مدينة قسنطينة الجزائرية
مدينة الأبواب السبع بلا باب واحد
ككل المدن الجزائرية العتيقة ،كانت قسنطينة محصنة بسور تتخله سبع أبواب، تغلق جميعها في المساء، وهي باب الحنانشة الذي يسمح بالخروج من شمال المدينة عبر وادي الرمال، ويؤدي إلى الينابيع التي تصب في أحواض مسبح سيدي مسيد. باب الرواح و يمتد عبر سلم مثير للدوار، ويؤدي إلى الناحية الشمالية من وادي الرمال ويوصل هذا الباب إلى منابع سيدي ميمون التي تصب في المغسل. و باب القنطرة يصل المدينة بالضفة الجنوبية لوادي الرمال و باب الجابية الذي ينفتح على الطريق الممتد إلى سيدي راشد ويقع على ارتفاع 510م. و باب الجديد وتكرر هذه التسمية مشتركة بين جميع المدن الجزائرية تقريبا شأنه شان باب الوادي و يقع شمال ساحة أول نوفمبر، هدم سنة 1925. باب الوادي " أو باب ميلة"الذي يسمح بالوصول إلى روابي كدية عاتي، وقد كان يوجد بمكان قصر العدالة حاليا. لقد كانت هذه الأبواب تقوم بوظيفة التحصين للمدينة ضد الغرباء وبدأت تختفي بالتدريج إلى أن أزال الاحتلال الفرنسي أثارها كلية.".
جسور معلقة تمكنك مسك السحاب..
لا يمكن لأي شخص أن يقول إنه قد زار مدينة قسنطينة وهو لم يمش على جسورها، أو كما يسميها عامة الناس في قسنطينة،" قناطر لحبال"، ولا يمكن له أن ينسى صورة الهاوية التي تعلق بالذاكرة بمجرد أن يلقى بنظرة واحدة من أعلى الجسر ، فتضاريس الوعرة وأخدود وادي الرمال العميق الذي يشقها، جعلها تتميز عن سائر المدن الجزائرية بتسمية أخرى وهي مدينة الجسور المعلقة، حيث أقيمت عليها سبعة جسور لتسهيل حركة التنقل، وهي جسر باب القنطرة وهو أقدم الجسور بناه الأتراك عام 1792 وهدمه الفرنسيون ليبنوا على أنقاضه الجسر القائم حاليا وذلك سنة 1863. جسر سيدي راشد وهو أكثر الجسور شهرة ويحمله 27 قوسا كما يظهر في الصورة ، يبلغ قطر أكبرها 70م، ويقدر علوه بـ105م، طوله 447م وعرضه 12م، بدأت حركة المرور به سنة 1912، وسألنا فائزة قصاب سائحة قادمة من الجزائر العاصمة عن سبب اختيارها لهذه المدينة الجزائرية لقضاء العطلة فقالت"إن الاختلاف بين قسنطينة والمدن الأخرى بالجزائر هو الجسور التي تسمح لك برؤية العالم من فوق،وبمجرد أن تحاول رؤية كم أنت بعيد عن الأرض تدرك أن الناس هنا لا يمشون بل يطيرون،وأحببت أن اشعر بهذا الشعور".
ومن بين الجسور أيضا جسر سيدي مسيد بناه الفرنسيون عام 1912 ويسمى أيضا بالجسر المعلق، يقدر ارتفاعه بـ175م وطوله 168، وهو أعلى جسور المدينة و جسر صلا ح سليمان هو ممر حديدي خصص للراجلين فقط ويبلغ طوله 125م وعرضه مترين ونصف، وهو يربط بين شارع محطة السكك الحديدية ووسط المدينة. جسر مجازن الغنم و هو امتداد لشارع رحماني عاشور، ونظرا لضيقه فهو أحادي الاتجاه. جسر الشيطان وهو جسر صغير يربط بين ضفتي وادي الرمال ويقع في أسف الأخدود. جسر الشلالات يوجد على الطريق المؤدي إلى المسبح وتعلو الجسر مياه وادي الرمال التي تمر تحته مكونة شلالات، وبني عام 1928، وكل هذه الجسور تقول لزائر المدينة أنا من رفعت أهلي من سفوح الجبال إلى قممها فميزتهم عن كل مدن الجزائر.
هنا من ألف سنة.
مثلما تبقى في ذاكرة الزائر لمدينة قسنطينة صورة الجسور المعلقة تبقى أيضا صورة المساجد المنتشرة فيها وأقدم هذه المساجد الجامع الكبير
هو الجامع المعروف اليوم بهذا الاسم الموجود ببطحاء السويقة. ويمر أمامه الآن شارع بن مهيدي الداهب من ساحة باب الوادي إلى قنطرة محطة السكة الحديدية. وهو أقدم مساجد المدينة حسبما دلت عليه كتابات عربية كوفية كانت حول المحراب دلت على إتمام بنائه يومئذ أو إصلاح المحراب وحده. وهد نص تلك الكتابة:" هذا من عمل محمد بوعلى البغدادي في عام 530" موافق 1136 م. وهدا التاريخ يوافق أيام حكم الدولة الصنهاجية الحمادية بقسنطينة وتونس، وعلى وجه التحقيق أيام الأمير يحيى بن تميم بن المعز ابن باديس أحد ولاة بني حماد الدين كانوا مقتسمين الحكم في تونس وبجاية وقسنطينة، إلى أن استولى على ممتلكاتتهم عبد المومن ابن علي مؤسس دولة الموحدين بعد المهدي بن تومرت. وذكر جورج مارصي في كتابه" تاريخ الفن الإسلامي المعماري": أن تاريخ الجامع الكبير مجهول. وأن هدا المسجد كان موجودا في القرن السادس الهجري حسبما دلت عليه كتابة عربية عثر عليها أثناء عمليات التغيير التي ادخلها الفرنسيون عليه. وقد وجدت هده الكتابة بالجانب الغربي من المسجد منقوشة في الشاهد الرخامي القائم عند رأس المرحوم محمد بن إبراهيم المراكشي المتوفى بقسنطينة والمدفون بتربة الجامع المذكور في عام 618 ه1222 م.
جامع سيدي الكتاني و أنشأه صالح باي بن مصطفى الداي تولى حكم قسنطينة من عام 1185 الى عام 1207 ه( موافق 1771-1792 ميلادية) كما أنشأ بجانبه المدرسة الموجودة الى اليوم في عام 1202 ه. وجلب دعائمه الرخامية وأهم مواد بنائه من ايطاليا. وانفق عليه اموالا طائلة. وسمى "الكتاني" باسم ولي مسمى بهذا الاسم مدفون بتلك البقعة. وأوقف عليه وعلى المدرسة أوفقافا عظيمة عقارية من خالص ماله يصرف دخلها عليهما
وجامع الباي حسين الجامع أيضا هو من أهم مساجد المدينة. وكان قبل الاحتلال الفرنسي يسمى" جامع سوق الغزل" والمراد بالغزل" الصوف المهيأة للنسج". أمر ببنائه الباي حسين، المعروف باسم" قليان" .
