ملصق لسعد ورفيق الحريري في شوارع بيروت
والعرض الجديد للمسرحي اللبناني قدمه الاربعاء في اطار مهرجان "زمن الصور" في بروكسل. وسبق ان نظم عرضين له كان حضورهما بدعوات خاصة في بيروت "بدون الحصول على اذن الرقابة لانها لا يمكن ان تسمح بهذا العرض" على يؤكد مروة في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
وكان مروة واجه بعض المشاكل الرقابية في عرض سابق له، وهو يستشرف موقف الرقابة من عرضه الجديد مدركا ان تناوله لصور تخص تيار المستقبل واخرى لحزب الله لن يلقى تسامحا رقابيا "لان الرقابة هي انتاج السلطة، والسلطة هي حزب الله وسعد الحريري اللذين لديهما ممثليهم في الرقابة ولذلك سيمنعون العرض ببساطة".
واذا كانت الملصقات الدعائية عنصرا مكونا في العديد من عروض المسرح اللبناني، الا ان عرضه الجديد "سكان الصور" يتمحور عليها. فهو يفككها ويعيد قراءة الايديولجية التي تقف خلفها، وينتقد "جرائم" المونتاج التي تحصل عند توليفها لتخدم بروباغندا ناشريها، وهو ما يصفه ب"الجريمة التي تحدث في عالم افتراضي وتقوم بها يدان نظيفتان بدون قطرة دماء".
ثلاثة انواع من الملصقات الدعائية هي محط اهتمام العرض، اولها ملصق بالابيض والاسود يظهر فيه رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري الذي اغتيل في شباط/فبراير 2005، واقفا الى جانب الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر. ويتساءل مروة كيف يمكن ان يجتمع في صورة شخصان لم يلتقيا في حياتهما؟
ويضيف ساخرا "ربما انها صورة لاجتماعهما بعد الموت".
الممثل اللبناني الذي يجلس امام كومبيوتر محمول، وخلفه الى الاعلى شاشة عرض لاظهار الملصقات و"تشريحها"، ينتقل من تساؤلاته محاولا ايجاد جواب منطقي عبر لعبة "تفكيك" ساخرة لسيرة حياة الملصق قبل ان يصل الى حالته الاخيرة، وهي ايضا محاولة موازية لكشف وبناء الغاية السياسية التي اراد مصمم الملصق ايصالها عبر مونتاج الصور.
ومن المقاربات الساخرة والمعبرة التي يقترحها مروة في مونولوجه الطويل، هو افتراض ان موت عبد الناصر كان موتا "انثويا" لا يتناسب والبطولة على خلاف موت الحريري الذي كان "ذكوريا" موضحا ان مصمم الملصق اراد "زواج الموتين" لانتاج الصورة "المثلى" للعروبة التي توضع في "عهدة الابن سعد الحريري"، ويلخصها الشعار المكتوب على الملصق "عروبتنا هي العروبة الحقيقية".
الملصق الثاني الذي يضعه مروة تحت مجهر التفكير والتحليل، هو ملصق شهداء حزب الله الذين قتلوا في حرب تموز/يولي 2006، وعلقت سلسلة صورهم في شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت، ويصل المخرج اللبناني الى اكتشافات صادمة ويسوقها ليفكك الايديولجية في خلفية الملصقات.
يقول مروة في العرض انه اكتشف بعد تدقيق ان "جميع اجساد شهداء حزب الله هي جسد واحد، ولكن الذي يختلف هو الرؤوس التي يتم تركيبها عليه". ويعرض عبر شرح صوري كيف قام "ممنتج" الصور بقص رؤوس المقاومين من صور اصلية لهم واعاد الصاقها على جسد ليس لهم، وهو جسد لشخص مجهول يرتدي بذة عسكرية مموهة يصير لازمة متكررة في سلسلة من الصور لا يتغير فيها سوى الوجوه على حد قوله.
يعلق مروة على عرضه في حديثه لوكالة فرانس برس متذكرا كيف انتشرت صور الشهداء بكثافة على جدران بيروت بعد اغتيال الحريري، ومنها صور قديمة واخرى جديدة، معتبرا انها "ظاهرة غريبة".
