تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


"الكباب" أوالشاورما التركي الوجبة السريعة الأكثر شهرة في أوروبا




برلين - اندرياس شنايدر - على الرغم من أن الوجبات السريعة مثل "ماكدونالدز" و"برجر كنج" ما زالت تحظى بإقبال الشباب وصغار السن في ألمانيا، لكن "الكباب" أو "الشاورما" التركية دخلت السباق في السوق الاستهلاكية الألمانية منذ أعوام قليلة وأصبحت منافسًا قويًّا في مدينة ايسن الألمانية حيث تصفها دراسة حديثة عن الشاورما في ألمانيا بالمعجزة الاقتصادية الحقيقية، حتى أنها أصبحت منافسا قويا بل يتفوق على محلات ماكدونالدز، وتقدر تلك الدراسات أن إجمالي المبيعات في العام الواحد من الشاورما التركية يصل الي 2 مليار يورو.


"الكباب" أوالشاورما التركي الوجبة السريعة الأكثر شهرة في أوروبا
وللمطبخ التركي تأثيره الواضح في العديد من المطابخ الأوربية فهو يتصف بتاريخ طويل حيث تأثر عبر الزمن بالمطبخ الكردي والفارسي والهندي والعربي والأرمني. وكان ذلك التأثر نتيجة طبيعية لنشأة الإمبراطورة العثمانية وسيطرتها على بلاد كثيرة في منطقة شرق البحر المتوسط على مدار نحو 500 سنة.

ويقدم المطبخ التركي عددا كبيرا من المعجنات التي تخبز عادة في الأفران الحجرية التقليدية ومن المعجنات التي يشتهر بها المطبخ التركي، ولاقت استحسانا في البلاد الأوروبية، نذكر هنا بعض الأمثلة عجينة الكرواسان وان لم يكن له نفس الشكل المتداول حاليا.

وتبدأ القصة عندما وصل الغزو العثماني الى النمسا وعند أسوار فيينا قرروا حفر نفق ليدخلوا منه إلى المدينة، ولكن استعصى عليهم الأمر وتصادف نهاية النفق عند خباز الذي ابلغ الحاكم بالأمر فاستعدوا وانتصر أهل النمسا على العثمانيين وليظل التكريم دائما ومستمرا على مر الأيام والأزمان وحتى لا ينسى اهل المدينة دور الخبازفي ذلك النصر الكبير، سمح الحاكم للخباز ولباقي أفران المدينة بصنع خبز على هيئة الهلال شعار أعدائهم العثمانيين, لكي يلتهمه أهل المدينة يوميا، وليتذكروا مع اشراقة كل يوم انهميقضمون الهلال رمز العثمانيين وشعارهم.

والآن أصبحت شاورما الكباب هي أكثر الوجبات الشعبية في أوروبا. وتتكون الشاورما من شرائح لحم الضأن المشوي المضاف إليه الكثير من التوابل والمطهو على الطريقة التركية، حيت تتراصّ طبقات اللحم فوق بعضها على سيخ حديدي يدور حول محوره وتشوي اللحم على نار هادئة و تقدم مع البصل والخس والطماطم في شريحة سميكة من الخبز الملفوف وغالبا ما تقدم معها الصلصة الحارة .
الاسم الشائع في ألمانيا للشاورما هو "الدونر كباب" والساندويتش الواحد يكفي لإشباع فرد بالغ، لهذا السبب تنتشر محلات بيع "الشاورما" في أغلب الشوارع الألمانية حتى أنها أصبحت تشكل ظاهرة خاصة أو موضة جديدة بين الشباب، وأصبح الطلب عليها لا يتوقف، كما أنها أصبحت تشكل تجارة رائجة للذين يعملون فيها. ومع ذلك فالكثيرون لا يعلمون أن هذا الطبق ينحدر من جذور تركية بإصدار ألماني في برلين.

وطبقا لما ذكرته ( ATDID) أو جمعية منتجي الشاورما في أوروبا فإن مخترع هذه الأكلة هو (قادر نورمان) وحدث ذلك عندما جاء إلى ألمانيا للعمل ولاحظ أن هذه البلاد سوقا رائعا لتداول الوجبات السريعة, حيث وجد من الشائع أن الناس يأكلون أثناء المشي ومن هنا ولدت هذه الفكرة الثورية في أحد أيام عام 1972 .
يقول تاركان تاسيمروك رئيس ( ATDID) إن الشاورما بدأت بشرائح اللحم في الخبز وبعدها أضيف الخس .
وقد بدأ نورمان مشروعه أمام محطة القطار المركزية في برلين (محطة زولجيشر ) وكان يتردد عليه الأتراك في بداية الأمر إلى أن اكتشف الألمان هذا الطبق اللذيذ.

وعلى الرغم من أن طبق الشاورما تركي الأصل إلا أن تاسيمروك يرى أن طبق الشاورما التركي يختلف حيث يقدم بشكل تقليدي أسبوعيا ويقدم في أطباق مذهبة وتقدم في المناسبات والتجمعات العائلية.
وأضاف قائلا إن "هذا الطبق قد تم تطويره في ألمانيا وإن جاز التعبير فإن ألمانيا هي التي جعلت الشاورما التركي تقدم على الخبز في تركيا".

وقد بلغ عدد المطاعم التي تقدم الشاورما والوجبات السريعة في ألمانيا حوالي 16000 نحو ألف منهم في برلين وحدها والتي أصبحت تعرف بـ"عاصمة الشاورما".
وتذكر ( ATDID)أن ألمانيا تشتهر بصناعة اللحوم حيث يصل عدد المؤسسات المنتجة للحوم إلى 250 مؤسسة في ألمانيا وحدها ويمثل إنتاجهم 80 % من إنتاج السوق الأوروبية .

أما عن مخترع الشاورما الحديثة في ألمانيا تاسيمروك والذي ترك محله، فيقول "قد يتصور البعض إنني قد أصنع امبراطورية مكونة من عدة فروع ولكنني أفضل العيش متقاعدا في برلين مراقبا امتداد التكنولوجيا إلى صناعة الشاورما وإحلال الروبوت محل السكين في تقطيع الشرائح من على الأسياخ".

اندرياس شنايدر
الجمعة 18 نوفمبر 2011