صورة فوتوغرافية للقيادي الجمهوري لويس رويس هويدوبرو جد الكاتبة دآدا ديل مورال
تنتمي هذه الرواية إلى جنس أدب الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939) التي كتب عنها الكثير من الأعمال الأدبية، مشاهير وأعمدة الأدب الإسباني أمثال كاميلو خوسيه ثيلا، وميجيل ديليبيس، وخوان مارسيه وغيرهم، حيث تناولوا هذه الحرب وتأثيراتها الممتدة من مختلف الزوايا والرؤى المتعددة والمتنوعة.
تختلف راوية آدا ديل مورال عن غيرها من الأعمال التي تناولت الحرب، من منطلق أنها تعكس مدريد من منظور جد الكاتبة القيادي الجمهوري لويس رويس هويدوبرو، الناشط بالاتحاد الجمهوري وعضو اللجنة الشعبية للدفاع خلال أحداث الحرب، بشكل يصبح معه هذا الجد هو الشخصية المحورية في أحداث الرواية.
في روايتها الأولى تقوم الأديبة الشابة والصحفية الحاصلة على شهادة الدكتوراه في تاريخ المسرح، بسرد، وبأسلوب بسيط، رشيق وبراق، مثل شخصيتها تماما، التجارب المريرة التي تعرضت لها عائلتها خلال الحرب، والحكم الجمهوري الذي احتفلت إسبانيا في 14 من شهر نيسان/أبريل بمرور ثمان عقود على قيامه، وعلى النزاع الذي أدى إلى سقوطها واندلاع الحرب الأهلية.
تبدأ احداث الرواية بالجد الأكبر، فاكوندو، وهو تاجر عصامي من منطقة قشتالة (شمال)، مرورا بالعم لويس، الذي ارتمى في أحضان التيار الليبرالي الديمقراطي، والمحب للسينما، وعالم هوليوود أيضا، وصولا إليها هي شخصيا، حيث تؤكد "أنا أحمل هذا التراث في جيناتي، بالرغم من أنني لم أعش جزء كبير منه".
في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ)، تؤكد الأديبة الشابة آدا ديل مورال أن روايتها "ليست عملا عن الحرب الأهلية، كما أنها ليست كتاب تاريخ، بل هي قصة مبهرة حول مجموعة من البشر عاشوا زمنا بدأ مبشرا ومقبلا ومفعما بالأمل، وانتهى بالنقيض تماما".
ولكن بالرغم من ذلك، وبرغم المعاناة التي عاشها الشعب، تسترجع آدا على صفحات روايتها وبأسلوب نقدي، الأسباب التي أدت إلى فشل تجربة الجمهورية الثانية، والأسلوب الذي تم التعامل به مع ماضي إسبانيا القريب، والذي تم دفنه بالإجماع خلال فترة التحول إلى الديمقراطية عقب رحيل فرانكو، 1975 ، ثم انتشاله من قبره، ولكن وفق معايير شديدة الازدواجية، في عهد حكومة الاشتراكيين بزعامة خوسيه لويس رودرجيز ثاباتيرو (2004-وحتى الآن).
لإعادة بناء هذه الفترة المدريدية، استحضرت الكاتب جادة (جران بيا) أو (Avenida de la Gran Via) التي احتفلت في 2010 بمرور 100 عام على إنشائها، والتي كانت في تلك الفترة عصب الحياة والمركز الرئيسي للأنشطة سواء السياسية أو الاجتماعية بالعاصمة الإسبانية، حيث بجانب المراكز الثقافية والتجارية انتشرت المسارح ودور السينما والمراقص والحانات.
ولإضفاء المزيد من الواقعية والمصداقية على الرواية، حاولت الكاتبة إجراء مقابلات مع بعض الباقين على قيد الحياة من تلك الفترة ومن بينهم عمتها وتعمل مؤرخة، كما التقت بالأخ الأصغر للجد لويس رويث هويدوبرو، الذي رفض الإدلاء بأي شهادة حول ما حدث، على غرار موقف غالبية أبناء جيله.
