نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


المحاصيل الزراعية فى سورية تتعرض لأكبر ازمة حرائق في تاريخها






دمشق -خليل هيملو- التهمت ألسنة النيران عشرات الآلاف من الهكتارات المزروعة بالقمح والشعير والاشجار والاراضي الرعوية في عموم المحافظات السورية ، في موسم يعتبر الاكثر حرائقاً في تاريخ سورية ، ولعل أكثر المناطق تضرراً هي مناطق شمال شرق سورية والتي تعتبر سلة غذاء البلاد .
حرائق طالت الاتهامات من يقف وراءها بحسب المنطقة التي اشتعلت بها، ففي المناطق الشرقية توجهت الاتهامات إلى عناصر ينتمون إلى تنظيم داعش وأخرى لعناصر تابعين لقوات سورية الديمقراطية (قسد) وأخرى للحكومة السورية، وذلك وسط اتهامات طالت المسؤولين في كل المناطق بالتقصير وعدم التعامل بجدية أكثر لمواجهة الحرائق وجمع المحاصيل.


 
على امتداد طريق دمشق الرقة وحماة حلب وعلى مسافة تزيد على 25 كم في منطقة اثريا خناصر على طريق عام الرقة دمشق وطريق حلب دمشق التهمت النيران في 17 أيار / مايو الماضي عشرات الآلاف من الهكتارات من الارضي الرعوية وهددت المواقع العسكرية التابعة للقوات الحكومية السورية في تلك المنطقة بالحريق .
ويقول أحمد علي وهو سائق حافلة على طريق دمشق حلب لوكالة الأنباء الالمانية (د.ب.أ) " حريق اثريا خناصر استمر لحوالي ثلاثة أيام، والتهمت النيران عشرات الآلاف من الهكتارات ، وقطعت الطريق بسبب الدخان الكثيف وخوفاً من حوادث السير وامتد الحريق ليصل إلى طريق الرقة دمشق ووصلت النيران إلى عمق البادية ".

ويضف أحد عناصر الجيش السوري في نقطة اثريا " الحريق كان الأكبر في سورية خلال السنوات الماضية، فقد التهمت النيران مساحات واسعة من الاراضي الرعوية الغنية بالنبات والاشجار الرعوية وبلغ ارتفاعها في بعض المواقع لأكثر من مترين".

ويضيف العنصر الذي طلب عدم ذكر اسمه " كان بعد المسافة عن مدينة حلب والتي تزيد على 100 كم وكذلك البعد عن مدينة حماة وتأخر وصول سيارات الاطفال سببا في زيادة رقعة الحريق ووصوله إلى منطقة البادية الوعرة التي كانت تشكل صعوبة على سيارات الاطفاء للوصول اليها ".

يصف المزارع خليل علي من ريف الرقة الشمالي الحرائق هذا العام بأنها " عجيبة غريبة " لكثرتها واختيار التوقيت في الحريق... " في السنوات السابقة كان يمر موسم الحصاد ولا يتجاوز عدد الحرائق في منطقة تل ابيض على 10 او 15 ، ولكن هذا الموسم كل يوم هناك أكثر من 20 حريقاً في المنطقة ".

