
متظاهرة تحمل لافتة الصليب المعقوف النازي اثناء تظاهرها ضد تشريع ولاية أريزونا المضاد للهجرة
ويعبر كل يوم أكثر من مليون شخص هذه الحدود بشكل قانوني كما يعبرها المهاجرون الذين لا يحملون وثائق سفر وكذلك المخدرات والأسلحة والأموال التي تم الحصول عليها بشكل غير مشروع، وهذه المنطقة الحدودية التي تضم المساحات الصحراوية وتجري فيها الأنهار وتوجد بها مدن الأشباح والمدن الآهلة بالسكان والنشاط لا تمثل فقط خطا حدوديا يفصل بين دولتين ولكنها تمثل أيضا فاصلا بين دولتين تنتميان للشمال من ناحية وبين أمريكا اللاتينية من ناحية أخرى.
وبالإضافة إلى الظروف الطبيعية والتجارة اليومية التي تدور قيمتها حول مليار دولار توجد التحديات التي يشكلها مناخ عنف تغذيه حروب المخدرات التي تشنها العصابات ضد بعضها البعض وضد السلطات أيضا.
وشهدت مدن مثل سيوداد خواريز وماتامورس ونيوفو لاريدو إلى جانب تيخوانا وإن كانت حاليا بدرجة أقل عمليات دموية من جانب عصابات المخدرات التي تسعى للسيطرة على الأراضي المؤدية إلى منجم الذهب الذي تمثله الولايات المتحدة بالنسبة للاتجار في المخدرات.
وقال خوسيه لويس أوروزكو الخبير بقسم العلوم السياسية والاجتماعية بجامعة المكسيك الوطنية المستقلة لوكالة الأنباء الألمانية
( د.ب. أ) : " إن العلاقة بين المكسيك والولايات المتحدة كانت دائما علاقة يصفها البعض بأنها غير متماثلة وأنا أصفها بأنها غير متساوية "، وأضاف أورزوكو الذي تخصص في العلاقات بين المكسيك والولايات المتحدة بأن هذه العلاقة " ربما كانت من أكثر العلاقات تعقيدا في
العالم ".
وامتدت أعمال العنف إلى الجنوب من منطقة الحدود إلى مدينة مونتيري العاصمة الاقتصادية للمكسيك التي تقع في إقليم نيوفو ليون، وعلى العكس من ذلك تماما فإن المدن التي تقع على الجانب الآخر من الحدود تعد من بين أكثر المدن أمنا في الولايات المتحدة.
وأعلن كارلوس باسكال السفير الأمريكي لدى المكسيك في آب/ أغسطس الماضي أنه بينما شهدت مدينة سويداد خواريز التي تعد أكثر المدن المكسيكية في معدلات العنف حدوث 2000 عملية قتل خلال العام الحالي فإن مدينة إل باسو المجاورة التي تقع داخل الأراضي الأمريكية شهدت حادثتي قتل فقط خلال نفس الفترة ولا تتعلق أيا منهما بتهريب المخدرات.
وتساءل باسكال قائلا : " هل يمكن أن نقول حينئذ إن أعمال العنف بسبب المخدرات تنتشر ؟ ". ورد قائلا: " نعم ولكن ليس بالطريقة المعروفة بين المدن على جانبي الحدود ولكنه ينتشر من المناطق الحدودية للمكسيك إلى المراكز الحضرية في كلا البلدين، وهذا النوع من تدفق العنف يدمر حياة السكان في بلدينا ".
وتقدر واشنطن أن ما نسبته 90 في المئة من كمية الكوكايين التي تدخل الولايات المتحدة التي تعد أكبر سوق لاستهلاكه في العالم تأتي عبر الحدود مع المكسيك.
ويشير تقرير حول عولمة الجريمة أصدره مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة إلى أن سوق الكوكايين في أمريكا الشمالية تتقلص بسب انخفاض الطلب وزيادة الإجراءات الأمنية، الأمر الذي تسبب في اندلاع معارك للسيطرة بين عصابات المافيا العاملة في تهريب المخدرات خاصة في المكسيك وفي طرق التهريب الجديدة.
وتأتي معظم الأسلحة التي تحصل عليها العصابات الإجرامية في المكسيك من الولايات المتحدة، ويوجد على الجانب الأمريكي على الحدود مع المكسيك نحو 6700 متجر لبيع الأسلحة أي ما يمثل ما نسبته 12 في المئة من إجمالي عدد هذه المتاجر بالولايات المتحدة.
