
عادل امام (بلحية ) في مشهد من فيلم الارهابي
في محاولة لتتبع تاريخ " لحية المصريين " يقول أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور شريف يونس في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية "( د. ب أ) إن البداية الفعلية لتحول اللحية من مجرد عادة اجتماعية إلى شكلها الديني الإسلامي تعود إلى أربعينيات القرن الماضي خلال حكم الخديوي إسماعيل لمصر ، فقبل هذا التاريخ كانت اللحية تنتشر بين المصريين بمختلف طبقاتهم كشكل اجتماعي ، ومع انفتاح المجتمع المصري على الغرب ، بدأ من يطلق عليهم " المتمدنون " والأفندية والمثقفون في التخلص من لحيتهم تأثرا بالثقافة الغربية التي لا تعرف اللحية كظاهرة اجتماعية ، ويضيف " تمسك بعض شيوخ الإسلام ، ومواطنون رافضون تغيير عاداتهم الاجتماعية باللحية ورفضوا حلاقتها ، وهنا بدأت فكرة اللحية الإسلامية ، فمن تمسكوا بإطلاقها في ذلك الوقت كانوا يعلنون موقفا عقائديا يفيد بأنهم لن يتخلوا عن هويتهم الإسلامية .
ويرى يونس أن إطلاق اللحية بشكلها الإسلامي يمثل " إعلان موقف ديني عقائدي " ، ويضيف " اللحية الإسلامية لها شكل محدد يتفق مع الرؤية السلفية المستندة لمرجعية عقائدية ، ومن يطلقونها يؤمنون بهذه الأفكار ، أو مهتمون بإبراز هويتهم الدينية ، فإذا نظرت لأي لحية يمكنك أن تعرف إذا كانت لحية إسلامية أو لحية تعبر عن عادة اجتماعية " .
ومثلما تحولت اللحية إلى رمز ديني ، فإنها تستخدم أحيانا للتعبير عن موقف سياسي ، ويقول أول منسق عام للحركة المصرية من أجل التغيير " كفاية " السياسي المعروف جورج اسحق وهو مسيحي الديانة : " أطلقت لحيتي على عنانها دون تهذيب أو تجميل للتعبير عن موقف سياسي والتأكيد أن اللحية ليست حكرا على الإسلاميين " ، ويضيف " عقب ثورة يناير قال السلفيون في تصريحات عديدة أنهم يريدون أن يروا في شهر رمضان المقبل 85 مليون لحية ( بعدد سكان مصر ) فقلت وقتها أن هذا معناه أن النساء أيضا سيطلقن لحيتهن حتى تكون اللحية بعدد سكان مصر ، وقمت من وقتها بإطلاق لحيتي كموقف سياسي لمواجهة الدلالة التي تحملها هذه التصريحات " .
تنتشر في المجتمع المصري أشكال مختلفة للحية ، أبرزها وأكثرها جدلا هي اللحية الإسلامية ، والتي تأخذ شكلا مختلفا حيث يتم إطلاقها مع بعض التهذيب أحيانا لكن مع حلاقة الشارب وأزالته تماما ، بينما يطلق القساوسة والرهبان لحيتهم على عنانها من دون أي تهذيب مع إطلاق الشارب أيضا بنفس الطريقة .
ويعرف المصريون على اختلاف طبقاتهم " مواطنون بسطاء وفنانين ونشطاء يساريين " ، أشكالا أخرى عديدة للحية بعيدا عن شكلها العقائدي ، منها ما يطلق عليه " السكسوكة " و " الدوجلاس " .
وفي بساطة شديدة يقول خالد على شلضم الذي يعمل جزارا في سوق الفلكي بوسط القاهرة : " أطلق لحيتي للزينة لأن شكلي بها يعجبني ، وأقوم بتغيير شكلها من وقت لآخر " .
وفي نفس البساطة يقول أيضا ممدوح أسامة الذي يعمل سائق ويطلق لحيته غير مكتملة على شكل سكسوكة : " أنا شاب وأطلق لحيتي لأنها تعجبني هكذا ، ولا شأن لي باللحية الإسلامية " .
لكن الأمر يختلف عند سعيد يوسف الذي ينتمي للتيار السلفي ويعمل تاجر نظارات ، حيث يقول : " أطلق لحيتي سنة عن الرسول وتشبها به " ، ويضيف " قبل الثورة كانت لحيتي بشكلها الإسلامي تتسبب لي في المشاكل مع أجهزة الأمن وخاصة أمن الدولة ، وكان كثيرا يتم توقيفي في المطار حيث أسافر كثيرا إلى الصين لاستيراد النظارات ، لكن بعد الثورة اختفت هذه المضايقات " .
بينما يقول محمد الزيني وهو فنان تشكيلي : " أطلق لحيتي وشعري منذ عشر سنوات ، وفي البداية كنت أطلقها لأنها تعجب البنات ، ثم أصبحت أطلقها من دون سبب " .
