
ويشعر معظم اللبنانيين بتقصير المؤسسات العامة عن القيام بواجبها تجاه المواطنين ويرددون غالبا "أين الدولة لا يوجد دولة في لبنان".
ويعتبر البعض أن اليأس والإحباط من تغيير الواقع ، يدفع العديد من اللبنانيين وبخاصة من تخطى منهم مرحلة الشباب إلى ألعاب الحظ، علها تكون الحلّ في ظلّ غياب مؤسسة الدولة الراعية لمواطنيها والحامية لهم. وتتوزع ألعاب الحظ في لبنان بين "اليانصيب الوطني"، و"اللوتو اللبناني" وتدير هذه الألعاب مديرية اليانصيب الوطني وهي إدارة عامة تابعة لوزارة المالية وتشرف عليها.
وقال الدكتور فادي اليازجي المعالج النفسي وأستاذ الطب النفسي في الجامعة اللبنانية ، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ،"تأخذ ألعاب الحظ بالنسبة للبنانيين شكلين اثنين الأول طبيعي والثاني مرضي".
وأضاف "لقد ساهم غياب دور مؤسسة الدولة ، بتحويل اللبناني إلى إنسان محبط ، لا أمل له في المستقبل حيث نراه يكرر منذ عام 1975 (تاريخ اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية أنه (لا يوجد دولة في لبنان) ، فالدولة التي ينبغي أن توفر له الحماية والأمان لا تقوم بواجباتها ، وخاصة على الصعيد الاقتصادي".
وتابع "المطلوب أن يعيش الإنسان في لبنان بطريقة لائقة وهذا ما لا توفره الدولة اللبنانية لمواطنيها مما يسبب لهم نوعاً من الإحباط ، الذي يسمى في الطب النفسي إحباط طبيعي ، لأن له أسباب مبررة وهي غياب الحماية ، فيندفعون إلى ألعاب الحظ ، لمواجهة الإحباط بالأمل الذي يمكن أن تحمله لهم هذه الألعاب".
وأردف قائلا "أما الشكل المرضي فهو ناتج عن الصدمات العاطفية ، والضغوطات الكثيرة التي تتراكم على الإنسان ، والتي لا يستطيع احتمالها فيفرز جهازه العصبي نواقل عصبية تصب في الدماغ وتؤثر على الأفكار الموجودة فيه ، فتحدث اضطرابات نفسية ، كالقلق من المستقبل أوالخوف غير المبرر، أو الوسواس القهري ، ويلجأ الإنسان إلى الميسر أو ألعاب الحظ ، التي يأمل أن تغير واقعه وتنقله إلى عالم آخر خالٍ من الضغوطات والالتزامات ، حتى لو كان عالماً وهمياُ".
ورأى اليازجي أن "سبب هذا الاضطراب النفسي في معظم الأحيان هو وجود الإنسان في بلد غير مستقر على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني ، كما هو الحال بالنسبة للبنانيين".
وتبلغ كلفة ورقة "اللوتو" حالياً 2000 ليرة لبنانية ، أي ما يعادل حوالي دولاراً واحداً وثلث الدولار ، ويجري السحب على "اللوتو" مرتين في الأسبوع ما يشجع الناس أكثر على المشاركة.
فيما يبلغ سعر ورقة اليانصيب 5000 ليرة لبنانية أي ما يعادل حوالي دولارين ونصف الدولار . ويصل حجم الجائزة من اليانصيب 150 مليون ليرة لبنانية وهي جائزة محددة ، بينما جائزة اللوتو قد تصل الى 7 مليارات ليرة لبنانية وربما أكثر إذا تراكمت من أسبوع الى آخر.
وقالت مشلين غطاس التي تعمل في مجال التجارة ، لـ(د.ب.أ) ، " أعمل أنا وزوجي ولكننا لم نتمكن من تحقيق طموحاتنا في الحياة ، في الحياة كلها ، لذلك الجأ كل أسبوع إلى اللوتو لعلنا نربح مبلغاً كبيراً يغير حياتنا ، إنه الطموح......وهذا من طبع الإنسان".
وقال سليم الذي يملك مكتبة في بيروت ، خصصها لبيع أوراق "اللوتو وأوراق "اليانصيب" إضافة إلى بيع الكتب لـ(د.ب.أ) " إن الوضع الإقتصادي الضاغط وانخفاض الحد الأدنى للأجور في مقابل ارتفاع أسعار كافة السلع والخدمات في لبنان ، هو الدافع الأساس للبنانيين للجوء إلى ألعاب الحظ".