حمامات تركية موائد للخطبة النساء وللمكائد
لا تزال حمامات مدينة قسنطينة التي يعود تاريخ بنائها إلى العهد العثماني محافظة على شكلها وهندستها ووظيفتها كما تركها الأتراك ويبلغ عددها حوالي 20 حماماً .
أول حمام بناه الأتراك حسب أهالي المدينة باعتباره الأقدم كان حمام "ثلاثة" الكائن بحي الشط، ويطلق عليه أيضا اسم حمام "لهوا" كونه بني فوق المنحدر وتقول الروايات أن سبب تسميته بحمام "ثلاثا" راجع إلى كونه الوحيد الذي حدد سعره بثلاثة "صوردي" بينما حدد في الحمامات الأخرى بخمسة صوردي، وهي فكة ل "الدورو "الذي يشكل" الدينار" وكل من" الصوردي والدورو "اندثرا لكن الحمام هنا وبمئات الدنانير .
من بين حمامات قسنطينة المعروفة أيضا نذكر: - حمام دفوج، ويعد بدروه من أقدم الحمامات، وقرب غرفة الاستراحة به يوجد ضريح سيد دقوج. - حمام بولبزايم، يوجد بشارع الأربعين شريفا. - حمام بن حاج مصطفى وحمام بن شريف، يوجدان بالشط. حمام أولاد سيدي الشيخ
تكتسب الحمامات التركية شهرة واسعة على مستوى العالم حيث تعتبر صورة حية للحضارة العثمانية فضلا عن التقاليد التاريخية العريقة والمعرفة الراسخة التي توارثها الأتراك وورثها للبلدان التي انتدبوه،وقسنطينة من بينها ألي أن أضحى الحمام التركي حماما جزائريا قد يدخله المئات دون معرفة أصولها.
وتقول السيدة " بريزة " صاحبة حمام تقوم الزائرات بعد دخول الحمام بوضع أغراضهن في صندوق الأمانات ومن ثم يرتدين الملابس الخاصة بالاستحمام وهي عبارة عن إزار تعرف بالعامية باسم "الفوطة "وقطعة صابون ومنشفة ثم يتوجهن بعدها إلى غرفة خاصة لتجري عملية" التكييس" التي تتم بواسطة ما يعرف" بالكاسة " وهي قطعة قماش إذا احتكت بالجسم تخرج كل الأوساخ التي فيه بهدف التنظيف وتفتيح مسام الجلد حيث سيلاحظ عند دخوله الحمام أن حرارة الجو عالية في الداخل والبخار الكثيف كما يوجد في المنتصف دائرة تستلقي عليها من يردن أن تقوم المدلكة بتدليكهن وهذا ما يجعل الإنسان يشعر براحة كبيرة بعد خروجه من الحمام.
وبعد انتهاء من الاستحمام ترجع النساء إلى صالة كبيرة يتناولن المشروبات والفواكه وكما تقول خالتي" بريزة" هذه القاعة كانت مكانا لتزويج العديد من الفتيات ولخرب بيوت الكثير منهن أيضا فهي ملتقى كل النساء فحتى التي لا تخرج أبدا لها رخصة ولو شهرية لزيارة الحمام فهو يدخل في عادات النساء الجزائريات .
الرحبات والأسواق
الرحبة وتعني في العامية المكان الواسع الذي يستعمل لأغراض تجارية ويمكنه أن يسع عددا كبيرا من البشر ، حيث تباع فيها مختلف السلع والبضائع كالملابس، الأقمشة وغيرها. عرفت قسنطينة قديما عدة رحبات منها ما يزال قائما حتى اليوم ومنها ما تحول إلى مباني وطرقات ك"رحبة الزرع" التي كانت تتوسط المدينة وتقام فيها عدة نشاطات تجارية كبيع الحبوب، التمور والزيوت، ومن الرحبات المعروفة في قسنطينة قديما نذكر "سوق الخرازين" وهي سوق تهتم بكل الصناعات التقليدية التي لا يمكن لأي عروس جزائرية أن تتنازل على ثوب منها يوم الزفاف، و"سوق العطارين" وهي سوق تهتم بالعطارة والأعشاب، "سوق الصياغة" وهي سوق تهتم ببيع الذهب والفضة وصناعتهما، و"سوق الصباغين" وغيرها... وحاليا لا تزال بعض الرحبات موجودة مثل " "رحبة الصوف" التي تحولت اليوم إلى سوق لبيع الخضر والفواكه والأواني وبعض الأغراض المنزلية، أما "رحبة الجمال" التي يذكر المؤرخون أنها كانت مبركا للقوافل التي تأتي من مختلف الأنحاء محملة بالبضائع، فقد أصبحت اليوم سوقاً لبيع الملابس ومكاناً مفضلاً للمطاعم الشعبية الشهية بوجباتها، وهناك"سوق العصر" الذي كان قبلا يسمى "سوق الجمعة" ويشتهر بتنوع خضره وفواكهه وباللحوم والأقمشة وعادة ما تكون أسعار هذا السوق معتدلة مقارنة مع بقية الأسواق. ومن أهم أسواق المدينة أيضا في الوقت الحالي نذكر: سوق" بومزو" و يعد من أهم الأسواق ويعود تاريخ بنائه إلى عهد الوجود الفرنسي، يقع بمحاذاة ساحة أول نوفمبر ويعرف يوميا حركة نشيطة. سوق "بن بطو" ويعتبر من أقدم الأسواق، ونظرا لموقعه المتميز بشارع بلوزداد وجودة السلع والبضائع التي يعرضها فهو يستقطب الكثير من ربات البيوت.
حرفة الحمال غير مهددة بالزوال
ماتزال ظاهرة "الحمالة" باقية بمدينة قسنطينة القديمة حيث يلاحظ يوميا بداية من الثامنة صباحا إلى غاية غروب الشمس ذهاب وإياب لأناس وجدوا في هذه الحرفة وسيلة لكسب رزقهم. ويكثر "الحمالة" وبشكل ملحوظ بشارع "العربي بن مهيدي" المعروف بٍ" الطريق الجديدة" فتجدهم يجرون عربات يدوية ينقلون من خلالها سلعا من وإلى محلات تجارةالجملة المنتشرة بكثرة عبر هذا الشارع الطويل ويبلغ عددهم حوالي 30 "حمالا" معظمهم تفوق أعمارهم 60 سنة.
وعلى الرغم من تقدمهم في السن إلا أنهم لا يتوقفون عن الحركة والاستعداد المتواصل لتفريغ وشحن السلع قاطعين لأجل ذلك مئات الأمتار على الأقدام عبر أزقة المدينة القديمة مقدمين بذلك درسا في الكد والجد لكسب لقمة عيش بعرق الجبين لشباب بطالين قابعين على الأرصفة.
ومن بين المعتادين على ممارسة هذه الحرفة "عمي رابح" /82 سنة/ الذي قال إنه بدأها عام 1956 حيث كان آنذاك وأمثاله يحملون السلع على ظهورهم مستعينين بحبل صلب مازال يستعمل إلى غاية اليوم لربط شرائط القماش وسلع أخرى على ظهورهم.
