يقول الشباب بأنهم يتحمسون في هذا المكان للانضمام الى مقاتلي حزب الله
حديقة إيران العامة
في الحرب التي دارت صيف عام 2006 كان الجنوب اللبناني قد تعرض لاضرار كبيرة. آثار الدمار مازالت واضحة، وهكذا كان حال قرية مارون الراس التي تمت تسويتها بالارض بفعل القصف الاسرائيلي. اما الان فقد تحول حطام القرية الى "حديقة ايران العامة" حيث يقضي آلاف المواطنين من المناطق المجاورة عطلة نهاية الاسبوع اذ يلعب الاطفال في اماكن اللعب المختلفة ويستطيع المرء لعب كرة القدم وممارسة ركوب الخيل مجانا، كل ذلك بمحاذاة وعلى مرأى من القرى والحقول الاسرائيلية المجاورة. في حين تصدح موسيقى حزب الله الحماسية طوال الوقت عبر مكبرات الصوت وتظل العيون مصوبة على "العدو" عبر نقاط المراقبة لدراسة تحركاته.
متعة معاينة العدو
جاءت الحديقة على شكل هدية ايرانية كلفت حوالي 7 مليون دولار ترفرف حولها اعلام ايرانية ضخمة لا تغيب عن الانظار الاسرائيلية. "اطفالنا يستمتعون هنا باللعب بينما لا يجرؤ الاسرائيليون حتى على الاقتراب من الحدود وهذه هي مقاومة الشعب، اننا لا نخشى شيئا." كما يقول علي سرور، مهندس انهى دراسته في ايران. ان الفرصة في معاينة العدو الاكبر تشكل بالنسبة لمعظم الزائرين هنا متعة كبرى كما انهم يتحدثون باستمرار عن منجزات حزب الله في الحروب الماضية والحرب القادمة.
دوي انفجار لا احد يدير له اهتماما. "يحصل هذا عدة مرات في اليوم، يريدون ارهابنا" كما يوضح سرور. وهو يضيف بأن هنالك دوريات عسكرية مستمرة وبأن اسرائيل تراقب الحديقة ليل نهار.
متحف المقاومة
"ان المقاومة الشعبية هي اهم احيانا من المقاومة العسكرية، بامكانك ان تقاوم العدو عن طريق تناول الغداء او العشاء على الحدود مع اسرائيل" على حد قول وزير السياحة اللبنانية في مقابلة مع التلفزيون اللبناني. وليست حديقة ايران العامة وحدها المكان للقيام بذلك النوع من المقاومة فهنالك الان ايضا متحف المقاومة، متحف مليتا، الذي تم افتتاحه اوخر ايار مايو الماضي والذي استقبل في الايام العشرة الاولى بحدود 130 الف زائر. تحيط به تلال رائعة واشجار الزيتون. وهي منطقة كانت في مرات عديدة مسرحا للقتال مع اسرائيل التي كانت تحتلها لثمانية عشر عاما.
محاكاة الواقع
يعمل المتحف قدر الامكان على محاكاة الواقع. يتعرف الزائر فيه على التفاصيل اليومية التي كان يعيشها المقاتلون اثناء الحرب، قبور الشهداء واسلحة كثيرة، الاسلحة التي تمت السيطرة عليها اضافة الى نماذج من اسلحة حزب الله. بامكان الزائر ان يتجول في المغارات والخنادق التي كانت تؤوي المقاتلين لشهور طويلة، وان يرى الانفاق التي تم بناؤها بشكل واقعي تمنح الزائر الفرصة في التعرف على الكيفية التي كان يشعر بها مقاتلي حزب الله. وهنالك صور ساتليتية لاهداف اسرائيلية محتملة: كمطار بن كوريون، محطة حيفا ومحطات رئيسية لتوليد الكهرباء. يتم هنا التغني بالمزاج الحربي والتشجيع عليه ويقول الشباب بأنهم يتحمسون في هذا المكان للانضمام الى مقاتلي حزب الله.
"في اية حرب قادمة مع اسرائيل سيكون هذا المتحف اول الاهداف" كما يقول رامي الذي يعمل دليلا في المتحف. لكن ذلك لا يثير قلقه: "بعد ذلك سنعمل على بنائه من جديد". باصات محملة بالزائرين تجيء وتروح يوميا. رجال ونساء حاملين اطفالهم يعاينون دبابات الميركافا، صبيان يقفون مبتهجين امام صواريخ الكاتيوشا وامهات في مقتبل العمر يستمعن باهتمام الى التعريف باستخدام انواع مختلفة من الاسلحة
مجنون أم حالم؟
المشروع الوحيد هنا الذي ليس لحزب الله اليد بوجوده هو منتجع وزاني الفخم مباشرة على الحدود مع اسرائيل والمطل على هضبة الجولان المحتلة. ان خطر نشوب حرب جديدة لم يمنع خليل عبد الله القائم على المشروع من الاستمرار فيه. "الناس يقولون بأنني مجنون، لكنه حلمي ".
