق القديمة كنت اعتبر ذلك نوعا من المغامرة بالنسبة لي,خاصة وأن الاتجاه العام للاستثمار في المدينة القديمة في تلك السنوات كان يصب في مجال المطاعم ولاحقا الفنادق ، ففي تلك الفترة كان من المبكر على ما اعتقد أن يفكر المرء بهكذا مشروع .. كان الموضوع بالنسبة للبعض ضربا من المغامرة .
ويضيف لـ (د ب أ)، لكنني قررت دخولها لإيماني أن ثقافة الفن التشكيلي ستتطور في سوريا وستصبح مع مرور الوقت بيئة أعمال خصبة وثقافة مطلوبة من الأغنياء قبل المثقفين المعنيين بالحالة لمجرد أنها حالة رومانسية أو إبداعية ، كان هدفي أن المدينة القديمة بروحها وبنائها منبع للفن والتراث لذا يليق بها أن تكون لبيوتها(بمساحاتها وفناءها وقاعاتها) رؤية جديدة كدور للفن السوري المعاصر,والآن بعد ستة عشرة عام تحولت إلى مركز مهم في سوريا للفن التشكيلي ، مليئة بصالات العرض ومراسم الفنانين ، وأصبحت الحياة الثقافية من أساسيات المدينة القديمة .
من جهته يؤكد خالد سماوي صاحب" جاليري أيام " لوكالة الأنباء الألمانية أنه "لم يعد الفنان التشكيلي هو النجم فقط لقد أصبحت صالات العرض في سوريا أيضا هي صاحبة الشهرة والنجومية ، في كل البلدان يشار بالبنان إلى صالات العرض الشهيرة ، منذ فترة بيعت لوحة لفنان سوري في إحدى صالات باريس بـ50 ألف يورو ، مساحة اللوحة لا تتجاوز 50 × 60 سم ، لو لم تكن صالة العرض قوية ونافذة هل كان يصل سعر تلك اللوحة إلى هذا الرقم ، الفن بزنس ، هذا رأي، اللوفر وغيره نموذجا جيدا ، نحن ندفع سعر التذكرة حتى نشاهد الأعمال الشهيرة المعروضة في المتاحف في كل أنحاء العالم ، لدينا تجربتنا التي باتت موجودة في عدة بلدان عربية حتى الآن" .
ويضيف سماوي وهو مصرفي سابق ومغترب سوري عاد مؤخرا إلى دمشق وأسس واحدة من أهم صالات الفن في احد الأحياء الراقية في العاصمة السورية وهي ساهمت في رفع أسعار الفن التشكيلي والأعمال النحتية إلى أرقام كبيرة وتعاقدت الجاليري مع عدد من الفنانين لتسويق أعمالهم ومنحهم مرتبات شهرية وحصولها على نسبة من بيع أعمالهم حول العالم " الفنان الذي لا يبيع لوحاته يفشل ، لذلك " جاليري أيام تفكر ليس في عام 2010 أنما في عام 2025 من هنا أقول أن الفنان التشكيلي السوري قبل العام 2000 كان مسروقا ، كان هناك مؤامرة ضده ، الآن ملايين الدولارات حجم أعمال الوسط التشكيلي ، والمبالغ تتراوح بين 20 إلى 25 مليون دولار يتم تدولها في هذا السوق الذي ينمو باستمرار”.
ويشاركه الرأي زميله في المهنة جورج كامل الذي لا يعترض على قول سماوي عن حجم الأموال المستثمرة في بيئة الأعمال الفنية التشكيلية والنحت ولا يعترض على هذا الرقم صاحب " جاليري كامل" إذ يقول لوكالة الأنباء الألمانية " الفن التشكيلي أخذ اتجاها مختلفا عن السابق ، اليوم يوجد أكثر من 30 صالة منتشرة في بين الأحياء القديمة و الأحياء الحديثة كل منها تلعب دورا في تطوير الفن وتسهم بشكل ما في تحرير الفنان من عقدة الخوف والمغامرة لأنه سابقا لم يكن يملك الإمكانات المالية التي تأهله أن يستخدم أفضل المواد الأولية في الرسم أو طباعة كتالوج فاخر أو حملة إعلامية وإعلانية إضافة إلى تكاليف العلاقات العامة أثناء المعرض هذه كلها تسهم صالات القطاع الخاص بدفعها ، وبطبيعة الحال يجري الاتفاق على كل التفاصيل مع الفنان.
