تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


فلسطيني في ال 14 ينال لقب سفير "جوجل" في غزة




غزة - عماد الدريملي - قاد ولع فتى فلسطيني يقطن قطاع غزة المنعزل بفعل الحصار الإسرائيلي، في عالم الإنترنت وبرمجة الحاسوب إلى مراحل هائلة من التفوق مكنته من اكتساب لقب سفير محرك البحث العالمي على الشبكة العنكبوتية "جوجل" في القطاع.


فلسطيني في ال 14 ينال لقب سفير "جوجل" في غزة
وتوجت موهبة الفتى محمد المدهون ابن الرابعة عشر ربيعا، والذي عرف بشغفه بعالم الحاسوب والإنترنت أكثر من حضن أمه، بإطلاق لقب "بيل جيتس فلسطين" عليه بعد أن أثبت جدارة هائلة وسط إمكانيات لا تذكر بالمجال.

ونجح محمد أمام فريق شركةِ "جوجل" العالمية في زيارة حديثة لهم إلى قطاع غزة، في حل مسابقة برمجية معقدة في زمن قياسي، وحل مشكلة تواجه موقع "يوتيوب" العالمي عبر الجوال، وهو نجاح تفوق فيه على أكثر من خمسين مهندس ومبرمج ممن تنافسوا في تلك المسابقة.

ويقول محمد إن تعلقه منذ صغره بأخيه الوحيد الذي يكبره بعشرة أعوام، بات مصدر سعد وخير عليه، بعد أن جذبه بولعه إلى علم الحاسوب والانترنت ليقضي الساعات أمام جهاز كمبيوتر متواضع الإمكانيات في منزله الصغير بمدينة غزة. ويبدو محمد ذو الملامح السمراء والجسد النحيف، بالغ التواضع وهو يتحدث عن إنجازه بالقول إنه لم يكن يتوقع يوما أن تكرمه شركة "جوجل" بهذا الانجاز الذي يؤكد أنه يفتخر به بشدة.

وأتيحت الفرصة لهذا الفتى كي يثبت قدراته عند زيارة فريق رفيع من شركة جوجل قطاع غزة لتدريب بعض المهندسين والمختصين في هذا المجال من سكان القطاع حيث حضر محاضرتهم التدريبية بمساعدة احدهم.
عندها عرض الفريق الزائر مسابقة على الحضور وبنيهم محمد حول تقنية حديثة تتعلق بلغة (HTML 5) الجديدة لمدة أربع دقائق، فتمكن من حلها هو ومهندس يعتبر متفوقا بين الحاضرين ما أثار انبهار الحاضرين وجذبهم لإمكانياته وقدراته العقلية مقارنه بعمره.

كما أن فريق "جوجل" قرر ضم محمد لفريق شركتهم العالمية كأصغر شخص عدا عن منحه لقب سفير جوجل في قطاع غزة.
وفي وقت لاحق بادر محمد لعرض أعماله على فريق الشركة العالمي في مجال الحاسوب والبرمجة ليحصد المزيد من الإعجاب بقدراته.

ولعل قرب الفتى السفير من أقرانه المهندسين المتميزين في عالم الإنترنت وبرمجة الحاسوب والتواصل معهم في الداخل والخارج عبر شبكة الإنترنت، مكن محمد رغم صغر سنه من الولوج في تصميم العديد من المواقع الإلكترونية والتي يأتي في مقدمها موقع "تسوق" الذي صممه بنفسه ليرتاده يوميا أكثر من خمسة ألاف متصفح يرغبون بالتمتع بخدمة التسوق الإلكتروني.

ويمثل إنجاز محمد صورة لافتة لسكان قطاع غزة الذي يعاني من حصار إسرائيلي مشدد منذ أربعة أعوام أدى لعزله بشكل شبه كلي عن العالم الخارجي وضعف ما يتمتع به من مواكبة للتطور التكنولوجي بآفاقه المختلفة. ويبدو على وجه أم ثائر والدة محمد سعادة غامرة وهي تروي قصة نجاح نجلها الذي يجمع كثيرون على أنه ينتظره مستقبلا باهرا.

وتقول عنه "كان يجلس على الكمبيوتر ويقلد تماماً ما كان يقوم به أخيه ثائر، دون أن يعرف ما يفعل تحديداً، لدرجة أنه تعلق بجهاز الحاسوب بشكل غير طبيعي، حتى عندما ذهب أول يوم إلى المدرسة في الصف الأول الأساسي، كان يحمل في يده المحمول".

ويقول نافذ المدهون والد محمد إن عشق نجله للحاسوب منذ طفولته نمى معه منذ طفولته الأمر الذي شجعه على اقتناء جهاز حاسوب محمول وهو لم يبلغ الثامنة من عمره الأمر الذي عزز قدراته بشكل سريع.
ويضيف أن محمد بدأ في الحصول على دورات لبرمجيات الحاسوب منذ أن كان في الثامنة من عمره.

وتدريجيا بات محمد مقصد أقاربه وأصدقائه عند مواجهتهم أي معضلة في أمور الحاسوب وبينهم شقيقته الأكبر التي شارفت على الانتهاء من دراسة هندسة الحاسوب في الجامعة.
واليوم أنهى محمد دراسة غالبية البرامج التي تتعلق ببرمجة الحاسوب.

ولم يتوقف نجاح محمد عند حد خدمة الذات بل تعداه لخدمة المجتمع لينجح في اختراق العديد من المواقع الإلكترونية الإسرائيلية بسبب ما يقول تعمدها تشويه صورة الفلسطينيين وموقفهم وحرصه على الدفاع عن قضية شعبه. كما أنه أقام صفحة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي يسعى من خلالها لعرض إنجازاته ولفتح الآفاق لخدمة مجتمعه.
وبعد أن حظي بتكريم رسمي في غزة على إنجازاته فإن محمد يتطلع للمزيد في المستقبل.

ويقول إنه سيكمل ما بدأ به في علم برمجيات الحاسوب سعيا لكسب مزيد من العلم في مجالاته المتطورة، مبديا سعادة غامرة بأن يكون رمزاً يعبر عن رغبة الفلسطينيين في العيش والحياة كما باقي الشعوب.

عماد الدريملي
السبت 29 أكتوبر 2011