نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


أنفلونزا الخنازير تثير دعوات إلى "الاضراب عن القبلات" في أسبانيا




مدريد -سينيكا تارفينين - فيروس إتش 1 إن 1 المسبب لانفلونزا الخنازير يدفع الان السلطات الصحية في شتى أنحاء المعمورة إلى اتخاذ إجراءات صحية صارمة ، لكن هل يصل إلى حد الاضطرار إلى "الاضراب عن القبلات" في أسبانيا المعروف شعبها بعواطفه الجياشة؟


أنفلونزا الخنازير تثير دعوات إلى "الاضراب عن القبلات" في أسبانيا
فالسلطات الصحية توصي الآن الاسبان بالتوقف عن عادة التحية بطبع قبلات على الوجنات . لكن الكثير من الاسبان يقولون إن التقبيل هو مسألة مهمة للغاية إلى حد أنهم على استعداد للمجازفة بالاصابة بالمرض المعروف باسم أنفلونزا الخنازير.

وفي هذا الصدد تقول ماريا /40 عاما / "ماذا سيظن الناس لو أنني رفضت رد قبلاتهم بمثلها؟ إنني معتادة جدا علي ذلك إلى حد لا أستطيع التوقف عنه". بل أن وزيرة الصحة نفسها ترينيداد خيمينيز شوهدت وهي ترحب بمسئولين بالقبلات على الرغم من التحذيرات الصادرة من وزارتها. ومثلما يحدث في بعض دول البحر المتوسط الاخرى ترحب المرأة الاسبانية وحتى الاقارب أو الاصدقاء الذكور بعضهم البعض بتبادل القبلات أو على الاقل بطبع قبلة على الوجنتين.



الشعب الاسباني يحب عموما التلامس مثل وضع أياديهم حول الكتف أو وضع اليد على يد من يتحدثون إليه .لكن تبادل القبلات والاحضان تعد من بين أكثر الوسائل الفعالة لانتشار المرض حسبما يحذر الخبراء في اسبانيا التي شهدت وفاة حوالي 20 شخصا بأنفلونزا الخنازير وهو واحد من أعلى المعدلات في أوروبا. لذلك تخطط الان وزارة الصحة لتطعيم المواطنين الذين يعانون من أمراض مزمنة والعاملين في الحقل الصحي وبعض الموظفين الاخرين والسيدات الحوامل والفئات الاخرى المعرضة للاصابة بالمرض. وسيكون هناك كميات من التطعيمات تكفي لعدد يصل إلى 60 في المئة من السكان. لكن الاهم من ذلك هو أن السلطات تنوي التركيز على القيام بحملة توعية للمواطنين من أجل حملهم على تفادي العادات التي من شأنها المساعدة في انتشار الفيروس.

وأوصى مجلس مدينة مدريد في لافتة وضعها على جدار مبنى مجلس المدينة المواطنين بعبارة "لا تقبل ، لا تصافح وقل أهلا فحسب ". كما قال خوان خوسيه رودريجويز سيندين رئيس إحدى جمعيات الاطباء لصحيفة الباييس "إن الاعتياد على الحد من التلامس يقلص خطر انتقال الفيروس ". وانصاعت الكنيسة الكاثوليكية لهذا التحذير حيث أوصت رواد الكنيسة بالاحجام عن تقبيل تماثيل مريم العذاء أثناء الاحتفالات الدينية. وأثناء الصلوات الدينية حيث يتناول الكاثوليك قطعة صغيرة من الخبز ( العشاء الرباني) بدأ بعض القساوسة أيضا في وضع قطعة الخبز في أيدي من يتناول العشاء الرباني خلافا للعادة حيث كان القساوسة يضعونها مباشرة في فم الشخص. بل أن بعض الكنائس قامت بتفريغ أجران المعمودية من الماء لمنع انتشار الفيروس في حال قيام شخص مصاب بغمس يده فيه.
غير أنه قبل ظهور أنفلونزا الخنازير أضحت عادة التقبيل على الوجنات أقل شيوعا وذلك يعود على الارجح حسبما يقول علماء الاجتماع إلى تأثير الثقافة الامريكية التي تتسم بالعواطف الباردة والانعزالية.

ولاحظت إيريني وهي موظفة في مدريد أن التقبيل لم يستعاض عنه بالمصافحة على غرار الثقافات السائدة في الولايات المتحدة وشمال أوروبا . وقالت " لم يعد بعض الناس يلمسون بعضهم البعض على الاطلاق عندما يلتقون مع بعض ويكتفون بمجرد الايماءة بالرأس". ذلك يعد أمرا مثاليا لمكافحة فيروس إتش 1 إن 1 لكن الخبراء يساورهم الشك في قدرة الاسبان على تغيير عاداتهم ويسلمون بأنهم سوف يخسرون الكثير إذا ما أقدموا على ذلك. وهناك دراسات علمية لا حصر لها تبرهن على ما يدركه كل إنسان بالغريزة : وهو أن التلامس بين البشر أمر مفيد بالنسبة لنا. فهو يزيد الثقة في النفس ويقلل ضغط الدم في الشرايين ويجعل الناس أكثر اجتماعية وأقل عدوانية بحسب ما أظهرته الدراسات. وقالت الباييس " الامر المرجح للغاية هو أننا لن ننسى التقبيل".

سينيكا تارفينين
الثلاثاء 8 سبتمبر 2009