وعادة ما يستعمل "الحمالة" عربات يدوية يصنعونها من بقايا أسرة حديدية بعد تلجيم أجزائها وإضافة عجلات صغيرة ومقبض حديدي لقيادتها وجرها في المسار المحدد. وقال "عمي رابح" " كنا في الماضي ننقل الفحم إلى غاية منازل الزبائن الذين كانوا يستعملونه للتدفئة في الشتاء وكذا لطهي الطعام" مضيفا "إن ابني بطال ولابد علي من التكفل به رفقة أمه التي فقدت البصر".
ومن جهته يتحسر "عمي عمار" ورفقائه في حرفة "الحمالة" على ما كانت عليه"الطريق الجديدة" في الماضي مذكرا أنها لم تكن مكتظة مثلما هي عليه في الحاضر قبل أن يأخذ منه الكلمة من جديد "عمي رابح" ليقول "في الماضي لم تكن المدينة بهذا الشكل من الزخم والاكتظاظ والكل كان يعمل ولم تكن سيارات كثيرة".
فهذا الشارع الكبير بوسط المدينة القديمة ذي الاتجاه الواحد أصبح يضيق بالعباد والسيارات إلى درجة أن الراجلين يجدون صعوبة كبيرة للمرور عبره خاصة.
ماتزال ظاهرة "الحمالة" باقية بمدينة قسنطينة القديمة حيث يلاحظ يوميا بداية من الثامنة صباحا إلى غاية غروب الشمس ذهاب وإياب لأناس وجدوا في هذه الحرفة وسيلة لكسب رزقهم.
ويكثر "الحمالة" وبشكل ملحوظ بشارع "العربي بن مهيدي" المعروف بٍ" الطريق الجديدة" فتجدهم يجرون عربات يدوية ينقلون من خلالها سلعا من وإلى محلات تجارة الجملة المنتشرة بكثرة عبر هذا الشارع الطويل ويبلغ عددهم حوالي 30 "حمالا" معظمهم تفوق أعمارهم 60 سنة.
وعلى الرغم من تقدمهم في السن إلا أنهم لا يتوقفون عن الحركة والاستعداد المتواصل لتفريغ وشحن السلع قاطعين لأجل ذلك مئات الأمتار على الأقدام عبر أزقة المدينة القديمة مقدمين بذلك درسا في الكد والجد لكسب لقمة عيش بعرق الجبين لشباب بطالين قابعين على الأرصفة.
ومن بين المعتادين على ممارسة هذه الحرفة "عمي رابح"،82 سنة، الذي قال إنه بدأها عام 1956 حيث كان آنذاك وأمثاله يحملون السلع على ظهورهم مستعينين بحبل صلب مازال يستعمل إلى غاية اليوم لربط شرائط القماش وسلع أخرى على ظهورهم.
وعادة ما يستعمل "الحمالة" عربات يدوية يصنعونها من بقايا أسرة حديدية بعد تلجيم أجزائها وإضافة عجلات صغيرة ومقبض حديدي لقيادتها وجرها في المسار المحدد.
وقال "عمي رابح" " كنا في الماضي ننقل الفحم إلى غاية منازل الزبائن الذين كانوا يستعملونه للتدفئة في الشتاء وكذا لطهي الطعام" مضيفا "إن ابني بطال ولابد علي من التكفل به رفقة أمه التي فقدت البصر".
ومن جهته يتحسر "عمي عمار" ورفقائه في حرفة "الحمالة" على ما كانت عليه الطريق الجديدة" في الماضي مذكرا أنها لم تكن مكتظة مثلما هي عليه في الحاضر" قبل أن يأخذ منه الكلمة من جديد "عمي رابح" ليقول "في الماضي لم تكن المدينة بهذا الشكل من الزخم والاكتظاظ والكل كان يعمل ولم تكن سيارات كثيرة".
فهذا الشارع الكبير بوسط المدينة القديمة ذي الاتجاه الواحد أصبح يضيق بالعباد والسيارات إلى درجة أن الراجلين يجدون صعوبة كبيرة للمرور عبره خاصة في أوقات الذروة على حد تعبير أحد "الحمالة".
مقابر عصر ما قبل التاريخ
بقمة جيل سيدي مسيد وبمكان اسمه "نصب الأموات". توجد مقابر أهالي المدينة على قدر كبير من الفخامة،في المكان المسمى كما اكتشفت قبور أخرى تقع تحت "كهف الدببة" وأخرى ناحية "بكيرة"، كما توجد مقابر أخرى بمنطقة "الخروب" بالمواقع المسماة "خلوة سيدي بو حجر" قشقاش، وكاف تاسنغة ببنوارة وتوعد كلها إلى مرحلة ما قبل التاريخ. - المقبرة الميغاليتية لبونوارة: على بعد 32 كلم عن قسنطينة، وعلى الطريق الوطني رقم 20 المؤدي باتجاه فالمة تقع المقبرة الميغاليتية لبونوارة على المنحدرات الجنوبية الغربية لجبل "مزالة" على بعد 2 كلم شمال قرية بونوارة. وتتكون هذه الدولمانات من طبقات كلسية متماسكة تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، ويبدو أن عددا كبيرا منها قد تعرض للتلف والاندثار. ونشير إلى أن النموذج العام لهذه المعالم التاريخية يكون على شكل منضدة متكونة من أربع كتل صخرية عمودية وطاولة، مشكلين بدورهم غرفة مثلثة الشكل وعادة ما يكون الدولمان محاطا بدائرة من حجارة واحدة، وفي بعض الأحيان من دائرتين أو ثلاث أو أربع، وقد كان سكان المنطقة القدامى يستعملونها لدفن موتاهم بهذه الطريقة المحصنة التي يبدو أنها قد استمرت إلى القرن الثالث ق.م. - كهف الدببة: يبلغ طوله 60 م ويوجد بالصخرة الشمالية لقسنطينة. - كهف الأروي: يوجد قرب كهف الدببة ويبلغ طوله 6 م ويعتبر كلا الكهفين محطتين لصناعات أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ. - ماسينيسا وضريح بالخروب: على بعد 16 كلم جنوب شرق قسنطينة يقع ضريح ماسينيسا وهو عبارة عن برج مربع، تم بناؤه على شكل مدرجات به ثلاثة صفوف من الحجارة وهي منحوتة بطريقة مستوحاة من الأسلوب الإغريقي- البونيقي وقد نسب هذا الضريح لماسينيسا الذي ولد سنة 238 ق.م وتوفي سنة 148 ق.