وتقول السلطات إن المهربين ينقلون كميات صغيرة من الأسلحة بإخفائها داخل مئات الآلاف من السيارات الخاصة التي تعبر الحدود باتجاه المكسيك بشكل مشروع كل يوم عبر نقاط العبور الدولية العديدة.
ويشير تقرير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة إلى أن حركة النقل عبر الحدود بين البلدين تشمل 88 مليون سيارة سنويا، وبوسع المهرب الواحد بشكل يمكن تصوره أن يصطحب معه 500 قطعة سلاح عبر الحدود سنويا في شحنات صغيرة بمعدل قطعتين في الرحلة الواحدة دون أن يثير الشكوك.
ويعبر الحدود أيضا مئات الآلاف من المهاجرين سنويا بمساعدة المهربين الذين أضافوا أشكالا من عمليات الاختطاف والابتزاز والموت إلى رحلة العذاب المخيفة التي يقوم بها المهاجرون.
وأخطر دليل على هذا الاتجاه الجديد في عام 2010 المذبحة التي وقعت في آب/ أغسطس الماضي بولاية تاماوليباس على الحدود المكسيكية وراح ضحيتها 72 قتيلا من أبناء أمريكا الوسطى والجنوبية المهاجرين.
وفي نهاية عام 2006 شن الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون حملة كبيرة ضد الجريمة المنظمة وارتفعت أعداد الوفيات نتيجة عمليات العنف، فقد وقعت عمليات قتل أشبه بالإعدام في جميع أنحاء المكسيك بلغ عددها أكثر من 28 ألفا.
وفي الولايات المتحدة أمر الرئيس باراك أوباما العام الحالي بنشر 1200 جندي من قوات الحرس الوطني على الحدود مع المكسيك، وتم إرسال العدد الأكبر من هذه القوات وقوامه 524 جنديا إلى ولاية أريزونا التي أصدرت تشريعا مضادا للهجرة مثيرا للجدل.
وعلى الرغم من أن مسألة الأمن تأتي في جدول أعمال العلاقات بين المكسكيك والولايات المتحدة إلا أن العلاقات بينهما أكثر عمقا من هذا البند، وفي عام 1994 وقع البلدان بالإضافة إلى كندا على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، وتعد المكسيك ثالث أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بينما تحتل الولايات المتحدة رأس قائمة أكبر الشركاء التجاريين للمكسيك.
وتشير إحصائية لوزارة الاقتصاد المكسيكية إلى أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين بلغت 297 مليار دولار في 2009 وهو العام الذي انكمش فيه الأداء الاقتصادي تأثرا بالأزمة المالية العالمية، وتقول الإحصائية إنه من بين عدد السياح الذين زاروا المكسيك خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام وبلغ عددهم 1 ر7 مليون سائح كان معدل السياح الأمريكيين من بينهم ستة من بين كل عشرة سائحين
وبالإضافة إلى الظروف الطبيعية والتجارة اليومية التي تدور قيمتها حول مليار دولار توجد التحديات التي يشكلها مناخ عنف تغذيه حروب المخدرات التي تشنها العصابات ضد بعضها البعض وضد السلطات أيضا.
وشهدت مدن مثل سيوداد خواريز وماتامورس ونيوفو لاريدو إلى جانب تيخوانا وإن كانت حاليا بدرجة أقل عمليات دموية من جانب عصابات المخدرات التي تسعى للسيطرة على الأراضي المؤدية إلى منجم الذهب الذي تمثله الولايات المتحدة بالنسبة للاتجار في المخدرات.
وقال خوسيه لويس أوروزكو الخبير بقسم العلوم السياسية والاجتماعية بجامعة المكسيك الوطنية المستقلة لوكالة الأنباء الألمانية
( د.ب. أ) : " إن العلاقة بين المكسيك والولايات المتحدة كانت دائما علاقة يصفها البعض بأنها غير متماثلة وأنا أصفها بأنها غير متساوية "، وأضاف أورزوكو الذي تخصص في العلاقات بين المكسيك والولايات المتحدة بأن هذه العلاقة " ربما كانت من أكثر العلاقات تعقيدا في
العالم ".
وامتدت أعمال العنف إلى الجنوب من منطقة الحدود إلى مدينة مونتيري العاصمة الاقتصادية للمكسيك التي تقع في إقليم نيوفو ليون، وعلى العكس من ذلك تماما فإن المدن التي تقع على الجانب الآخر من الحدود تعد من بين أكثر المدن أمنا في الولايات المتحدة.
