
عالم النفس الشهير سيجموند فرويد موجود في كل مكان بالعاصمة الأرجنتينية
ويفوق عدد الأطباء النفسيين بالعاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس بالنسبة للتعداد الكلي للسكان عددهم في أية مدينة أخرى في العالم، إذ تصل النسبة فيها إلى 795 طبيبا لكل مئة ألف مواطن بينما تصل هذه النسبة لكل مئة ألف مواطن إلى مئة طبيب في نيويورك و25 طبيبا فقط في برلين.
ومن هنا نجد أن سيجموند فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي موجود في كل مكان بالعاصمة الأرجنتينية، ويظهر فرويد في كل وسائل الإعلام في التلفاز والإذاعة والكتب والدوريات المنتشرة في أكشاك بيع الصحف بشوارع المدينة.
ويكمن وراء شعبية عيادات الطب النفسي والإقبال عليها شعور له جذور عميقة بعدم الأمان فيما يتعلق بالهوية الشخصية إلى جانب الصدمة النفسية التي تعرض لها المواطنون خلال فترة الديكتاتورية العسكرية التي حكمت البلاد خلال الفترة من 1976 إلى 1983 بالإضافة إلى المعاناة من تداعيات الأزمة الاقتصادية.
وكتب عالم الاجتماع الأمريكي جيفري باس في مقال له يقول إن أسباب الانتشار الواسع لعيادات التحليل النفسي بين أفراد الطبقة الوسطى بالأرجنتين وقبول هذا النوع من العلاج في الثقافة الشعبية للأرجنتين ترجع إلى الشعور بعدم التيقن إزاء الهوية القومية والشخصية، وأحد الأمثلة التي تنم عن هذا الشعور يتكشف عند ملاحظة مشاعر الفخر التي يعبر عنها كثير من المواطنين الأرجنتينيين بأسماء عائلاتهم الإيطالية التي تشير إلى جذورهم الأوروبية.
وقد ترنح المجتمع الأرجنتيني إلى حد كبير تحت وطأة الصدمة النفسية التي تعرض لها والأحلام التي تراوده، إلى جانب التجارب التي مرت بها البلاد من تحقيق النهضة وما أعقبها من تعثر.
ومع مطلع القرن العشرين مرت الأرجنتين بعصر ذهبي، فقد ازدهر الاقتصاد الوطني مسجلا المرتبة السابعة على مستوى العالم من حيث الحجم، وازدهرت الأعمال الأدبية والمسرحية وموسيقى التانجو الحزينة واقتبس المعمار من التصميمات الأوروبية العصرية الجميلة، وشهدت هذه الفترة قدوم العديد من المهاجرين من القارة الأوروبية لأسباب سياسية واقتصادية.
غير أن الحكم الاستبدادي المطلق محا كل هذه الإنجازات عندما استولى العسكريون على الحكم في انقلاب عام 1976، وكانت السنوات التي أعقبت هذا الانقلاب الأكثر وحشية في تاريخ أمريكا اللاتينية وخلال فترة حكم الديكتاتورية العسكرية التي استمرت حتى عام 1983 اختفى نحو 30 ألف شخص دون أن يكون لهم أثر، وتشير المعلومات الآن إلى أنهم تم ملاحقتهم واختطافهم وتعذيبهم وقتلهم.
ولا يزال الجدل مستمرا حول هذا الفصل المظلم من تاريخ البلاد، ويتفق الباحثون الذين درسوا أحوال الأرجنتين على أن هذه الأحداث أصابت المجتمع بكامله بصدمة نفسية، والأكثر من ذلك أن هذه الصدمة انتقلت من جيل إلى آخر، ويطلق على هذه الظاهرة في علم النفس مصطلح الصدمة المتوارثة.
وثمة تساؤل يطرح نفسه في هذا السياق وهو كيف تتعامل دولة مع هذا العبء التاريخي ؟ . لقد كان إلغاء قانون العفو عن المسئولين عن المجلس العسكري الذي كان يحكم الأرجنتين بمثابة فتح فصل جديد في عملية التصالح مع الماضي.