م، حمى هذه المنطقة لمدة 60 سنة ويعود له الفضل في تأسيس الدولة النوميدية، كما أسهم في ترقية العمران وتطوير الزراعة بالمنطقة وأسس جيشاً قوياً. - ضريح لوليوس: يقع ضريح لوليوس في جبل شواية بالمكان المسمى "الهري" على بعد حوالي 25 كلم شمال غرب قسنطينة، غير بعيد عن "تيدس" له شكل أسطواني، بني من حجارة منحوتة وشيدّ من طرف "ك" لوليوس إبريكيس " حاكم روما آنذاك تخليدا لعائلته. تيديس: تقع على بعد 30كلم إلى الشمالُ الغربي من قسنطينة وتختفي في جبل مهجور، كانت لها قديما أسماء عديدة مثل: "قسنطينة العتيقة" ، "رأس الدار" كما سميت أيضا "مدينة الأقداس" نظراً لكثرة الكهوف التي كان الأهالي يتعبدون بها، ويبدو أن إسمها الحالي "تيديس" هو إسم محلي نوميدي، أما الرومان فأعطوها اسم ومعنى "كاستيلي" هو المكان المحصن، ومعنى "روسبيبليكا" أي التمتع بتنظيمات بلدية، وقد كان دور هذه المدينة هو القيام بوظيفة القلعة المتقدمة لحماية مدينة سيرتا من الهجمات الأجنبية. ولا تزال آثار الحضارات التي تعاقبت على "تيديس" شاهدة إلى اليوم بدءا بعصور التاريخ، فالحضارة البونيقية، الحضارة الرومانية، الحضارة البيزنطية إلى الحضارة الإسلامية. ويتجلى عصر ما قبل التاريخ في مجموعة من القبور تسمى "دولمن" ومعناها" المناضد الصخرية"، وكذا مقبرة قديمة تقع على منحدر الجانب الشمالي وتجمع عدداً من المباني الأثرية الدائرية المتأثرة بطريقة الدفن الجماعي والتي تسمى "بازناس" وتدل النصب والشواهد الموجودة على العصر البونيقي، فيما يتجلى الطابع الروماني في المناهج المتعلقة بنظام تخطيط المدن. وخلاصة القول أن الزائر لتيديس يسمع صدى الإنسان في تحولاته، إنها باختصار المكان المثالي لقراءة تاريخ هذه المنطقة وتأمل تفلصيلها الغنية. - باب سيرتا: هو معلم أثري يوجد بمركز سوق بومزو ويرجح أنه كان معبدا، ويعود تاريخ اكتشافه إلى شهر جوان من عام 1935، وحسب بعض الدراسات فإن هذا المعبد قد بني حوالي سنة 363م. الأقواس الرومانية: توجد بالطريق المؤدي لشعاب الرصاص، وكان الماء المتدفق بهذه الأقواس يمر من منبع بومرزوف ومن الفسقية (جبل غريون) إلى الخزانات والصهاريج الموجودة في كدية عاتي بالمدينة، وهذا المعلم هو من شواهد الحضارة الرومانية. - حمامات القيصر:ما زالت أثارها قائمة إلى اليوم، وتوجد في المنحدر بوادي الرمال، وتقع في الجهة المقابلة لمحطة القطار، غير أن الفيضانات قد أتلفتها عام 1957، وقد كانت هذه الحمامات الرومانية تستقطب العائلات والأسر، للاستحمام بمياها الدافئة والاستمتاع بالمناظر المحيطة بها، خاصة في فصل الربيع. - إقامة صالح باي: هي منتجع للراحة، يقع على بعد 8 كلم شمال غرب قسنطينة، وقد كان من قبل منزلاً ريفياً خاصاً، قام صالح باي ببنائه لأسرته في القرن 18، لينتصب بناية أنيقة وسط الحدائق الغناء التي كانت تزين المنحدر حتى وادي الرمال، وتتوفر الإقامة على قبة قديمة هي محجّ تقصده النساء لممارسة بعض الطقوس التقريبية التي تعرف باسم "النشرة". قصر أحمد الباي: وسط هذا القصر، صدحت الموسيقى بأعذب الألحان، ورشت الأركان والزوايا بالعطور، وأفرشت المقصورات بالزرابي. هناك تعانقت الأرواح بهمس الرباب، والعيدان.....كلهم مروّا من هنا، أعيان، أمراء، فتيان، جواري، بايات.....ألخ. يعد قصر الباي إحدى التحف المعمارية الهامة بقسنطينة وتعود فكرة إنشائه إلى "أحمد باي" الذي تأثر أثناء زيارته للبقاع المقدسة بفن العمارة الإسلامية وأراد أن يترجم افتتانه بهذا المعمار ببناء قصر، وبالفعل انطلقت الأشغال سنة 1827 لتنتهي سنة 1835. يمتد هذا القصر على مساحة 5600م مربع، يمتاز باتساعه ودقة تنظيمه وتوزيع أجنحته التي إلى عبقرية في المعمار والذوق معا. تعرض طيلة تاريخه إلى عدة محاولات تغيير وتعديل، خاصة أثناء المرحلة الاستعمارية حيث حاولت الإدارة الفرنسية إضفاء الطابع الأوروبي على القصر بطمس معالم الزخرفة الإسلامية والقشاني (سيراميك). أما الريازة المعمارية للقصر فقد حورت كثيراً عن أصلها الإسلامي بعد الاحتلال الفرنسي للمدينة وأصبحت عبارة عن خليط من الريازات المعمارية، ومع ذلك فإن الهوية الأصلية للقصر ظلت هي السائدة والمهيمنة على كل أجزائه وفضائاته الرائعة، وإن الزائر له سيستمتع بنقوشه وزخرفته وتلوينات مواده التي تحيل إلى مرجعية معمارية ضاربة في الأصالة والقدم. المدينة القديمة تضفي المدينة القديمة بدروبها الضيقة وخصوصية بناياتها طابعا مميزاً، وتجتهد ببيوتها المسقوفة وهندستها المعمارية الإسلامية في الصمود مدة أطول، ملمحة إلى حضارة وطابع معماري يرفض الزوال. وتعتبر المدينة القديمة إرثا معنوياً وجمالياً يشكل ذاكرة المدينة بكل مكوناتها الثقافية والاجتماعية والحضارية. وقد عرفت قسنطينة كغيرها من المدن والعواصم الإسلامية الأسواق المتخصصة، فكل سوق خص بتجارة أو حرفة معينة، وما زالت أسواق المدينة تحتفظ بهذه التسميات مثل: الجزارين، الحدادين، سوق الغزل، وغيرها. هذا إلى جانب المساحات التي تحوط بها المنازل والتي تسمى الرحبة، وتختص معينة مثل رحبة الصوف ورحبة الجمال. أما الأسواق الخاصة بكل حي من أحياء المدينة، فإنها كانت تسمى السويقة، وهي السوق الصغير، وما يزال حيا للمدينة القديمة إلى اليوم يسمى "السويقة".
