
ويبلغ شتايندل من العمر 51عاما وأصبح مرشدا سياحيا مؤهلا لرحلات الجبال منذ عام 1987، وبات قوامه قويا نتيجة لاتباعه نظام حمية غذائية منذ عدة عقود كما أنه قليل الكلام، وقام بتسلق جبل ماتورهورن أكثر من مئة مرة وشارك في رحلات لتسلق قمم الجبال الأوروبية التي يبلغ ارتفاعها أربعة آلاف متر في نحو ألف مناسبة، وهو يرافق المتسلقين في رحلات مختلفة شملت جبال الإنديز وأيضا نيبال، وسقط ذات مرة من ارتفاع خمسة أمتار من على جبل بريثورن في سويسرا منذ عامين وعانى من تمزق في الأنسجة وشرخ في عظام الحوض.
وكان يمكن أن يعود مباشرة للعمل كرئيس للطهاة غير أن إغراء الحياة البرية كان قويا، فبعد ذلك بعام عاد إلى الجبال مرة أخرى، ويزعم شتايندل إن الجبال لها تأثير جذاب على بعض الأشخاص مثلما هو الحال مع تأثير المغناطيس على الحديد، ويصف جو العزلة في الأعالي بأنه رائع خاصة خلال فصل الخريف عندما يكون تساقط الصخور نادرا وتخف معدلات تساقط مياه الشلالات الناتجة عن ذوبان الجليد.
في حالة تحسن الطقس ليصبح صحوا يكون المنظر من زيرمات رائعا، وترتفع قمة ماتورهورن الجبلية المحلية كملكة متوجة فوق الطريق، وتعد رمزا شهيرا لجبال الألب ويعتبرها الكثيرون أكثر الجبال جمالا في منطقة الألب إذا لم يكن في العالم بأسره، وربما كان ذلك يرجع إلى شكلها المنتظم الأخاذ.
وبالنسبة للمعجبين بالمناظر الرائعة بمنطقة الألب سيجدون سلسلة جبال مونتي روزا المجاورة جذابة أيضا، ويعد جبل مونتي روزا ثاني جبل في سويسرا من حيث الإرتفاع ويشار إليه غالبا بلقب " ملك الألب ".
وينتظر شتايندل زبائنه عند محطة جورنرجرات للسكك الحديدية بالوادي، وتأخذهم رحلة اليوم عبر محطة روتنبودن إلى كوخ مونتي روزا الجديد وهو مبنى طليعي يستخدم التقنية الرفيعة وتم افتتاحه في أيلول/سبتمبر 2009.
ويستغرق الوصول إلى الكوخ ثمان ساعات ولا يوصى بالسير على هذا الطريق للمبتدئين حيث أنه يتسم بالوعورة ويمر عبر حقول من الجليد، ويعد شتايندل المسيرة بمثابة " تسخين " صيفي، وكانت الثلوج قد تساقطت طوال الليل وهو يطمئن المشاركين الذين يشعرون بالقلق بشأن مستويات اللياقة البدنية والأدوات المستخدمة في عملية التسلق بقوله في عبارة موجزة : " ليست هناك مشكلة، ستنجحون في إكمال الرحلة ".
والطريق إلى كوخ مونتي روزا ليس عاديا للقيام برحلة السير على الأقدام، وحتى في ذروة فصل الصيف فإن الهبوط إلى الكتلة الجليدية والصعود إلى مكان الاستراحة يتطلب قدرا من الخبرة في التسلق، وتسير مجموعة شتايندل إلى أعلى التل من روتنبودن، وحيث أنه لا يوجد جليد على الأرض فإن التقدم على الطريق الضيق يعد سهلا، وبالمقارنة نجد أن حقول الجليد مرهقة عند السير، ومن الصعب الحفاظ على التوازن بينما يجرى تعقب الآثار العميقة للأفراد الذين ساروا على نفس الطريق من قبل.
وعندما تصبح الرؤية واضحة تكون مشاهد موني روزا البانورامية الرائعة تعويضا كبيرا عن الجهد الذي بذل، ويجد السائرون أنفسهم وقد وقعت على يسارهم كتلة جورنر الجليدية وأمامهم كتلة مونتي روزا الجليدية وسط عالم من الثلوج المتلألئة يحيط به قمم هائلة.
ويهبط المشاركون في الرحلة سلما لبضعة أمتار شديدة الانحدار حتى سطح الكتلة الجليدية عبر ثلوج منزلقة ذات فتحات عميقة وصدوع داخل الجليد الصلب.
