غلاف كتاب تحولات اللوبي اليهودي
ولقد أثار تصاعد نفوذ إيباك مخاوف عدد كبير من المحللين السياسيين الأمريكيين وهو ما بدا جليًا في دراسة اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية التي أعدها كل من جون ميرشيمر وستيفن والت وتناولت آليات ضغط اللوبي الإسرائيلي ولاسيما إيباك على الساسة الأمريكيين، وتأثيره على وسائل الإعلام الأمريكية لتشكيل توجهات الرأي العام الإسرائيلي لصالح إسرائيل.
ومن ثم حاول دان فيلشلر المستشار الإعلامي السابق لمنتدى السياسة الإسرائيلي في كتابه المعنون "تحولات اللوبي الإسرائيلي بالولايات المتحدة، حدود القوة وآفاق التغيير " مراجعة مقولات ميرشيمر ووالت حول نفوذ إيباك وتداعياته السلبية على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط وتجاه عملية التسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومدى ارتباط المواقف والتوجهات التي يروج لها قادة إيباك من المتشددين بالمصالح القومية الأمريكية .
لماذا لا تمثل إيباك المصالح الأمريكية؟
يبدأ فليشلر كتابه بالتساؤل حول إمكانية قيام لوبي جديد يقوم على التوفيق بين مصالح إسرائيل والمصالح الأمريكية وليس هذا فحسب بل ومراعاة الحقوق المشروعة للفلسطينيين بما يحقق تسوية دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. أو بمعني آخر تشكيل لوبي أمريكي يضم اليهود وغير اليهود المعنيين بتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بصورة عادلة. و يتساءل المؤلف في المقدمة: لماذا تسيطر إيباك اليمينية المحافظة على تمثيل اليهود في الولايات المتحدة على الرغم من تبني غالبية يهود الولايات المتحدة لتوجهات ليبرالية معتدلة؟. وكيف يمكن تمثيل مواقف اليهود الليبراليين في الولايات المتحدة بما يوازن نفوذ إيباك وتأثيرها على السياسة الخارجية الأمريكية .
واستند فليشلر في إعداد كتابه على سرد خبراته لمدة 25 عامًا كناشط ومتطوع ومستشار لعدد من المنظمات اليهودية، بالإضافة إلى عدد من المقابلات مع ساسة أمريكيين وقادة منظمات يهودية وعربية وكنائس مسيحية بالولايات المتحدة التي يرتكز عملها على قضايا منطقة الشرق الأوسط. من خلال تحليل تلك المقابلات يتوصل المؤلف لاستنتاج مبدئي مفاده أن سياسة أمريكية أكثر اعتدالاً وتوازنًا تجاه عملية التسوية في منطقة الشرق الأوسط سوف تسهم في تعزيز المصالح الأمريكية على عدة مستويات: أهمها تحسين علاقات الولايات المتحدة مع دول العالم الإسلامي، والتصدي للنماذج النمطية التي تبثها الحركات الراديكالية المتطرفة في الشرق الأوسط حول انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل، فضلاً عن تدعيم فاعلية الدبلوماسية العامة الأمريكية والتصدي للطموحات النووية لإيران.
ويفسر فليشلر تصاعد نفوذ إيباك بشبكة العلاقات التي تربط لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية بالقوى السياسية اليمينية في إسرائيل والولايات المتحدة وتحالف قادة وأعضاء المؤسسات المنضوية تحت لواء إيباك مع قيادات حزبية وإعلامية تتبنى الاتجاه المحافظ، إلا أنه عاد ليؤكد أن إيباك لا تمثل سوى شريحة محدودة من اليهود الأمريكيين المرتبطين بالقوى السياسية المحافظة منتقدًا توظيف قادتها لمعاداة السامية كآلية لمنع انتقاد إسرائيل أو نفوذ إيباك السياسي .
