تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


45الف دعوى قضائية سنويا بالمانيا ضد الاطباء للتشخيص الخاطئ




برلين - بازيل فيجينر - يصل عدد الدعاوي القضائية التي يرفعها المرضي في المانيا سنويا ضد الاطباء بسبب التشخيص الخاطئ الى نحو 40 ألف دعوى.


وبلغ عدد الشكاوى التي تلقتها مراكز تقييم أداء الأطباء ولجنة المصالحة التابعة لاتحاد الأطباء الألمان العام الماضي 11016 شكوى وارتفع عدد الأخطاء التي ثبت رسميا حدوثها بالفعل إلى 2199 خطأ.

وتضطر مراكز المصالحة بين الأطباء والمرضى في كثير من الأحيان لنظر حالات مخيفة وهو ما دعا الخبراء المعنيين للمطالبة باعتماد قواعد أكثر صرامة لمراقبة أخطاء الأطباء.

فعلى سبيل المثال ذهب مريض /45عاما/ لطبيب عام كان يعمل في ذاك اليوم كطبيب مسعف. كان المريض يعاني من آلام في البطن امتدت الى منطقة الصدر والذراعين والرأس. وأمر الطبيب بإجراء مخطط كهربي للقلب ونقل الرجل بسيارته الخاصة إلى المستشفى.

ولكن الخبراء الذين كلفوا فيما بعد بالنظر في شكوى المريض من الطبيب أعطوا الحق للمريض قائلين إن هذه الأشعة كانت تشتمل على دلائل على أن المريض يعاني من جلطة القلب وقالوا إنه كان يجب نقل المريض للمستشفى على الفور، ولحسن الحظ لم يسفر هذا الخطأ عن أضرار صحية دائمة للمريض .

وفي حالة أخرى خضع رجل /50عاما/ لجراحة بعد الاشتباه في إصابته بالتهاب الزائدة الدودية ثم اكتشف الأطباء أن المريض مصاب بورم سرطاني في الأمعاء الغليظة وقاموا باستئصاله ولكن منطقة البطن أصيبت بالتهاب مرة أخرى عقب الجراحة وهو ما استدعى خضوعه للجراحة مجددا لينتزع الأطباء فوطة من بطنه نسوها خلال التدخل الجراحي الأول.

وأصبحت مريضة /58عاما/ ضحية لإهمال طبيبها بعد إصابتها بالسرطان في منطقة البطن حيث ذهبت إليه بعد عام من خضوعها لثاني جراحة أجريت لها واشتكت له من آلام في البطن وغازات وتقيؤ ثم قررت ، بعد أن فشلت عدة زيارات لطبيبها في معالجة الآلام ، ان تذهب إلى طبيب أمراض نساء ،حولها بدوره للمستشفى فورا حيث تبين إصابة المرأة بانسداد تام في الأمعاء بسبب إصابتها بورم سرطاني في الأمعاء الدقيقة قام الأطباء باستئصاله.

ودافع الطبيب الأول عن نفسه قائلا إن مريضته فضلت اللجوء لطريقة غير معترف بها في علاج السرطان وعدم الاستمرار في العلاج الكيماوي الذي كانت تتلقاه تحت اشرافه. غير أن لجنة الخبراء المكلفة بالنظر في شكوى المريضة لم تجد أثرا لهذا العلاج الكيماوي الذي زعم الطبيب أنه اخضع مريضته له.

وزارت امرأة /37عاما/ طبيبها بعد يومين من الخضوع لفترة نقاهة علاجية جراء الإرهاق واشتكت له من آلام في الرأس والأطراف. وحصل أعضاء لجنة النظر في شكاوى المرضى على إشارة من الممرضة التي تعمل لدى الطبيب على تعرض المرأة للدغة حشرة.

ثم عانت المرأة بعد ثلاثة أيام من الغثيان واعراض اخرى وازدادت حالتها سوءا. ثم اكتشف طبيب الباطنة أن المرأة مصابة بداء لايم البكتيري بعد تعرضها لقرصة من حشرة القراد. ورأت اللجنة أنه كان من الممكن ان تتجنب المريضة الألم الذي شعرت به على مدى ستة أسابيع وما تبعها من آلام أخرى لو أن الأطباء اكتشفوا سبب الألم من البداية.

عادة ما يضطر المرضى للانتظار سنوات في مثل هذه الحالات حتى يحصلوا على حقوقهم. وتصل المدة التي تحتاجها لجنة الخبراء للفصل في مثل هذه الشكاوى الى 14شهرا ونصف.

غير أن خبير الشئون الصحية جيرد جليسكه يرجح أن أطباء هذه اللجان كثيرا ما ينحازون لزملاء المهنة في إصدار أحكامهم وذلك على الرغم من استقلالية هذه اللجنة في الأصل خاصة في الحالات التي قد تحتمل الصواب والخطأ اضافة الى الحالات التي تكون فيها الاخطاء واضحة.

وأثنى جليسكه على تحسين الكثير من المستشفيات الرقابة على أخطاء أطبائها واعتمادها أنظمة إبلاغ عن الأخطاء ولكنه رأى ضرورة أن تكون هناك حملات تفتيش مفاجئة على العيادات "لأنه ليس لدينا ثقافة سليمة للإبلاغ عن الأخطاء فيما يتعلق بالعلاج في العيادات ".

و قد أكد جيرد جليسكه الباحث الألماني في شئون الصحة أن الكثير من أخطاء الأطباء في ألمانيا تظل مجهولة وأن العدد الحقيقي لهذه الأخطاء غير معلوم. أضاف جيرد جليسكه الأستاذ في مركز بريمن للسياسة الاجتماعية في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية:"هذه هي القمة المأسوية لجبل جليدي".

وأوضح جليسكه أن الموقف تحسن في المستشفيات في السنوات الماضية وأن تزايد ضغوط المنافسة دفع المستشفيات إلى تشديد الرقابة على الأطباء وزيادة الشفافية في التعامل مع أخطائهم وذلك خلافا للأخطاء التي ترتكب في عيادات الأطباء.

أضاف جليسكه:"ليس لدينا ثقافة سليمة للإبلاغ عن الأخطاء التي ترتكب في العلاج السريع الذي يتم بدون إقامة في المستشفى".

وبرر جليسكه بقاء الكثير من أخطاء الأطباء غامضة بتحفظ المرضى موضحا: "يرفض الكثير من المرضى التعامل مع أخطاء الأطباء ويتجنبون الدخول في مواجهة معهم لأنهم يرون أن الأطباء لم يتعمدوا ارتكاب أخطاء".

كما رأى جليسكه أن المجال شاسع بين الإهمال والخطأ الفادح وأن الخبراء الذين يوكل إليهم تقييم مدى خطأ الأطباء ينحازون في تقييمهم لصف الطبيب رغم وجود لوائح ومبادئ واضحة وملزمة للطبيب في التشخيص والعلاج.

ونشر الباحث جليسكه دراسة الأسبوع الماضي ذهب فيها إلى أن هناك أطباء يتجاهلون تقاليد المهنة ويصفون عقاقير منومة قوية لمدمني الكحول ويصفون مواد مهدئة لمرضى العته.

وأعلن جليسكه عزمه ملاحقة مثل هذه الأخطاء بالتعاون مع شركات التأمين الصحي العامة في ألمانيا والتي تتكبد أموالا طائلة بسبب تحملها تكاليف الكثير من هذه الأدوية.

بازيل فيجينر
الاربعاء 22 يونيو 2011