تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


ناشطون شبان ضد النظام من الداخل السوري يلتقون في انطاليا ويروون




انطاليا - جوزف بدوي - انهم شبان من ناشطي الداخل السوري ضد نظام الرئيس بشار الاسد، التقوا في انطاليا التركية ليشاركوا في مؤتمر المعارضة السورية ولينقلوا مشاهداتهم ومعاناتهم امام المؤتمرين وامام وسائل الاعلام، مؤكدين عزمهم على العودة الى قراهم ومدنهم مهما كان الثمن.


ناشطون شبان ضد النظام من الداخل السوري يلتقون في انطاليا ويروون
اعمارهم بين العشرين والثلاثين معظمهم يرتدون الجينز والاحذية الرياضية ويشاركون في "المؤتمر السوري للتغيير" بصفتهم ممثلي تنسيقيات الداخل، اي ممثلي اللجان التي تشكلت في المدن والقرى السورية لتنسيق حركة الاحتجاج ضد النظام.

ضياء الدين دغمش (25 سنة) طالب ماجستير قانون يتابع دروسه في جامعة الحكمة في لبنان، شارك في اول تظاهرة جرت في سوق الحميدية في دمشق في الخامس عشر من اذار/مارس، اي في اليوم الذي اصطلح على اعتباره بداية الحركة الاحتجاجية الواسعة في سوريا.

يروي الشاب دغمش وهو من سكان دمشق لوكالة فرانس برس "في السادس عشر من اذار/مارس شاركت ايضا في الاعتصام امام وزارة الداخلية مطالبين باطلاق سراح سجناء الراي، فاعتقلت وضربت بشكل وحشي في ساحة المرجة في دمشق من قبل عشرات العناصر من قوات الامن وانا اتعرض للشتائم والاتهام بانني عميل وخائن وصهيوني".

ويتابع دغمش "كنا 33 معتقلا، 22 شابا و11 فتاة امضينا يومين في فرع الامن العسكري في المزة وبعد ان اصدر القضاء مذكرات توقيف بحقنا نقلنا الى سجن عدرا حيث بقيت 15 يوما".

ويقول دغمش ايضا "فور اطلاق سراحي عدت الى دوما في ريف دمشق وشاركت في كل التظاهرات التي جرت في هذه المنطقة، ولما حاولت السفر الى بيروت لمواصلة دراستي في العاشر من نيسان/ابريل منعت على الحدود من السفر ولدى مراجعتي فرع فلسطين للاستخبارات اتهموني بانني انقل اموالا من جهات اجنبية الى سوريا فاعتقلوني مجددا في السادس عشر من نيسان/ابريل".

يتابع الشاب "في اليوم التالي استدعيت للتحقيق فاحضروا امامي لائحة بكل الاتصالات الهاتفية التي كنت اجريها وكل ما كتبته على الفيسبوك واتهمت ب+النيل من هيبة الدولة واضعاف الشعور القومي" ونقلت مجددا الى سجن عدرا حيث امضيت 32 يوما وخرجت في منتصف ايار/مايو عندما توجهت الى بيروت ومنها الى انطاليا".

ويؤكد دغمش ان هذه الفترة في سجن عدرا كانت الاصعب عليه. يقول "ان المعتقلين كانوا يصلون بالعشرات يوميا ولا استطيع ان انسى عجوزا تجاوز السبعين وقد انتفخت رجلاه بشكل فظيع بسبب الضرب. ولما استفسرت منه عن حالته اكد ان ما يؤلمه ليس ما تعرض له من ضرب بل تعمد عناصر الامن جلد ابنه امامه ثم جلده امام ابنه".

وعما يزمع القيام به بعد مؤتمر انطاليا يقول دغمش "ساعمل كل ما هو ممكن لاسقاط هذا النظام وسانشط مع المعارضة في الخارج، وفي حال لم اجد ذلك كافيا ساعود الى سوريا مهما كانت العواقب وهدفي الاساسي هو نقل ما شاهدته من اهوال في السجون".