ويوضح "تخرج من بيتك فتجد صور موتى تنتظرك في الشارع وتتطلع اليك، ولذلك صار بيننا وبينهم شيء اليف وكأننا نعيش حياة واحدة".
ولكن المخرج اللبناني يلفت الى ان هذه الظاهرة "مخيفة" في مكان ما "لانه يبدو وكأن عالم الاموات يعيش معك وانت تعيش معه، وهكذا يختلط عالم الاموات بعالم الاحياء".
ويرى مروة ان العلاقة مع الملصق تصير "عنيفة" عندما يراد للاموات ان يستمروا في الوجود في عالم الاحياء، ويضرب مثلا على ذلك مقاطع من خطابات رفيق الحريري يبثها تلفزيون المستقبل يوميا، ويختارها ذات صلة بما يحدث اليوم، ويعلق على ذلك بالقول "كأن الرجل لا يزال حيا ويتابع ما يحدث وهذا شيء ليس طبيعيا".
وينشغل المخرج اللبناني بالملصقات لقناعته ان الفن لا يستطيع انتاج صور تواجهها، لكنه عبر الكلمة التي تصير سلاح المسرح الوحيد يحاول "نزع القدسية عمن في الصور والقول انهم ليسوا قدسين بل هم بشر مثلنا".
وتركيز العرض على صورتين، تمثلان ايديولوجيتين لبنانيتين بارزتين، يأتي بحسب صانعه "لاننا اليوم عالقون بين هاتين الصورتين"، ويضيف "انه بفجاجة وواقعية صراع سني شيعي وكل الطوائف الاخرى، والعلمانيون والمثقفون عالقون فيه"، مشيرا الى ان "هذا الصراع يلغي اصواتا اخرى، فانت اما هنا او هناك".
وفي عرضه يقدم نموذجا ثالثا للملصقات، وهو لصور "شهداء جبهة المقاومة اللبنانية"، ومحاولا اظهار كيف لا يمكن هذا الملصق مزاحمة الملصقين الاولين.
ويقول مروة حول ذلك "كنت احتج اذ ان كثيرين ضحوا في سبيل البلد ولا يجدون حائطا واحدا في المدينة يستقبلهم"، ويضيف "هؤلاء يمحون من ذاكرة بيروت لان السلطة تقرر من يكون او لا يكون (بين الشهداء) وهم ليسوا في السلطة
وكان مروة واجه بعض المشاكل الرقابية في عرض سابق له، وهو يستشرف موقف الرقابة من عرضه الجديد مدركا ان تناوله لصور تخص تيار المستقبل واخرى لحزب الله لن يلقى تسامحا رقابيا "لان الرقابة هي انتاج السلطة، والسلطة هي حزب الله وسعد الحريري اللذين لديهما ممثليهم في الرقابة ولذلك سيمنعون العرض ببساطة".
واذا كانت الملصقات الدعائية عنصرا مكونا في العديد من عروض المسرح اللبناني، الا ان عرضه الجديد "سكان الصور" يتمحور عليها. فهو يفككها ويعيد قراءة الايديولجية التي تقف خلفها، وينتقد "جرائم" المونتاج التي تحصل عند توليفها لتخدم بروباغندا ناشريها، وهو ما يصفه ب"الجريمة التي تحدث في عالم افتراضي وتقوم بها يدان نظيفتان بدون قطرة دماء".
ثلاثة انواع من الملصقات الدعائية هي محط اهتمام العرض، اولها ملصق بالابيض والاسود يظهر فيه رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري الذي اغتيل في شباط/فبراير 2005، واقفا الى جانب الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر. ويتساءل مروة كيف يمكن ان يجتمع في صورة شخصان لم يلتقيا في حياتهما؟
ويضيف ساخرا "ربما انها صورة لاجتماعهما بعد الموت".
الممثل اللبناني الذي يجلس امام كومبيوتر محمول، وخلفه الى الاعلى شاشة عرض لاظهار الملصقات و"تشريحها"، ينتقل من تساؤلاته محاولا ايجاد جواب منطقي عبر لعبة "تفكيك" ساخرة لسيرة حياة الملصق قبل ان يصل الى حالته الاخيرة، وهي ايضا محاولة موازية لكشف وبناء الغاية السياسية التي اراد مصمم الملصق ايصالها عبر مونتاج الصور.
