تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


مشروعات صديقة للبيئة تعرض حياة عمال جمع القمامة الهنود للخطر




نيودلهي- سيدهارثا كومار - يجوس محمد أزهار البالغ من العمر ثمانية وعشرين عاما خلال أكوام من القمامة في مكب نفايات غازي بور شرقي نيودلهي وقت الغسق، نهاية يوم آخر من الكفاح لكسب العيش والبقاء. بيدين مشققتين سوداوين يجمع أزهار القطع البلاستيكية والمعدنية وأي شيء قابل لتدويره ليبيعه لتاجر خردة محلي مقابل مئة وخمسين روبيه(ثلاثة دولارات)ليوفر لأسرته قوت يومها.


مشروعات صديقة للبيئة تعرض حياة عمال جمع القمامة الهنود للخطر
قبلها بساعات، كان حراس البلدية يتحرشون بأوشا ديفي في حي كونوت التجاري لينالوا منها بعض المال مقابل السماح لها بدخول مكب النفايات، وهو دأبهم مع كل من يعمل في مهنة أوشا.
بالنسبة لعشرات الآلاف من هؤلاء العمال ومعظمهم من أبناء الطبقة الدنيا من المهاجرين ممن يعيشون على هامش الحياة، تلوح في الأفق المزيد من المشكلات.

فنيودلهي من بين أولى المدن الهندية التي تبادر لإطلاق مشروعات إدارة النفايات، مثل مواقد إحراق القمامة والتي من شأنها تحجيم دخول عمال القمامة لمكبات النفايات.
المواقد التي تحول الفضلات والنفايات إلى كهرباء -ستحظى دون شك بدعم الجهات المعنية بتقليل حجم الانبعاثات الكربونية-في شكل نقود-حسب مقتضيات بروتوكول كيوتو، تلك المعاهدة العالمية الرامية لتقليص حجم انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. إلى هذا الحد يبدو الخبر سارا بالنسبة لشركات إنتاج الكهرباء، لكنه غير سار بالمرة لعمال جمع النفايات.

الرابطة العالمية لجامعي القمامة والتي تقول إنها تمثل مصالح 15 مليون عامل غير رسمى من القائمين على إعادة تدويرالقمامة، تناشد المفاوضين فى محادثات المناخ في ديربان الذين يعقدون اجتماعا يستمر حتى التاسع من كانون أول/ديسمبر الجاري، أن ينظروا إليهم بعين الاعتبار. يريد عمال النفايات أن ينفق جزء من الأموال التي تدبرها الأمم المتحدة لمساعدة الدول الفقيرة في التعامل مع تداعيات التغير المناخي، عليهم، وحجتهم في هذا أنهم هم "القوة البشرية الحقيقية" التي تتولى عملية تخفيف آثار التغير المناخي، وبديلا لتقنيات تحويل النفايات إلى طاقة.

تخطط الهند لإقامة نحو 23 مشروعا من مشروعات تحويل النفايات إلى طاقة، على شاكلة مشروع مواقد القمامة، في كل ربوعها، وهو ما سيضع مصدر رزق نحو 7ر1 مليون جامع قمامة في الهند على المحك.
ويتساءل أزهار "أين سنذهب؟ لا نعرف عملا بديلا..هل تريد الحكومة لنا أن نتضور جوعا؟". يقول أزهار وهو يقف وسط أكوام القمامة المتعفنة فيما تحلق الغربان في سماء الشتاء الكئيبة " صحيح أنها وظيفة قذرة مليئة بالمخاطر، فالعمال غالبا ما يتعرضون لوخز محاقن مستخدمة أو يصيبهم الزجاج المكسور بجروح..لكنه عمل يساعد آلاف الأسر على البقاء". تدعم الأمم المتحدة مشروعات المواقد التي تحرق النفايات، لأن القمامة المتعفنة تنتج الميثان وهو أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري. كانت الهند تقدمت بطلب للحصول على قدر من الدعم المخصص لتقليص الانبعاثات الكربونية، للكثير من مشروعاتها البلدية الهادفة لخفض النفايات مثل مشروعات تحويل القمامة إلى وقود وموقد القمامة.

لا شك أن عمال جمع القمامة يلعبون دورا أساسيا في تدوير وإعادة استخدام النفايات، وهي إحدى أكثر الطرق فعالية في تقليل انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. يقول شاشي بوشان بانديت أمين عام اتحاد "عمال القمامة في عموم الهند" :"التدوير أيضا يوفر مصدر دخل مربح للآلاف في الهند ويوفر على الحكومة ملايين الدولارات لأن مسؤولية التدوير تقع على عاتق القطاع غير الرسمى".

لكن بدلا من دعم مشروعات التدوير ومجتمعات عمال النفايات، توجه نقود صناديق مثل "آلية التنمية النظيفة" للمواقد ونظم إنتاج الغازات من مكبات النفايات.
يقول دهارميش شاه الناشط في "التحالف العالمي لبدائل المواقد" : "هذه المشروعات تمثل منافسة مباشرة لمشروعات التدوير وتزيد الانبعاثات ونسب البطالة والتكاليف العامة".

يؤكد شاه أن المواقد لن تحقق أي نجاح في الهند، مطلقا ذلك أن 80 فى المئة من النفايات هناك رطبة وعضوية وأقل إنتاجا للحرارة بخلاف نفايات الدول المتقدمة. وقال "أخطر جوانب الموضوع هو أن تلك المصانع التي تحرق النفايات الصلبة والمواد البلاستيكية القابلة للتدوير ستكون مصدر تلوث خطير، وانبعاثاتها تشمل الديوكسين والفوران-يعرف أيضا باسم فورفوران وهو مركب عضوي شديد الخطورة-وهما من أخطر المواد السامة المعروفة وتسبب السرطان وتشوهات الأجنة".

لكن مع معدل استهلاك الهند المتزايد وارتفاع حجم النفايات، يقول أنصار مشروعات تحويل القمامة إلى طاقة أن القضية لها بعد اجتماعي-اقتصادي أوسع.

سيدهارثا كومار
الاحد 11 ديسمبر 2011