رغم الطبيعة القاسية لمدينة قسنطينة إلا أن الإبداع كان ملازما لها عبر العصور فمن الدين الى الشعر إلى الموسيقى إلى الصناعات التقليدية" كالمجبود"" الفتلة " وهما التطريز على الحرير بخيوط من ذهب الذي لا يمكن لأي عروس جزائرية أن تتخلى على ثوب مطرز بهما يوم زفافها،الى فرق العساوى الى اشياء قد غفل عنها بصري قد تعرفونها بزيارة لهذه المدينة وادخلوها من أي باب شئتم لان الحضارة لا تحتاج عنوانا محددا
ككل المدن الجزائرية العتيقة ،كانت قسنطينة محصنة بسور تتخله سبع أبواب، تغلق جميعها في المساء، وهي باب الحنانشة الذي يسمح بالخروج من شمال المدينة عبر وادي الرمال، ويؤدي إلى الينابيع التي تصب في أحواض مسبح سيدي مسيد. باب الرواح و يمتد عبر سلم مثير للدوار، ويؤدي إلى الناحية الشمالية من وادي الرمال ويوصل هذا الباب إلى منابع سيدي ميمون التي تصب في المغسل. و باب القنطرة يصل المدينة بالضفة الجنوبية لوادي الرمال و باب الجابية الذي ينفتح على الطريق الممتد إلى سيدي راشد ويقع على ارتفاع 510م. و باب الجديد وتكرر هذه التسمية مشتركة بين جميع المدن الجزائرية تقريبا شأنه شان باب الوادي و يقع شمال ساحة أول نوفمبر، هدم سنة 1925. باب الوادي " أو باب ميلة"الذي يسمح بالوصول إلى روابي كدية عاتي، وقد كان يوجد بمكان قصر العدالة حاليا. لقد كانت هذه الأبواب تقوم بوظيفة التحصين للمدينة ضد الغرباء وبدأت تختفي بالتدريج إلى أن أزال الاحتلال الفرنسي أثارها كلية.".
جسور معلقة تمكنك مسك السحاب..
لا يمكن لأي شخص أن يقول إنه قد زار مدينة قسنطينة وهو لم يمش على جسورها، أو كما يسميها عامة الناس في قسنطينة،" قناطر لحبال"، ولا يمكن له أن ينسى صورة الهاوية التي تعلق بالذاكرة بمجرد أن يلقى بنظرة واحدة من أعلى الجسر ، فتضاريس الوعرة وأخدود وادي الرمال العميق الذي يشقها، جعلها تتميز عن سائر المدن الجزائرية بتسمية أخرى وهي مدينة الجسور المعلقة، حيث أقيمت عليها سبعة جسور لتسهيل حركة التنقل، وهي جسر باب القنطرة وهو أقدم الجسور بناه الأتراك عام 1792 وهدمه الفرنسيون ليبنوا على أنقاضه الجسر القائم حاليا وذلك سنة 1863. جسر سيدي راشد وهو أكثر الجسور شهرة ويحمله 27 قوسا كما يظهر في الصورة ، يبلغ قطر أكبرها 70م، ويقدر علوه بـ105م، طوله 447م وعرضه 12م، بدأت حركة المرور به سنة 1912، وسألنا فائزة قصاب سائحة قادمة من الجزائر العاصمة عن سبب اختيارها لهذه المدينة الجزائرية لقضاء العطلة فقالت"إن الاختلاف بين قسنطينة والمدن الأخرى بالجزائر هو الجسور التي تسمح لك برؤية العالم من فوق،وبمجرد أن تحاول رؤية كم أنت بعيد عن الأرض تدرك أن الناس هنا لا يمشون بل يطيرون،وأحببت أن اشعر بهذا الشعور".
ومن بين الجسور أيضا جسر سيدي مسيد بناه الفرنسيون عام 1912 ويسمى أيضا بالجسر المعلق، يقدر ارتفاعه بـ175م وطوله 168، وهو أعلى جسور المدينة و جسر صلا ح سليمان هو ممر حديدي خصص للراجلين فقط ويبلغ طوله 125م وعرضه مترين ونصف، وهو يربط بين شارع محطة السكك الحديدية ووسط المدينة. جسر مجازن الغنم و هو امتداد لشارع رحماني عاشور، ونظرا لضيقه فهو أحادي الاتجاه. جسر الشيطان وهو جسر صغير يربط بين ضفتي وادي الرمال ويقع في أسف الأخدود. جسر الشلالات يوجد على الطريق المؤدي إلى المسبح وتعلو الجسر مياه وادي الرمال التي تمر تحته مكونة شلالات، وبني عام 1928، وكل هذه الجسور تقول لزائر المدينة أنا من رفعت أهلي من سفوح الجبال إلى قممها فميزتهم عن كل مدن الجزائر.
هنا من ألف سنة.
مثلما تبقى في ذاكرة الزائر لمدينة قسنطينة صورة الجسور المعلقة تبقى أيضا صورة المساجد المنتشرة فيها وأقدم هذه المساجد الجامع الكبير
هو الجامع المعروف اليوم بهذا الاسم الموجود ببطحاء السويقة. ويمر أمامه الآن شارع بن مهيدي الداهب من ساحة باب الوادي إلى قنطرة محطة السكة الحديدية. وهو أقدم مساجد المدينة حسبما دلت عليه كتابات عربية كوفية كانت حول المحراب دلت على إتمام بنائه يومئذ أو إصلاح المحراب وحده. وهد نص تلك الكتابة:" هذا من عمل محمد بوعلى البغدادي في عام 530" موافق 1136 م. وهدا التاريخ يوافق أيام حكم الدولة الصنهاجية الحمادية بقسنطينة وتونس، وعلى وجه التحقيق أيام الأمير يحيى بن تميم بن المعز ابن باديس أحد ولاة بني حماد الدين كانوا مقتسمين الحكم في تونس وبجاية وقسنطينة، إلى أن استولى على ممتلكاتتهم عبد المومن ابن علي مؤسس دولة الموحدين بعد المهدي بن تومرت. وذكر جورج مارصي في كتابه" تاريخ الفن الإسلامي المعماري": أن تاريخ الجامع الكبير مجهول. وأن هدا المسجد كان موجودا في القرن السادس الهجري حسبما دلت عليه كتابة عربية عثر عليها أثناء عمليات التغيير التي ادخلها الفرنسيون عليه. وقد وجدت هده الكتابة بالجانب الغربي من المسجد منقوشة في الشاهد الرخامي القائم عند رأس المرحوم محمد بن إبراهيم المراكشي المتوفى بقسنطينة والمدفون بتربة الجامع المذكور في عام 618 ه1222 م.
جامع سيدي الكتاني و أنشأه صالح باي بن مصطفى الداي تولى حكم قسنطينة من عام 1185 الى عام 1207 ه( موافق 1771-1792 ميلادية) كما أنشأ بجانبه المدرسة الموجودة الى اليوم في عام 1202 ه. وجلب دعائمه الرخامية وأهم مواد بنائه من ايطاليا. وانفق عليه اموالا طائلة. وسمى "الكتاني" باسم ولي مسمى بهذا الاسم مدفون بتلك البقعة. وأوقف عليه وعلى المدرسة أوفقافا عظيمة عقارية من خالص ماله يصرف دخلها عليهما
وجامع الباي حسين الجامع أيضا هو من أهم مساجد المدينة. وكان قبل الاحتلال الفرنسي يسمى" جامع سوق الغزل" والمراد بالغزل" الصوف المهيأة للنسج". أمر ببنائه الباي حسين، المعروف باسم" قليان" .