وأعلن كارلوس باسكال السفير الأمريكي لدى المكسيك في آب/ أغسطس الماضي أنه بينما شهدت مدينة سويداد خواريز التي تعد أكثر المدن المكسيكية في معدلات العنف حدوث 2000 عملية قتل خلال العام الحالي فإن مدينة إل باسو المجاورة التي تقع داخل الأراضي الأمريكية شهدت حادثتي قتل فقط خلال نفس الفترة ولا تتعلق أيا منهما بتهريب المخدرات.
وتساءل باسكال قائلا : " هل يمكن أن نقول حينئذ إن أعمال العنف بسبب المخدرات تنتشر ؟ ". ورد قائلا: " نعم ولكن ليس بالطريقة المعروفة بين المدن على جانبي الحدود ولكنه ينتشر من المناطق الحدودية للمكسيك إلى المراكز الحضرية في كلا البلدين، وهذا النوع من تدفق العنف يدمر حياة السكان في بلدينا ".
وتقدر واشنطن أن ما نسبته 90 في المئة من كمية الكوكايين التي تدخل الولايات المتحدة التي تعد أكبر سوق لاستهلاكه في العالم تأتي عبر الحدود مع المكسيك.
ويشير تقرير حول عولمة الجريمة أصدره مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة إلى أن سوق الكوكايين في أمريكا الشمالية تتقلص بسب انخفاض الطلب وزيادة الإجراءات الأمنية، الأمر الذي تسبب في اندلاع معارك للسيطرة بين عصابات المافيا العاملة في تهريب المخدرات خاصة في المكسيك وفي طرق التهريب الجديدة.
وتأتي معظم الأسلحة التي تحصل عليها العصابات الإجرامية في المكسيك من الولايات المتحدة، ويوجد على الجانب الأمريكي على الحدود مع المكسيك نحو 6700 متجر لبيع الأسلحة أي ما يمثل ما نسبته 12 في المئة من إجمالي عدد هذه المتاجر بالولايات المتحدة.
وتقول السلطات إن المهربين ينقلون كميات صغيرة من الأسلحة بإخفائها داخل مئات الآلاف من السيارات الخاصة التي تعبر الحدود باتجاه المكسيك بشكل مشروع كل يوم عبر نقاط العبور الدولية العديدة.
ويشير تقرير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة إلى أن حركة النقل عبر الحدود بين البلدين تشمل 88 مليون سيارة سنويا، وبوسع المهرب الواحد بشكل يمكن تصوره أن يصطحب معه 500 قطعة سلاح عبر الحدود سنويا في شحنات صغيرة بمعدل قطعتين في الرحلة الواحدة دون أن يثير الشكوك.
ويعبر الحدود أيضا مئات الآلاف من المهاجرين سنويا بمساعدة المهربين الذين أضافوا أشكالا من عمليات الاختطاف والابتزاز والموت إلى رحلة العذاب المخيفة التي يقوم بها المهاجرون.
وأخطر دليل على هذا الاتجاه الجديد في عام 2010 المذبحة التي وقعت في آب/ أغسطس الماضي بولاية تاماوليباس على الحدود المكسيكية وراح ضحيتها 72 قتيلا من أبناء أمريكا الوسطى والجنوبية المهاجرين.
وفي نهاية عام 2006 شن الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون حملة كبيرة ضد الجريمة المنظمة وارتفعت أعداد الوفيات نتيجة عمليات العنف، فقد وقعت عمليات قتل أشبه بالإعدام في جميع أنحاء المكسيك بلغ عددها أكثر من 28 ألفا.
وفي الولايات المتحدة أمر الرئيس باراك أوباما العام الحالي بنشر 1200 جندي من قوات الحرس الوطني على الحدود مع المكسيك، وتم إرسال العدد الأكبر من هذه القوات وقوامه 524 جنديا إلى ولاية أريزونا التي أصدرت تشريعا مضادا للهجرة مثيرا للجدل.
وعلى الرغم من أن مسألة الأمن تأتي في جدول أعمال العلاقات بين المكسكيك والولايات المتحدة إلا أن العلاقات بينهما أكثر عمقا من هذا البند، وفي عام 1994 وقع البلدان بالإضافة إلى كندا على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، وتعد المكسيك ثالث أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بينما تحتل الولايات المتحدة رأس قائمة أكبر الشركاء التجاريين للمكسيك.
وتشير إحصائية لوزارة الاقتصاد المكسيكية إلى أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين بلغت 297 مليار دولار في 2009 وهو العام الذي انكمش فيه الأداء الاقتصادي تأثرا بالأزمة المالية العالمية، وتقول الإحصائية إنه من بين عدد السياح الذين زاروا المكسيك خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام وبلغ عددهم 1 ر7 مليون سائح كان معدل السياح الأمريكيين من بينهم ستة من بين كل عشرة سائحين