تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي


لا تتدخلوا في حياة أطفالكم .....معظم الآباء يتجسسون على أبنائهم لشعورهم بعدم الأمان




برلين - نينا آبين - يستخدم الآباء أحيانا أساليب للتدخل بعمق في شئون أطفالهم لمعرفة خبايا حياتهم، وأولئك الذين يفتشون غرف أطفالهم ويقرأون اليوميات التي يدونونها بحثا عن معلومات يتعدون حدودا وينتهون إلى عزل أبنائهم عنهم.


لا تتدخلوا في حياة أطفالكم .....معظم الآباء يتجسسون على أبنائهم لشعورهم بعدم الأمان
وثمة آباء يمشطون الرسائل النصية المدونة بداخل الهواتف المحمولة لأبنائهم المراهقين، وهناك أمهات يبحثن داخل كل خزانة بالمنزل للحصول على معلومات عن أصدقاء صغارهن أو آخر لعبة إليكترونية يلهون بها.

بل إنه يوجد من بين الآباء من يدخل على شبكة الإنترنت للمشاركة في غرف الثرثرة تحت هوية مزيفة لمحاولة معرفة ما يفعله أبناؤهم، وآباء يتبعون أطفالهم أثناء توجههم لمقابلة أصدقائهم

وبدلا من هذه الأساليب من الأفضل للآباء أن يضعوا حدودا واضحة ويحددوا قواعد يجب على أطفالهم الإلتزام بها، وينبغي على الأطفال أن يجدوا طرقا للاحتفاظ بقدر من الخصوصية ومنع آبائهم من التدخل المبالغ فيه في حياتهم.

وتقول بيتي فريزي التي تعمل بخط هاتفي للمساعدة بألمانيا إن الصغار لديهم الحق في إرساء دائرة من الخصوصية، كما لهم الحق في كفالة خصوصية المراسلات بما فيها الخطابات والرسائل الإليكترونية والرسائل النصية فضلا بالطبع عن خصوصية اليوميات التي يدونونها، ويحظر فتح وقراءة هذه الأنواع من الرسائل المكتوبة ، وفي موقف تسود فيه الثقة ليست هناك حاجة إلى خزانات مغلقة أو إخفاء للأسرار.

وترى فريزي استنادا إلى تجاربها إن هذا ليس هو الحال بالنسبة لكثير من الأسر، وهي أحيانا تتلقى اتصالات هاتفية من صغار يعزلون أنفسهم داخل غرفهم لأنهم لم يعودوا يثقوا في آبائهم، أما رد فعل الآباء من ناحية أخرى إزاء لجوء أبنائهم إلى التصرفات السرية فيتمثل في زيادة درجة التشكك وبالتالي ينتج عن هذا الموقف دائرة مفرغة من المشاعر السلبية المتبادلة.

وتؤكد فريزي على ضرورة أن يكون أمام الآباء وأطفالهم فسحة من الوقت لكي يتحدثوا معا قبل أن تتصاعد العلاقة إلى موقف يجب كسر الحواجز فيه على أن يكون هذا في وقت مبكر وبشكل واضح بقدر الإمكان.

ويساعد الحوار الذي ينبع من مشاعر الإخلاص على تحديد المواقف وإزالة سوء الفهم، فربما كان سبب تواجد الأم في حجرة طفلها هو غرض التنظيف وليس التجسس، وقد يشعر الأب بحب الاستطلاع فقط عندما ينظر إلى قائمة الرسائل المدونة بالهاتف المحمول الخاص بطفله ولكنه لا يعبر الحدود عندما ينظر إلى القائمة.

أما مارثا كنيب وهي كاتبة عمود للنصائح بمجلة ألمانية اجتماعية فترى أنه ينبغي على الصغار أن يعبروا بوضوح عما يقلقهم وما يعتبرونه تدخلا في شئونهم

وعندما يكشف النقاب عن ذلك يمكن للأسرة أن تتفق على قواعد معينة، ومن بين أمثلة هذه القواعد إنشاء حساب تحميه كلمة سر للكمبيوتر الخاص بالأسرة وقفل ومفتاح لغرفة الشاب أو على الأقل منطقة يمكن التأكيد للطفل أنها ستظل بعيدة عن الأعين والأيدي المتطفلة، وتقول كنيب إنه إذا واصل الآباء عملية التطفل فيجب السماح للأطفال بأن يثيروا مسألة الثقة ، ويمكن للجانبين أن يتوصلا معا لسبب قلق الآباء.

ويمكن أن تنبع مشاعر عدم الثقة من تصرف الشاب، فالشخص الذي لا يمكن الاعتماد عليه أو الذي يكذب بانتظام على أبويه يفقد المصداقية، وتقترح كنيب إمكانية أن يبدد الشباب مشاعر القلق لدى آبائهم عن طريق اصطحاب صديق إلى المنزل وإظهار ما يحدث بالضبط في غرف الثرثرة على النت.

ويرى أورليش جيرث من المؤتمر الألماني للمرشدين النفسيين أن معظم الآباء يتجسسون على أبنائهم لشعورهم بعدم الأمان، وينصح جيرث وهو إخصائي نفسي الشباب بالالتزام بالشفافية.
ويقول إنه كلما تحدث الشخص الصغير مع أبويه بدرجة أكبر كلما قل اعتماد الأبوين على التكهن.

وعلى الصغار الذين يشعرون بانهيار الثقة مع آبائهم أن يعبروا عن غضبهم بوضوح، وهذا يتطلب شجاعة ومهارة، فالآباء في المقام الأول شخصيات لها سلطة.

ويقول جيرث إنه من الأفضل ترك الغبار يتلاشى ثم يتم بعد ذلك التفكير في استراتيجية حوار في هدوء وسكينة، وإذا لم يظهر الأبوان أية علامة تشير إلى رغبتهما في التحدث فينبغي على الشباب أن يتصلوا بجهات المساعدة، والمثال على ذلك خط المساعدة الهاتفي الذي يقدم المشورة في مثل هذه الحالة.

نينا آبين
الجمعة 3 سبتمبر 2010