تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


مصالح بنيس الذاتية لم تمنع بيت الشعر المغربي من الإحتفال باليوم العالمي للشعر في مراكش






الرباط - أبوسعيد شكري - أعلن " بيت الشعر" في المغرب أنه سيحتفل هذا العام باليوم العالمي للشعر، الموافق ل21مارس، في مدينة مراكش، جريا على عادته كل عام، حيث يختار مدينة من المدن كفضاء لهذه الاحتفالية السنوية التي يتألق فيه الإبداع في اجمل تجلياته ويأتي هذا الاحتفال عقب تفجر خلافات ساخنة، تطايرت شظاياها على أعمدة الصحافة بين الشاعر محمد بنيس،الرئيس السابق للبيت، والمسؤولين الحاليين عنه، في أوائل السنة الحالية


ملصق الاحتفال باليوم العالمي للشعر
ملصق الاحتفال باليوم العالمي للشعر
وذلك على خلفية تصريحات صحافية أدلى بها بنيس في الجزائر، وكذا رسالة مفتوحة بعنوان" الخوف من المعنى"،ضمنها مجموعة من الانتقادات لرفاقه الشعراء الذين تعاقبوا على تسيير " بيت الشعر" بعده،وخاصة حسن نجمي، الرئيس السابق، ونجيب خداري، الرئيس الحالي ، يتهمهما فيها بالسطو على هذه الجمعية، بموازاة أعضاء سياسيين، معتبرا ذلك خيانة لفكرة البيت، ولبيان التأسيس، و" الميثاق"، وما تضمنه من مباديء وقيم.

وكان رد بيت الشعر حادا كذلك حينها، ووصف بنيس بأنه ناقم يلبس قناع الضحية، وأن رسالته تبدو كما لو أنها تثير نقاشا عاما عن التدبير الثقافي، فيما هي في العمق، تتباكى على مصالح ذاتية ، وتشهر قناع الضحية.

ويبدو الآن أن الهدوء عاد، ولو نسبيا،ولفترة مؤقتة، إلى سماء العلاقة بين الأطراف المعنية، التي توقفت حاليا عن تبادل توجيه "النيران الصديقة" لبعضها البعض، ربما احتراما لروح ومعنى الاحتفال باليوم العالمي للشعر، الذي هو في الأصل من اقتراح " بيت الشعر في المغرب"، وتبنته المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) يوم 15نونبر 1999.

ومما جاء في كلمة " بيت الشعر" بهذه المناسبة الاحتفالية،لهذا العام، في كلمة توصلت صحيفة " الهدهد" الدولية بنسخة منها، "أن الاحتفاءَ بالشعر، لا في يومِه العالمي وحَسْب وإنّما في تفاصيل الحياة اليومية بوجْهٍ عامّ، احتفاءٌ بالغامِض، أي بما يُنتجُ السُّؤال دوماً، ويمنعُ من الإذعان لِوَهْمِ الوضوح الذي لا وضوحَ فيه. فالشعر مَوْقِعٌ معرفي يُحصِّنُ الإنسانَ مِنْ سَطوَة النفعي ومن إغراءِ السَّطحي الذي يُنَمّي، في الحياة الحديثة، طاقة استهلاكية مُتهافِتة، لا تعمَل إلاّ على إبعادِ الإنسان عن نفسِه وتكريس سَهْوٍ عن الحياةِ بالخضوع لإيقاع الاستهلاكِ الحديث.

ما يُبعِدُ عن الحياة هو ما يتصدّى الشعرُ، إلى جانب معارفَ أخرى، له، مُحتفظاً لهذا التصدّي بملمَحِه الخاصّ، ومُعدّداً سُبُلَه، انطلاقاً مِنْ تجديدِ علاقةِ الكلمةِ بنفسِها وبترْكيبها، وانطلاقاً أيضاً من الإيقاع الذي يسْتنبتُه بهذا التركيب وفيه، من غير أن يَفصِل بناءَه للغة عن القضايا الوجودية والميتافيزيقة المُؤرِّقة للإنسان. ومن ثم فالاحتفاءُ بالشعر ليسَ لحْظة عابرةً مَشروطةً بمُناسبتِها، بل هي سؤالٌ متجدّد، به يُعيدُ الإنسانُ ترتيبَ علاقتِه مع نفسِه ووجودِه ولغتِه، وترتيبَ علاقتِه بالآخر، بما يضمنُ للقيم النبيلة أن تصمُد في وَجْْهِ كل ارتِجَاج يتهدَّدُها."