ويثار جدل كبير بين أوساط الفنانين التشكيليين والنحاتين حول صالات العرض الجديدة خاصة أن " جاليري أيام كانت اختلفت منذ فترة مع عدد من الفنانين البارزين مثل يوسف عبد لكي الذي كتب منتقدا أكثر من مرة سلوك جاليري أيام وصاحبها خالد سماوي وبعض الفنانين الذين يحسبون عليه علما إن عبد لكي كان سابقا من بين الفنانين الذي تعاقدوا مع " أيام " قبل أن يقرر الانفكاك عنها .
وتقام معارض للفن التشكيلي في دمشق بشكل مستمر لفنانين من مختلف المستويات كما تسهم المراكز الثقافية الأجنبية بتنشيط فرص الانطلاقة للشباب الجدد .
وتعتقد الفنانة التشكيلية نسرين إبراهيم صاحبة جاليري " نوى "خلال حديثها للـ(د ب أ) بأن الفن التشكيلي ليس بالضرورة أن يعتمد على خريجي الجامعات أو المعاهد ، انطلق في ذلك من تجربتي ، فموهبتي التي طورتها ذاتيا هي الأساس ، لا أنكر أهمية الدراسة الأكاديمية إلا أن ذلك قد لا يتوفر للجميع ، و " نوى " اليوم مشروعي الأبرز في قلب دمشق القديمة هو بمثابة وطن ، أرسم و أعرض فيه المقتنيات واللوحات وأقيم فيه الحوارات الثقافية وهو في بعض الأحيان ليس مجرد بيت عربي قديم تحول إلى جاليري فن إنما هو حاضنة دافئة لكل الأفكار المتنوعة انه بيت كل الأصدقاء السوريين والأجانب أريده أن يكون مكتبة متنوعة دوما ومحطة لكل المبدعين فيها ما يحتاجه الإنسان لينسى تعب السنين بين مزيج الألوان الموحش منها والدفء قبل أن أشبه تلك الألوان إلى " زواريب " الحواري في دمشق العتيقة التي عادت لتصهر الماضي بالحاضر وتخلق حياتها الخاصة"
ويعتقد عدد من المتخصصين في قضايا الفن التشكيلي أن " أعمال الفن التشكيلي السوري على عتبة العالمية ، فالكثيرون ترددوا على سوريا ، في الآونة الأخيرة ، لاختيار أعمال يضعونها في المتاحف الشهيرة في العالم .
وتقول الفنانة التشكيلية سارة شما والتي تركز في لوحاتها على " التشخيص" لوكالة الأنباء الألمانية "أعتقد أن الازدياد الملحوظ لعدد صالات العرض في دمشق في السنوات الأخيرة هو نتيجة منطقية لانفتاح سوريا على العالم، وتطور ونضوج الحركة الفنية الذي صاحب هذا الانفتاح، مع تحفظي على تعبير "نضوج" الذي استعملته، وأعتقد أن لهذا الازدياد مظاهر إيجابية وأخرى سلبية تبدو واضحة اليوم، فمن الناحية الإيجابية كل تعدد وتنوع وكثرة هو مفيد على مستوى المتلقي، والعدد الكبير يخلق أرضية أوسع لعرض أعمال فنية مختلفة، أما المظهر السلبي فيتلخص بنمو عدد الصالات بشكل أفقي وليس نوعي، فلا نجد تفرد وتخصص لدى صالات العرض المنتشرة اليوم من حيث نوعية الفن الذي تعرضه أو اتجاهه، وهو الأمر الذي يساعد ويوجه المنتجين والمتابعين للنشاط الفني في الدول العريقة في هذا المجال، ومع ذلك نجد أن صالاتنا بدأت بتنويع نشاطاتها من معارض إلى محاضرات إلى ندوات مما يساهم ولا شك بتحديد اتجاهاتها المستقبلية".
وأضافت" لا أعتقد أن تطور حركة الفن التشكيلي هو من مهمات صالات العرض الخاصة، فهي في النهاية تعكس الواقع الموجود ولا يهمها أو ليس بإمكانها تغييره، أما المؤثر الحقيقي فهو المؤسسات الثقافية من كليات ومعاهد ومتاحف ومراكز ثقافية، والدور الأهم يقع على عاتق المثقفين أنفسهم، وبالرغم من ذلك أعتقد أن انتشار الصالات وازديادها بحد ذاته يؤدي إلى انتشار أوسع للأعمال الفنية ويزيد الطلب عليها مما يحتاج إلى عرض أكثر وبالتالي إلى حاجة لصالات أكثر, وهكذا فإن العلاقة بين الطرفين هي علاقة تبادلية تتطور بتطور كل طرف وتقدمه. أنا على قناعة بأن المجال لا يزال مفتوح أمام العديد من الصالات الجديدة لتفتح أبوابها في بلادنا وتقدم الكثير


الصفحات
سياسة