توضح الكاتبة "في ضوء ما قالوه وما سكتوا عنه بدأت استجمع أطراف الخيط"، لتغوص بعد ذلك في أعماق العديد من الوثائق الأرشيفية والكتب التاريخية، كما التقت بعدد من المحاربين القدماء، ونجحت في الوصول إلى قائد أوركسترا صالة (الباسابوجا) أو (Pasapoga) التي كانت واحدة من أشهر صالات الاحتفالات في مدريد، خلال تلك الفترة، على غرار ملهى (كازابلانكا) أو (Casablanca) الذي كان لويس هويدوبرو يقضى بها أمسياته كل ليلة تقريبا، كما كانت تعمل به خطيبته روزيتا، قبل أن تضطرها ظروف الحرب القهرية للنزوح إلى المكسيك.
تعتبر رواية "ليال كازابلانكا"، أيضا بمثابة تكريم لكل من هم على شاكلة لويس هويدوبرو، والذين بالرغم من هروب ساسة الجمهورية الثانية إلى فالنسيا (جنوب)، في بداية الحرب، ظل محافظا على موقعه المتضامن مع باقي أبناء شعبه، ولكنه مع ذلك لم يفلح في تفادي أهوال الحرب.
كما أنها مهداة أيضا إلى كل ساسة هذه الفترة المخلصين الذين حاولوا انقاذ مشروع كانوا يؤمنون به ويتمثل في مجتمع يسوده رغد العيش والخدمات الاجتماعية، على الرغم من عدم اقتناعهم ببعض تفاصيله مثل "العداء للكنيسة".
وتهدي الأديبة الإسبانية الكتاب أيضا إلى جيلها، من أحفاد الجمهوريين المتمردين، والذين شهد أجدادهم ويلات الحرب، وهو الجيل الذي تقبل بأريحية ماضيه ليواصل السعي نحو المستقبل، على الرغم من أنه يعيش في عصر لم تنجح نخبته السياسية في الاستفادة من الانجازات التي تحققت في عهد الجمهورية الثانية (1931-1936)، والتي تمكنت من التعامل مع مكتسبات الفترات السابقة، مما جعل المؤرخين، ينسبون هذه الانجازات إليها على سبيل الخطأ، حسب وصف آدا ديل مورال.
توضح الكاتبة الشابة أن الجمهورية الثانية فشلت في العديد من الجبهات، ولكن "أربعة عقود من حكم الديكتاتورية الفرنكوية، كانت فترة أكثر من كافية لنسيان بعض المكتسبات واعتبار بعض الخسائر نموذجا يحتذى". وتتابع "هذا لا يعني أننا نختلق أساطير. ولكن الحقيقة هي أن الناس لا تقرأ بما فيه الكفاية".
تعرف آدا ديل مورال، نفسها بأنها إبنة المؤرخين وحفيدة مؤلف روايات إيروتيكية، فضلا عن كونها قارئة نهمة لكل أنماط الأدب، بدءا من ستيفن كينج، وصولا إلى ميجيل ديليبيس ورفائيل كانسينوس أسانس، وغيرهم كثير.
كما تعتبر أدب السير الذاتية هو الجنس الأدبي المفضل لديها، ومن ثم لا ترى أي غضاضة في أن تضيع ساعات في قراءاة كتاب عن قصة حياة ممثل مغمور مثل ليونيل باريمور، أو عن مغني مثل جيري لويز، أو عن سياسيين أمثال أدولفو سواريز، أول رئيس حكومة في عهد الديمقراطية بعد رحيل فرانكو، وأحد ركائز حركة التحول إلى الديمقراطية في إسبانيا.
حتى الآن صدر للكاتبة الإسبانية عدة أعمال مسرحية، كتبنها أثناء فترة اشتغالها بالصحافة وبعض الروايات القصيرة، وكتاب تاريخ عن الحراك السياسي الذي عاشته مدريد، أثناء فترة التحول إلى الديمقراطية.
