تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


الأميركيون لا يحبون الحقيقة ..وثائقي عن مراهق من أصول عربية مايزال معتقلا في غوانتامو




أمستردام - ميشيل هوبينك - عرض مؤخراً ضمن مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية، شريط "أنت لا تحب الحقيقة" اعتمد الفيلم الوثائقي على مقاطع مصورة بالفيديو من جلسات استجواب متهم لم يبلغ الرشد بعد في سجن غوانتنامو


محاكمة عمر خضر بريشة رسام
محاكمة عمر خضر بريشة رسام
يسلط الفيلم الضوء على جانب من الممارسات المثيرة للجدل في السجن الأمريكي الرهيب، وكذلك على الجوانب المبهمة المتعلقة بالمعتقلات الأمريكية السرية.

"أنا أخبرك بالحقيقة. لكنك لا تحب الحقيقة. أنت تريد أن تسمع فقط ما تريد أن تسمعه!" يقول المتهم عمر خضر البالغ من العمر ستة عشر عاماً للمحقق الأمريكي.

طوال أربعة أيام كان يتم استجواب عمر، الكندي المصري، ببدلة السجن البرتقالية من قبل اثنين من عناصر الأمن السري الكندي . في البداية كان عمر سعيداً بمجيء اثنين من أبناء البلد، متوقعاً أنهما جاءا لمساعدته. ولكن عندما اكتشف في اليوم الثاني أنهم لا يقفون إلى جانبه، انهار وبدأ بالبكاء لعدة دقائق مخاطباً أمه البعيدة: "لا أحد يهتم بي!" حالة العجز التي يعبر عنها المراهق الذي تورط في قضية خطيرة ومعقدة يظهرها الفيلم بأسلوب شديد التأثير.

قبل عامين أتاح حكم صادر عن المحكمة الكندية العليا لمحامي عمر إمكانية الإطلاع على مشاهد فيديو الاستجواب. اثر ذلك أصبح عمر موضوعاً متكرراً في وسائل الإعلام. كانت تلك هي مشاهد الفيديو الوحيدة من معتقل غوانتنامو التي أتيح للجمهور الاطلاع عليها. الفيلم الوثائفي الذي عرض مؤخراً في مهرجان أمستردام (إدفا) يحكي القصة التي تشكل خلفية تلك المشاهد من خلال الحديث مع عدد من الأشخاص الذين لهم علاقة بالأحداث: محامي عمر، ووالدته، وعدد من المعتقلين السابقين.

عاش ععر خضر طفولة غير عادية. والده كان مهندساً يحمل الجنستين الكندية والمصرية، وكان يعمل مع منظمة تنموية في أفغانستان، وهناك كانت لديه علاقات مريبة مع قياديين في تنظيم القاعدة. نشأ عمر بين كندا وباكستان وأفغانستان.

عام 2002، وكان في الخامسة عشرة من العمر، وجد عمر نفسه مترجماً مع مجموعة من المقاتلين الأفغان وهم يتعرضون لهجوم أمريكي. كان عمر هو الناجي الوحيد من الهجوم، وقد انتشله الجنود الأمريكان، مصاباً بجروح شديدة، من بين الأنقاض، ليسوقوه إلى معتقل باغرام الأمريكي في أفغانستان. هناك اعترف تحت التعذيب، أنه قبيل انتشاله من قبل الأمريكان، قد قتل جندياً أمريكياً، برمانة يدوية.

الاستجواب الذي قام به محققون كنديون، حصل بعد سنة من الاعتقال. في اليوم الأول للتحقيق كان عمر يكرر ما قاله في معتقل باغرام. وأضاف أن والده صديق لأسامة بن لادن، وأنه هو نفسه قد التقى بزعيم القاعدة عام 1997. لكنه في اليوم التالي غير اتجاه حديثه تماماً: "كل ما قلته في باغرام، وما قلته لكم يوم أمس ليس صحيحاً. لقد قلته فقط لأني كنت خائفاً من أن أتعرض مرة أخرى للتعذيب."

كان رد فعل المحققين يوحي بشيء من الانفعال وخيبة الأمل: "لقد بدأت بداية جيدة. وها أنت تتراجع!" لكن عمر يظل مصراً: لم يلتق اسامة بن لادن أبداً، ولم يقتل جندياً أمريكياً. منذ تلك اللحظة يتغير سلوك المحققين، بدت تصرفاتهم كأنهم وكلاء شركة مبيعات، يريدون أن ينجحوا في تسويق ما يريدون تسويقه بأي طريقة. يغضبون قليلاً، ثم يطلبون منه بلهجة يائسة أن يعترف. "هل أعود بهذه القصة؟" يقول أحدهم لعمر شاكياً أحدهم ""سيسخرون مني ويقولون إن هذا الشاب لا يتعاون، إنه يلعب على عقلك. إنه يضيع وقتك ويواصل الكذب عليك.

في عام 2010 قررت المحكمة العليا الكندية أن التحقيقات مع عمر خضر غير قانونية. مع ذلك لم تتخذ الحكومة الكندية أي خطوة لمساعدة عمر، حسبما يقول محاميه في الفيلم الوثائقي.

لا يزال عمر حتى الآن في معتقل غوانتانامو. في شهر أكتوبر 2010 اعترف عمر أخيراً بكل التهم التي وجهتها له السلطات الأمريكية. جاء اعترافه ضمن "صفقة" كتلك المعتادة في النظام القضائي الأمريكي، حيث تتم مساومة المتهم على أن يعترف بالتهم الموجهة إليه، مقابل وقف التحقيقات والحصول على عقوبة مخففة. بهذه الصفقة تخلص عمر، الذي بلغ الآن الثالثة والعشرين من العمر، من العقوبة الأصلية التي كان يمكن أن تفرض عليه، وهي السجن أربعين عاماً، ومن المتوقع الآن أن يقضي بضع سنوات أخرى فقط في السجن

ميشيل هوبينك - إذاعة هولندا العالمية
الثلاثاء 7 ديسمبر 2010