ويقول عضو المجلس الملي العام بالكنيسة الأرثوذكسية القمص صليب متى ساويرس أنه لا توجد نصوص دينية في المسيحية تلزم القساوسة والرهبان بإطلاق لحيتهم ، ويضيف " اللحية في المسيحية مختلفة عن اللحية الإسلامية ، فالقساوسة والرهبان يطلقون لحيتهم وشاربهم دون تهذيب أو تجميل مهما بلغ طولهما ، وهي تطلق كنوع من الوقار مرتبط بالتراث والفلكلور القبطي وليست مرتبطة بأي نصوص إنجيلية " .
ويقول القس صمويل سمير الكاهن بكنيسة العذراء بشبرا : " يوجد آية في العهد القديم تتحدث عن أن إطلاق اللحية أمرا مستحبا ، ومن هنا بدأ القساوسة والرهبان منذ السنوات الأولى للمسيحية في إطلاق لحيتهم " .
تقول أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الدكتور عزة كريم لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) إن مشكلة اللحية في المجتمع المصري هي مشكلة نفسية ، لأن المجتمع بشكله المتمدن في العصر الحديث تعود على عدم وجود لحية ، وعندما انتشرت اللحية الإسلامية بكثرة ارتبطت في أذهان الجميع بالتطرف والتعصب الديني لأن الأشخاص الذين بدأوا في إطلاق لحيتهم بهذا الشكل كانوا يتبنون أفكارا متشددة ، لذلك ارتبطت اللحية بالتطرف لأننا عشنا فترة التسعينيات من القرن الماضي في موجة الإرهاب والتطرف وكلها أعمال ارتبطت بالملتحين من الجماعات التكفيرية ، وتضيف " أنا نفسي رغم أني أرتدي حجاب ، إلا أنني أشعر بقلق إذا نظرت إلى شخص ملتح " .
وترى كريم أن اللحية بشكلها الاجتماعي بدأت تنتشر عقب ثورة 25 يناير بسبب مناخ الحرية بعد أن كان الملتحون يتم ملاحقتهم أمنيا ، وتقول " ما زال المجتمع لم يتعود على اللحية وينظر بقلق كبير إلى اللحية الإسلامية ، والأمر يتطلب وقتا حتى يتم استيعاب هذا التغيير نفسيا ، لذلك يجب على الملتحين ذوي اللحية الإسلامية مساعدة الناس على إثبات أن اللحية لم تعد دليل تطرف " .
ويرى المفكر القبطي منسق جماعة الأقباط العلمانيين كمال زاخر ، أن إطلاق اللحية في المجتمع المصري يكون له مدلول ما في كل مرحلة ، ففي وقت ما كانت عادة اجتماعية مرتبطة بالتمايز عن الغرب أو التمسك بالهوية المصرية ، ويضيف " الآن أصبحت اللحية مرتبطة بالتدين لأن اللحية الإسلامية هي الأكثر انتشارا في المجتمع " .
ويرى يونس أن إطلاق اللحية بشكلها الإسلامي يمثل " إعلان موقف ديني عقائدي " ، ويضيف " اللحية الإسلامية لها شكل محدد يتفق مع الرؤية السلفية المستندة لمرجعية عقائدية ، ومن يطلقونها يؤمنون بهذه الأفكار ، أو مهتمون بإبراز هويتهم الدينية ، فإذا نظرت لأي لحية يمكنك أن تعرف إذا كانت لحية إسلامية أو لحية تعبر عن عادة اجتماعية " .
ومثلما تحولت اللحية إلى رمز ديني ، فإنها تستخدم أحيانا للتعبير عن موقف سياسي ، ويقول أول منسق عام للحركة المصرية من أجل التغيير " كفاية " السياسي المعروف جورج اسحق وهو مسيحي الديانة : " أطلقت لحيتي على عنانها دون تهذيب أو تجميل للتعبير عن موقف سياسي والتأكيد أن اللحية ليست حكرا على الإسلاميين " ، ويضيف " عقب ثورة يناير قال السلفيون في تصريحات عديدة أنهم يريدون أن يروا في شهر رمضان المقبل 85 مليون لحية ( بعدد سكان مصر ) فقلت وقتها أن هذا معناه أن النساء أيضا سيطلقن لحيتهن حتى تكون اللحية بعدد سكان مصر ، وقمت من وقتها بإطلاق لحيتي كموقف سياسي لمواجهة الدلالة التي تحملها هذه التصريحات " .
تنتشر في المجتمع المصري أشكال مختلفة للحية ، أبرزها وأكثرها جدلا هي اللحية الإسلامية ، والتي تأخذ شكلا مختلفا حيث يتم إطلاقها مع بعض التهذيب أحيانا لكن مع حلاقة الشارب وأزالته تماما ، بينما يطلق القساوسة والرهبان لحيتهم على عنانها من دون أي تهذيب مع إطلاق الشارب أيضا بنفس الطريقة .
