تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


ألمانيا تسعى للاستفادة من مشروع كندي لمنع التسرب من التعليم




تورنتو - كريس ميلزر - ذات يوم سيصبح المتسربون من التعليم اليوم آباء التلاميذ المتسربين في الغد، وذلك في دائرة مفرغة تخلق حياة محطمة كما تكلف المجتمعات مليارات الدولارات. واجتذب مشروع ينفذ في مدينة تورونتو الكندية ويهدف إلى كسر هذه الدائرة أنظار العالم، بما في ذلك اهتمام زعيمة إحدى الولايات الألمانية والتي تبحث كيف يمكن للمسئولين عن التعليم في ألمانيا الاستفادة منه.


ألمانيا تسعى للاستفادة من مشروع كندي لمنع التسرب من التعليم
ولم تكن بداية ليزا سمارت جيدة فهي فتاة فقيرة سوداء ومن أبناء الطبقة العاملة وتنتمي لأسرة مهاجرة، وحتى في كندا كانت الخلفية التي تعيش فيها هذه الفتاة لا تشكل أساسا طيبا لبدء حياة وظيفية، ولكن لحسن حظ سمارت تم طرح برنامج " السبيل إلى التعليم ".

وبدأ البرنامج منذ عشرة أعوام كمبادرة خاصة من جانب ممرضة تدعى كارولين آكر وأصبح نموذجا يأمل الكثيرون في تصديره إلى العديد من دول العالم.
وتتذكر آكر أن ريجنت بارك كان حيا يعيش بدون أمل.

وفي عملها الذي يتمثل في رعاية النساء الحوامل ومن بينهن عدد كبير من المراهقات وأمهات بدون أزواج ينحدرن من عائلات فقيرة، تفتحت أعين الممرضة آكر على مشكلات الحياة اليومية في الحي، واكتشفت أن معظم الأمهات لا يتمتعن سوى بنذر يسير من التعليم الرسمي.

وتقول آكر مؤسسة البرنامج التعليمي إن أطفال الأسر الفقيرة ينسحبون من المدارس ثلاث مرات في الغالب أثناء فترة تعليمهم، ومن المرجح أن يصبحوا بلا عمل بنسبة تماثل ضعف ما يتعرض له الطالب العادي.
وتضيف إن المتسربين من التعليم يصبح لديهم أطفال في وقت لاحق، وهؤلاء بدورهم ينمون في أسر فقيرة ويسيرون على نفس المنوال.

وبدأت آكر في تنفيذ برنامجها على مستوى ضيق للغاية وهو على المستوى المحلي بهدف كسر الحلقة المفرغة، غير أن خططها تطورت لتحول إلى حملة انتشرت عبر معظم أنحاء كندا.
وكانت النتائج رائعة حقا، فقد تراجع معدل الانسحاب من المدارس بنسبة تزيد عن 74 في المئة، بل أن نسبة الطلاب من أبناء هذا الحي الذين ذهبوا إلى الكليات تضاعف ثلاثة أمثال، وأصبح أمام الشباب مثل ليزا سمارت فرصة لمواصلة التعليم. ويقول ديفيد هيوز الذي خلف آكر في رئاسة البرنامج إنه برنامج تعليمي ولكنه يتضمن أشياء أكثر من ذلك بكثير.

ويوضح أن محور البرنامج هو مساندة الشباب في المدرسة، ويقول نحن نتيح ثلاث ساعات من التعليم أربع مرات في الأسبوع لتدريس الموضوعات الأكثر أهمية، وهذا أدى إلى تحسين الدرجات إلى حد ملحوظ.
ويقوم المتطوعون بالتدريس، ويستطيع الطلبة المهتمون الحصول على دروس في العلاقات الاجتماعية مثل كيفية التصرف أثناء المقابلات الشخصية للحصول على وظيفة.
ويجب على كل طالب أن يتعهد بالتزامه بالمؤسسة. ويضيف هيوز أن المشرفين على البرنامج يحصلون على إذن لمعرفة سجلات الطلاب، وإذا تعرض أحدهم لمشكلة يسعون لمساعدته على حلها.

