تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


محاكمة جورلين بتهمة الاهانة العنصرية تبدأ اليوم ..السود الفرنسيون يطالبون بمكانهم في التاريخ




باريس - كلير بيرن - بدت ناشطة حقوق الانسان الامريكية المخضرمة كاثرين كليفر مرتبكة بسبب القدر الكبير من الاهتمام الذي حظيت به. ولقد أمضت أكثر من ساعة ترد على أسئلة جمهور باريس حول مشاركتها في حركة "النمور السوداء" في ستينيات القرن الماضي ، وكان لايزال هناك الكثير من الايدي المرفوعة والوجوه المترقبة.


ناشطة حقوق الانسان الامريكية المخضرمة كاثرين كليفر
ناشطة حقوق الانسان الامريكية المخضرمة كاثرين كليفر
وقالت كليفر التي كانت أول امرأة في المجلس الحاكم لحركة النمور السوداء "أنا مندهشة لأن أرى نموذج شهر تاريخ السود يلقى تقديرا في فرنسا".

وقالت ميشيل بيلتان من منتصف القاعة الممتلئة على آخرها بوزارة الشئون الخارجية "لقد حان الوقت لذلك ".
يشار الى ان شهر تاريخ السود هو ذكرى الأحداثِ المهمةِ في تأريخ الشتاتِ الأفريقيِ و يُحتفل به سنوياً في الولايات المتحدةِ وذلك في المدارس والمجتمعات وفي الغالب عن طريق تنظيم فعاليات تركز بشكل خاص على حركة الحريات المدنية.

ولكن في فرنسا ، اغفلت كتب التاريخ بشكل كبير كفاح الشعب الاسود من أجل المساواة ومساهمتهم في المجتمع .
وقالت بيلتان (35 عاما) ، التي قالت عبارة " حان الوقت لذلك " وتعمل صحفية لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) "لقد ولدت في فرنسا من أصول هندية غربية".

واضافت "أثناء نشأتي ، لم ادرس أبدا تاريخ الاراضي الفرنسية وراء البحار أو تاريخ الشعوب الاصلية لها".
واستطردت قائلة "ولكن الاستعمار والعبودية يمثلان جزءا من تاريخ فرنسا تماما مثل الحرب العالمية الاولى. ويجب أن ندرس ذلك حتى وان كان ذلك يجعل الافراد لايشعرون بالارتياح ".

وجاء الاحتفال بشهر تاريخ السود في أول شباط/فبراير الجاري والذي تضمن مناقشات وعروض شعرية حول كون المرء أسودا وفرنسيا ، في اسبوع تصدر فيه الوصف النمطي للسود من جانب مجلة "ايل" الفرنسية عناوين وسائل الاعلام العالمية. فقد نشرت المجلة في عددها الصادر 13 كانون ثان/يناير مقالا بعنوان "سلطة أزياء السود" والذي أثنى كاتبه فيه على سيدة امريكا الأولى ميشيل أوباما لجعلها"الاناقة.. خيارا مقبولا لمجتمع (امريكي اسود) ظل متمسكا حتى الان بأزياء الشارع النمطية التي اشتهر بها". وأثار المقال سيلا من السخط من السيدات السود على جانبي الأطلسي على حد السواء. وقالت كاتبة عمود في موقع (فاشون بومب) الالكتروني المتخصص في الازياء الحضرية الامريكية "لسنا مجموعة واحدة متجانسة ليتم الكتابة عنا مثل حيوانات حديقة الحيوانات". واعتذرت رئيسة تحرير مجلة إيل ، فاليري تورانيان عن المقال وسحبته من على الموقع الالكتروني ، مصرة على أنه تم التعبير عن "نوايا حسنة" بشكل سيئ. وكان ردها غير مناسب لمجموعة تضم 30 من السود الفرنسيين البارزين من صحفيين ومؤلفين ومؤرخين وصناع رآي. وكتبوا في صحيفة (لوموند) الفرنسية يوم 31 كانون ثان/يناير إن "الشعب الأسود ، رجالا أو نساء ، ليسوا بحاجة الى الإحسان ، انهم بحاجة للمساواة"، وتحدوا مجلة ايل بأن تقوم بتوظيف المزيد من الصحفيين السود وأن تضع المزيد من النساء السود على غلافها. ولا توجد إحصاءات رسمية حول عدد السود في فرنسا حيث يحظر جمع الاحصاءات عن الأصل العنصري او العرقي ولكن معظم التقديرات تشير إلى أن عددهم 5 ملايين شخص أو 8 في المئة من السكان. ومع ذلك ، فإن واحدا فقط من أعضاء البرلمان الذين يمثلون بر فرنسا الرئيسى وعددهم 555 عضوا ، من السود. وليس هناك رئيسا أسود لأي من الشركات الكبرى. ولم يكن هناك مذيع أخبار أسود في التلفزيون الوطني قبل عام 2005. وقال فرانكو لوليا رئيس منظمة مكافحة الخوف من الزنوج لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) إن التمييز ضد السود منتشر ، خاصة في العمل والسكن ، ولكن من الصعب في كثير من الأحيان إثبات ذلك .

