نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


الحلم الأوروبي يترنح ....مشاريع منطقة اليورو معرضة للشلل في ظل صراع هويات وأزمة قيادة




بروكسل - ياسين لوفوريستييه -- تواجه اوروبا مع الاضطرابات التي تشهدها منطقة اليورو ازمة هوية تزيدها استفحالا عودة النزعات القومية وشلل المشاريع الاصلاحية والغياب شبه التام للمؤسسات الجديدة في الاتحاد الاوروبي.


انغيلا ميركل ....ألمانيا مغلقة على أنانياتها
انغيلا ميركل ....ألمانيا مغلقة على أنانياتها
ويتساءل النائب الاوروبي فيليب جوفين العضو في الهيئة المركزية لحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "اين هو رئيس المجلس الاوروبي؟ ماذا يفعل رئيس المفوضية؟ هل من +طيار+ اوروبي في الازمة اليونانية؟ ام انهم يتوقعون انهيار اليورو؟".

ولكن بعيدا عن الازمة اليونانية فان منطقة اليورو باكملها تترنح ومعها ايضا يترنح المشروع الاوروبي الذي سطع نجمه طوال العقدين الماضيين.
فأحدا لم يعد يريد المجازفة بعد احتضار اصلاح مؤسسات الاتحاد الاوروبي خلال العقد الفائت، والقارة العجوز بات تطرح تساؤلات عن مستقبلها بعدما توسع اتحادها شرقا بصورة لم تتم السيطرة عليها كما ينبغي وبالتالي فان الاتحاد بات يخشى تراجع موقعه على الساح الدولية.

وفي هذا السياق اكد بيار لولوش وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية الاسبوع الماضي انه "مع العولمة فان السؤال هو: ماذا يبقى من النموذج الاوروبي؟ ماذا يبقى من مكانة اوروبا على صعيد اتخاذ القرار في العالم؟ من هذا المنطلق انا قلق جدا".

وباتت اسئلة كبرى تطرح اليوم كانت حتى وقت قصير للغاية تعتبر مجرد اضغاث احلام او على الاقل محرمات، ومنها: هل يمكن للوحدة النقدية ان تنهار؟ هل يجدر بمنطقة اليورو ان تطرد بلدا ما من عضويتها للحفاظ على مصداقيتها؟.

وعلى ما يبدو فان الاضطرابات المالية التي تهز منطقة اليورو ادت الى تقويض الثقة بالاتحاد الاوروبي واعادت الاعتبار لاصحاب التنبؤات التشاؤمية الذين ما فتئوا منذ ما قبل قيام الاتحاد الاوروبي يؤكدون ان هذا المشروع الطموح مآله الفشل لا محالة.

ويقول النائب الاوروبي الالماني سفين غيغولد ان التباطؤ الذي اظهره الاتحاد الاوروبي في وضع خطة سريعة لانقاذ اليونان "يعرض مستقبل اليورو للخطر"، في حين يؤكد رئيس حزبه في البرلمان دانيال كوهن-بنديت ان ادارة ملف الازمة اليونانية كانت "كارثية".

وفي هذا الاطار فان اصابع الاتهام توجه بالدرجة الى المانيا التي ابدت منذ اندلعت الازمة ترددا في مد يد العون الى اليونان. ويعود هذا التردد الى الساسة الالمان الجدد المنتمين بغالبيتهم الى جيل ما بعد الحرب والذين لا يترددون في وضع مصالحهم الوطنية قبل مصالح الاتحاد الاوروبي.

ويقول باتريك جوفين ان "المانيا تنطوي على نفسها وعلى انانياتها الوطنية"، في حين يعتبر خبير في المفوضية الاوروبية طلب عدم الكشف عن اسمه ان "عدم وجود قيادة في المانيا ادى الى ضرر كبير في المؤسسات الاوروبية".

واذا كانت الحكومات الاوروبية هي الملام الاول في المماطلة التي اعترت معالجة الازمة اليونانية، فان المؤسسات الجديدة في الاتحاد الاوروبي التي انبثقت عن معاهدة لشبونة كان من المفترض ان تجعل اوروبا في آن معا اكثر فعالية واكثر قدرة على اسماع صوتها بفضل منصبي رئيس الاتحاد و"وزير" خارجيته اللذين استحدثتهما المعاهدة.

واذا كان رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي يجهد في محاولة الابقاء على الحد الادنى من التجانس عبر الدعوة الى قمم لقادة دول الاتحاد، فان التجاذبات الحقيقية تجري في مكان آخر. اما محاولاته المتواصلة لعدم لفت الانظار الى منصبه فتجعل صوته غير مسموع تقريبا لدى الرأي العام.

بالمقابل فان رئيس المفوضية الاوروبية جازف بعد الشيء بممارسته ضغوطا على المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، ولكن مفوضيته تبدو وكانها تحاول عبثا اللحاق بركب الاحداث. ففي الاتحاد الاوروبي تبدو عقارب الساعة وكأنها قد عادت الى زمن تولي الحكومات الوطنية زمام الامور وتبدو العواصم الاوروبية وكأنها قد سحبت البساط من تحت قدمي بروكسل المكلفة الدفاع عن المصلحة الاوروبية المشتركة.

وفي هذا السياق كتبت مجلة "يوروبيان فويس" (الصوت الاوروبي) المتخصصة في الشؤون الاوروبية والصادرة في بروكسل الخميس ان "منطقة اليورو تفتقر الى القيادة في وقت هي في امس الحاجة اليها"، منتقدة ما وصفته ب"فراغ الحكم" ومعتبرة ان ما يجري هو "فشل جماعي".

ياسين لوفوريستييه
الخميس 29 أبريل 2010