كلفه المنتجع ستصل الى 12 مليون دولار. وهو مشروع طموح مثل صاحبه: شلالات ضخمة، مسابح، بيوت صيفية بأرضية من المرمر ومطاعم دوارة كلها قيد الانشاء. يضاف الى ذلك قاعة اجتماعات ضخمة. "نتمنى ان ننظم فيها محادثات السلام مستقبلا." كما يقول خليل عبد الله وكله امل
في الحرب التي دارت صيف عام 2006 كان الجنوب اللبناني قد تعرض لاضرار كبيرة. آثار الدمار مازالت واضحة، وهكذا كان حال قرية مارون الراس التي تمت تسويتها بالارض بفعل القصف الاسرائيلي. اما الان فقد تحول حطام القرية الى "حديقة ايران العامة" حيث يقضي آلاف المواطنين من المناطق المجاورة عطلة نهاية الاسبوع اذ يلعب الاطفال في اماكن اللعب المختلفة ويستطيع المرء لعب كرة القدم وممارسة ركوب الخيل مجانا، كل ذلك بمحاذاة وعلى مرأى من القرى والحقول الاسرائيلية المجاورة. في حين تصدح موسيقى حزب الله الحماسية طوال الوقت عبر مكبرات الصوت وتظل العيون مصوبة على "العدو" عبر نقاط المراقبة لدراسة تحركاته.
متعة معاينة العدو
جاءت الحديقة على شكل هدية ايرانية كلفت حوالي 7 مليون دولار ترفرف حولها اعلام ايرانية ضخمة لا تغيب عن الانظار الاسرائيلية. "اطفالنا يستمتعون هنا باللعب بينما لا يجرؤ الاسرائيليون حتى على الاقتراب من الحدود وهذه هي مقاومة الشعب، اننا لا نخشى شيئا." كما يقول علي سرور، مهندس انهى دراسته في ايران. ان الفرصة في معاينة العدو الاكبر تشكل بالنسبة لمعظم الزائرين هنا متعة كبرى كما انهم يتحدثون باستمرار عن منجزات حزب الله في الحروب الماضية والحرب القادمة.
دوي انفجار لا احد يدير له اهتماما. "يحصل هذا عدة مرات في اليوم، يريدون ارهابنا" كما يوضح سرور. وهو يضيف بأن هنالك دوريات عسكرية مستمرة وبأن اسرائيل تراقب الحديقة ليل نهار.
متحف المقاومة
"ان المقاومة الشعبية هي اهم احيانا من المقاومة العسكرية، بامكانك ان تقاوم العدو عن طريق تناول الغداء او العشاء على الحدود مع اسرائيل" على حد قول وزير السياحة اللبنانية في مقابلة مع التلفزيون اللبناني. وليست حديقة ايران العامة وحدها المكان للقيام بذلك النوع من المقاومة فهنالك الان ايضا متحف المقاومة، متحف مليتا، الذي تم افتتاحه اوخر ايار مايو الماضي والذي استقبل في الايام العشرة الاولى بحدود 130 الف زائر. تحيط به تلال رائعة واشجار الزيتون. وهي منطقة كانت في مرات عديدة مسرحا للقتال مع اسرائيل التي كانت تحتلها لثمانية عشر عاما.
محاكاة الواقع
يعمل المتحف قدر الامكان على محاكاة الواقع. يتعرف الزائر فيه على التفاصيل اليومية التي كان يعيشها المقاتلون اثناء الحرب، قبور الشهداء واسلحة كثيرة، الاسلحة التي تمت السيطرة عليها اضافة الى نماذج من اسلحة حزب الله. بامكان الزائر ان يتجول في المغارات والخنادق التي كانت تؤوي المقاتلين لشهور طويلة، وان يرى الانفاق التي تم بناؤها بشكل واقعي تمنح الزائر الفرصة في التعرف على الكيفية التي كان يشعر بها مقاتلي حزب الله. وهنالك صور ساتليتية لاهداف اسرائيلية محتملة: كمطار بن كوريون، محطة حيفا ومحطات رئيسية لتوليد الكهرباء. يتم هنا التغني بالمزاج الحربي والتشجيع عليه ويقول الشباب بأنهم يتحمسون في هذا المكان للانضمام الى مقاتلي حزب الله.
"في اية حرب قادمة مع اسرائيل سيكون هذا المتحف اول الاهداف" كما يقول رامي الذي يعمل دليلا في المتحف. لكن ذلك لا يثير قلقه: "بعد ذلك سنعمل على بنائه من جديد". باصات محملة بالزائرين تجيء وتروح يوميا. رجال ونساء حاملين اطفالهم يعاينون دبابات الميركافا، صبيان يقفون مبتهجين امام صواريخ الكاتيوشا وامهات في مقتبل العمر يستمعن باهتمام الى التعريف باستخدام انواع مختلفة من الاسلحة
مجنون أم حالم؟
المشروع الوحيد هنا الذي ليس لحزب الله اليد بوجوده هو منتجع وزاني الفخم مباشرة على الحدود مع اسرائيل والمطل على هضبة الجولان المحتلة. ان خطر نشوب حرب جديدة لم يمنع خليل عبد الله القائم على المشروع من الاستمرار فيه. "الناس يقولون بأنني مجنون، لكنه حلمي ".
كلفه المنتجع ستصل الى 12 مليون دولار. وهو مشروع طموح مثل صاحبه: شلالات ضخمة، مسابح، بيوت صيفية بأرضية من المرمر ومطاعم دوارة كلها قيد الانشاء. يضاف الى ذلك قاعة اجتماعات ضخمة. "نتمنى ان ننظم فيها محادثات السلام مستقبلا." كما يقول خليل عبد الله وكله امل


الصفحات
سياسة








