تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


الشيخ حمدان بن مبارك يفتتح "ملتقى الإعلام والهُوية الوطنية" في مركز الإمارات للدراسات




ابوظبي - افتتح الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير الأشغال العامة، رئيس "المجلس الوطني للإعلام"، صباح اليوم الإثنين في مقر "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" في أبوظبي ملتقى "الإعلام والهوية الوطنية" الذي ينظمه "المجلس الوطني للإعلام" و"مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" بالتعاون مع "جمعية الصحفيين" في إطار احتفالات الدولة باليوم الوطني الأربعين. وذلك بحضور ومشاركة نخبة متميزة من الكتاب والإعلاميين والمتخصصين من داخل الدولة وخارجها. حيث استضاف الملتقى تسعة عشر متحدثاً من الإعلاميين والصحفيين من دولة الإمارات قاموا بعرض تجاربهم المهنية في مجال تفاعل وسائل الإعلام ومؤسساته مع الهوية الوطنية. إضافة إلى مشاركة خمسة إعلاميين وباحثين من "دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية" تحدثوا عن تجارب المؤسسات الإعلامية في الدول الشقيقة في مجال تعزيز الهوية الوطنية في عصر العولمة.
ديمومة الشراكة المثمرة بين مؤسسات الدولة


الشيخ حمدان بن مبارك يفتتح "ملتقى الإعلام والهُوية الوطنية" في مركز الإمارات للدراسات
وفي الكلمة الترحيبية للملتقى رحّب الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية"، بالشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير الأشغال العامة، رئيس "المجلس الوطني للإعلام"، ة والحضور الكرام كافة، معبّـراً عن اعتزاز "مركز الإمارات للدراسات" بالمشاركة في تنظيم هذا الملتقى الحيوي، ومؤكداً حرصه على ديمومة الشراكة المثمرة، وتنسيق الجهود بين مختلف مؤسسات الدولة من أجل تعظيم مردود العمل والإنتاج على المستويات والصُّعد كافة، بما يعزز دور هذه المؤسسات في مسيرة التنمية الشاملة.
وأضاف الدكتور جمال سند السويدي، في كلمته الترحيبية أنه لا يوجد شك في أن انعقاد ملتقى "الإعلام والهُوية الوطنية" يمثل فرصة ثمينة للنقاش وتبادل الآراء والأفكار حول الهُوية الوطنية، وسبل تعزيزها، ودور الإعلام على هذا الصعيد.
وأكّد أن الأهمية الاستثنائية التي يحظى بها موضوع الهُوية الوطنية من جانب قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- هو اهتمام ينعكس بجلاء من خلال خطط وسياسات متوازنة، مبيناً أنه في الوقت الذي يشيد فيه العالم أجمع بكون دولة الإمارات تمثل واحة للتعددية الثقافية والتعايش بين الأديان والثقافات كافة، فإنه بموازاة ذلك يوجد حرص كبير على التمسك بخصائص الذات الوطنية والخصوصية الثقافية، بكل ما تعنيه من عادات وتقاليد وقيم وسلوكيات وأنماط حياتية، ضمن معادلة دقيقة قائمة على أن التمسك بالهُوية لا يعني بالضرورة الانغلاق على الذات، في عالم بات حقيقة أشبه بقرية كونية صغيرة، بفعل ما أفرزته ثورة الاتصالات والمعلومات بموجاتها المتلاحقة.
وأشار الدكتور جمال سند السويديإلى أن العلاقة بين الإعلام والهُوية الوطنية تمثل نموذجاً للعلاقات التفاعلية في المجتمع، فبقدر ما يؤثر الإعلام بوسائله المختلفة في الهوية الوطنية، يتأثر في المقابل بمكوّنات هذه الهوية ومفرداتها ومقوماتها، هذا فضلاً عن كون الإعلام، بوسائله وأدواته المختلفة، يلعب دوراً نشطاً كوسيط يحفظ مكوّنات الهوية، ويسهم في نشرها وتعميقها بين الأجيال الجديدة، لافتاً النظر إلى أن رسوخ منظومة القيم والمعتقدات والأفكار والسلوكيات المعبّرة عن الهوية الوطنية يمنح الإعلام سمات متفردة، ويوفر أمامه مساحات للانطلاق والتواصل مع المجتمع المحلي بفاعلية، بما يتيح للإعلام أيضاً أن يبلور "رسالة" معبّرة عن الوطن وخصوصياته الثقافية والحضارية بالشكل الذي يجعل منه في حالات كهذه وسيلة حقيقية للتفاعل والتواصل الحضاري بين الدول والمجتمعات.
