ثورة المصريين في ميدان التحرير
كان ستيفان جوث في القاهرة عندما اندلعت الاحتجاجات. وبسبب حظر التجول المفروض مساء كان لديه متسعا من الوقت لقراءة الكتب التي اشتراها خلال النهار.
جوث هو استاذ الادب العربي المعاصر في جامعة اوسلو، وذهب الى القاهرة لمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب من اجل الاطلاع على احدث ما ينشر من كتب.
قرأ في غرفته في الفندق رواية "عزازيل" ليوسف زيدان. كانت هذه الرواية من بين اكثر الكتب العربية مبيعا. كما نالت جائزة بوكر العربية لعام 2009. تدور احداث رواية عزازيل في الاسكندرية في القرن الخامس بطلها راهب مسيحي كان يعاني من ازمة شخصية، ادت الى وقوعه في نزاع مع الارثوذكسية الدينية في ذلك الوقت.
انغمس جوث في الرواية فيما كانت حشود المتظاهرين في ميدان التحرير تحلم سويا. ما الرابط بين هذه الراوية وما يجري خارج الفندق في الشارع؟ تساءل جوث. " ينظر غالبا الى الاعمال الادبية على انها اداة حساسة ترصد ما يجري، مثل جهاز رصد يتنبأ بحصول الاضطرابات الاجتماعية في المستقبل." لكن هل كانت هذه حال الادب المصري في الاعوام الاخيرة الماضية؟.
فكر جوث برواية مصرية اخرى اثارت ايضا الكثير من الضجة في الآونة الاخيرة. وهي رواية "عمارة يعقوبيان" من تأليف علاء الأسواني، والتي تشبه المسلسلات اليومية وتدور احداثها في مجمع سكني في وسط القاهرة، حيث كل المحرمات المصرية من الفساد الى الكبت الجنسي والتطرف سجلت الرواية رقما قياسيا في المبيعات وتحولت لاحقا إلى فيلم قام ببطولته الممثل عادل إمام.
يرى جوث انه من الممكن في رواية عمارة يعقوبيان ملاحظة اشارات واضحة الى الثورة القادمة. الرواية تتعلق بافراد لديهم رغبات انسانية مشروعة، مثل الحب والكرامة وامكانية تسلق السلم الاجتماعي، لكنهم لا يستطيعون تحقيقها بسبب النظام غير الانساني الذي يعيشون في ظله. احد شخصيات الرواية هو ابن البواب الذي ليس بمقدوره متابعة تحصيله العلمي بسبب مدخول والده المتدني. هذا الوضع يدفعه في نهاية المطاف ليصبح إسلاميا متطرفا، ويفقد انسانيته خلال صراعه ضد النظام الغير انساني. لكن استطاع بعضهم الحفاظ على انسانيته، الحب النقي والاحترام المتبادل بين الشابة بثينة ورجل كبير في السن يرمز الى الطريق للخلاص من الازمة، كما يقول جوث. الكتاب يظهر ان الانسانية يمكن الوصول اليها عن طريق الاستماع الى قلبك وكسر معايير النظام المفروضة.
احداث رواية عزازيل لا تدور في الزمن المعاصر في مصر ومع ذلك يحمل الكتاب حسب جوث نفس الرسالة المتمردة. الشخصية الرئيسية الراهب هيبا يتحرر من طريقة التفكير الارثوذكسية اللانسانية وذلك عن طريق الاستماع الى صوته الداخلي. "الرسالة في الكتابين هي ان الانسانية شيء يمكن تحقيقه عن طريق قطيعة جذرية مع النظام السائد".
المستعربة الهولندية والمترجمة تشيوكه بوبينجا تتفق مع افكار جوث بشكل عام، لكنها تعتقد انه قد غفل عن تطور مهم. وتقول ان الكتاب المصريين المعاصرين من الجيل الاول مثل نجيب محفوظ كانوا معنيين بالشأن الاجتماعي. واعتقدوا انه بالمستطاع تحسين المجتمع. لكن الجيل التالي من الكتاب، الذين نشأوا في ظل حكم انورالسادات وحسني مبارك، فقدوا المثل الاجتماعية العليا وركزوا على شؤون الفرد في المجتمع. وينتمي الأسواني وزيدان الى هذا الجيل، والحلول التي قدماها كانت حلولا فردية. كما ان الشخصيات في رواياتهما لا تبدو مؤمنة بالتمرد ضد النظام.
تعتقد بوبينجا انه يوجد جيل جديد من الكتاب يمثل بشكل اكبر ما يحدث في مصر في الوقت الراهن. الكاتبة الشابة غادة عبد العال على سبيل المثال، التي انتقدت في كتابها "عايزة اتجوز" ثقافة الزواج المصرية. كذلك عبير سليمان في " يوميات عانس" التي عبرت في كتابها عن مشاعر وخيبات الجيل الشاب." ينشط هؤلاء الكتاب على شبكة الانترنت ولم يصلوا بعد الى الجمهور العام. لكن يمكننا ان نرى بوضوح انهم معنيون بالشأن الاجتماعي ويؤمنون بامكانية التغيير الاجتماعي".
