تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


معلمو الإنجليزية الأجانب في تايوان يبتكرون أشكالا فنية خاصة بهم




تايبييه - لينج يانج - من وجهة نظر المارة يبدو سوق السبت المقام بقرية الفنانين في عاصمة تايوان تايبييه مثل معرض دولي للفنون. فجميع الفنانين الذين يديرون أكشاكا تحتوي على رسومات وصور فوتوغرافية وقمصان وتصميمات فنية للجرافيك بشرتهم إما بيضاء أو سوداء كما أن اللغة السائدة في التجارة هي الإنجليزية.


معلمو الإنجليزية الأجانب في تايوان يبتكرون أشكالا فنية خاصة بهم
وعلى الرغم من أن الفنانين جاءوا من الخارج إلا أن كل فنان يقيم الآن بشكل دائم في تايوان، ووجد أن هذه الجزيرة تشجع على إظهار مواهبه في التصميم بطريقة لا يجدها في بلده الأصلية.

ونظم سوق الفن المفتوحة هذه التي أطلق عليها إسم " للشهرة " كل من شون ماي وفيليشيا رودريجوز الذين يحمل الأول الجنسية الأمريكية والثاني الكندية، وهما يسعيان لتكوين تجمع بين العدد المتزايد من الفنانين الأجانب الذين يقيمون في تايوان ويحاولون تحقيق النجاح فيها.

ولكن لا يوجد أحد من بين هؤلاء الفنانين من تفرغ تماما لفنه، ويقوم معظمهم بتدريس اللغة الإنجليزية في مدارس تايوان من أجل دفع فواتير تكلفة المعيشة.

وانتقل ماي / 35 عاما / من كوريا الجنوبية إلى تايلاند حيث عمل كمعلم للغة الإنجليزية طوال سبعة أعوام قبل أن يصل إلى تايوان منذ عامين، وبدأ في تصميم القمصان التقليدية في وقت فراغه وباع منها 12 قطعة من خلال السوق يوم السبت.

ويرى ماي أن تايوان تتمتع بمزيج رائع من العوامل التي شجعته على بدء مشروعه التجاري بتصميم القمصان، ويقول إن المواد الخام وتكاليف الطباعة في تايوان رخيصة بدرجة لا تصدق كما أن قواعد الدخول إلى هذه البلدة قليلة، كما أن ثمة عاملا مهما وهو أن عدد الأجانب كبير في تايوان.

ويضيف ماي إن الأجانب في تايوان يحبون الموسيقى والفن، وإن كل شخص يعرفه لديه عمل أو هواية يمارسها إلى جانب التدريس، ويوضح أن كل ما يفعلونه منحه الإلهام.

وبخلاف سنغافورة وهونج كونج حيث يعمل كثير من الأجانب في مهن أكثر رسوخا وفي مناصب الإدارة العليا نجد أن القطاع الأكبر من الأجانب في تايوان من الشباب ويعملون بشكل عابر وغير مستقر.

وفي عام 2010 استقبلت تايوان 5923 من المدرسين الأجانب وهو رقم يزيد عن عدد رجال الأعمال والمهندسين الأجانب مجتمعين، ويعمل معظمهم في تدريس اللغة الإنجليزية في رياض الأطفال والمراكز التعليمية الخاصة التي تعد الطلاب للإلتحاق بالجامعات وفي المدارس الدولية التي تتناثر في الجزيرة.

ويحصل المدرسون الأجانب في تايوان على حد أدنى من الأجور يبلغ ضعف ما يحصل عليه المدرس المحلي في بداية تعيينه، ويتمكن بعض المعلمين الأجانب من التدريس لبعض الوقت.

وهذا الوضع ساعد جانيت إنجلبريشت/ 38 عاما / التي كافحت في مجال الفن في بلدها جنوب أفريقيا على تحقيق آمالها في الإبداع، وتقول إن كثيرا من أصدقائها في بلدها اضطروا للتضحية بالإبداع ومارسوا الفن التجاري من أجل كسب المال الذي يعينهم على الحياة.

ولكن إنجلبريشت استطاعت في تايوان أن تعيش بشكل مريح كمعلمة للغة الإنجليزية وأن تكرس وقت الفراغ لاستكشاف أبعاد جديدة في فنها بشروطها الخاصة، وتقول إن الفنان إذا أراد أن ينجح في بلدها فعليه أن يبيع روحه، أما في تايوان فهي تتمتع بحرية الإبداع بنسبة مئة في المئة.

وبالإضافة إلى ذلك فإن الأجانب يجلبون التجديد إلى المشهد الفني المحلي.

وبعد أن جاءت إنجلبريشت إلى تايوان منذ خمسة أعوام بدأت في تعلم الرسم بالحبر على الطريقة الصينية، ثم مزجت مناظر من جنوب أفريقيا من بينها الغابات واللافتات الإرشادية للطرق بلغة الأفريكانز في اللوحات التي ترسمها بالحبر.

وتضيف إنه مع تحسن دخول مواطني تايوان أصبحوا مهتمين بدرجة أكبر بجمع القطع الفنية، كما أن الفنون التي يبدعها الأجانب تعد مدهشة بالنسبة لهم.

ومع ذلك فيعترف كثير من الفنانين بأن معظم أعمالهم تباع لأجانب آخرين وليس لمواطني تايوان، وبغض النظر عن حاجز اللغة ترجع إنجلبريشت سبب عدم إقبال أبناء تايوان على اقتناء الأعمال الفنية التي يبدعها الأجانب إلى اتجاه مواطني تايون لتجنب الأعمال الفنية التي تثير الجدل، والقيام بشراء القطع الفنية التي تستخدم كديكور بأكثر من رغبتهم في شراء الأعمال ذات القيمة الفنية العالية.

وتعرب كيلي هاردنج / 22 عاما / عن اعتقادها بوجود فروق شاسعة في الثقافة بين الفنانين الأجانب ومواطني تايوان، فمثلا الأعمال الفنية التي تبدعها تعبر عن حنينها لوطنها، وهي ترسم صورا لنساء من السود وتظهرهن في ألوان زاهية زرقاء وحمراء، وتقول إنها لا تعتقد أن أبناء تايوان يقبلون على شراء لوحات تعبر عن الأشخاص السود.

وتبيع كيلي نحو لوحتين من أعمالها كل شهر لزبائن أغلبهم من الأجانب المقيمين في تايوان، وتقول إنها باعت أول لوحة لها لمواطن تايواني ، وتشرح الأمر قائلة بلهجة ذات مغزى إن رجلا جاءها لترسم له لوحة لصورة فوتوغرافية نشرتها إحدى المجلات، وقال لها الرجل إن اسم المجلة هو " بلاي بوي "

لينج يانج
الاحد 25 ديسمبر 2011