الإعلام واجهة المجتمعات
وأوضح الدكتور جمال سند السويديأن الإعلام بوسائله كافة يعدّ واجهة المجتمعات، والمرآة الحقيقية التي تعكس منظومة القيم السائدة في هذه المجتمعات، قائلاً "إذا كنا نحرص على التفاعل مع الآخر، فبالدرجة نفسها من الحرص نسعى إلى تقديم مكوّنات هويتنا الوطنية وتعريف الآخر بها، سواء كان هذا الآخر يعيش بيننا داخل الوطن، أو في العالم من حولنا، ناهيك عن دور الإعلام الأصيل في تناقل مكوّنات الهوية الوطنية ونشرها بين أجيالنا الجديدة، بما يعني أنه يوفّـر في حقيقة الأمر قنوات للتواصل الحضاري، كما يوفر أسيجة حصينة لحماية الذات الوطنية من الانجراف والذوبان وسط موجات العولمة العاتية".
وأشار مدير عام "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" إلى أنه إذا كنا نؤكّد أهمية الدور الذي تضطلع به مؤسسات التنشئة المجتمعية كافة في الحفاظ على الهوية الوطنية، فإن الإعلام تقع عليه المسؤولية الأضخم والأخطر من بين هذه المؤسسات، باعتباره الأداة الأكثر تأثيراً، خصوصاً لدى الأجيال الناشئة وفي ظل الطفرات المتلاحقة في مجال الإعلام الجديد، وبروز أنماط جديدة ووسائط إعلامية لا حدود متوقعة لتأثيرها الطاغي في أبنائنا، موضحاً أنه لتلك الأسباب تتعاظم المسؤولية الملقاة على كاهل إعلامنا الوطني، لمواجهة تحدّيات حماية هُويتنا الوطنية وخصوصياتنا الثقافية، عبر تطوير آليات عمله، وتقديم منتج إعلامي تنافسي نابع من هذه الأرض، ومعبّراً عن أبنائها وفق استراتيجيات واضحة المعالم تتخذ من التخطيط منهجاً لصياغة مستقبل إعلام وطني متطور بشكل يضاهي التطور الذي تشهده دولة الإمارات في بقية قطاعات التنمية.
تحدّيات ضخمة
ولفت الدكتور جمال سند السويدي النظر إلى أن تطور صناعة الإعلام في الآونة الأخيرة يفرز تحدّيات ضخمة، ليس على صعيد مواكبة التطور العالميّ الحاصل في هذا القطاع الحيوي فقط، ولكن على صعيد الحفاظ على الهويات والثقافات الوطنية وصونها من ضغوط هائلة تمارس عليها على مدار الساعة أيضاً، مبـيّـناً أنه لذلك تتزايد قيمة النقاشات التي يتضمنها هذا الملتقى، كونها تسهم في تكريس قواعد المعادلة الدقيقة القائمة على وضع الضوابط للتفاعل مع موجات العولمة بشتى تجلياتها، وهو الأمر الذي نحرص عليه في دولة الإمارات كونه جزءاً لا يتجزأ من مواكبة حركة التقدم والتطور العالمي في المجالات كافة، داعياً في الوقت نفسه إلى مواصلة التمسك بخصوصياتنا الثقافية وهويتنا الوطنية.
ومضى الدكتور جمال سند السويدي يقول إن هناك جهوداً كثيرة تبذل ورؤىً عميقة تطرح منذ إطلاق المبادرة الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- بإعلان عام 2008 عاماً لتكريس الهُوية الوطنية، ولكنه أوضح أن التحدّيات التي تواجه هويتنا تتطلب المزيد من الجهد على هذا الصعيد، وهي تحدّيات تواجه دول العالم كافة، وأضاف أن مصطلح "أزمة الهوية" موضع نقاش عالمي داخل الدوائر البحثية والعلمية كافة، وأننا في دولة الإمارات لسنا استثناءً من ذلك، باعتبار أن هويتنا الوطنية هي تعبير عن وجودنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ولغتنا، وبكونها تمثل كينونة المجتمع والدولة في آن واحد.
وفي ختام كلمته أكّد سعادة الدكتور جمال سند السويدي أن النقاشات والأبحاث والدراسات والمقترحات ووجهات النظر، التي تطرحها جلسات هذا الملتقى، توفّر مداخل وفرصاً جديدة لبلورة صيغ متطورة للأدوار المنوطة بالإعلام في مجال الحفاظ على الهوية الوطنية.

ابوظبي - الهدهد
الاثنين 24 أكتوبر 2011