تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي


الكلاب تصبح نجوما لتعليم الأطفال في المدارس الألمانية




ويتليش ( ألمانيا) - بريجيت ريشيرت - أجمل ما يثير اهتمام الأطفال الصغار بمدرسة فريدريشستراسه الابتدائية ببلدة ويتليش الصغيرة الواقعة غربي ألمانيا هو الوصول الأسبوعي لكلبة تدعى أيلا.


تبدأ المعلمة اليوم الدراسي بما تطلق عليه
تبدأ المعلمة اليوم الدراسي بما تطلق عليه
وأيلا التي تنتمي إلى فصيلة من الكلاب صغيرة الحجم تعد واحدة من عدد متزايد من الكلاب تستخدم الآن كوسائل تعليمية معاونة في أكثر من ألف مدرسة في جميع أنحاء ألمانيا.

وسر الإثارة والحماس يتضح رؤيته في أوجه مجموعات الدراسة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية إلى عشرة أعوام عندما تصل المعلمة آنا شميت مع أيلا، وتقول شميت إن الكلبة غيرت تماما المناخ في حجرة الدراسة، وتبدأ المعلمة اليوم الدراسي بما تطلق عليه " ساعة الكلب ".

ويبدأ الأطفال بالتدريب على إصدار الأوامر مع أيلا كما يتعين عليهم الإجابة على أسئلة تتعلق بكيفية التصرف عندما يكونون بصحبة كلب وكيف تتصرف الكلاب، وتسأل المعلمة شميت التي تبلغ 28 عاما من العمر: " ماذا يعني هز الكلب لذيله " وتأتي الإجابة فورية من جانب الصغار " إنه يشعر بالبهجة ".

غير أن أيلا فعلت أكثر من مجرد التسبب في إثارة مشاعر الحماس داخل الفصل الدراسي، وتوضح شميت أن الكلبة كفلت أن جميع التلاميذ أصبحوا الآن مندمجين بالكامل داخل الفصل، مشيرة على سبيل المثال إلى حالة طفل اعتاد التزام الصمت وعدم المشاركة في الأنشطة.

وتضيف أنه بمجرد دخول أيلا إلى الفصل تغير كل شيء وبدأت في التفاعل مع الأطفال، وفجأة بدأ هذا الطفل في التحدث مع زملائه ومع الكلبة.

بل إن الكلبة ساعدت على تحسين قدرة التلاميذ على الكتابة والقراءة وكذلك مهاراتهم الحسابية، وصارت دروسهم تتضمن الآن مهاما مع أيلا، وفي هذا الصدد تقول التلميذة زو إن التعلم مع أيلا يتضمن الكثير من المرح.

وتعرب المدرسة ليديا أجستن مؤسسة " موقع كلب المدرسة الإلكتروني " عن اعتقادها بأن الاتجاه إلى استخدام الكلاب في مساعدة الأطفال على التعلم سيلقى مزيدا من الانتشار.

وتقول أجستن إن نصف عدد الكلاب المعاونة يستخدم في المدارس الحكومية العادية وأساسا على مستوى المرحلة الابتدائية بينما يعمل النصف الآخر في مدارس الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التعلم، وتجلب أجستن كلبين إلى فصلها الدراسي في بلدة إيزرلوهن بولاية رينلاند بلاتينيت الألمانية. وتوضح أن الكلاب تخلق مناخا طيبا للتعلم، كما أن لديها قرون استشعار أفضل تجاه الحالات المزاجية للناس.

ونظمت أجستن أول مؤتمر في ألمانيا حول كلاب المدرسة ومن المقرر أن تستضيفه مدينة دورتموند في تشرين أول/ أكتوبر المقبل حيث سجل بالفعل 80 من أصحاب الكلاب أسماءهم للمشاركة فيه.

وتحكي جابرييل أوزوالد هانيمان وهي مدرسة في المرحلة الابتدائية بمدينة أوبرفايزن بولاية رينلاند بلاتينيت كيف حولت كلبتاها نالا وليونا نظام التدريس في فصلها، وتقول إن الأطفال أصبحوا يتصرفون بشكل مختلف تماما مع بعضهم البعض ويقومون برعاية الكلبتين.

و يتم تنظيف الأرضية تماما بشكل دائم حتى لا تأكل نالا وهي والدة الكلبة أيلا وكذلك ليونا أي شيء خطير، وتوضح أوزوالد هانيمان التي تجلب إحدى كلبتيها إلى الفصل كل يوم خلال الأعوام الأربعة الماضية أنه لا توجد لطخة واحدة من القاذورات في أي مكان.

ولم يعد الأطفال يتسمون بالإهمال ويعلقون الجاكيتاتعلى المقاعد كما أنهم أصبحوا يتسمون بالهدوء التام، وتقول أوزوالد هانيمان إن الأطفال يعلمون جميعا أن الكلاب لديها حاسة سمع قوية تفوق نظيرتها لدى البشر.

ومع ذلك فإن أجستن توضح أن ليس كل كلب يصلح لوظيفة العمل في المدرسة خاصة عندما لا تتلقى الكلاب التدريب المناسب أو إذا كانت متوترة، وعلى سبيل المثال يحتاج الكلب مكانا هادئا في الفصل يمكن أن يستريح فيه بمعزل عن الآخرين.

وأكثر سلالات الكلاب شعبية هي الكولي التي تعد من كلاب الرعي وكذلك الشيبرد الأسترالي، وتعرب أجستن عن اعتقادها بأن شعبية هذه الكلاب تعد القوة المقابلة والموازنة لوسائل التكنولوجيا السائدة في العملية التعليمية، وتوضح أننا كبشر نحتاج أيضا إلى خوض تجربة التعرف على الطبيعة والحيوانات.

وتقول شميت إنه يجب على كل معلم يريد أن يستخدم كلب المدرسة في فصله أن يطور أولا مفهوما واضحا عن مشاركة الكلاب في العملية التعليمية وأن يشاهد تطبيقها في مكان آخر.

وتأثير وجود الكلبة أيلا على فصل شميت يجعل هذه التجربة تستحق التطبيق، وتقول شميت إن الكلبة ليست لديها توقعات تنتظر أن يحققها الأطفال ولكنها تقبلهم على ما هم عليه بغض النظر عن مشكلاتهم واختلافهم بعضهم عن البعض.

ويقر الأطفال بأنهم لا يستطيعون تخيل الفصل الدراسي بدون وجود الكلبة أيلا التي يبلغ عمرها عامان، وتعرب الطفلة زو التي يبلغ عمرها ثمانية أعوام عن سعادتها بإمكانية مداعبة هذه الكلبة واللعب معها.

كما أن أيلا تشعر بالحماس للممارستها وظيفتها، وتوضح شميت أنها عندما تعد لعب الكلبة استعدادا لبدء الفصل الدراسي تشعر الكلبة بالبهجة لأنها تعلم أنها ذاهبة لتعمل.
وعندما تحتاج أيلا لفترة راحة ترقد خلف طاولة المعلمة وتمضغ قطعة من العظم في سرور.

بريجيت ريشيرت
الاحد 5 يونيو 2011