وفي النهاية ترى الكاتبة الشابة حفيدة رويز هويدوبرو أن قيام جمهورية ثالثة الآن في إسبانيا "احتمالية مستبعدة" وغير قابلة للتحقيق على الأقل في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن تجارب الجمهورية السابقة والتي مر على آخرها ثمانية عقود، لم تكن نتائجها إيجابية، فضلا عن أن النظام الحالي "الملكية البرلمانية"، مناسب تماما، ولم يسبب مشاكل حتى الآن.
تختلف راوية آدا ديل مورال عن غيرها من الأعمال التي تناولت الحرب، من منطلق أنها تعكس مدريد من منظور جد الكاتبة القيادي الجمهوري لويس رويس هويدوبرو، الناشط بالاتحاد الجمهوري وعضو اللجنة الشعبية للدفاع خلال أحداث الحرب، بشكل يصبح معه هذا الجد هو الشخصية المحورية في أحداث الرواية.
في روايتها الأولى تقوم الأديبة الشابة والصحفية الحاصلة على شهادة الدكتوراه في تاريخ المسرح، بسرد، وبأسلوب بسيط، رشيق وبراق، مثل شخصيتها تماما، التجارب المريرة التي تعرضت لها عائلتها خلال الحرب، والحكم الجمهوري الذي احتفلت إسبانيا في 14 من شهر نيسان/أبريل بمرور ثمان عقود على قيامه، وعلى النزاع الذي أدى إلى سقوطها واندلاع الحرب الأهلية.
تبدأ احداث الرواية بالجد الأكبر، فاكوندو، وهو تاجر عصامي من منطقة قشتالة (شمال)، مرورا بالعم لويس، الذي ارتمى في أحضان التيار الليبرالي الديمقراطي، والمحب للسينما، وعالم هوليوود أيضا، وصولا إليها هي شخصيا، حيث تؤكد "أنا أحمل هذا التراث في جيناتي، بالرغم من أنني لم أعش جزء كبير منه".
في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ)، تؤكد الأديبة الشابة آدا ديل مورال أن روايتها "ليست عملا عن الحرب الأهلية، كما أنها ليست كتاب تاريخ، بل هي قصة مبهرة حول مجموعة من البشر عاشوا زمنا بدأ مبشرا ومقبلا ومفعما بالأمل، وانتهى بالنقيض تماما".
ولكن بالرغم من ذلك، وبرغم المعاناة التي عاشها الشعب، تسترجع آدا على صفحات روايتها وبأسلوب نقدي، الأسباب التي أدت إلى فشل تجربة الجمهورية الثانية، والأسلوب الذي تم التعامل به مع ماضي إسبانيا القريب، والذي تم دفنه بالإجماع خلال فترة التحول إلى الديمقراطية عقب رحيل فرانكو، 1975 ، ثم انتشاله من قبره، ولكن وفق معايير شديدة الازدواجية، في عهد حكومة الاشتراكيين بزعامة خوسيه لويس رودرجيز ثاباتيرو (2004-وحتى الآن).
لإعادة بناء هذه الفترة المدريدية، استحضرت الكاتب جادة (جران بيا) أو (Avenida de la Gran Via) التي احتفلت في 2010 بمرور 100 عام على إنشائها، والتي كانت في تلك الفترة عصب الحياة والمركز الرئيسي للأنشطة سواء السياسية أو الاجتماعية بالعاصمة الإسبانية، حيث بجانب المراكز الثقافية والتجارية انتشرت المسارح ودور السينما والمراقص والحانات.
ولإضفاء المزيد من الواقعية والمصداقية على الرواية، حاولت الكاتبة إجراء مقابلات مع بعض الباقين على قيد الحياة من تلك الفترة ومن بينهم عمتها وتعمل مؤرخة، كما التقت بالأخ الأصغر للجد لويس رويث هويدوبرو، الذي رفض الإدلاء بأي شهادة حول ما حدث، على غرار موقف غالبية أبناء جيله.
