نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


الغرب يواجه "أزمة قيادة" وهناك من يسعى لاستغلال الفراغ






واشنطن – هناك مقولة قديمة كانت تستخدم للإشارة إلى وجود فراغ في السلطة أو القيادة في أوروبا تقول "عندما أريد الكلام مع أوروبا، مع من أتكلم؟".

هذه العبارة أصبحت تنطبق الآن بشدة على الغرب أو الديمقراطيات الغربية الغنية ككل، على جانبي الأطلسي سواء في أمريكا الشمالية أو في غرب أوروبا، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.

تعاني هذه الدول كما هو واضح الآن مما يمكن اعتباره "فراغ في القيادة" حيث تبدو رئيسة وزراء بريطانيا "تريزا ماي" أقرب ما تكون إلى "البطة العرجاء" بسبب المصاعب ذات الصلة بتنفيذ قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في حين يعاني الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" في مواجهة المظاهرات الاحتجاجية لذوي "السترات الصفراء" المعارضين لسياساته الاقتصادية والاجتماعية، وفي ألمانيا يستعد المشهد السياسي لخروج المستشارة المخضرمة "أنجيلا ميركل" منه لتحل محلها أنيجريت كرامب-كارنباور، وفي الولايات المتحدة فالانقسام واضح داخل الطبقة الحاكمة حول طبيعة الدور الأمريكي الأمثل في العالم.