ميشال حداد (24 عاما) طالب جامعي من سكان دمشق نحيل للغاية مع ذقن خفيفة يروي مشاركته في اوائل التحركات في الخامس عشر من اذار/مارس في سوق الحميدية في دمشق وحتى قبل ايام من انتقاله الى انطاليا. وقد اعتقل في بداية التحركات لبضع ساعات قبل ان يطلق سراحه.

يقول ميشال لفرانس برس "بما ان التظاهرات كانت صعبة للغاية في دمشق بسبب كثافة الانتشار الامني كنت انتقل الى دوما غير البعيدة عن العاصمة للتظاهر كل يوم تقريبا وخصوصا ايام الجمعة".

ويفسر عدم حصول تظاهرات كبيرة في دمشق قائلا "ان مجرد قيام تجمعات في احدى ساحات دمشق على طريقة ميدان التحرير في القاهرة سيعني بداية السقوط للنظام، لذلك تمنع قوات الامن بشكل مستميت اي تظاهرات في العاصمة".

وردا على سؤال حول ما سيقوم به بعد نهاية المؤتمر قال بكل ثقة "ساعود الى دمشق وحياتي ليست اغلى من الذين ضحوا بحياتهم حتى الان".

حسن شندي (30 سنة) صحافي وناشط سياسي كردي ورئيس منظمة +كردستان بيتنا+ للاكراد السوريين. يتحدر من مدينة عفرين الكردية الواقعة على بعد نحو 40 كلم شمال غرب حلب ويؤكد انه دخل السجن حتى الان ست مرات كان اولها وهو في ال17 من العمر.

وقال حسن في تصريح لفرانس برس "عملت مع مجموعة من الشبان الاكراد على تنظيم التظاهرات في عفرين خصوصا كل يوم جمعة ووسعنا تحركاتنا الى كل المناطق الكردية المجاورة والى مدينة حلب".

واضاف "في عفرين احرق الشبان تمثال الرئيس السابق حافظ الاسد وكنا نحث السكان على الخروج في التظاهرات ونقوم بكتابة اللافتات التي تدعو الى اسقاط النظام".

وتابع "ولما وجدنا ان مدينة حلب تأخرت في المشاركة في التظاهر نسقنا مع الشبان العرب في المدينة وقمنا بتظاهرة في شارع النيل وشارع سيف الدولة في قلب المدينة فكسرنا حاجز الخوف كما شاركنا في اعتصام في جامعة حلب".

ويفسر حسن عدم حصول تحركات واسعة في حلب ب"وجود مجموعات كبيرة من رجال الامن والشبيحة الذين كانوا يقومون في كل مرة باطلاق النار في الهواء واعتقال اكبر عدد ممكن من الشبان وحتى النساء والاطفال".

واوضح ان "18 شخصا اعتقلوا في عفرين بينهم سبعة من رفاقي وكنت انجح دائما في الافلات من الاعتقال واصبت مرة برصاصة في قدمي الا ان الاصابة كان سطحية".

وتابع الشاب حسن "خرجت من سوريا قبل ثلاثة ايام وساعود اليها بعد انتهاء (المؤتمر)، ولدي طرقي الخاصة للدخول والخروج".

وختم قائلا "دعيت الى مؤتمر انطاليا بصفتي من الشبان الناشطين في الداخل وانا سعيد بوجودي هنا لان ما اؤمن به يشاركني فيه 300 شحص من الذين يحضرون هذا المؤتمر" معتبرا ان "الهدف المشترك للجميع هو اسقاط النظام البعثي".

وانطلقت اعمال "المؤتمر السوري للتغيير" في انطاليا قبل ظهر الاربعاء على ان ينهي اعماله الخميس بتوصيات ويشارك فيه معارضون سوريون من اطياف مختلفة ابرزهم من جماعة الاخوان المسلمين ومن اعلان دمشق.

جوزف بدوي
الاربعاء 1 يونيو 2011