ويقول كاتب المقالات الأرجنتيني بياتريز سارلو إن الأرجنتين تمر عبر عملية تمحيص فريدة لماضيها الديكتاتوري من خلال أكثر من 200 محاكمة تجرى حاليا لهؤلاء المسئولين السابقين، ويمكن تشبيه المعنى التاريخي للدعاوى القضائية المعروضة أمام المحاكم إلى حد ما بمحاكمات نورمبرج الشهيرة لزعماء النازي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ثم إن الأرجنتين مرت بفترة أخرى من التراجع أثناء الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها خلال الفترة من 1998 إلى 2002عندما انهار اقتصاد البلاد، وترك الكساد وانهيار النظام المالي الأرجنتين على شفا الإفلاس، وانخفض معدل الناتج المحلي الإجمالي إلى الحد الذي أصبح فيه قطاع كبير من الطبقة الوسطى بالبلاد مهددا بالبطالة والفقر، واليوم أصبحت المناطق العشوائية منتشرة على مشارف بيونس أيريس ويعاني الأطفال في المناطق الريفية من سوء التغذية.
وفي هذا البلد الحزين لم يعد لدى المواطنين أمل كبير في مجيء مستقبل أفضل، وأشارت دراسة ميدانية أجريت حول دول أمريكا اللاتينية مؤخرا إلى أن 13 في المئة فقط من سكان الأرجنتين أعربوا عن اعتقادهم بأن بلدهم سيواصل النمو والتطور، وعلى العكس من ذلك أعرب ما نسبته 66 في المئة من سكان البرازيل المجاورة عن تفاؤلهم بقدرة بلدهم على تحقيق مزيد من التنمية.
وأحد المعتقدات التي لا يزال يؤمن بها مواطنو البرازيل هو قدرة التحليل النفسي على العلاج، ومنذ عامين تمت دعوة ممارسي التحليل النفسي إلى المشاركة في مؤتمر انعقد في بيونس أيريس لمناقشة مسألة كان من الأفضل حقيقة أن يتناولها المحللون السياسيون، وتقول المسألة كيف يمكن فهم توازن القوى داخل البيت الرئاسي بين الزوجين كريستينا ونستور كريتشنر بعد أن خلفت كريستينا زوجها في منصب رئيس الأرجنتين
ومن هنا نجد أن سيجموند فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي موجود في كل مكان بالعاصمة الأرجنتينية، ويظهر فرويد في كل وسائل الإعلام في التلفاز والإذاعة والكتب والدوريات المنتشرة في أكشاك بيع الصحف بشوارع المدينة.
ويكمن وراء شعبية عيادات الطب النفسي والإقبال عليها شعور له جذور عميقة بعدم الأمان فيما يتعلق بالهوية الشخصية إلى جانب الصدمة النفسية التي تعرض لها المواطنون خلال فترة الديكتاتورية العسكرية التي حكمت البلاد خلال الفترة من 1976 إلى 1983 بالإضافة إلى المعاناة من تداعيات الأزمة الاقتصادية.
وكتب عالم الاجتماع الأمريكي جيفري باس في مقال له يقول إن أسباب الانتشار الواسع لعيادات التحليل النفسي بين أفراد الطبقة الوسطى بالأرجنتين وقبول هذا النوع من العلاج في الثقافة الشعبية للأرجنتين ترجع إلى الشعور بعدم التيقن إزاء الهوية القومية والشخصية، وأحد الأمثلة التي تنم عن هذا الشعور يتكشف عند ملاحظة مشاعر الفخر التي يعبر عنها كثير من المواطنين الأرجنتينيين بأسماء عائلاتهم الإيطالية التي تشير إلى جذورهم الأوروبية.
وقد ترنح المجتمع الأرجنتيني إلى حد كبير تحت وطأة الصدمة النفسية التي تعرض لها والأحلام التي تراوده، إلى جانب التجارب التي مرت بها البلاد من تحقيق النهضة وما أعقبها من تعثر.