 
ونقلت بلومبرج عن "أندريس فوج راسموسين" رئيس وزراء الدنمارك السابق، والذي تولى منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال الفترة من 2009 إلى 2014، إنه "لا توجد قيادة حاليا في أوروبا" ولا قيادة من الولايات المتحدة، مضيفا أن هذا الوضع يعطي الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ونظيره الصيني "شي جينبينج" مساحة للمناورة على المسرح الدولي. كما يثير هذا الوضع التساؤل عما إذا كان "الغرب" مازال كيانا له معنى بحسب رئيس وزراء الدنمارك السابق.
وكان التعامل الغربي مع حادثة بحر أزوف في الشهر الماضي، عندما أطلقت القوات الروسية النار على 3 سفن حربية أوكرانيا والاستيلاء عليها أثناء مرورها في البحر نحو الموانئ الأوكرانية، نموذجا واضحا للتداعيات الممكنة لأزمة فراغ القيادة الحالية في الغرب.
ويرى "راسموسين" أن بوتين اختبر بهذه الخطوة صلابة الغرب وإصراره، قبل المزيد من التحركات الروسية خلال الفترة المقبلة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أوكرانيا، والتي ستجري في آذار/مارس وتشرين أول/أكتوبر المقبلين على التوالي. وإذا كان الأمر كذلك، فإن الغرب يكون قد فشل في الاختبار الروسي.
فعندما استولت القوات الروسية على السفن الأوكرانية، لم تتحرك السفن الغربية للملاحة في المنطقة لتأكيد حرية الملاحة الدولية في هذا الممر المائي، كما فعلت الدول الغربية من قبل لتحدي المحاولات الصينية لفرض سيادتها بالقوة على المياه الإقليمية في بحر الصين الجنوبي. كما لم يتم الإعلان عن أي عقوبات على روسيا بسبب هذا التصرف.
وكان أعنف رد دولي على التحرك الروسي قد صدر يوم 25 تشرين ثان/نوفمبر الماضي، عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء لقاء مقرر مع بوتين على هامش اجتماعات مجموعة الدول العشرين في الأرجنتين.
في المقابل، فإن الرئيس الفرنسي "ماكرون" الذي يقدم نفسه باعتباره النموذج للنظام الليبرالي الغربي، يواجه أوقاتا عصيبة لإنقاذ مستقبله السياسي ككل، في مواجهة الاحتجاجات الشعبية الداخلية على سياساته الاجتماعية والاقتصادية.
الأمر نفسه بالنسبة لرئيسة وزراء بريطانيا "تيريزا ماي" التي تكافح لإقناع حزبها وبرلمان بلادها بالاتفاق الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي، لتنفيذ قرار الخروج من الاتحاد.
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي كان يطلق عليها في وقت من الأوقات زعيمة العالم الحر، فهي مشغولة الآن بنقل قيادة حزبها الحاكم، وهو الاتحاد المسيحي الديمقراطي، إلى خليفتها أنيجريت كرامب-كارنباورـ بعد أن قررت التخلي عن قيادة الحزب الذي ظلت تقوده منذ عام 2000.
ويقول "فالينتين ناليفايشنكو" الذي شغل منصب رئيس المخابرات الأوكرانية خلال الفترة من 2006 إلى 2010 ورئيس جهاز الخدمة السرية الأمني في أوكرانيا خلال الفترة من 2014 إلى 2015، "لم يعد هناك كبار يجلسون على المائدة الآن.. هناك خطورة حقيقية فعلا حيث سنجد أنفسنا بمفردنا أمام روسيا".
في المقابل، تقول روسيا إنها ردت فقط على استفزازات السفن الحربية الأوكرانية، التي اخترقت مياه إقليم القرم، الذي استولت عليه روسيا من أوكرانيا في عام 2014. في الأيام التي تلت الحادث، قال القادة الأوروبيون إنهم سيحاولون اكتشاف حقيقة ما حدث بالضبط.
وخلال الأشهر الستة الماضية، فرضت روسيا قيودا على الملاحة التجارية المتجهة إلى ميناءين رئيسيين أوكرانيين في بحر أزوف، لتفرض بحكم الأمر الواقع سيطرتها على المياه المشتركة مع جارتها الأوكرانية.
يقول "ناليفايشنكو" في مقابلة مع وكالة بلومبرج بتاريخ 12 كانون أول/ديسمبر الحالي أثناء جولته الخارجية إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، لحشد الدعم الغربي لفرض عقوبات جديدة على روسيا، إن الغرب مرة أخرى لم يتحرك للرد على التجاوزات الروسية في هذه المنطقة.
والآن يعترف ناليفايشنكو بأن فشل استراتيجية أوكرانيا يعود إلى تعب الحلفاء الغربيين، ورفض تحذيرات الرئيس الروسي "بترو بوروشينكو" من أن الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا، بات أمرا حتميا. في الوقت نفسه فقد أعرب عن مخاوفه من أن التماسك الغربي في دعم أوكرانيا يمكن أن يتلاشى.
وتقول "كلير سبنسر" كبيرة الاستشاريين في شؤون الشرق الأوسط بمعهد أبحاث "تشاتام هاوس" البريطاني "لا اعتقد أن الغرب كمفهوم مازال قائما".
ووصفت سبنسر في كلمة لها أمام مؤتمر في لندن الأسبوع الماضي، العملية التي بدأت قبل انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في تشرين ثان/نوفمبر 2016 بأنها عملية انتقالية مؤلمة في مختلف أنحاء العالم. وستتضمن نتائج هذه العملية الانقسام بين الولايات المتحدة وأوروبا حول كيفية التعامل مع إيران، والانقسام بين دول الخليج العربية حول كيفية الرد على الإسلام السياسي، وبين تركيا وحلفائها الغربيين التقليديين حول الموضوع الكردي وغيره من الموضوعات الإقليمية.
وقد ظهرت الفوضى نتيجة الابتعاد عن النظام العالمي الذي ظل قائما لقرون على أساس وجود الغرب. لكن على المدى الطويل، فإن هذا التحول يمكن أن يوفر العديد من الفرص مع زيادة سيطرة دول العالم على مصائرها، بحسب سبنسر. مازال حلف "ناتو" يواصل عملياته العسكرية في أفغانستان، ويعزز دفاعاته عن دوله الأعضاء في شرق أوروبا. كما أن العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وشريكتها أستراليا مازالت عميقة.
والحقيقة أن القيم والرؤى المشتركة التي ظلت لعفود تميز العلاقات بين الدول الغربية وتعززها، سواء بالنسبة لقضايا التجارة العالمية أو البيئة أو الشرق الأوسط، والعلاقات متعددة الأطراف، لم تعد قائمة كما كان الأمر من قبل.
وتقول "كادري لييك" الباحثة السياسية في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" إن "الغرب يتغير بالتأكيد، إنه يمر بمرحلة تحول، كما هو الحال في باقي مناطق العالم" مشيرة إلى التحول الديموغرافي والتكنولوجي وتوزيع الثروات، وقالت إن هذا ليس سيئا لأن الغرب تمدد بالفعل.
وتتابع"لييك"حديثها بالقول إن أوروبا والولايات المتحدة وحلفاءهما في آسيا، مازالت تتعاون في مجالات عديدة؛ لأن لهم مصالح مشتركة عديدة"، ولكن الأمر ليس كما كان بالنسبة للغرب في الثمانينيات والتسعينيات،
وفي النهاية تساءلت لييك قائلة:"كيف يمكن أن ينتهي ذلك؟".

د ب ا
الاربعاء 19 ديسمبر 2018