ومن المقاربات الساخرة والمعبرة التي يقترحها مروة في مونولوجه الطويل، هو افتراض ان موت عبد الناصر كان موتا "انثويا" لا يتناسب والبطولة على خلاف موت الحريري الذي كان "ذكوريا" موضحا ان مصمم الملصق اراد "زواج الموتين" لانتاج الصورة "المثلى" للعروبة التي توضع في "عهدة الابن سعد الحريري"، ويلخصها الشعار المكتوب على الملصق "عروبتنا هي العروبة الحقيقية".
الملصق الثاني الذي يضعه مروة تحت مجهر التفكير والتحليل، هو ملصق شهداء حزب الله الذين قتلوا في حرب تموز/يولي 2006، وعلقت سلسلة صورهم في شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت، ويصل المخرج اللبناني الى اكتشافات صادمة ويسوقها ليفكك الايديولجية في خلفية الملصقات.
يقول مروة في العرض انه اكتشف بعد تدقيق ان "جميع اجساد شهداء حزب الله هي جسد واحد، ولكن الذي يختلف هو الرؤوس التي يتم تركيبها عليه". ويعرض عبر شرح صوري كيف قام "ممنتج" الصور بقص رؤوس المقاومين من صور اصلية لهم واعاد الصاقها على جسد ليس لهم، وهو جسد لشخص مجهول يرتدي بذة عسكرية مموهة يصير لازمة متكررة في سلسلة من الصور لا يتغير فيها سوى الوجوه على حد قوله.
يعلق مروة على عرضه في حديثه لوكالة فرانس برس متذكرا كيف انتشرت صور الشهداء بكثافة على جدران بيروت بعد اغتيال الحريري، ومنها صور قديمة واخرى جديدة، معتبرا انها "ظاهرة غريبة".
ويوضح "تخرج من بيتك فتجد صور موتى تنتظرك في الشارع وتتطلع اليك، ولذلك صار بيننا وبينهم شيء اليف وكأننا نعيش حياة واحدة".
ولكن المخرج اللبناني يلفت الى ان هذه الظاهرة "مخيفة" في مكان ما "لانه يبدو وكأن عالم الاموات يعيش معك وانت تعيش معه، وهكذا يختلط عالم الاموات بعالم الاحياء".
ويرى مروة ان العلاقة مع الملصق تصير "عنيفة" عندما يراد للاموات ان يستمروا في الوجود في عالم الاحياء، ويضرب مثلا على ذلك مقاطع من خطابات رفيق الحريري يبثها تلفزيون المستقبل يوميا، ويختارها ذات صلة بما يحدث اليوم، ويعلق على ذلك بالقول "كأن الرجل لا يزال حيا ويتابع ما يحدث وهذا شيء ليس طبيعيا".
وينشغل المخرج اللبناني بالملصقات لقناعته ان الفن لا يستطيع انتاج صور تواجهها، لكنه عبر الكلمة التي تصير سلاح المسرح الوحيد يحاول "نزع القدسية عمن في الصور والقول انهم ليسوا قدسين بل هم بشر مثلنا".
وتركيز العرض على صورتين، تمثلان ايديولوجيتين لبنانيتين بارزتين، يأتي بحسب صانعه "لاننا اليوم عالقون بين هاتين الصورتين"، ويضيف "انه بفجاجة وواقعية صراع سني شيعي وكل الطوائف الاخرى، والعلمانيون والمثقفون عالقون فيه"، مشيرا الى ان "هذا الصراع يلغي اصواتا اخرى، فانت اما هنا او هناك".
وفي عرضه يقدم نموذجا ثالثا للملصقات، وهو لصور "شهداء جبهة المقاومة اللبنانية"، ومحاولا اظهار كيف لا يمكن هذا الملصق مزاحمة الملصقين الاولين.
ويقول مروة حول ذلك "كنت احتج اذ ان كثيرين ضحوا في سبيل البلد ولا يجدون حائطا واحدا في المدينة يستقبلهم"، ويضيف "هؤلاء يمحون من ذاكرة بيروت لان السلطة تقرر من يكون او لا يكون (بين الشهداء) وهم ليسوا في السلطة


الصفحات
سياسة