نفوذ إيباك يتراجع
توقع الكتاب أن يتلاشى تدريجيًا نفوذ إيباك السياسي نتيجة لعدة عوامل: أهمها تأييد الرئيس أوباما وقيادات التيار الليبرالي لتغيير نهج السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، و جدية أوباما في دعم التوصل لتسوية بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وهو ما يتطلب قدرًا ما من التوازن في المواقف الأمريكية تجاه الطرفين وهو ما دفع الرئيس أوباما لانتقاد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في قطاع غزة. إضافة إلى ما يطلق عليه الكاتب الخلافات الهيكلية في التوجهات بين غالبية اليهود الأمريكيين وقادة إيباك اليمينيين .
ويستدل على ذلك الخلاف الجذري باستطلاعات الرأي التي أجرتها منظمة جي ستريت اليهودية المعتدلة في بداية عام 2009 والتي كشفت عن تأييد حوالي 69% من يهود الولايات المتحدة للتوصل لاتفاق سلام نهائي للصراع بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وفق حل الدولتين، ومعارضة 69% منهم لأطروحات ليبرمان حول ترحيل عرب إسرائيل، ورفض حوالي 63% التوسع في بناء مستوطنات جديدة بالضفة الغربية لاعتقادهم بأن تلك السياسات تؤدي إلى تعقيد الأوضاع وإعاقة تقدم مفاوضات التسوية، بل وتأييد حوالي 61% التفاوض مع حركة حماس شريطة نبذ العنف والاعتراف بوجود إسرائيل والتوقف عن إطلاق الصواريخ .
انتقد المؤلف إحجام قيادات لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية عن انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة فيما يتعلق بحصار قطاع غزة ولاسيما إبان الحرب الإسرائيلية على القطاع والمأساة الإنسانية التي سببتها. واتهام الإعلاميين والساسة ممن انتقدوا الحرب الإسرائيلية آنذاك بمعاداة السامية. ويقتبس فيلشلر في هذا الإطار عن أحد المستشارين الإعلاميين في منتدى السياسة اليهودي Israel Policy Forumقوله: إنه يعترف بوجود مأساة إنسانية في قطاع غزة ولكنه دائمًا ما يجد مبررًا لسياسات إسرائيل الأمنية، حتى في ظل وجود حكومة إسرائيلية متشددة لا تدعم عملية التسوية .
سياسة خارجية تفتقد الحياد
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية تجاه عملية التسوية، فيشير الكتاب إلى أنها لا تزال مقيدة بتوجهات إيباك اليمينية المتشددة بالنظر إلى تردد الرئيس أوباما في انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بالتوسع الاستيطاني واستئناف التفاوض مع الطرف الفلسطيني وحصار قطاع غزة ودعم إدارة أوباما لإحكام حصار القطاع وإغلاق المعابر باعتبار ذلك أحد الإجراءات المتعلقة بحفظ أمن إسرائيل. و يقارن الكاتب بين مواقف الولايات المتحدة والدول الأوروبية فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منوهًا إلى أن مواقف الحكومات الأوروبية كانت أكثر حيادًا وانتقادًا لإسرائيل من الإدارة الأمريكية التي آثرت دعم حكومة أولمرت آنذاك. كما أن الإعلام الأوروبي كان أكثر حيادًا من نظيره الأمريكي بما تسبب في تعزيز الصورة النمطية السلبية للولايات المتحدة في العالم الإسلامي .
