تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


أجيال القلق خائفة على هويتها وتراثها .....من 6500 لغة مئات اللغات الهندية تكافح للبقاء




نيودلهي - ياسمين محي الدين - يتردد في قاعات مدرسة "اديفاسي اكاديميا" في غرب الهند صدى مجموعة من اللغات من المحتمل ان تصير قريبا مجرد جلبة غير مفهومة "كوكنا" و"بانشماهالي" و"راتفي" هي ثلاث من حوالى عشر لغات قبلية تدرس في الاكاديمية التي انشأت في العام 1996 في محاولة للمحافظة على ثقافات سكان الهند الاصليين


يتحدث سكان الهند البالغ عددهم 1,16 مليار نسمة ما يزيد على 6500 لغة
يتحدث سكان الهند البالغ عددهم 1,16 مليار نسمة ما يزيد على 6500 لغة
ويتحدث سكان الهند البالغ عددهم 1,16 مليار نسمة ما يزيد على 6500 لغة ولسان، بحسب احصاء اجري في العام 2001.

غير ان حوالى مئتي لغة ولسان في خطر كبير بحسب منظمة اليونيسكو، ذلك ان الهندية والانكليزية يتوسعان في عالم صار اكثر حركة وتواصلا.

ويقول جيتاندرا فاسافا (29 عاما) وهو استاذ في الاكاديمية "في حال لم تتعلم الاجيال الطالعة هذه اللغات، فسيتم نسيانها". ويضيف "في حال اغفلنا تعليمها ففي غضون ثلاثين عاما سيتقدم الناطقون بها بالسن وستموت هذه اللغات في نهاية المطاف".

وفاسافا الذي يعتبر ان التنوع الهندي سينهار في حال اندثرت اللغات المحلية، يشكل مثالا معبرا عن طبيعة الامة الهندية المتعددة اللغة.

ويتحدث فاسافا اكثر من عشر لغات، ومن بينها لغته الام "فاسافي" التي يتكلمها اقل من ثمانين الف شخص في غوجارات وفي ولاية مهاراشترا الغربية.

ولا تزال اكثر اللغات المهددة حية في المناطق النائية فحسب، كمثل اندامان وجزر نيكوبار وهملايا والمناطق الشمالية الشرقية عند حدود بوتان والصين، حيث لا يزال حضور جماعات البدو السكان الاصليين بارزا.

غير ان ثمة مؤشرات على محاولة لمواجهة التراجع في عدد السكان الناطقين بهذه اللغات وبروز لغات اكثر حضورا.

وتدرب اكاديمية "اديفاسي" اربعين تلميذا سنويا لكي يصيروا ناشطين ثقافيين لنشر لغات محلية مثل لغة "راتفي" التي ينطق بها 118000 شخص يتحدرون من قبيلة "راتفا بيلز" في غوجارات وولاية ماديا براديش في وسط الهند.

وشأنها شأن لغات هندية عدة، لم يكن للغة راتفي شكل مدون الى حين وضعت الاكاديمية اسس كتابتها ومعجما مصورا ايضا يمكن تعليمهما في المدارس.

ويقول ساجاي راتافا الذي درس عامين في الاكاديمية في مدينة تيجغاده "عندما يقدم اساتذة الى القرى فيما يتحدرون من اخرى، يبرز عندها جهلهم للغة راتفي ولهذا السبب لا يستطيع التلاميذ ان يفهموهم".

وتخرج راتافا في العام 2005 ونال دبلوما في الدراسات القبلية وهو يشرف الان على مجلة للاطفال تصدر بلغة راتفي وتحمل اسم "بول"، ويعتبرها مؤسسها غانيش ديفي "نسخة اكثر تواضعا من +ريديرز دايجيست+".

ويتولى اعضاء الاكاديمية تلاوة مقالات المجلة على القرويين علما ان العدد الاكبر منهم لا يقرأ لغة غوجاراتي واللغة الهندية فضلا عن لغة راتفي. ويعتبر ديفي ان المحافظة على لغات السكان الاصليين في الاستخدام اليومي مسألة جوهرية.

ويقول راتافا وهو من الجيل القلق على هويته وتراثه اللغوي "في المنزل اتحدث الى اولادي بلغة راتفي". ويضيف "في حال لم افعل، سينسون اللغة لتندثر في النهاية".

وبحسب الباحث انفيتا ابي لا يتحدث سوى خمسة اشخاص من الخمسين المقيمين في جزيرة سترايت، وهي جزء من مجموعة جزر نيكوبار واندمان الهندية، اللغة الاندمانية الاساسية، وهي احدى لغات السكان الاصليين السبعة في شبه الجزيرة.

ويقول ابي وهو رئيس "مركز اللغات" في جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي ان عدد الاشخاص الذين يعدون الاندمانية الاساسية لغتهم الام الى تضاؤل في جزيرة سترايت، واعمارهم تتراوح بين الاربعين والثمانين.

ويقول "تراجع تناقل هذه اللغات بين الاجيال، وهذا السبب الاساسي لموتها".

ويقول الخبراء ان اطلس اليونيسكو لا يتضمن لائحة شاملة باللغات الايلة الى الاندثار كما اننا لا نجد فيها لغة الاندمانية الاساسية، وثمة مئات اضافية مهددة بالاندثار لانها تعتبر لغة محدودة الانتشار ولا تستحق تاليا ان تضم الى الاحصاء.

ويقول ديفي "في الاجمال لا نعلم في الهند ما جرى لهذه اللغات تحديدا".

وتبقى اللغات الواسعة الانتشار حية بفضل مجموعات متحمسة تتكلمها وتخشى على هويتها من التلاشي.

ويقول احد محرري "اطلس اليونيسكو" ويدعى اودايا نارايانا سين "ان لغتي الاوردو وبنجابي يحظيان بالدعم الديني والسياسي، ولهذاالسبب ثمة احتمال اكبر ببقائهما حيتين" علما ان لغة الاوردو مرتبطة عادة بالمسلمين الهنود فيما ترتبط لغة بنجابي بالسيخ.

وادرجت في دستور الهند اثنتان وعشرون لغة رسمية فيما باتت الانكليزية وهي وسيلة التواصل في مجالي الاعمال والاكاديمي، تحظى بوضع شبه رسمي.

غير ان ثمة لهجات عامية مناطقية عدة لا تزال محصورة وعاجزة عن اجتذاب "رأس المال الثقافي".

ويقول ان اكبر تهديد لأي لغة هو غياب امكانات العيش بالنسبة الى الناطقين بها

ياسمين محي الدين
الاثنين 14 ديسمبر 2009