ولاحظ سليم الذي رفض ذكر اسمه كاملاً أن "معظم اللبنانيين اللذين يلجأون إلى ألعاب الحظ هم في العقد الخامس من العمر وما فوق ، الذين فقدوا الأمل والقدرة على إحداث أي تغيير في واقعهم ، أو الذين أقعدهم المرض عن متابعة الإنتاج ولا يحصلون على المساعدة الكافية من أبنائهم . بينما تنخفض نسبة الشبان الذين يلجأون إلى مثل هذه الألعاب.
وقال سميرالموظف في إحدى الإدارات العامة ، لـ(د.ب.أ) " منذ عشرات السنين أشتري كل أسبوع اللوتو واليانصيب بمعدل 10 دولارات ، أملاً في تغيير واقعي المذري ، فأنا مجرد موظف لا يستطيع أن يسدد تكاليف العيش في هذا الوطن".
وتابع سمير الذي أصبح على أبواب التقاعد ، والذي رفض ذكر اسمه كاملاً لاعتبارات خاصة " لقد أصبحت مدمناً على شرائها ، فإن لم أشترها أشعر أني لست مرتاحاً ، ذلك يعطيني الأمل ، وأحلم لعدة أيام بأن كل شيء تغير ، فأرتاح من همي أثناء الحلم ، وإن كانت الراحة وهمية ، ومع أني لم أربح ولا مرة حتى الآن ، إلا أني أعيد الكرة كل أسبوع".
ويرى بعض الباحثين أن فقدان الثقة بالذات وبالآخر، وفقدان الثقة بالمؤسسات ، بالإضافة إلى فقدان مرجعية القانون والحق ، وفقدان القدرة على المواجهة، والرغبة في الربح السريع قد تكون الدافع للجوء اللبنانيين إلى ألعاب الحظ.
وقال الباحث الاجتماعي في الجامعة الأمريكية يوسف خوري ، لـ(د.ب.أ) ، "إن الوضع الاقتصادي الضاغط قد يشكل السبب الأقوى الذي يدفع اللبنانيين للجوء إلى ألعاب الحظ إضافة إلى اهتزاز مبدأ بذل الجهد ، والرغبة بالربح السريع ، و انتشار النمط الاستهلاكي ، الذي يخلق الحاجات ويزيد تنوّعها، ويزيد إحتمالات الشعور بالحرمان لعدم القدرة على إشباعها، فيلجأ الفرد الى ألعاب الحظ بحثاً عن وسيلة تسمح له بتقليد النمط الاستهلاكي".
وإذا كان تغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان لا زال عصياً على التحقيق ، فلا بأس بشراء الأمل والاتكال على الحظ ، عله يصيب ، ويساهم في خلق غدٍ أفضل.
ويعتبر البعض أن اليأس والإحباط من تغيير الواقع ، يدفع العديد من اللبنانيين وبخاصة من تخطى منهم مرحلة الشباب إلى ألعاب الحظ، علها تكون الحلّ في ظلّ غياب مؤسسة الدولة الراعية لمواطنيها والحامية لهم. وتتوزع ألعاب الحظ في لبنان بين "اليانصيب الوطني"، و"اللوتو اللبناني" وتدير هذه الألعاب مديرية اليانصيب الوطني وهي إدارة عامة تابعة لوزارة المالية وتشرف عليها.
وقال الدكتور فادي اليازجي المعالج النفسي وأستاذ الطب النفسي في الجامعة اللبنانية ، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ،"تأخذ ألعاب الحظ بالنسبة للبنانيين شكلين اثنين الأول طبيعي والثاني مرضي".
وأضاف "لقد ساهم غياب دور مؤسسة الدولة ، بتحويل اللبناني إلى إنسان محبط ، لا أمل له في المستقبل حيث نراه يكرر منذ عام 1975 (تاريخ اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية أنه (لا يوجد دولة في لبنان) ، فالدولة التي ينبغي أن توفر له الحماية والأمان لا تقوم بواجباتها ، وخاصة على الصعيد الاقتصادي".
وتابع "المطلوب أن يعيش الإنسان في لبنان بطريقة لائقة وهذا ما لا توفره الدولة اللبنانية لمواطنيها مما يسبب لهم نوعاً من الإحباط ، الذي يسمى في الطب النفسي إحباط طبيعي ، لأن له أسباب مبررة وهي غياب الحماية ، فيندفعون إلى ألعاب الحظ ، لمواجهة الإحباط بالأمل الذي يمكن أن تحمله لهم هذه الألعاب".
وأردف قائلا "أما الشكل المرضي فهو ناتج عن الصدمات العاطفية ، والضغوطات الكثيرة التي تتراكم على الإنسان ، والتي لا يستطيع احتمالها فيفرز جهازه العصبي نواقل عصبية تصب في الدماغ وتؤثر على الأفكار الموجودة فيه ، فتحدث اضطرابات نفسية ، كالقلق من المستقبل أوالخوف غير المبرر، أو الوسواس القهري ، ويلجأ الإنسان إلى الميسر أو ألعاب الحظ ، التي يأمل أن تغير واقعه وتنقله إلى عالم آخر خالٍ من الضغوطات والالتزامات ، حتى لو كان عالماً وهمياُ".
