تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


الدراجة باتت الوسيلة المفضلة للذهاب إلى العمل بأوروبا





برلين - كلاوديوس ليودر - ثمة أسباب كثيرة تدعو لاستخدام الدراجة للذهاب إلى العمل من بينها الإضرابات العمالية التي تشهدها خطوط السكك الحديدية وتأخر الحافلات العامة عن مواعيدها والتكدس المروري الذي تعاني منه شوارع المدن


وبات عدد متزايد من مستخدمي السيارات ووسائل النقل العامة في أوروبا يشعرون بالضيق والتعب من جراء الانتظار في المحطات لحين وصول الحافلات العامة أو مترو الأنفاق، أو بسبب التقدم ببطء كالسلحفاة بسياراتهم الخاصة وسط الازدحام المروري في الشوارع أو بحثا لفترات طويلة عن ساحة لانتظار السيارات بوسط المدينة دون جدوى.

ويمكن ملاحظة نمو الاتجاه لاستخدام الدراجة للذهاب إلى العمل وليس لمجرد الترويح في كل من فرنسا وبريطانيا، ومع ذلك تعد ألمانيا نموذجا تقليديا لتحول سكان المدن إلى استخدام طاقة بدال الدراجة.

وأشارت دراسة أعدها باحثون في معهد النقل الألماني إلى أن نحو مليوني شخص ألماني يستخدمون الدراجة بانتظام للانتقال يوميا إلى مكان أعمالهم ثم العودة إلى منازلهم وذلك وفقا لأحدث إحصائية في هذا الشأن أجريت عام 2008، وتقول منسقة مشروع الدراسة كاتيا كوهلر إن هذا الرقم يمثل زيادة نسبتها 4 ر1 في المئة مقارنة بعام 2001.

وأكد نادي الدراجات الرئيسي في ألمانيا " أيه دي إف سي " هذا الاتجاه، ويوضح خبير المرور فيلهلم هورمان إن مستخدمي وسائل النقل للوصول إلى أعمالهم بشكل يومي أصبحوا على وعي بشكل متزايد بأن استخدام الدراجة يمكن أن يكون جذابا للغاية من الناحية المالية، ويقول هورمان إنه يمكن لأصحاب السيارات استرداد قيمة ما دفعوه في شراء دراجة بسرعة عن طريق توفير ما يدفعوه ثمنا للوقود، مشيرا إلى أن الكثير من العاملين يتحولون إلى ركوب الدراجات إذا كانت المسافات التي يقطعونها إلى أعمالهم لا تزيد على سبعة كيلومترات.

وطريقة الحساب هذه لها وجاهتها، فأي شخص يستخدم السيارة ليقطع رحلة مسافتها عشرة كيلومترات في المتوسط ليصل إلى مكان عمله والعودة كل يوم سينفق نحو 600 يورو على الوقود سنويا، ويوضح نوربرت ساندين مدير نادي الدراجات بولاية هيسه أن هذا المبلغ هو ما يتعين على الشخص دفعه في فرانكفورت شهريا مقابل استخدام الحافلة العامة أو مترو الأنفاق للانتقال اليومي للعمل والعودة، بينما يمكن بنفس المبلغ شراء دراجة جيدة.

ويتولى ساندين الإشراف على مشروع " الدراجة والعمل " منذ عام 2002، وجاء هذا المشروع في إطار خطة قومية لتشجيع الانتقال بالدراجات لمنطقة الراين ماين بكاملها، وكان الهدف هو إقناع المزيد من العاملين بالتحول إلى ركوب الدراجات، ويقول ساندين إنه تم الاتصال بالشركات مباشرة لإقناع المسئولين فيها بعدم إهمال الدراجات عند دراسة ادرأه عملية التنقل.

وتتمثل الفكرة في إقناع الموظفين بترك سياراتهم أمام منازلهم، وبالنسبة للعاملين الذين يحتاجون إلى قطع مسافات أطول يتم تقديم نصائح لهم حول أفضل الطرق للجمع بين ركوب الدراجة واستخدام وسائل النقل العامة، ووصل عدد الشركات وإدارات مجالس المدن التي شاركت في مشروع " الدراجة والعمل "حتى الآن إلى 18 وبمشاركة 40 ألف موظف.

وتعد شركة أريكسون تليكموينيكيشن بفرانكفورت إحدى الشركات الداعمة للمشروع، وتقول دوريس شبوهر المسئولة بالشركة إن نحو 500 من العاملين بالشركة يشاركون بفاعلية في المشروع، وتضيف إن الشركة انضمت إلى المشروع عام 2009 ومنذ ذلك الحين قامت ببناء مظلات وساحات انتظار للدراجات وتسهيلات للحصول على حمام سريع للأشخاص الذين يتفصدون عرقا خلال رحلتهم بالدراجات للوصول إلى العمل.