ويضيف إنه بالنسبة لهؤلاء الذين يستمرون مع البرنامج يحصلون على قدر من الدعم المالي، ويمكنهم أولا الحصول على تصريح شهري يخول لهم ركوب المواصلات للذهاب والعودة من المدرسة أو الحصول على نقود لغرض التغذية، وفي وقت لاحق يحصلون على دعم مضمون للدراسات الجامعية ويعد هذا استثمارا جيدا حيث أن الأبحاث أشارت إلى أن كل دولار يموله البرنامج للتعليم يوفر للحكومة 24 دولارا كانت تدفع كدعم اجتماعي.

وتقول ليزا بابتسامة يشوبها الحرج إنني أعترف بأن المشرفين على البرنامج هم الذين جاءوا إلي ولست أنا التي ذهبت إليهم.
وينحدر والديها من جامايكا، ويعمل والدها في قطاع البناء ولا يستطيع حقيقة أن يساعدها كثيرا في رفع مستواها التعليمي.
وتؤكد ليزا التي تبلغ من العمر 22 عاما أنها تريد بالفعل الانضمام للبرنامج، وتقول إن أهم شىء بالنسبة لهذا البرنامج التعليمي هو أن المشرفين عليه يوضحون لنا أنه بإمكاننا تحسين قدراتنا التعليمية والحياتية.
وتسعى هانيلور كرافت رئيسة وزراء ولاية نورث راين فستفاليا الألمانية عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي الاستفادة من البرنامج وأن تستعيره عبر الأطلسي من كندا على أن يتم تطويره ليلائم المجتمع الألماني.

وتقول إنه يوجد في ولايتنا أيضا الكثيرون الذين لا يدرسون لأنهم يقولون إنني لن أحصل على فرصة للتدريب المهني على أية حال، ولكن إذا أعطيتهم الثقة في النفس والفرص سيكون ذلك خطوة كبيرة صوب الأمام.
وتؤكد كرافت أنه يوجد في ألمانيا عدد من البرامج الجيدة، ولكننا في الغالب لا نعلم أين تكمن المشكلة بالضبط ونحن نعمل في ميدان مجهول.
وهذا ما يجعل برنامج " السبيل إلى التعليم " هو المنهاج الصحيح.

ويعرب ولفجانج بيوتشر وهو خبير في التعليم يتنقل برفقة كرافت في جولاتها عن " تشككه ومع ذلك فهو مفتون " بمعدلات نجاح البرنامج.
ويوضح بيوتشر أنه لا يمكن تصدير كل مكونات البرنامج لأن " الوضع مختلف " من دولة لأخرى، ففي ألمانيا تعد معدلات التسرب من مقاعد الدراسة منخفضة غير أنه توجد مشكلات أخرى فيها، ومع ذلك فإن البرنامج الكندي يبين ما هو خطأ في أماكن أخرى. ويقول بيوتشر إنه عندما تحدث المشكلات في المدرسة فإن الخطأ يقع على عاتق المدرسة، ولكننا نرى في هذا المقام أنه يجب إشراك الجوار والحي والمجتمع في جهود التوصل للحلول.

ويعرب الخبير التعليمي عن اعتقاده بأنه يمكن العثور على ما يكفي من المتطوعين في ولاية نورث راين فستفاليا
ويضيف إنه يوجد بالولاية كثير من المدرسين في حالة تقاعد مبكر وليس هناك أفضل منهم للقيام بهذا الدور.
ويمكن لليزا سمارت أن تساعد البرنامج الآن في كندا، فقد تخرجت توا من إحدى الكليات حيث درست الأدب الإنجليزي وعلم الاجتماع، ولكن ما الذي ترغب في عمله من أجل كسب لقمة العيش ؟.

وترد ليزا سمارت قائلة إنني أريد أن أرد الجميل، ولهذا فإنني أريد أن أصبح معلمة.

كريس ميلزر
الاربعاء 18 يناير 2012