ويختتم الكاتب استعراضه لأوجه الخلل في السياسة الشرق أوسطية للولايات المتحدة بتساؤل مفاده : كيف يمكن أن يحقق انتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية والحصار والإغلاق أمن إسرائيل أو المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط؟، و لماذا تحجم المؤسسات اليهودية المرتبطة بإيباك عن انتقاد تلك الممارسات اللاإنسانية؟. و يذكر الكاتب أن منظمة بيتسيليم الإسرائيلية المعنية بحقوق الإنسان تصدر تقارير دورية عن انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، في حين تحجم نظيرتها الأمريكية عن إعداد تقارير مماثلة. مستدلاً بالتقرير المثير للجدل الذي أصدرته بيتسيليم حول إقرار 25% من الجنود الإسرائيليين في المعابر ونقاط التفتيش الإسرائيلية بالمشاركة في انتهاكات لمدنيين فلسطينيين أو على الأقل مشاهدة نظرائهم يعتدون على فلسطينيين
ومن ثم حاول دان فيلشلر المستشار الإعلامي السابق لمنتدى السياسة الإسرائيلي في كتابه المعنون "تحولات اللوبي الإسرائيلي بالولايات المتحدة، حدود القوة وآفاق التغيير " مراجعة مقولات ميرشيمر ووالت حول نفوذ إيباك وتداعياته السلبية على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط وتجاه عملية التسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومدى ارتباط المواقف والتوجهات التي يروج لها قادة إيباك من المتشددين بالمصالح القومية الأمريكية .
لماذا لا تمثل إيباك المصالح الأمريكية؟
يبدأ فليشلر كتابه بالتساؤل حول إمكانية قيام لوبي جديد يقوم على التوفيق بين مصالح إسرائيل والمصالح الأمريكية وليس هذا فحسب بل ومراعاة الحقوق المشروعة للفلسطينيين بما يحقق تسوية دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. أو بمعني آخر تشكيل لوبي أمريكي يضم اليهود وغير اليهود المعنيين بتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بصورة عادلة. و يتساءل المؤلف في المقدمة: لماذا تسيطر إيباك اليمينية المحافظة على تمثيل اليهود في الولايات المتحدة على الرغم من تبني غالبية يهود الولايات المتحدة لتوجهات ليبرالية معتدلة؟. وكيف يمكن تمثيل مواقف اليهود الليبراليين في الولايات المتحدة بما يوازن نفوذ إيباك وتأثيرها على السياسة الخارجية الأمريكية .
واستند فليشلر في إعداد كتابه على سرد خبراته لمدة 25 عامًا كناشط ومتطوع ومستشار لعدد من المنظمات اليهودية، بالإضافة إلى عدد من المقابلات مع ساسة أمريكيين وقادة منظمات يهودية وعربية وكنائس مسيحية بالولايات المتحدة التي يرتكز عملها على قضايا منطقة الشرق الأوسط. من خلال تحليل تلك المقابلات يتوصل المؤلف لاستنتاج مبدئي مفاده أن سياسة أمريكية أكثر اعتدالاً وتوازنًا تجاه عملية التسوية في منطقة الشرق الأوسط سوف تسهم في تعزيز المصالح الأمريكية على عدة مستويات: أهمها تحسين علاقات الولايات المتحدة مع دول العالم الإسلامي، والتصدي للنماذج النمطية التي تبثها الحركات الراديكالية المتطرفة في الشرق الأوسط حول انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل، فضلاً عن تدعيم فاعلية الدبلوماسية العامة الأمريكية والتصدي للطموحات النووية لإيران.
ويفسر فليشلر تصاعد نفوذ إيباك بشبكة العلاقات التي تربط لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية بالقوى السياسية اليمينية في إسرائيل والولايات المتحدة وتحالف قادة وأعضاء المؤسسات المنضوية تحت لواء إيباك مع قيادات حزبية وإعلامية تتبنى الاتجاه المحافظ، إلا أنه عاد ليؤكد أن إيباك لا تمثل سوى شريحة محدودة من اليهود الأمريكيين المرتبطين بالقوى السياسية المحافظة منتقدًا توظيف قادتها لمعاداة السامية كآلية لمنع انتقاد إسرائيل أو نفوذ إيباك السياسي .
نفوذ إيباك يتراجع
توقع الكتاب أن يتلاشى تدريجيًا نفوذ إيباك السياسي نتيجة لعدة عوامل: أهمها تأييد الرئيس أوباما وقيادات التيار الليبرالي لتغيير نهج السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، و جدية أوباما في دعم التوصل لتسوية بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وهو ما يتطلب قدرًا ما من التوازن في المواقف الأمريكية تجاه الطرفين وهو ما دفع الرئيس أوباما لانتقاد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في قطاع غزة. إضافة إلى ما يطلق عليه الكاتب الخلافات الهيكلية في التوجهات بين غالبية اليهود الأمريكيين وقادة إيباك اليمينيين .