ورأى اليازجي أن "سبب هذا الاضطراب النفسي في معظم الأحيان هو وجود الإنسان في بلد غير مستقر على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني ، كما هو الحال بالنسبة للبنانيين".
وتبلغ كلفة ورقة "اللوتو" حالياً 2000 ليرة لبنانية ، أي ما يعادل حوالي دولاراً واحداً وثلث الدولار ، ويجري السحب على "اللوتو" مرتين في الأسبوع ما يشجع الناس أكثر على المشاركة.
فيما يبلغ سعر ورقة اليانصيب 5000 ليرة لبنانية أي ما يعادل حوالي دولارين ونصف الدولار . ويصل حجم الجائزة من اليانصيب 150 مليون ليرة لبنانية وهي جائزة محددة ، بينما جائزة اللوتو قد تصل الى 7 مليارات ليرة لبنانية وربما أكثر إذا تراكمت من أسبوع الى آخر.
وقالت مشلين غطاس التي تعمل في مجال التجارة ، لـ(د.ب.أ) ، " أعمل أنا وزوجي ولكننا لم نتمكن من تحقيق طموحاتنا في الحياة ، في الحياة كلها ، لذلك الجأ كل أسبوع إلى اللوتو لعلنا نربح مبلغاً كبيراً يغير حياتنا ، إنه الطموح......وهذا من طبع الإنسان".
وقال سليم الذي يملك مكتبة في بيروت ، خصصها لبيع أوراق "اللوتو وأوراق "اليانصيب" إضافة إلى بيع الكتب لـ(د.ب.أ) " إن الوضع الإقتصادي الضاغط وانخفاض الحد الأدنى للأجور في مقابل ارتفاع أسعار كافة السلع والخدمات في لبنان ، هو الدافع الأساس للبنانيين للجوء إلى ألعاب الحظ".
ولاحظ سليم الذي رفض ذكر اسمه كاملاً أن "معظم اللبنانيين اللذين يلجأون إلى ألعاب الحظ هم في العقد الخامس من العمر وما فوق ، الذين فقدوا الأمل والقدرة على إحداث أي تغيير في واقعهم ، أو الذين أقعدهم المرض عن متابعة الإنتاج ولا يحصلون على المساعدة الكافية من أبنائهم . بينما تنخفض نسبة الشبان الذين يلجأون إلى مثل هذه الألعاب.
وقال سميرالموظف في إحدى الإدارات العامة ، لـ(د.ب.أ) " منذ عشرات السنين أشتري كل أسبوع اللوتو واليانصيب بمعدل 10 دولارات ، أملاً في تغيير واقعي المذري ، فأنا مجرد موظف لا يستطيع أن يسدد تكاليف العيش في هذا الوطن".
وتابع سمير الذي أصبح على أبواب التقاعد ، والذي رفض ذكر اسمه كاملاً لاعتبارات خاصة " لقد أصبحت مدمناً على شرائها ، فإن لم أشترها أشعر أني لست مرتاحاً ، ذلك يعطيني الأمل ، وأحلم لعدة أيام بأن كل شيء تغير ، فأرتاح من همي أثناء الحلم ، وإن كانت الراحة وهمية ، ومع أني لم أربح ولا مرة حتى الآن ، إلا أني أعيد الكرة كل أسبوع".
ويرى بعض الباحثين أن فقدان الثقة بالذات وبالآخر، وفقدان الثقة بالمؤسسات ، بالإضافة إلى فقدان مرجعية القانون والحق ، وفقدان القدرة على المواجهة، والرغبة في الربح السريع قد تكون الدافع للجوء اللبنانيين إلى ألعاب الحظ.
وقال الباحث الاجتماعي في الجامعة الأمريكية يوسف خوري ، لـ(د.ب.أ) ، "إن الوضع الاقتصادي الضاغط قد يشكل السبب الأقوى الذي يدفع اللبنانيين للجوء إلى ألعاب الحظ إضافة إلى اهتزاز مبدأ بذل الجهد ، والرغبة بالربح السريع ، و انتشار النمط الاستهلاكي ، الذي يخلق الحاجات ويزيد تنوّعها، ويزيد إحتمالات الشعور بالحرمان لعدم القدرة على إشباعها، فيلجأ الفرد الى ألعاب الحظ بحثاً عن وسيلة تسمح له بتقليد النمط الاستهلاكي".
وإذا كان تغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان لا زال عصياً على التحقيق ، فلا بأس بشراء الأمل والاتكال على الحظ ، عله يصيب ، ويساهم في خلق غدٍ أفضل.