تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


استمرار الجدل الديني والطبي حول حبوب منع الحمل بعد مرور نصف قرن على ظهورها




هامبورج - بريتا شولتيانز - على الرغم من أن الكنيسة الكاثوليكية تحظر بشكل صارم استخدام حبوب منع الحمل إلا أنه مما لا شك فيه أن هذه الحبوب التي يمر هذا العام نصف قرن على اختراعها جعلت الحياة أكثر سهولة لملايين النساء في مختلف أنحاء العالم ، وقد طرح أول عقار لمنع الحمل يؤخذ عن طريق الفم ويعرف باسم " إيفونيد " في الولايات المتحدة في 18 آب/ أغسطس 1960، وسرعان ما انتشر في دول أخرى، وبعد هذا التاريخ بعام واحد تمكنت النساء في ألمانيا - على سبيل المثال - من البدء في استخدامه


بينما لم يتم إثبات خطر حبوب منع الحمل على خصوبة الرجال تم الاعتراف بالآثار الجانبية لها على النساء
بينما لم يتم إثبات خطر حبوب منع الحمل على خصوبة الرجال تم الاعتراف بالآثار الجانبية لها على النساء
وتصف السيدة أليس شوارز وهي عضو في إحدى الحركات النسائية في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ ) حبوب منع الحمل بأنها نقطة تحول وعلامة بارزة على طريق تحرير المرأة، كما وصفت نفسها بأنها تنتمي لجيل النساء الذي تخطى سن الخصوبة قبل ظهور هذه الحبوب، وقالت إن هذا الجيل كان يعيش في خوف من حدوث حمل غير مرغوب فيه، وأعربت عن اعتقادها بأن كارل ديراسي وهو باحث أساسي في عملية إنتاج حبوب منع الحمل يستحق إقامة نصب تذكاري باسمه.

وتقول مورين كرونين كبيرة الأطباء بشركة باير شيرينج للأدوية وهي تشير إلى نتائج دراسة أجريت في أوروبا على نحو نصف مليون سيدة

إن ابتكار حبوب منع الحمل بالإضافة إلى إمكانية إجراء عمليات الإجهاض يعدان إنجازان مهمان لتحسين نوعية الحياة للنساء.

غير أن الكنيسة الكاثوليكية لها وجهة نظر مغايرة تماما إزاء دخول هذه الحبوب إلى حياة النساء، وفي الذكرى السنوية للمنشور البابوي حول حبوب منع الحمل الذي أصدره الفاتيكان عام 1968 بعنوان " الحياة البشرية " أكد البابا بنديكت السادس عشر رفض جميع أشكال منع الحمل الاصطناعية، وكان ذلك المنشور الذي وقعه البابا يوحنا السادس عبارة عن خطاب يحمل تعليمات موجهه للكاثوليك حول التناسل وتكاثر الحياة البشرية.

وكان هذا المنشور البابوي مثيرا للجدل، وكان آخر منشور يصدره البابا بولس على الرغم من أنه استمر في منصبه لمدة عشرة أعوام أخرى، وفي عام 2008 أعلن البابا بنديكت أن هذا الموضوع محل خلاف " غير أنه حيوي للغاية لمستقبل البشرية "، وأصبح المنشور البابوي الذي عرف باسم " الحياة البشرية " علامة على " استمرارية الاعتقاد والتراث الكنسي وعلى أن ما كان صحيحا بالأمس لا يزال صحيحا اليوم أيضا " وفقا لما أعلنه البابا البابا بنديكت.

وكانت صحيفة أوبزرفاتوري رومانو الناطقة بلسان الفاتيكان صريحة للغاية في انتقادها لحبوب منع الحمل حيث تنظر إليها باعتبارها تمثل تهديدا ليس فقط للفضائل الإنسانية ولكن أيضا لحياة البشر، وقالت في مقال نشرته في كانون ثان/ يناير 2009 إن " أطنان الهرمونات " التي ابتلعتها السيدات اللاتي يتناولن الحبوب ويتم تدويرها عن طريق الإخراج أفسدت البيئة وأصابت الرجال بالعقم، وأكدت أن هذه الحبوب تعد سببا مهما في زيادة معدلات فقدان الخصوبة لدى الرجال في العالم الغربي.

وبينما لم يتم إثبات الخطر المزعوم للحبوب على خصوبة الرجال تم الاعتراف بالآثار الجانبية لها على النساء مثل الاكتئاب وزيادة الوزن، والأكثر خطورة من ذلك زيادة مخاطر الإصابة بالجلطات خاصة بين النساء الأكثر وزنا وفوق عمر الثلاثين والمدخنات، وينصح أطباء أمراض النساء بأن توازن المرأة بين منافع وأضرار استخدام الحبوب، ويحذر المنتقدون لاستخدامها من أنها يمكن أن تتسبب في الإصابة بالسرطان.

ويشير نوربت بول أستاذ تاريخ ونظرية وأخلاقيات الطب بجامعة ماينز الألمانية إلى أن ما يصل إلى 120 مليون سيدة في مختلف أنحاء العالم يستخدمن مانعا للحمل يحتوي على هرمون، ويقول إن هذه الأنواع من الموانع شائعة في شمال ووسط أوروبا حيث يوجد ما نسبته بين 40 إلى 60 في المئة من السيدات في عمر الإنجاب يتناولن الحبوب يوميا.

ويوضح البروفسور بول أنه في كثير من الدول الإسلامية تستخدم السيدات المتزوجات هذه الحبوب لتنظيم النسل، كما أنها تمنح السيدات فترة زمنية للراحة والتعافي بين كل حمل وآخر، بالإضافة إلى ذلك تستخدم السيدات المسلمات الحبوب لتأخير الدورة الشهرية حتى يستطعن أداء فريضة الحج.

وثمة تغيير لا يختلف عليه أحد جلبته الحبوب للعالم وهو الفصل بين الجنس والتكاثر، ومع ذلك يقول البروفسور بول إنها تعد خطوة مهمة على طريق التحكم في الحياة والذي بلغ الذروة بإمكانية الإنجاب عن طريق المختبرات مما يمثل ثورة اجتماعية، وإذا كانت الحبوب مكنت الإنسان من ممارسة الجنس دون إمكانية الإنجاب فإن المختبرات مكنته من الإنجاب دون ممارسة الجنس

بريتا شولتيانز
الاحد 11 أبريل 2010