توضح الكاتبة "في ضوء ما قالوه وما سكتوا عنه بدأت استجمع أطراف الخيط"، لتغوص بعد ذلك في أعماق العديد من الوثائق الأرشيفية والكتب التاريخية، كما التقت بعدد من المحاربين القدماء، ونجحت في الوصول إلى قائد أوركسترا صالة (الباسابوجا) أو (Pasapoga) التي كانت واحدة من أشهر صالات الاحتفالات في مدريد، خلال تلك الفترة، على غرار ملهى (كازابلانكا) أو (Casablanca) الذي كان لويس هويدوبرو يقضى بها أمسياته كل ليلة تقريبا، كما كانت تعمل به خطيبته روزيتا، قبل أن تضطرها ظروف الحرب القهرية للنزوح إلى المكسيك.
تعتبر رواية "ليال كازابلانكا"، أيضا بمثابة تكريم لكل من هم على شاكلة لويس هويدوبرو، والذين بالرغم من هروب ساسة الجمهورية الثانية إلى فالنسيا (جنوب)، في بداية الحرب، ظل محافظا على موقعه المتضامن مع باقي أبناء شعبه، ولكنه مع ذلك لم يفلح في تفادي أهوال الحرب.
كما أنها مهداة أيضا إلى كل ساسة هذه الفترة المخلصين الذين حاولوا انقاذ مشروع كانوا يؤمنون به ويتمثل في مجتمع يسوده رغد العيش والخدمات الاجتماعية، على الرغم من عدم اقتناعهم ببعض تفاصيله مثل "العداء للكنيسة".
وتهدي الأديبة الإسبانية الكتاب أيضا إلى جيلها، من أحفاد الجمهوريين المتمردين، والذين شهد أجدادهم ويلات الحرب، وهو الجيل الذي تقبل بأريحية ماضيه ليواصل السعي نحو المستقبل، على الرغم من أنه يعيش في عصر لم تنجح نخبته السياسية في الاستفادة من الانجازات التي تحققت في عهد الجمهورية الثانية (1931-1936)، والتي تمكنت من التعامل مع مكتسبات الفترات السابقة، مما جعل المؤرخين، ينسبون هذه الانجازات إليها على سبيل الخطأ، حسب وصف آدا ديل مورال.
توضح الكاتبة الشابة أن الجمهورية الثانية فشلت في العديد من الجبهات، ولكن "أربعة عقود من حكم الديكتاتورية الفرنكوية، كانت فترة أكثر من كافية لنسيان بعض المكتسبات واعتبار بعض الخسائر نموذجا يحتذى". وتتابع "هذا لا يعني أننا نختلق أساطير. ولكن الحقيقة هي أن الناس لا تقرأ بما فيه الكفاية".
تعرف آدا ديل مورال، نفسها بأنها إبنة المؤرخين وحفيدة مؤلف روايات إيروتيكية، فضلا عن كونها قارئة نهمة لكل أنماط الأدب، بدءا من ستيفن كينج، وصولا إلى ميجيل ديليبيس ورفائيل كانسينوس أسانس، وغيرهم كثير.
كما تعتبر أدب السير الذاتية هو الجنس الأدبي المفضل لديها، ومن ثم لا ترى أي غضاضة في أن تضيع ساعات في قراءاة كتاب عن قصة حياة ممثل مغمور مثل ليونيل باريمور، أو عن مغني مثل جيري لويز، أو عن سياسيين أمثال أدولفو سواريز، أول رئيس حكومة في عهد الديمقراطية بعد رحيل فرانكو، وأحد ركائز حركة التحول إلى الديمقراطية في إسبانيا.
حتى الآن صدر للكاتبة الإسبانية عدة أعمال مسرحية، كتبنها أثناء فترة اشتغالها بالصحافة وبعض الروايات القصيرة، وكتاب تاريخ عن الحراك السياسي الذي عاشته مدريد، أثناء فترة التحول إلى الديمقراطية.
وفي النهاية ترى الكاتبة الشابة حفيدة رويز هويدوبرو أن قيام جمهورية ثالثة الآن في إسبانيا "احتمالية مستبعدة" وغير قابلة للتحقيق على الأقل في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن تجارب الجمهورية السابقة والتي مر على آخرها ثمانية عقود، لم تكن نتائجها إيجابية، فضلا عن أن النظام الحالي "الملكية البرلمانية"، مناسب تماما، ولم يسبب مشاكل حتى الآن.


الصفحات
سياسة