ومع مطلع القرن العشرين مرت الأرجنتين بعصر ذهبي، فقد ازدهر الاقتصاد الوطني مسجلا المرتبة السابعة على مستوى العالم من حيث الحجم، وازدهرت الأعمال الأدبية والمسرحية وموسيقى التانجو الحزينة واقتبس المعمار من التصميمات الأوروبية العصرية الجميلة، وشهدت هذه الفترة قدوم العديد من المهاجرين من القارة الأوروبية لأسباب سياسية واقتصادية.
غير أن الحكم الاستبدادي المطلق محا كل هذه الإنجازات عندما استولى العسكريون على الحكم في انقلاب عام 1976، وكانت السنوات التي أعقبت هذا الانقلاب الأكثر وحشية في تاريخ أمريكا اللاتينية وخلال فترة حكم الديكتاتورية العسكرية التي استمرت حتى عام 1983 اختفى نحو 30 ألف شخص دون أن يكون لهم أثر، وتشير المعلومات الآن إلى أنهم تم ملاحقتهم واختطافهم وتعذيبهم وقتلهم.
ولا يزال الجدل مستمرا حول هذا الفصل المظلم من تاريخ البلاد، ويتفق الباحثون الذين درسوا أحوال الأرجنتين على أن هذه الأحداث أصابت المجتمع بكامله بصدمة نفسية، والأكثر من ذلك أن هذه الصدمة انتقلت من جيل إلى آخر، ويطلق على هذه الظاهرة في علم النفس مصطلح الصدمة المتوارثة.
وثمة تساؤل يطرح نفسه في هذا السياق وهو كيف تتعامل دولة مع هذا العبء التاريخي ؟ . لقد كان إلغاء قانون العفو عن المسئولين عن المجلس العسكري الذي كان يحكم الأرجنتين بمثابة فتح فصل جديد في عملية التصالح مع الماضي.
ويقول كاتب المقالات الأرجنتيني بياتريز سارلو إن الأرجنتين تمر عبر عملية تمحيص فريدة لماضيها الديكتاتوري من خلال أكثر من 200 محاكمة تجرى حاليا لهؤلاء المسئولين السابقين، ويمكن تشبيه المعنى التاريخي للدعاوى القضائية المعروضة أمام المحاكم إلى حد ما بمحاكمات نورمبرج الشهيرة لزعماء النازي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ثم إن الأرجنتين مرت بفترة أخرى من التراجع أثناء الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها خلال الفترة من 1998 إلى 2002عندما انهار اقتصاد البلاد، وترك الكساد وانهيار النظام المالي الأرجنتين على شفا الإفلاس، وانخفض معدل الناتج المحلي الإجمالي إلى الحد الذي أصبح فيه قطاع كبير من الطبقة الوسطى بالبلاد مهددا بالبطالة والفقر، واليوم أصبحت المناطق العشوائية منتشرة على مشارف بيونس أيريس ويعاني الأطفال في المناطق الريفية من سوء التغذية.
وفي هذا البلد الحزين لم يعد لدى المواطنين أمل كبير في مجيء مستقبل أفضل، وأشارت دراسة ميدانية أجريت حول دول أمريكا اللاتينية مؤخرا إلى أن 13 في المئة فقط من سكان الأرجنتين أعربوا عن اعتقادهم بأن بلدهم سيواصل النمو والتطور، وعلى العكس من ذلك أعرب ما نسبته 66 في المئة من سكان البرازيل المجاورة عن تفاؤلهم بقدرة بلدهم على تحقيق مزيد من التنمية.
وأحد المعتقدات التي لا يزال يؤمن بها مواطنو البرازيل هو قدرة التحليل النفسي على العلاج، ومنذ عامين تمت دعوة ممارسي التحليل النفسي إلى المشاركة في مؤتمر انعقد في بيونس أيريس لمناقشة مسألة كان من الأفضل حقيقة أن يتناولها المحللون السياسيون، وتقول المسألة كيف يمكن فهم توازن القوى داخل البيت الرئاسي بين الزوجين كريستينا ونستور كريتشنر بعد أن خلفت كريستينا زوجها في منصب رئيس الأرجنتين