تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


الدراما التركية تأسر قلوب سكان غزة تزامنا مع تأييد أنقرة السياسي




غزة - عماد الدريملي - تستحوذ مسلسلات الدراما التركية على شغف واهتمام كبيرين من سكان قطاع غزة الذين يجدون فيها متنفسا من واقع الحصار والعنف من جهة وتأييدا لمواقفهم من جهة أخرى.


مشهد من مسلسل نور و مهند التركي
مشهد من مسلسل نور و مهند التركي
وتحظى المسلسلات التركية التي تعرض على مختلف الفضائيات العربية بمتابعة واسعة من سكان القطاع الساحلي الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ويعرف على أنه محافظ.
ويتزامن الإقبال على الدراما التركية مع تصاعد إعجاب سكان غزة والفلسطينيين عامة بما تبديه تركيا من مواقف سياسية تناصر قضيتهم خاصة ما يتعلق بالحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أربعة أعوام.
وبالنسبة للشابة أميرة أحمد وهي طالبة جامعية فإن مسلسلات الدراما التركية هي المفضلة لديها على شاشات التلفزيون خاصة تلك المدبلجة باللهجة السورية.

وتقول أميرة إنها تتابع مسلسلين للدراما التركية على الأقل بشكل دائم، وهي تعزو هذا الولع لديها بتشابه الأفكار التي تعالجها الدراما التركية مع الواقع العربي والإسلامي مع تميزها بمعالجة درامية وفنية تتقارب مع المستويات الغربية.

أما الشاب محمد حمدونة فإنه يجد في المسلسلات التركية فرصة للتنفيس عن نفسه من واقع الحصار والعنف الذي يعانيه قطاع غزة منذ سنوات طويلة.
ويشير حمدونة إلى أنه يفضل الدراما التركية عن غيرها لتميزها بقصصها الواقعية التي تعالج قضايا اجتماعية مختلفة إلى جانب تميز القصص الرومانسية فيها.
ودفع ولع الشابة دعاء القاضي وهي طالبة جامعية في بداية العشرينيات من عمرها، إلى تقليد نجمات المسلسلات التركية من خلال محاكاة أشكالهن الخارجية خاصة طريقة تصفيف الشعر ومستحضرات التجميل.
وتذهب دعاء حد رسم صورة لفارس أحلامها تريد أن تتقارب مع أبطال مسلسلات الدراما التركية، وهي تعبر عن انبهارها لرقي الشعب التركي ومستوى تقدمه على مختلف المجالات.

وتشير إلى أن المسلسلات التركية فرضت نفسها على قطاع كبير من المجتمع الفلسطيني حتى أنها أثرت إيجابا وسلبا على كثير من العائلات التي تتابعها بشغف واهتمام كبيرين.
ويقول عدد من المتابعين إن أكثر ما أثر على شغفهم في المسلسلات التركية تلك التي تعالج قضايا اجتماعية ورومانسية ويعد أشهرها بهذا الصدد مسلسل (مهند ونور) الذي لاقى شهرة كبيرة في المجتمعات العربية.
وتقول الشابة هديل إنها تعلقت منذ بداية متابعتها لمسلسل (مهند ونور) بشخصيات البطل والبطلة فيه خاصة مع احتدام المستوي الدرامي لقصة الحب الكبيرة التي جمعتهما وما تخلله من أحداث.
وعدا عن القضايا الرومانسية والاجتماعية فإن قضايا أخرى لمسلسلات الدراما التركية تجذب كثير من سكان قطاع غزة خاصة عند معالجتها قضية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

ويعد مسلسل (وادي الذئاب) أحد أشهر هذا النوع من المسلسلات. ويقول الشاب محمد حجاج في نهاية العشرينيات من عمره إنه تابع منذ ستة أعوام أجزاء المسلسل المتتالية حتى وصل به الأمر حد العشق الكبير لأحداثه التي تعالج صراع المافيا وتصور إسرائيل على أنها بلد احتلال تضطهد الفلسطينيين والعرب.

ويحتفظ حجاج بصور عديدة لبطل مسلسل (وادي الذئاب) مراد علم دار إحداها على جهاز محموله الخاص. وكان الهجوم الإسرائيلي العنيف على سفن (أسطول الحرية) التي سيرتها منظمات تركية ودولية لنقل إمدادات إنسانية إلى غزة، مثار تقدير وإعجاب كبيرين للفلسطينيين الذين قدروا مواقف أنقرة المناصرة لهم. وحمل فيلم تركي نفس الاسم وعالج قضية الهجوم الإسرائيلي على سفن (أسطول الحرية) وقوبل بترحيب فلسطيني شديد في مقابل أزمة سياسية مع إسرائيل.

وأقبل سكان قطاع غزة في تلك الفترة لأول مرة على رفع العلم التركي إلى جانب العلم الفلسطيني في مختلف فعالياتهم الشعبية، لا سيما المظاهرات، تقديرا لمواقف أنقرة المطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
ويرى الشاب أسامة إبراهيم في الثلاثينيات من عمره أن بروز الدراما التركية وولع العرب عامة والفلسطينيين خاصة يعود إلى تصاعد الدور الإقليمي الذي بدأت تركيا بالتمتع به في المنطقة منذ عدة سنوات.
وعادة ما يحرص هذا الشاب على متابعة عدة مسلسلات تركية يعتقد أنها تترك في غالبها أثرا كبيرا لدى المشاهدين كونها تعالج قضايا واقعية وأخرى سياسية بانفتاح وحبكة درامية متميزة.

وعادة ما تحظى المسلسلات بنسبة مشاهدة عالية في المقاهي العامة المنتشرة بكثرة في غزة ويرتاد عليها الشبان بنسب عالية.
وتقول الأخصائية النفسية سمية حبيب إن المسلسلات التركية تحظى بنسبة مشاهدة عالية لدى أسر قطاع غزة للهروب من "الواقع الصعب" الذي يعانوه.
وأشار حبيب إلى أن الدراما عادة ما تعالج مختلف القضايا الاجتماعية، لكن التركية تتميز بتطور في مستواها في عدة جوانب مقارنة بالدراما العربية.

من جهته يقول أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة الأقصى في غزة فضل أبو هين، إن الدراما التركية تميزت بقربها من العادات والتقاليد العربية ونجحت في دغدغة عواطف العرب ومنهم الفلسطينيين تماشيا مع تصاعد ثقل تركيا السياسي في المنطقة.

لكن أبو هين تحدث في المقابل عن تأثيرات سلبية في المجتمع الفلسطيني لبعض أنواع المسلسلات التركية خاصة تلك القائمة على الرومانسية المفرطة بالنظر إلى حالة الفلسطينيين المحافظة والمحكومة لعادات وتقاليد متشددة نوعا ما.

عماد الدريملي
الاحد 27 نوفمبر 2011