حمامات تركية موائد للخطبة النساء وللمكائد
لا تزال حمامات مدينة قسنطينة التي يعود تاريخ بنائها إلى العهد العثماني محافظة على شكلها وهندستها ووظيفتها كما تركها الأتراك ويبلغ عددها حوالي 20 حماماً .
أول حمام بناه الأتراك حسب أهالي المدينة باعتباره الأقدم كان حمام "ثلاثة" الكائن بحي الشط، ويطلق عليه أيضا اسم حمام "لهوا" كونه بني فوق المنحدر وتقول الروايات أن سبب تسميته بحمام "ثلاثا" راجع إلى كونه الوحيد الذي حدد سعره بثلاثة "صوردي" بينما حدد في الحمامات الأخرى بخمسة صوردي، وهي فكة ل "الدورو "الذي يشكل" الدينار" وكل من" الصوردي والدورو "اندثرا لكن الحمام هنا وبمئات الدنانير .
من بين حمامات قسنطينة المعروفة أيضا نذكر: - حمام دفوج، ويعد بدروه من أقدم الحمامات، وقرب غرفة الاستراحة به يوجد ضريح سيد دقوج. - حمام بولبزايم، يوجد بشارع الأربعين شريفا. - حمام بن حاج مصطفى وحمام بن شريف، يوجدان بالشط. حمام أولاد سيدي الشيخ
تكتسب الحمامات التركية شهرة واسعة على مستوى العالم حيث تعتبر صورة حية للحضارة العثمانية فضلا عن التقاليد التاريخية العريقة والمعرفة الراسخة التي توارثها الأتراك وورثها للبلدان التي انتدبوه،وقسنطينة من بينها ألي أن أضحى الحمام التركي حماما جزائريا قد يدخله المئات دون معرفة أصولها.
وتقول السيدة " بريزة " صاحبة حمام تقوم الزائرات بعد دخول الحمام بوضع أغراضهن في صندوق الأمانات ومن ثم يرتدين الملابس الخاصة بالاستحمام وهي عبارة عن إزار تعرف بالعامية باسم "الفوطة "وقطعة صابون ومنشفة ثم يتوجهن بعدها إلى غرفة خاصة لتجري عملية" التكييس" التي تتم بواسطة ما يعرف" بالكاسة " وهي قطعة قماش إذا احتكت بالجسم تخرج كل الأوساخ التي فيه بهدف التنظيف وتفتيح مسام الجلد حيث سيلاحظ عند دخوله الحمام أن حرارة الجو عالية في الداخل والبخار الكثيف كما يوجد في المنتصف دائرة تستلقي عليها من يردن أن تقوم المدلكة بتدليكهن وهذا ما يجعل الإنسان يشعر براحة كبيرة بعد خروجه من الحمام.
وبعد انتهاء من الاستحمام ترجع النساء إلى صالة كبيرة يتناولن المشروبات والفواكه وكما تقول خالتي" بريزة" هذه القاعة كانت مكانا لتزويج العديد من الفتيات ولخرب بيوت الكثير منهن أيضا فهي ملتقى كل النساء فحتى التي لا تخرج أبدا لها رخصة ولو شهرية لزيارة الحمام فهو يدخل في عادات النساء الجزائريات .
الرحبات والأسواق
الرحبة وتعني في العامية المكان الواسع الذي يستعمل لأغراض تجارية ويمكنه أن يسع عددا كبيرا من البشر ، حيث تباع فيها مختلف السلع والبضائع كالملابس، الأقمشة وغيرها. عرفت قسنطينة قديما عدة رحبات منها ما يزال قائما حتى اليوم ومنها ما تحول إلى مباني وطرقات ك"رحبة الزرع" التي كانت تتوسط المدينة وتقام فيها عدة نشاطات تجارية كبيع الحبوب، التمور والزيوت، ومن الرحبات المعروفة في قسنطينة قديما نذكر "سوق الخرازين" وهي سوق تهتم بكل الصناعات التقليدية التي لا يمكن لأي عروس جزائرية أن تتنازل على ثوب منها يوم الزفاف، و"سوق العطارين" وهي سوق تهتم بالعطارة والأعشاب، "سوق الصياغة" وهي سوق تهتم ببيع الذهب والفضة وصناعتهما، و"سوق الصباغين" وغيرها... وحاليا لا تزال بعض الرحبات موجودة مثل " "رحبة الصوف" التي تحولت اليوم إلى سوق لبيع الخضر والفواكه والأواني وبعض الأغراض المنزلية، أما "رحبة الجمال" التي يذكر المؤرخون أنها كانت مبركا للقوافل التي تأتي من مختلف الأنحاء محملة بالبضائع، فقد أصبحت اليوم سوقاً لبيع الملابس ومكاناً مفضلاً للمطاعم الشعبية الشهية بوجباتها، وهناك"سوق العصر" الذي كان قبلا يسمى "سوق الجمعة" ويشتهر بتنوع خضره وفواكهه وباللحوم والأقمشة وعادة ما تكون أسعار هذا السوق معتدلة مقارنة مع بقية الأسواق. ومن أهم أسواق المدينة أيضا في الوقت الحالي نذكر: سوق" بومزو" و يعد من أهم الأسواق ويعود تاريخ بنائه إلى عهد الوجود الفرنسي، يقع بمحاذاة ساحة أول نوفمبر ويعرف يوميا حركة نشيطة. سوق "بن بطو" ويعتبر من أقدم الأسواق، ونظرا لموقعه المتميز بشارع بلوزداد وجودة السلع والبضائع التي يعرضها فهو يستقطب الكثير من ربات البيوت.
حرفة الحمال غير مهددة بالزوال
ماتزال ظاهرة "الحمالة" باقية بمدينة قسنطينة القديمة حيث يلاحظ يوميا بداية من الثامنة صباحا إلى غاية غروب الشمس ذهاب وإياب لأناس وجدوا في هذه الحرفة وسيلة لكسب رزقهم. ويكثر "الحمالة" وبشكل ملحوظ بشارع "العربي بن مهيدي" المعروف بٍ" الطريق الجديدة" فتجدهم يجرون عربات يدوية ينقلون من خلالها سلعا من وإلى محلات تجارةالجملة المنتشرة بكثرة عبر هذا الشارع الطويل ويبلغ عددهم حوالي 30 "حمالا" معظمهم تفوق أعمارهم 60 سنة.
وعلى الرغم من تقدمهم في السن إلا أنهم لا يتوقفون عن الحركة والاستعداد المتواصل لتفريغ وشحن السلع قاطعين لأجل ذلك مئات الأمتار على الأقدام عبر أزقة المدينة القديمة مقدمين بذلك درسا في الكد والجد لكسب لقمة عيش بعرق الجبين لشباب بطالين قابعين على الأرصفة.
ومن بين المعتادين على ممارسة هذه الحرفة "عمي رابح" /82 سنة/ الذي قال إنه بدأها عام 1956 حيث كان آنذاك وأمثاله يحملون السلع على ظهورهم مستعينين بحبل صلب مازال يستعمل إلى غاية اليوم لربط شرائط القماش وسلع أخرى على ظهورهم.