لذلك عندما تبزر قضية رفيعة المستوى من حالات التنميط أو العنصرية يهرع النشطاء الى الحديث عنها. ومن بين تلك القضايا ، قضية ستنظر أمام المحكمة في باريس الخميس وتدور حول نجم صناعة العطور جان بول جورلين وهو وريث اسرة جورلين . ووجهت اليه تهمة الاهانة العنصرية بعد ان قال لقناة تلفزيونية فرنسية عام 2010 انه "عمل مثل زنجي" لإنتاج أحد عطور الشركة. وقد أثارت تصريحاته تهديدات بمقاطعة منتجات شركته. واعتذر جورلين عن "زلة اللسان" والتي قال انها لا تعكس بأي حال من الأحوال تفكيره ، ومع ذلك ، مضت ثلاث من الجماعات المناهضة للعنصرية في توجيه اتهامات اليه. وقال باتريك لوزيس ، وهو صيدلي من مواليد دولة بنين ، وناشط وسياسي أعلن عزمه الترشح في انتخابات الرئاسة المقررة في نيسان/ابريل القادم ، إن اشخاصا مثل لوليا يقاتلون في المعركة الخطأ.

وقال لوزيس الذي لايزال بحاجة للحصول على تأييد 500 من العمد في جميع أنحاء فرنسا لخوض انتخابات الرئاسة للـ(د.ب.ا)"نعم ، هناك عنصرية في فرنسا ، لكنها ليست أكثر عنصرية من أي مكان آخر". وكدليل على ذلك ، اشار الى انتخاب جاستون مونيرفيل كرئيس لمجلس الشيوخ ، ثاني أكبر هيئة تشريعية في البلاد ، عام 1958 والى استطلاعات رأي تظهر أن اثنين من أفضل ثلاث شخصيات في فرنسا وهما الممثل عمر سي ولاعب التنس السابق ونجم موسيقى الريجي يانيك نوا من السود. كما القى الضوء على تجربته الخاصة في انتخابات الجمعية الوطنية عام 2002 . وعلى الرغم من عدم فوزه بمقعد ، إلا أنه اداءه وسلوكه كان راقيا في حي الاثرياء الاول في باريس . وبالنسبة للوزيس ، الذي أسس مجلسا يمثل جمعيات السود في فرنسا ، فإن أكبر مشكلة تواجه السود الفرنسيين تتخطى حدود العنصرية ويشاركهم فيها النساء أيضا والطبقة العاملة وغيرها من المجموعات المحرومة من الخدمات الصحية والمسكن والحقوق المدنية. وأوضح قائلا "إن فرنسا يديرها رجل أبيض من النخبة الباريسية.. وهذه هي المشكلة الرئيسية".

كلير بيرن
الخميس 9 فبراير 2012