نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


البانوراما السياسية الألمانية في مرحلة ما بعد ميركل






برلين - أندرو ماك كيثي – يعتبر 2019 عاما حاسما بالنسبة للسياسة الألمانية، مع احتمالات حدوث اضطرابات، في ظل أربع استحقاقات انتخابية محلية، فضلا عن انتخابات البرلمان الأوروبي، لتحدد هذه البانوراما المعقدة ملامح المشهد السياسي في البلد الأوروبي خلال مرحلة ما بعد المستشارة أنجيلا ميركل. وبطبيعة الحال سوف تضع الاستحقاقات الانتخابية خليفة ميركل بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، انجريت كرامب كارينباور في اختبار عسير.

في هذا السياق أكد المحلل السياسي بجامعة برلين الحرة تروستن فاس، في تصريحات لـوكالة الأنباء الألمانية(د.ب. أ) "سوف يكون عاما مليئا بالإثارة والتشويق"، مضيفا "يتوقف الأمر كثيرا على قدرة التحالف الحكومي الذي تتزعمه ميركل على التوصل إلى صيغة عمل بناء مع مراعاة الانتخابات الأوروبية، والاستحقاقات المحلية الثلاثة الأخرى، والتي ستؤثر نتائجها بالتأكيد على الوضع".


 
يذكر أنه في تشرين أول/ أكتوبر الماضي، تعهدت ميركل بالبقاء في السلطة حتى انتخابات 2021 للسماح بنقل السلطة بشكل منظم بعد إعلان استقالتها كرئيسة للحزب. وبعد ضمان حصولها على المنصب، وسط منافسة قوية في كانون أول/ ديسمبر الماضي، قطعت كرامب كارنباور /56 عاما/، خطوة كبيرة لخلافة ميركل وترأس حملة الحزب في الانتخابات القادمة، المرتقبة في 2021.

ومن ثم يوضح مانفريد جيلنر مدير معهد فورسا الديموغرافي أنه خلال فترة وجيزة، نجحت كرامب كارنباور في تحقيق معدل قبول مماثل لما حصلت عليه المستشارة ميركل"، مشيرا إلى أنه في أي اقتراع مباشر على منصب المستشارية، ستتفوق كرامب كارنباور بأغلبية كبيرة على أي منافس لها من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط).
ومع ذلك، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أن حزب البديل الألماني اليميني المتطرف قد يحقق تقدما كبيرا في الاستحقاقات الانتخابية العديدة المرتقبة هذا العام. وربما يصبح الحزب الأكثر حصولا على الأصوات في اثنين من البرلمانات الإقليمية: براندلبرج وسكسونيا، في تحول صادم للبانوراما السياسية للبلاد.
يقول يورج اوربان، زعيم حزب البديل الألماني في سكسونيا، الإقليم الذي سوف تجرى انتخاباته المحلية في أيلول/ سبتمبر المقبل "أنا متفائل. نبدأ العام الجديد بروح إيجابية للغاية".

من جانبه يؤكد فاس أن تحقيق البديل الألماني نتائج جيدة في الانتخابات، قد يدفع ميركل إلى منح كرامب كارنباور المزيد من الصلاحيات، تمهيدا لتوليها قيادة الحزب الديمقراطي المسيحي لتعزيز مكانة واستمرارية الحزب الممثل لتيار الوسط في المشهد السياسي الألماني. ونظرا لأنه مع احتمالية تحقيق البديل الألماني لنتائج إيجابية، تتزايد إمكانية تحول مواقف اليمينيين في حزب ميركل والميل لترشيح بديل لها أكثر تحفظا، ويبرز من بين هؤلاء فريدريش ميرتس، الذي تغلبت عليه كرامب كارنباور بفارق ضئيل في الاقتراع الذي أجري على خلافة ميركل في قيادة الحزب. ومع ذلك ، فربما لا يتوقف مصير ميركل على المواءمات الداخلية بل على الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

يشار إلى أنه، قبل أقل من عام، وافق الحزب الاشتراكي الديمقراطي، على مضض، على تشكيل ائتلاف جديد بقيادة ميركل، الائتلاف الكبير الثالث، بعد تعرضه لهزيمة مهينة في الانتخابات العامة في أيلول/ سبتمبر 2017. ولكن بدلاً من التجديد السياسي الذي وعد به زعيم الحزب الجديد، أندرياس نالز، يبدو أن الحزب قد ضعفت مكانته أكثر. وكشفت نتائج استطلاع رأي أجراه معهد فورسا ونشرت مؤخرا، تراجع تأييد الناخبين للاشتراكيين الديمقراطيين على مستوى البلاد ليصل إلى 15%، مقابل 5ر20% في انتخابات 2017.
تزيد هذه المؤشرات من مخاطر إقدام أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي على الانسحاب من التحالف مع كتلة ميركل، عند انعقاد المؤتمر العام الاستثنائي للحزب، لتقييم حالة التحالف والمقرر له نهاية العام الجاري. ولهذا فإن انهيار التحالف المكون من الحزب الديمقراطي المسيحي و الحزب الاشتراكي الديمقراطي، من شأنه أن يضع كلمة النهاية لعصر ميركل، مع التعجيل بإجراء انتخابات مبكرة.

فيما يتعلق باحتمالات انتخابات الحزب الاشتراكي الديمقراطي المقررة في 2019، يوضح المحلل السياسي دريسدي هانز فورلايندر أنها ليست واعدة بشكل خاص، أخذا في الاعتبار أن الحزب لا يملك سوى 8% من الدعم في الولايات الشرقية حيث ستجرى الانتخابات، مقابل 25% لصالح البديل الألماني في نفس المنطقة.

أندرو ماك كيثي
الاربعاء 23 يناير 2019