ويستدل على ذلك الخلاف الجذري باستطلاعات الرأي التي أجرتها منظمة جي ستريت اليهودية المعتدلة في بداية عام 2009 والتي كشفت عن تأييد حوالي 69% من يهود الولايات المتحدة للتوصل لاتفاق سلام نهائي للصراع بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وفق حل الدولتين، ومعارضة 69% منهم لأطروحات ليبرمان حول ترحيل عرب إسرائيل، ورفض حوالي 63% التوسع في بناء مستوطنات جديدة بالضفة الغربية لاعتقادهم بأن تلك السياسات تؤدي إلى تعقيد الأوضاع وإعاقة تقدم مفاوضات التسوية، بل وتأييد حوالي 61% التفاوض مع حركة حماس شريطة نبذ العنف والاعتراف بوجود إسرائيل والتوقف عن إطلاق الصواريخ .
انتقد المؤلف إحجام قيادات لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية عن انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة فيما يتعلق بحصار قطاع غزة ولاسيما إبان الحرب الإسرائيلية على القطاع والمأساة الإنسانية التي سببتها. واتهام الإعلاميين والساسة ممن انتقدوا الحرب الإسرائيلية آنذاك بمعاداة السامية. ويقتبس فيلشلر في هذا الإطار عن أحد المستشارين الإعلاميين في منتدى السياسة اليهودي Israel Policy Forumقوله: إنه يعترف بوجود مأساة إنسانية في قطاع غزة ولكنه دائمًا ما يجد مبررًا لسياسات إسرائيل الأمنية، حتى في ظل وجود حكومة إسرائيلية متشددة لا تدعم عملية التسوية .
سياسة خارجية تفتقد الحياد
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية تجاه عملية التسوية، فيشير الكتاب إلى أنها لا تزال مقيدة بتوجهات إيباك اليمينية المتشددة بالنظر إلى تردد الرئيس أوباما في انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بالتوسع الاستيطاني واستئناف التفاوض مع الطرف الفلسطيني وحصار قطاع غزة ودعم إدارة أوباما لإحكام حصار القطاع وإغلاق المعابر باعتبار ذلك أحد الإجراءات المتعلقة بحفظ أمن إسرائيل. و يقارن الكاتب بين مواقف الولايات المتحدة والدول الأوروبية فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منوهًا إلى أن مواقف الحكومات الأوروبية كانت أكثر حيادًا وانتقادًا لإسرائيل من الإدارة الأمريكية التي آثرت دعم حكومة أولمرت آنذاك. كما أن الإعلام الأوروبي كان أكثر حيادًا من نظيره الأمريكي بما تسبب في تعزيز الصورة النمطية السلبية للولايات المتحدة في العالم الإسلامي .
ويختتم الكاتب استعراضه لأوجه الخلل في السياسة الشرق أوسطية للولايات المتحدة بتساؤل مفاده : كيف يمكن أن يحقق انتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية والحصار والإغلاق أمن إسرائيل أو المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط؟، و لماذا تحجم المؤسسات اليهودية المرتبطة بإيباك عن انتقاد تلك الممارسات اللاإنسانية؟. و يذكر الكاتب أن منظمة بيتسيليم الإسرائيلية المعنية بحقوق الإنسان تصدر تقارير دورية عن انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، في حين تحجم نظيرتها الأمريكية عن إعداد تقارير مماثلة. مستدلاً بالتقرير المثير للجدل الذي أصدرته بيتسيليم حول إقرار 25% من الجنود الإسرائيليين في المعابر ونقاط التفتيش الإسرائيلية بالمشاركة في انتهاكات لمدنيين فلسطينيين أو على الأقل مشاهدة نظرائهم يعتدون على فلسطينيين


الصفحات
سياسة