جوث هو استاذ الادب العربي المعاصر في جامعة اوسلو، وذهب الى القاهرة لمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب من اجل الاطلاع على احدث ما ينشر من كتب.
قرأ في غرفته في الفندق رواية "عزازيل" ليوسف زيدان. كانت هذه الرواية من بين اكثر الكتب العربية مبيعا. كما نالت جائزة بوكر العربية لعام 2009. تدور احداث رواية عزازيل في الاسكندرية في القرن الخامس بطلها راهب مسيحي كان يعاني من ازمة شخصية، ادت الى وقوعه في نزاع مع الارثوذكسية الدينية في ذلك الوقت.
انغمس جوث في الرواية فيما كانت حشود المتظاهرين في ميدان التحرير تحلم سويا. ما الرابط بين هذه الراوية وما يجري خارج الفندق في الشارع؟ تساءل جوث. " ينظر غالبا الى الاعمال الادبية على انها اداة حساسة ترصد ما يجري، مثل جهاز رصد يتنبأ بحصول الاضطرابات الاجتماعية في المستقبل." لكن هل كانت هذه حال الادب المصري في الاعوام الاخيرة الماضية؟.
فكر جوث برواية مصرية اخرى اثارت ايضا الكثير من الضجة في الآونة الاخيرة. وهي رواية "عمارة يعقوبيان" من تأليف علاء الأسواني، والتي تشبه المسلسلات اليومية وتدور احداثها في مجمع سكني في وسط القاهرة، حيث كل المحرمات المصرية من الفساد الى الكبت الجنسي والتطرف سجلت الرواية رقما قياسيا في المبيعات وتحولت لاحقا إلى فيلم قام ببطولته الممثل عادل إمام.
يرى جوث انه من الممكن في رواية عمارة يعقوبيان ملاحظة اشارات واضحة الى الثورة القادمة. الرواية تتعلق بافراد لديهم رغبات انسانية مشروعة، مثل الحب والكرامة وامكانية تسلق السلم الاجتماعي، لكنهم لا يستطيعون تحقيقها بسبب النظام غير الانساني الذي يعيشون في ظله. احد شخصيات الرواية هو ابن البواب الذي ليس بمقدوره متابعة تحصيله العلمي بسبب مدخول والده المتدني. هذا الوضع يدفعه في نهاية المطاف ليصبح إسلاميا متطرفا، ويفقد انسانيته خلال صراعه ضد النظام الغير انساني. لكن استطاع بعضهم الحفاظ على انسانيته، الحب النقي والاحترام المتبادل بين الشابة بثينة ورجل كبير في السن يرمز الى الطريق للخلاص من الازمة، كما يقول جوث. الكتاب يظهر ان الانسانية يمكن الوصول اليها عن طريق الاستماع الى قلبك وكسر معايير النظام المفروضة.
احداث رواية عزازيل لا تدور في الزمن المعاصر في مصر ومع ذلك يحمل الكتاب حسب جوث نفس الرسالة المتمردة. الشخصية الرئيسية الراهب هيبا يتحرر من طريقة التفكير الارثوذكسية اللانسانية وذلك عن طريق الاستماع الى صوته الداخلي. "الرسالة في الكتابين هي ان الانسانية شيء يمكن تحقيقه عن طريق قطيعة جذرية مع النظام السائد".
المستعربة الهولندية والمترجمة تشيوكه بوبينجا تتفق مع افكار جوث بشكل عام، لكنها تعتقد انه قد غفل عن تطور مهم. وتقول ان الكتاب المصريين المعاصرين من الجيل الاول مثل نجيب محفوظ كانوا معنيين بالشأن الاجتماعي. واعتقدوا انه بالمستطاع تحسين المجتمع. لكن الجيل التالي من الكتاب، الذين نشأوا في ظل حكم انورالسادات وحسني مبارك، فقدوا المثل الاجتماعية العليا وركزوا على شؤون الفرد في المجتمع. وينتمي الأسواني وزيدان الى هذا الجيل، والحلول التي قدماها كانت حلولا فردية. كما ان الشخصيات في رواياتهما لا تبدو مؤمنة بالتمرد ضد النظام.
تعتقد بوبينجا انه يوجد جيل جديد من الكتاب يمثل بشكل اكبر ما يحدث في مصر في الوقت الراهن. الكاتبة الشابة غادة عبد العال على سبيل المثال، التي انتقدت في كتابها "عايزة اتجوز" ثقافة الزواج المصرية. كذلك عبير سليمان في " يوميات عانس" التي عبرت في كتابها عن مشاعر وخيبات الجيل الشاب." ينشط هؤلاء الكتاب على شبكة الانترنت ولم يصلوا بعد الى الجمهور العام. لكن يمكننا ان نرى بوضوح انهم معنيون بالشأن الاجتماعي ويؤمنون بامكانية التغيير الاجتماعي".


الصفحات
سياسة