ويعرف المصريون على اختلاف طبقاتهم " مواطنون بسطاء وفنانين ونشطاء يساريين " ، أشكالا أخرى عديدة للحية بعيدا عن شكلها العقائدي ، منها ما يطلق عليه " السكسوكة " و " الدوجلاس " .
وفي بساطة شديدة يقول خالد على شلضم الذي يعمل جزارا في سوق الفلكي بوسط القاهرة : " أطلق لحيتي للزينة لأن شكلي بها يعجبني ، وأقوم بتغيير شكلها من وقت لآخر " .
وفي نفس البساطة يقول أيضا ممدوح أسامة الذي يعمل سائق ويطلق لحيته غير مكتملة على شكل سكسوكة : " أنا شاب وأطلق لحيتي لأنها تعجبني هكذا ، ولا شأن لي باللحية الإسلامية " .
لكن الأمر يختلف عند سعيد يوسف الذي ينتمي للتيار السلفي ويعمل تاجر نظارات ، حيث يقول : " أطلق لحيتي سنة عن الرسول وتشبها به " ، ويضيف " قبل الثورة كانت لحيتي بشكلها الإسلامي تتسبب لي في المشاكل مع أجهزة الأمن وخاصة أمن الدولة ، وكان كثيرا يتم توقيفي في المطار حيث أسافر كثيرا إلى الصين لاستيراد النظارات ، لكن بعد الثورة اختفت هذه المضايقات " .
بينما يقول محمد الزيني وهو فنان تشكيلي : " أطلق لحيتي وشعري منذ عشر سنوات ، وفي البداية كنت أطلقها لأنها تعجب البنات ، ثم أصبحت أطلقها من دون سبب " .
ويقول عضو المجلس الملي العام بالكنيسة الأرثوذكسية القمص صليب متى ساويرس أنه لا توجد نصوص دينية في المسيحية تلزم القساوسة والرهبان بإطلاق لحيتهم ، ويضيف " اللحية في المسيحية مختلفة عن اللحية الإسلامية ، فالقساوسة والرهبان يطلقون لحيتهم وشاربهم دون تهذيب أو تجميل مهما بلغ طولهما ، وهي تطلق كنوع من الوقار مرتبط بالتراث والفلكلور القبطي وليست مرتبطة بأي نصوص إنجيلية " .
ويقول القس صمويل سمير الكاهن بكنيسة العذراء بشبرا : " يوجد آية في العهد القديم تتحدث عن أن إطلاق اللحية أمرا مستحبا ، ومن هنا بدأ القساوسة والرهبان منذ السنوات الأولى للمسيحية في إطلاق لحيتهم " .
تقول أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الدكتور عزة كريم لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) إن مشكلة اللحية في المجتمع المصري هي مشكلة نفسية ، لأن المجتمع بشكله المتمدن في العصر الحديث تعود على عدم وجود لحية ، وعندما انتشرت اللحية الإسلامية بكثرة ارتبطت في أذهان الجميع بالتطرف والتعصب الديني لأن الأشخاص الذين بدأوا في إطلاق لحيتهم بهذا الشكل كانوا يتبنون أفكارا متشددة ، لذلك ارتبطت اللحية بالتطرف لأننا عشنا فترة التسعينيات من القرن الماضي في موجة الإرهاب والتطرف وكلها أعمال ارتبطت بالملتحين من الجماعات التكفيرية ، وتضيف " أنا نفسي رغم أني أرتدي حجاب ، إلا أنني أشعر بقلق إذا نظرت إلى شخص ملتح " .
وترى كريم أن اللحية بشكلها الاجتماعي بدأت تنتشر عقب ثورة 25 يناير بسبب مناخ الحرية بعد أن كان الملتحون يتم ملاحقتهم أمنيا ، وتقول " ما زال المجتمع لم يتعود على اللحية وينظر بقلق كبير إلى اللحية الإسلامية ، والأمر يتطلب وقتا حتى يتم استيعاب هذا التغيير نفسيا ، لذلك يجب على الملتحين ذوي اللحية الإسلامية مساعدة الناس على إثبات أن اللحية لم تعد دليل تطرف " .
ويرى المفكر القبطي منسق جماعة الأقباط العلمانيين كمال زاخر ، أن إطلاق اللحية في المجتمع المصري يكون له مدلول ما في كل مرحلة ، ففي وقت ما كانت عادة اجتماعية مرتبطة بالتمايز عن الغرب أو التمسك بالهوية المصرية ، ويضيف " الآن أصبحت اللحية مرتبطة بالتدين لأن اللحية الإسلامية هي الأكثر انتشارا في المجتمع " .