وكوخ مونتي روزا الجديد الجاثم على ارتفاع 2883مترا مبني على طراز سويسري يراعي التصميمات المستقبلية ومغطى بألواح الطاقة الشمسية، ويتمتع المبنى بنوافذ كبيرة وبأخشاب كثيرة ذات ألوان فاتحة ويقدم بداخله الشراب المحلي الصنع ووجبات ساخنة يتم نقلها بالهليكوبتر، ويمضي هواة القيام برحلات المشي في المواسم يوما كاملا في هذا المكان ولا يغامرون في المضي قدما في المنطقة التي تقع وراءه حيث أن الكوخ يعد علامة على حدود منطقة خطيرة عند التسلق.
والسؤال الآن هو : ما الذي يجعل الرحالة يريدون أن يتسلقوا هذه
الجبال ؟. ويجيب المرشد السياحي في رحلات الجبال قائلا : " اعتقد أن ذلك يرجع إلى أن التسلق يعد تجربة حيوية في حياتهم "، ويمكن أن يكون السبب أيضا الرغبة في الإحساس بالسمو عندما تتفرق السحب لتكشف منظرا بانوراميا يخلب الألباب أو كان يكون السبب ببساطة هو حب الطبيعة البكر، ونادرا ما يفسر ذلك بالرغبة في تحقيق الطموح في ممارسة رياضة تسلق الجبال.
وعلى الجانب الإيطالي من جبل مونتي روزا يقع عالم آخر، وترتفع الواجهة الشرقية لمونتي روزا لمسافة 2500متر تقريبا ويعتبرها الكثيرون أجمل واجهة صخرية في أوروبا، ويبدو الجانبان الشرقي والجنوبي من الجبل أكثر لطفا من الجزء الشمالي الذي يقع في سويسرا، وتؤدي الوديان العميقة من سواحل بحيرة ماجيوري التي تزينها أشجار النخيل إلى سفح الواجهة الشرقية للجبل.
وتعد منطقتا ماكوجناجا ألاجنا على الجانب الإيطالي موقعين جيدين للانطلاق إلى رحلة للمشي، ويفسح الإتقان السويسري المكان للعفوية الإيطالية على الفور، ونجحت القرى الجبيلة في الحفاظ على سحرها الريفي، ويمكن لهواة رحلات المشي أن يأخذوا وقتهم من موقع بشيتو للسير على الطريق الملتوي إلى قمة بيليفدري على ارتفاع 1800متر.
وإذا قلنا أن " المنظر جميل " من هذا المكان لكنا قد بخسناه حقه، ويشمل المنظر البانورامي قمم شتراهلهورن ( 4190مترا ) و سيما دي جازي ( 3804أمتار ) و والواجهة الشرقية لمونتي روزا بكاملها بالإضافة إلى قمة نوردند ( 4609أمتار ) ودفورسبيتز ( 4634مترا )
وزومشتاينشبيتزا ( 4563مترا ) وسيجنالكوبي ( 4554مترا )، ويشعر الزوار كما لو أنهم وسط مسرح نصف دائري طبيعي رائع مع زرقة السماء فوق رؤوسهم وجمال الجبال المحيطة بهم.
وكان يمكن أن يعود مباشرة للعمل كرئيس للطهاة غير أن إغراء الحياة البرية كان قويا، فبعد ذلك بعام عاد إلى الجبال مرة أخرى، ويزعم شتايندل إن الجبال لها تأثير جذاب على بعض الأشخاص مثلما هو الحال مع تأثير المغناطيس على الحديد، ويصف جو العزلة في الأعالي بأنه رائع خاصة خلال فصل الخريف عندما يكون تساقط الصخور نادرا وتخف معدلات تساقط مياه الشلالات الناتجة عن ذوبان الجليد.
في حالة تحسن الطقس ليصبح صحوا يكون المنظر من زيرمات رائعا، وترتفع قمة ماتورهورن الجبلية المحلية كملكة متوجة فوق الطريق، وتعد رمزا شهيرا لجبال الألب ويعتبرها الكثيرون أكثر الجبال جمالا في منطقة الألب إذا لم يكن في العالم بأسره، وربما كان ذلك يرجع إلى شكلها المنتظم الأخاذ.
وبالنسبة للمعجبين بالمناظر الرائعة بمنطقة الألب سيجدون سلسلة جبال مونتي روزا المجاورة جذابة أيضا، ويعد جبل مونتي روزا ثاني جبل في سويسرا من حيث الإرتفاع ويشار إليه غالبا بلقب " ملك الألب ".
وينتظر شتايندل زبائنه عند محطة جورنرجرات للسكك الحديدية بالوادي، وتأخذهم رحلة اليوم عبر محطة روتنبودن إلى كوخ مونتي روزا الجديد وهو مبنى طليعي يستخدم التقنية الرفيعة وتم افتتاحه في أيلول/سبتمبر 2009.