ويضيف علي "اللافت أن الحرائق تحدث في توقيت محدد وعادة تتم بين الساعة الواحدة والرابعة بعد الظهر حيث تشاهد ألسنة النيران والدخان في عموم المنطقة، وسيارات الاطفاء على قلتها لا تستطيع التوجه إلى كل مكان واخماد كل الحرائق ويصل بعضها متأخرا ، ولكن الاعتماد الرئيس على الاهالي الذين يقومون بإطفاء الحرائق بإمكاناتهم الذاتية من خلال صهاريج المياه، وفلاحة الأرض لإيقاف تمدد الحريق ، لماذا لم تجلب سيارات إطفاء كافية ووضع نقاط إنذار تغطي كل المنطقة ".
تدور أحاديث كثيرة على ألسنة المزارعين والفلاحين حول أسباب الحرائق ومنهم من يرى أن أغلب الحرائق هي مفتعلة ويقول بعضهم لـ ( د.ب.أ ) " عدد قليل من الحرائق عرف سببها أنه كان بسبب الحصادات أو الاليات الزراعية الأخرى التي تقوم بالعمل الزراعي، ولكن القسم الأكبر من الحرائق كان بفعل فاعل ويتم الحديث عن وضع صواعق تنفجر بسبب الحرارة وأحاديث أخرى عن وضع عدسات مكبرة صغيرة تحرق المحاصيل بسبب ارتفاع درجة الحرارة ، ولكن الأمر اللافت هو قيام أشخاص يركبون دراجات نارية بحرق المحاصيل دون إلقاء القبض عليهم".
ويقول مسؤول في مجلس سورية الديمقراطي في محافظة الرقة طلب عدم ذكر اسمه " تم إلقاء القبض على عدد من الاشخاص يقومون بإشعال النيران البعض منهم مرتبط بتنظيم داعش وغيره ".
ويكشف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ ( د. ب. أ ) عن المساحات التي تعرضت للحريق حتى الثالث من حزيران/ يونيو الجاري " فقد بلغت في محافظة الحسكة أكثر من 27200 دونم والرقة 14 ألف دونم والطبقة 15ألف دونم أضافة إلى أكثر من 1150 ألف شجرة زيتون وفي تل ابيض 20 ألف دونم ومنبح ألفي دونم ، ودير الزور 3500 دونم".
وحول تعويض المزارعين الذين احترقت محاصيلهم يقول المسؤول " ليس لدينا الامكانية لتعويض المتضررين ، ولكن نتواصل مع التحالف الدولي والمنظمات الدولية لتعويض المتضررين ولو بشكل جزئي ".
ويحمل الفلاحين قوات سورية الديمقراطية وإدارتها مسؤولية حرق محاصيلهم بسبب عدم الزام الحصادات بالحصاد في مناطقهم وتوجهها إلى ريف دير الزور والرقة الشرقي .
ويقول ابراهيم محمد وهو صاحب حصادة في محافظة الرقة " عقدت لجنة الزراعة في منطقة تل ابيض اجتماعاً مع اصحاب الحصادات التي بلغ عددها حوالي 220 حصادة فقط في منطقة تل ابيض... موسم الحصاد انتصف تقريبا ولكن أين الحصادات... لقد توجهت إلى ريف الرقة الشرقي وريف دير الزور الغربي وتركت المنطقة لنيران الحاقدين ".

وفي محافظة الحسكة شمال شرق سورية التهمت النيران آلاف الهكتارات من أخصب الاراضي الزراعية شمال سورية، ويقول معاون مدير زراعة الحسكة رجب السلامة لـ ( د. ب. أ ) " أصبح الحريق الهاجس اليومي لنا وكل يوم هناك عشرات الحرائق منها يتم السيطرة عليه من قبل المزارعين والأهالي وقبل وصول سيارات الإطفاء ، واحترقت 2500 دونم في منطقة تل براك، و2000 دونم في منطقة خشمان، و4600 دونم في منطقة تل حميس بريف القامشلي الجنوبي ، إضافة إلى احتراق عدد من الاليات بينها حصادة في منطقة تل حميس ".
وبحسب حصيلة وزارة الإدارة المحلية السورية فإنه اعتباراً من يوم 27 أيار/ مايو وطوال أسبوع أخمد عناصر الإطفاء 900 حريق تشكل حرائق الأعشاب النسبة الأكبر منها، وتبلغ 60 بالمئة بينما 15 بالمئة تكون أراضي مزروعة تعددت وراءها الأسباب من طبيعية إلى مفتعلة، إضافة إلى 25 بالمئة لأسباب مختلفة من حرائق منازل ومنشآت وسيارات وأجهزة كهربائية ومواد بترولية ومكبات نفايات.
وفي مدينة حلب قال قائد فوج إطفاء حلب العقيد هيثم الكشتو " بلغ عدد حرائق الأعشاب خلال شهر أيار / مايو 336 حريقا وخلال الاسبوع الأخير من الشهر وصلت حوادث الحريق إلى ذروتها وبلغ عددها في يوم واحد 55 حريقا في حلب وريفها".
وحمل مسؤول في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية في محافظة ادلب القوات الحكومية السورية والروسية المسؤولية في اشعال الحرائق في مناطق حماة وادلب بسبب القصف المدفعي والصاروخي وقال " لم تعد مهمتنا انتشال القتلى والجرحى من تحت الانقاض جراء القصف المدفعي والصاروخي من القوات الحكومية السورية والروسية بل إطفاء الحرائق التي تلتهم الاراضي الزراعية ".
ويضيف لـ ( د. ب. أ ) " أكثر من 300 حريق اندلعت في الاراضي الزراعية خلال شهر أيار/ مايو بسبب القصف الجوي الروسي والمدفعي من القوات الحكومية والروسية على مناطق ريفي حماة وإدلب تسببت بحرق مئات الهكتارات المزروعة بالمحاصيل والاشجار المثمرة ".

وبسبب الحرب وعدم زراعة أغلب المناطق، تعرضت سورية في السنوات الماضية إلى نقص حاد في الحبوب دفعها للاستيراد، ولكن الموسم المميز هذا العام والذي فاق كل التوقعات وربما يتجاوز الانتاج أكثر من خمسة ملايين طن من القمح ربما لن يتم الحصول عليه بسبب الحرائق التي تلتهم يومياً مئات الهكتارات وخاصة في مناطق شمال وشرق سورية .

خليل هيملو
الاربعاء 19 يونيو 2019