وعادة ما يستعمل "الحمالة" عربات يدوية يصنعونها من بقايا أسرة حديدية بعد تلجيم أجزائها وإضافة عجلات صغيرة ومقبض حديدي لقيادتها وجرها في المسار المحدد. وقال "عمي رابح" " كنا في الماضي ننقل الفحم إلى غاية منازل الزبائن الذين كانوا يستعملونه للتدفئة في الشتاء وكذا لطهي الطعام" مضيفا "إن ابني بطال ولابد علي من التكفل به رفقة أمه التي فقدت البصر".
ومن جهته يتحسر "عمي عمار" ورفقائه في حرفة "الحمالة" على ما كانت عليه"الطريق الجديدة" في الماضي مذكرا أنها لم تكن مكتظة مثلما هي عليه في الحاضر قبل أن يأخذ منه الكلمة من جديد "عمي رابح" ليقول "في الماضي لم تكن المدينة بهذا الشكل من الزخم والاكتظاظ والكل كان يعمل ولم تكن سيارات كثيرة".
فهذا الشارع الكبير بوسط المدينة القديمة ذي الاتجاه الواحد أصبح يضيق بالعباد والسيارات إلى درجة أن الراجلين يجدون صعوبة كبيرة للمرور عبره خاصة.
ماتزال ظاهرة "الحمالة" باقية بمدينة قسنطينة القديمة حيث يلاحظ يوميا بداية من الثامنة صباحا إلى غاية غروب الشمس ذهاب وإياب لأناس وجدوا في هذه الحرفة وسيلة لكسب رزقهم.
ويكثر "الحمالة" وبشكل ملحوظ بشارع "العربي بن مهيدي" المعروف بٍ" الطريق الجديدة" فتجدهم يجرون عربات يدوية ينقلون من خلالها سلعا من وإلى محلات تجارة الجملة المنتشرة بكثرة عبر هذا الشارع الطويل ويبلغ عددهم حوالي 30 "حمالا" معظمهم تفوق أعمارهم 60 سنة.
وعلى الرغم من تقدمهم في السن إلا أنهم لا يتوقفون عن الحركة والاستعداد المتواصل لتفريغ وشحن السلع قاطعين لأجل ذلك مئات الأمتار على الأقدام عبر أزقة المدينة القديمة مقدمين بذلك درسا في الكد والجد لكسب لقمة عيش بعرق الجبين لشباب بطالين قابعين على الأرصفة.
ومن بين المعتادين على ممارسة هذه الحرفة "عمي رابح"،82 سنة، الذي قال إنه بدأها عام 1956 حيث كان آنذاك وأمثاله يحملون السلع على ظهورهم مستعينين بحبل صلب مازال يستعمل إلى غاية اليوم لربط شرائط القماش وسلع أخرى على ظهورهم.
وعادة ما يستعمل "الحمالة" عربات يدوية يصنعونها من بقايا أسرة حديدية بعد تلجيم أجزائها وإضافة عجلات صغيرة ومقبض حديدي لقيادتها وجرها في المسار المحدد.
وقال "عمي رابح" " كنا في الماضي ننقل الفحم إلى غاية منازل الزبائن الذين كانوا يستعملونه للتدفئة في الشتاء وكذا لطهي الطعام" مضيفا "إن ابني بطال ولابد علي من التكفل به رفقة أمه التي فقدت البصر".
ومن جهته يتحسر "عمي عمار" ورفقائه في حرفة "الحمالة" على ما كانت عليه الطريق الجديدة" في الماضي مذكرا أنها لم تكن مكتظة مثلما هي عليه في الحاضر" قبل أن يأخذ منه الكلمة من جديد "عمي رابح" ليقول "في الماضي لم تكن المدينة بهذا الشكل من الزخم والاكتظاظ والكل كان يعمل ولم تكن سيارات كثيرة".
فهذا الشارع الكبير بوسط المدينة القديمة ذي الاتجاه الواحد أصبح يضيق بالعباد والسيارات إلى درجة أن الراجلين يجدون صعوبة كبيرة للمرور عبره خاصة في أوقات الذروة على حد تعبير أحد "الحمالة".
مقابر عصر ما قبل التاريخ
بقمة جيل سيدي مسيد وبمكان اسمه "نصب الأموات". توجد مقابر أهالي المدينة على قدر كبير من الفخامة،في المكان المسمى كما اكتشفت قبور أخرى تقع تحت "كهف الدببة" وأخرى ناحية "بكيرة"، كما توجد مقابر أخرى بمنطقة "الخروب" بالمواقع المسماة "خلوة سيدي بو حجر" قشقاش، وكاف تاسنغة ببنوارة وتوعد كلها إلى مرحلة ما قبل التاريخ. - المقبرة الميغاليتية لبونوارة: على بعد 32 كلم عن قسنطينة، وعلى الطريق الوطني رقم 20 المؤدي باتجاه فالمة تقع المقبرة الميغاليتية لبونوارة على المنحدرات الجنوبية الغربية لجبل "مزالة" على بعد 2 كلم شمال قرية بونوارة. وتتكون هذه الدولمانات من طبقات كلسية متماسكة تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، ويبدو أن عددا كبيرا منها قد تعرض للتلف والاندثار. ونشير إلى أن النموذج العام لهذه المعالم التاريخية يكون على شكل منضدة متكونة من أربع كتل صخرية عمودية وطاولة، مشكلين بدورهم غرفة مثلثة الشكل وعادة ما يكون الدولمان محاطا بدائرة من حجارة واحدة، وفي بعض الأحيان من دائرتين أو ثلاث أو أربع، وقد كان سكان المنطقة القدامى يستعملونها لدفن موتاهم بهذه الطريقة المحصنة التي يبدو أنها قد استمرت إلى القرن الثالث ق.م. - كهف الدببة: يبلغ طوله 60 م ويوجد بالصخرة الشمالية لقسنطينة. - كهف الأروي: يوجد قرب كهف الدببة ويبلغ طوله 6 م ويعتبر كلا الكهفين محطتين لصناعات أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ. - ماسينيسا وضريح بالخروب: على بعد 16 كلم جنوب شرق قسنطينة يقع ضريح ماسينيسا وهو عبارة عن برج مربع، تم بناؤه على شكل مدرجات به ثلاثة صفوف من الحجارة وهي منحوتة بطريقة مستوحاة من الأسلوب الإغريقي- البونيقي وقد نسب هذا الضريح لماسينيسا الذي ولد سنة 238 ق.م وتوفي سنة 148 ق.