ويستغرق الوصول إلى الكوخ ثمان ساعات ولا يوصى بالسير على هذا الطريق للمبتدئين حيث أنه يتسم بالوعورة ويمر عبر حقول من الجليد، ويعد شتايندل المسيرة بمثابة " تسخين " صيفي، وكانت الثلوج قد تساقطت طوال الليل وهو يطمئن المشاركين الذين يشعرون بالقلق بشأن مستويات اللياقة البدنية والأدوات المستخدمة في عملية التسلق بقوله في عبارة موجزة : " ليست هناك مشكلة، ستنجحون في إكمال الرحلة ".
والطريق إلى كوخ مونتي روزا ليس عاديا للقيام برحلة السير على الأقدام، وحتى في ذروة فصل الصيف فإن الهبوط إلى الكتلة الجليدية والصعود إلى مكان الاستراحة يتطلب قدرا من الخبرة في التسلق، وتسير مجموعة شتايندل إلى أعلى التل من روتنبودن، وحيث أنه لا يوجد جليد على الأرض فإن التقدم على الطريق الضيق يعد سهلا، وبالمقارنة نجد أن حقول الجليد مرهقة عند السير، ومن الصعب الحفاظ على التوازن بينما يجرى تعقب الآثار العميقة للأفراد الذين ساروا على نفس الطريق من قبل.
وعندما تصبح الرؤية واضحة تكون مشاهد موني روزا البانورامية الرائعة تعويضا كبيرا عن الجهد الذي بذل، ويجد السائرون أنفسهم وقد وقعت على يسارهم كتلة جورنر الجليدية وأمامهم كتلة مونتي روزا الجليدية وسط عالم من الثلوج المتلألئة يحيط به قمم هائلة.
ويهبط المشاركون في الرحلة سلما لبضعة أمتار شديدة الانحدار حتى سطح الكتلة الجليدية عبر ثلوج منزلقة ذات فتحات عميقة وصدوع داخل الجليد الصلب.
وكوخ مونتي روزا الجديد الجاثم على ارتفاع 2883مترا مبني على طراز سويسري يراعي التصميمات المستقبلية ومغطى بألواح الطاقة الشمسية، ويتمتع المبنى بنوافذ كبيرة وبأخشاب كثيرة ذات ألوان فاتحة ويقدم بداخله الشراب المحلي الصنع ووجبات ساخنة يتم نقلها بالهليكوبتر، ويمضي هواة القيام برحلات المشي في المواسم يوما كاملا في هذا المكان ولا يغامرون في المضي قدما في المنطقة التي تقع وراءه حيث أن الكوخ يعد علامة على حدود منطقة خطيرة عند التسلق.
والسؤال الآن هو : ما الذي يجعل الرحالة يريدون أن يتسلقوا هذه
الجبال ؟. ويجيب المرشد السياحي في رحلات الجبال قائلا : " اعتقد أن ذلك يرجع إلى أن التسلق يعد تجربة حيوية في حياتهم "، ويمكن أن يكون السبب أيضا الرغبة في الإحساس بالسمو عندما تتفرق السحب لتكشف منظرا بانوراميا يخلب الألباب أو كان يكون السبب ببساطة هو حب الطبيعة البكر، ونادرا ما يفسر ذلك بالرغبة في تحقيق الطموح في ممارسة رياضة تسلق الجبال.
وعلى الجانب الإيطالي من جبل مونتي روزا يقع عالم آخر، وترتفع الواجهة الشرقية لمونتي روزا لمسافة 2500متر تقريبا ويعتبرها الكثيرون أجمل واجهة صخرية في أوروبا، ويبدو الجانبان الشرقي والجنوبي من الجبل أكثر لطفا من الجزء الشمالي الذي يقع في سويسرا، وتؤدي الوديان العميقة من سواحل بحيرة ماجيوري التي تزينها أشجار النخيل إلى سفح الواجهة الشرقية للجبل.
وتعد منطقتا ماكوجناجا ألاجنا على الجانب الإيطالي موقعين جيدين للانطلاق إلى رحلة للمشي، ويفسح الإتقان السويسري المكان للعفوية الإيطالية على الفور، ونجحت القرى الجبيلة في الحفاظ على سحرها الريفي، ويمكن لهواة رحلات المشي أن يأخذوا وقتهم من موقع بشيتو للسير على الطريق الملتوي إلى قمة بيليفدري على ارتفاع 1800متر.
وإذا قلنا أن " المنظر جميل " من هذا المكان لكنا قد بخسناه حقه، ويشمل المنظر البانورامي قمم شتراهلهورن ( 4190مترا ) و سيما دي جازي ( 3804أمتار ) و والواجهة الشرقية لمونتي روزا بكاملها بالإضافة إلى قمة نوردند ( 4609أمتار ) ودفورسبيتز ( 4634مترا )
وزومشتاينشبيتزا ( 4563مترا ) وسيجنالكوبي ( 4554مترا )، ويشعر الزوار كما لو أنهم وسط مسرح نصف دائري طبيعي رائع مع زرقة السماء فوق رؤوسهم وجمال الجبال المحيطة بهم.