تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


الإكوادور تسعى للحصول على المساعدة الدولية لحماية التنوع البيئي




كويتو - راميرو كاريللو – يسعى المسئولون في حكومة الإكوادور للحصول على التأييد الدولي لاقتراح تقدموا به إلى الأمم المتحدة يقضي بامتناع الإكوادور عن استخراج ملايين من براميل البترول في منطقة ذات حساسية بيئية وذلك مقابل الحصول على معونة مالية. ويقول المسئولون إن الإقتراح الذي طرحه الرئيس الإكوادوري رافاييل كوريا يعد بمثابة وسيلة للإسهام إلى حد كبير في عملية وقف التغير المناخي.


الإكوادور تسعى للحصول على المساعدة الدولية لحماية التنوع البيئي
ويقدر حجم البترول في هذا المشروع بنحو 846 مليون برميل، ويؤدي الإمتناع عن استخراجه إلى تجنب انبعاث 407 ملايين طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون داخل الغلاف الجوي لكوكب الأرض، وتكمن الفكرة وراء المشروع الذي يعرف بإسم " ياسوني أى تي تي " في أن تحصل الإكوادور على تمويل دولي خاصة من الدول الصناعية مقابل عدم استخراج النفط الذي تقدر قيمته بنحو 6 ر7 مليار دولار.

وقد اكتسب الإقتراح الذي طرح على الأمم المتحدة منذ ثلاثة أعوام أهمية متزايدة لأن البترول يقع تحت تربة متنزه ياسوني بالأمازون الذي يتمتع بأحد أعلى معدلات التنوع الحيوي والطبيعي في العالم، كما أنه منطقة معيشة عدة تجمعات سكانية تعيش في عزلة اختيارية.

وقال كارلوس فيلاستجوي منسق المشروع لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب. أ ) إن الإقتراح يستخدم منهاجا متكاملا ويخدم السكان الأصليين بالمنطقة ويجمع بين ثلاثة أهداف في نفس الوقت، فهو يحد من انبعاث الغازات الضارة بالبيئة ويحمي التنوع الحيوي البيئي ويخفف من حدة الفقر في الإكوادور. وأوضح فيلاستجوي أن هذه الأداة الجديدة لمواجهة التغير المناخي تعد
" نظاما عمليا وقابلا للتطبيق " يمكن للإكوادور من خلالها أن " توفي بالتزامها بعدم الاستغلال المرتبط بعناصر أخرى جوهرية للتغير المناخي ".

وتم تخصيص صندوق مالي خاص في الأمم المتحدة لتلقي المنح لصالح مشروع " ياسوني آي تي تي " وبلغت حتى الآن 50 مليون دولار ما بين ودائع وتعهدات، وسيتم استخدام هذه الأموال للاستثمار في برامج للحفاظ على البيئة في المنطقة. وقال أدريانا بيربانو مدير جمعية حماية الحياة البرية إن هذا الإقتراح يعد اختيارا واقعيا من أجل حماية الغابات.
وأعرب بيربانو عن اعتقاده بأن الحفاظ على متنزه ياسوني ينبغي أن يرتبط بتحسين نوعية الحياة لسكانه مع الحفاظ المتعقل على موارده الطبيعية.

وأضاف بيربانو إنه من خلال هذه الوسيلة يمكن استثمار عناصر أخرى مثل البحث العلمي والسياحة والإشراف البيئي على أراضي المنطقة.
ومع ذلك واجه اقتراح " ياسوني آي تي تي " مجموعة من العراقيل من جانب المستثمرين الواعدين المرتبطين بحكومة الإكوادور.
وفي زيارة تم تنظيمها مؤخرا لجمع المعلومات حول مشروع ياسوني تساءل لوثار بينديج النائب البرلماني الألماني عن الحزب الإشتراكي الديموقراطي قائلا : " لماذا يجب علينا أن نساعد دولة بها حرية صحافة محدودة ولها علاقات بنظم شمولية ؟ ".

وقال فولكمار كلاين المتحدث بإسم مجلس النواب الألماني وهو من الحزب المسيحي الديموقراطي إن المجموعة التي قامت بزيارة الإكوادور تلقت معلومات بشأن المشكلات المتعلقة بحرية الصحافة في الإكوادور، وأيضا بشأن قضايا خاصة بالنظام القضائي والتي " تقوض القدرة على تنفيذ البرامج بالشكل الذي تم التعهد به ".

وهذه الأنواع من الشكوك ينبغي تقييمها في نهاية العام حتى تستطيع الإكوادور إما أن تصدق على الإقتراح أو أن تمضي قدما فيما يسمى الخطة " بي " التي تبدأ بمقتضاها في استخراج النفط الخام من حقول تقع في حقول إيشبنجو وتامبوكوشا وتيبوتيني والتي أطلق على المشروع الحروف الأولى منها ( آي تي تي )، وهي تقع على مساحة 982 ألف هكتار وتشكل مساحة متنزه ياسوني الوطني، وأكد فيلاستجوي أنه على الرغم من العراقيل فإن الحفاظ على متنزه ياسوني مهمة " تقع على عاتق كل فرد ".

وقال إن حكومة الإكوادور أعادت إطلاق المشروع وهي تركز الآن جهودها على قطاع الأعمال وعلى الشركات الكبرى عابرة القوميات وعلى دافعي الضرائب من مواطني الإكوادور الذين يمكن أن يساهموا بمبالغ مالية صغيرة تصل إلى دولار واحد عن طريق حسابات على شبكة الإنترنت.

ويستحق المشروع أن يجد مساندة من أبناء الإكوادور، فهم على علم بالثروة الطبيعية الهائلة التي تكمن في متنزه ياسوني كما أنهم على وعي بالمعلومات الخاصة بالحياة النباتية والحيوانية التي تذخر بها المنطقة، ويوجد داخل هكتار واحد بمنطقة ياسوني 655 نوعا من الشجيرات والأشجار أي أكثر من العدد الإجمالي من أنواع الأشجار التي تنمو بشكل أصلي في الولايات المتحدة وكندا مجتمعين.

كما أن عدد الحشرات بالمتنزه الوطني يقدر بنحو مئة ألف نوع بكل فدان ويعد أكبر عدد من هذه الكائنات الحية على كوكب الأرض، كما أن متنزه ياسوني هو مأوى لنحو 593 نوعا من أنواع الطيور، وكل هذه العناصر مجتمعة تجعل من منطقة ياسوني إحدى المواقع التي تحفل بأكبر قدر من التنوع البيئي في العالم.
وكان وزير الشئون الخارجية الإكوادوري ريكاردو باتينو ومديرة المشروع إيفون باكي قد قاما بجولة في أوروبا للترويج لمشروع " ياسوني آي تي تي"، ويكاد الوقت ينفد حيث أن القرار بالمضي قدما في تنفيذ عملية استخراج البترول من المقرر أن يصدر في نهاية لعام الحالي.

راميرو كاريللو
الاحد 4 ديسمبر 2011