م، حمى هذه المنطقة لمدة 60 سنة ويعود له الفضل في تأسيس الدولة النوميدية، كما أسهم في ترقية العمران وتطوير الزراعة بالمنطقة وأسس جيشاً قوياً. - ضريح لوليوس: يقع ضريح لوليوس في جبل شواية بالمكان المسمى "الهري" على بعد حوالي 25 كلم شمال غرب قسنطينة، غير بعيد عن "تيدس" له شكل أسطواني، بني من حجارة منحوتة وشيدّ من طرف "ك" لوليوس إبريكيس " حاكم روما آنذاك تخليدا لعائلته. تيديس: تقع على بعد 30كلم إلى الشمالُ الغربي من قسنطينة وتختفي في جبل مهجور، كانت لها قديما أسماء عديدة مثل: "قسنطينة العتيقة" ، "رأس الدار" كما سميت أيضا "مدينة الأقداس" نظراً لكثرة الكهوف التي كان الأهالي يتعبدون بها، ويبدو أن إسمها الحالي "تيديس" هو إسم محلي نوميدي، أما الرومان فأعطوها اسم ومعنى "كاستيلي" هو المكان المحصن، ومعنى "روسبيبليكا" أي التمتع بتنظيمات بلدية، وقد كان دور هذه المدينة هو القيام بوظيفة القلعة المتقدمة لحماية مدينة سيرتا من الهجمات الأجنبية. ولا تزال آثار الحضارات التي تعاقبت على "تيديس" شاهدة إلى اليوم بدءا بعصور التاريخ، فالحضارة البونيقية، الحضارة الرومانية، الحضارة البيزنطية إلى الحضارة الإسلامية. ويتجلى عصر ما قبل التاريخ في مجموعة من القبور تسمى "دولمن" ومعناها" المناضد الصخرية"، وكذا مقبرة قديمة تقع على منحدر الجانب الشمالي وتجمع عدداً من المباني الأثرية الدائرية المتأثرة بطريقة الدفن الجماعي والتي تسمى "بازناس" وتدل النصب والشواهد الموجودة على العصر البونيقي، فيما يتجلى الطابع الروماني في المناهج المتعلقة بنظام تخطيط المدن. وخلاصة القول أن الزائر لتيديس يسمع صدى الإنسان في تحولاته، إنها باختصار المكان المثالي لقراءة تاريخ هذه المنطقة وتأمل تفلصيلها الغنية. - باب سيرتا: هو معلم أثري يوجد بمركز سوق بومزو ويرجح أنه كان معبدا، ويعود تاريخ اكتشافه إلى شهر جوان من عام 1935، وحسب بعض الدراسات فإن هذا المعبد قد بني حوالي سنة 363م. الأقواس الرومانية: توجد بالطريق المؤدي لشعاب الرصاص، وكان الماء المتدفق بهذه الأقواس يمر من منبع بومرزوف ومن الفسقية (جبل غريون) إلى الخزانات والصهاريج الموجودة في كدية عاتي بالمدينة، وهذا المعلم هو من شواهد الحضارة الرومانية. - حمامات القيصر:ما زالت أثارها قائمة إلى اليوم، وتوجد في المنحدر بوادي الرمال، وتقع في الجهة المقابلة لمحطة القطار، غير أن الفيضانات قد أتلفتها عام 1957، وقد كانت هذه الحمامات الرومانية تستقطب العائلات والأسر، للاستحمام بمياها الدافئة والاستمتاع بالمناظر المحيطة بها، خاصة في فصل الربيع. - إقامة صالح باي: هي منتجع للراحة، يقع على بعد 8 كلم شمال غرب قسنطينة، وقد كان من قبل منزلاً ريفياً خاصاً، قام صالح باي ببنائه لأسرته في القرن 18، لينتصب بناية أنيقة وسط الحدائق الغناء التي كانت تزين المنحدر حتى وادي الرمال، وتتوفر الإقامة على قبة قديمة هي محجّ تقصده النساء لممارسة بعض الطقوس التقريبية التي تعرف باسم "النشرة". قصر أحمد الباي: وسط هذا القصر، صدحت الموسيقى بأعذب الألحان، ورشت الأركان والزوايا بالعطور، وأفرشت المقصورات بالزرابي. هناك تعانقت الأرواح بهمس الرباب، والعيدان.....كلهم مروّا من هنا، أعيان، أمراء، فتيان، جواري، بايات.....ألخ. يعد قصر الباي إحدى التحف المعمارية الهامة بقسنطينة وتعود فكرة إنشائه إلى "أحمد باي" الذي تأثر أثناء زيارته للبقاع المقدسة بفن العمارة الإسلامية وأراد أن يترجم افتتانه بهذا المعمار ببناء قصر، وبالفعل انطلقت الأشغال سنة 1827 لتنتهي سنة 1835. يمتد هذا القصر على مساحة 5600م مربع، يمتاز باتساعه ودقة تنظيمه وتوزيع أجنحته التي إلى عبقرية في المعمار والذوق معا. تعرض طيلة تاريخه إلى عدة محاولات تغيير وتعديل، خاصة أثناء المرحلة الاستعمارية حيث حاولت الإدارة الفرنسية إضفاء الطابع الأوروبي على القصر بطمس معالم الزخرفة الإسلامية والقشاني (سيراميك). أما الريازة المعمارية للقصر فقد حورت كثيراً عن أصلها الإسلامي بعد الاحتلال الفرنسي للمدينة وأصبحت عبارة عن خليط من الريازات المعمارية، ومع ذلك فإن الهوية الأصلية للقصر ظلت هي السائدة والمهيمنة على كل أجزائه وفضائاته الرائعة، وإن الزائر له سيستمتع بنقوشه وزخرفته وتلوينات مواده التي تحيل إلى مرجعية معمارية ضاربة في الأصالة والقدم. المدينة القديمة تضفي المدينة القديمة بدروبها الضيقة وخصوصية بناياتها طابعا مميزاً، وتجتهد ببيوتها المسقوفة وهندستها المعمارية الإسلامية في الصمود مدة أطول، ملمحة إلى حضارة وطابع معماري يرفض الزوال. وتعتبر المدينة القديمة إرثا معنوياً وجمالياً يشكل ذاكرة المدينة بكل مكوناتها الثقافية والاجتماعية والحضارية. وقد عرفت قسنطينة كغيرها من المدن والعواصم الإسلامية الأسواق المتخصصة، فكل سوق خص بتجارة أو حرفة معينة، وما زالت أسواق المدينة تحتفظ بهذه التسميات مثل: الجزارين، الحدادين، سوق الغزل، وغيرها. هذا إلى جانب المساحات التي تحوط بها المنازل والتي تسمى الرحبة، وتختص معينة مثل رحبة الصوف ورحبة الجمال. أما الأسواق الخاصة بكل حي من أحياء المدينة، فإنها كانت تسمى السويقة، وهي السوق الصغير، وما يزال حيا للمدينة القديمة إلى اليوم يسمى "السويقة".
رغم الطبيعة القاسية لمدينة قسنطينة إلا أن الإبداع كان ملازما لها عبر العصور فمن الدين الى الشعر إلى الموسيقى إلى الصناعات التقليدية" كالمجبود"" الفتلة " وهما التطريز على الحرير بخيوط من ذهب الذي لا يمكن لأي عروس جزائرية أن تتخلى على ثوب مطرز بهما يوم زفافها،الى فرق العساوى الى اشياء قد غفل عنها بصري قد تعرفونها بزيارة لهذه المدينة وادخلوها من أي باب شئتم لان الحضارة لا تحتاج عنوانا محددا


الصفحات
سياسة