وتعرب شبوهر عن اعتقادها بأنه في حالة تحسين الحوافز سيزداد عدد المشاركين في المشروع من العاملين بالشركة، ومن ناحية أخرى تدرس دانييلا هينكل التي تعمل لدى وكالة السفر " دي إي آر " ومقرها فراكفورت عددا من الإجراءات لتشجيع التوجه إلى العمل بالدراجات، وتوضح أنه يستخدم الدراجة في الانتقال إلى العمل بانتظام مئة شخص فقط من بين العاملين بالوكالة الذين يبلغ عددهم 1200، وتشير من ناحية أخرى إلى أن ما نسبته 40 في المئة من طاقم العاملين بالوكالة يعيشون في منطقة تبعد بمسافة عشرة كيلومترات عن مكان عملهم.

وتدرس وكالة " دي إي آر " للسفر حاليا إمكانية تقديم فحوصات فنية مجانية للدراجات أو بيع قطع الغيار اللازمة لها بطرق ميسرة كحوافز لتشجيع العاملين على التحول إلى استخدام الدراجة في تنقلاتهم اليومية، وتقول هينكل إنه سيكون أمر مثالي لو قام المديرون بركوب دراجاتهم في طريقهم للعمل ليكونوا بذلك قدوة للعاملين.

وأكثر الحجج التي تقال قوة لإقناع العاملين باستخدام الدراجات بدلا من السيارة أو الحافلة العامة هي الفوائد الصحية التي ثبت صحتها، غير أن العامل المالي يلعب دورا أكثر أهمية مما كان معتقدا.

وقد أثبت البروفسور إنجو فروبوسي بأكاديمية الرياضة بمدينة كولونيا عن طريق الاختبارات التي أجراها الفوائد الصحية لركوب الدراجات، ويوضح أن هذه الممارسة يمكن أيضا أن تحمي الجسم من كثير من الأمراض الشائعة، مشيرا إلى أن آلام الظهر على سبيل المثال تحدث غالبا بسبب عدم ممارسة التمرينات الرياضية بشكل كاف وهو أمر ضار بالنسبة للفقرات القطنية ويمكن أن يؤدي إلى قصور في الأداء، ويضيف إن ركوب الدراجات يقوي جميع عضلات الظهر ويسهم في استقرار فقرات العمود الفقري، كما يعد طريقة ممتازة لتعويض المرء عن العمل في وظيفة مكتبية تتطلب الجلوس كثيرا.

ويمكن أن تستفيد الدورة الدموية للإنسان من ركوب الدراجة حتى لمسافة قصيرة، ويقول البروفسور إنجو أن ركوب الدراجة يمكن حقيقة أن يحسن من نظام الدورة الدموية بكامله ويمكنه من العمل بشكل أكثر كفاءة، كما أن راكبي الدراجات لديهم مشكلات أقل بالنسبة لضغط الدم.

وتحرص عدة شركات على تلبية احتياجات راكبي الدراجات غير أنه لا يزال مطلوبا تنفيذ كثير من أعمال البنية التحتية وفقا لما يراه المسئولون بنادي الدراجات، وفي هذا الصدد يقول هيرمان إن الشمال الألماني بشكل عام تخدمه شبكة من طرق الدراجات بشكل أفضل من جنوب البلاد.

ولا تناسب الكثير من طرق الدراجات المتقاطعة في البلدات والمدن مرور الدراجات السريعة مثل تلك النوعية المدعمة بمحرك كهربائي والتي صارت تلقى رواجا متزايدا، وأشار خبراء صناعة الدراجات في ألمانيا إلى حدوث نمو في مبيعات هذه النوعية من الدراجات بنسبة 33 في المئة عام 2010.

ويعرب شتيفان شراير من اتحاد صناعة الدراجات بألمانيا عن اعتقاده بأن العاملين سيتحولون بأعداد كبيرة إلى استخدام الدراجات ذات المحرك الكهربائي في الانتقال إلى أعمالهم حيث أنها صممت لتريح الراكب عند استخدام البدال، ويؤكد شراير أن الدراجة الكهربائية تعد مثالية بالنسبة للعاملين الذين يريدون الدخول إلى مكاتبهم بسرعة بدون أن يتفصدوا عرقا

كلاوديوس ليودر
الاحد 24 أبريل 2011