وذكر " بيت الشعر" في المغرب، أنه حرص على أن يجْعَل، دوماً، من مناسبة اليوم العالمي للشعر فرصة لاستحضار هذه القضايا جميعِها، انطلاقاً من الأمسيات الشعرية التي نظّمَها. كما حرَص، في أكثر من مُناسبة، على أن تتِمَّ الاحتفالية الكبرى لِكلِّ سنة في مدينة من المدن المغربية. فبعد الراشدية وبني ملال والسمارة، يَخُصّ بيتُ الشعر، هذه السنة، مدينة مراكش باحتفاليته الكبرى.

وأوضح "بيت الشعر"إنّ نَسَبَ مدينة مراكش إلى الشعر مُتعدِّدُ الوجوه،يبدأ من ذاكِرَتِها الباذِخة وأسْرارها الخبيئة وجاذِبيتها الغامضة، لِيَرْتَبِطَ،إلى جانب ذلك، بالشعراء الذين أنْجَبَتْهُم هذه المدينة في الزمن الحديث، وفي مُقدِّمَتِهم شاعر الحمراء محمد بن ابراهيم. وهي بذلك ساهرةٌ على حِمايةِ الشعر انطلاقاً من سِحْرها الخاصّ ومن فرادَة شعرائها وتفاعُلهم الخصيب مع أسئلة الشعر مغربياً وعربياً. مدينة نَتُوجٌ شعرياً، لمْ تكف عن تخصيب الشعر المغربي بمُختلِفِ تجلياته، الفصيح والعامّي، كما أغْنت شعر الملحون،إنتاجا وعناية ودرساً. وتقديراً من بيت الشعر لهذا التنوع ، الذي تُسْهمُ به مراكش في إغناء القصيدة المغربية، حرَص، في هذه المناسبة، على الاحتفاء ببعض شعرائها وعلى التنسيق مع جمعيتين مختصّتين في شعر الملحون."

كلمة الشاعر
وبمناسبة اليوم العالمي للشعر 21 مارس 2010، طلب " بيت الشعر في المغرب"من الشاعر الفرنسي الكبير أندري فلتر، أن يكتب كلمة الشاعر،.وهي الكلمة التي يتناوب على كتابتها سنويا كبار الشعراء العالميين تحية منهم لخطو الشعر والشعراء لكسب قصب السبق، فتجاوب مع الطلب، وبعث بالنص التالي الذي تولى ترجمته الشاعر جلال الحكماوي:

قصبُ السَّبق

"الشعرُ يتحدَّى الزَّمن.

الشعر يُجيد الكلام ، يُعلّم ما تُخفيه السَّماء. الشعرُ يأتي من عَالم ما قبل النُطفة. في لحظة ما وراء المَجيء. في شساعة الواقع.

الشعرُ نورُ المُضاعف. نارٌ تسودُ خارج ألسنة اللَّهب. أثرٌ يُجسّد الآتي.

الشعرُ ليلٌ باهرُ الصفاء . فجرٌ مُفعـَم بالندى. ظهيرة قائظة . إيقاعٌ وغايةُ كلّ حياة مُغامرة.

الشعرُ وثبةُ المُراهقة الأبدية. رغبة ٌٌهوجاء. سـُرعة بارقة. كينونة مُدوّخة. جنونُ الرحيل.

مثلُ ركض حصان فوق أرض الدم. مثلُ شمس تسيل بين الشفتين.

والأبدية تقدم نفسها قربانا للغرباء...


نحنُ بضعة أناس وُلدنا على سفر. كنَّا أحرارا مثل الطُّيور. كنا متحررين من غُبار الجذور و الشفرات. زادُنا الوحيدُ، كان، حليبَ الغيوم. وكان بعضُنا الآخر يجري فرحا في أرض الله الواسعة. نسقط على ترابها. نتدحرج مَوجا فوق حَصاها . نخترعُ ممالك بعدد النجوم من أجل مُتعة تبذيرها. لا توجدُ الإمبراطوريات إلا بين أيدينا. لا توجدُ غزواتٌ إلا هنا والآن. كبرياء زائدة. حماس. غفلة. طاقة مفترسة في آخر المطاف.

لأنَّ الشاعرَ يستعيدُ في النهاية أدوات ِالمسّاح و فكرَ الداَّهية.

لأنَّ الشاعرَ يواجه فوضى العالم ببوصلته القاطعة. حسَّاسٌ. واقعي دون أوهام.

يِؤاخي وحيشَ البشر أخوة صافية.

يُشرعُ لصعقة الجمال أبوابَ البراءة الشاسعة.

يُخفي في جيبه خريطةَ المستحيل.

وهكذا يستطيعُ الشاعرُ دوما أن يبتكر قَصبَ السبق

أبو سعيد شكري
الاربعاء 17 مارس 2010