تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد


المدكوكة حلوى غنية بالطاقة توحد العراقيين في ليالي شتاء تغيب عنه معظم مستلزمات الرفاهية





تكريت - علي صالح - تحرص عوائل عراقية على المحافظة على تقاليد موروثة لإعداد أكلات شعبية تشكل جزءا من التقاليد العريقة وخاصة لدى حلول فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة. ومن بين هذه الاطباق "المدكوكة".


تعد المدكوكة طبقا عراقيا موغلا في القدم
تعد المدكوكة طبقا عراقيا موغلا في القدم
تعد المدكوكة طبقا عراقيا موغلا في القدم، توارثها العراقيون منذ أمد بعيد وتكاد تكون من المصطلحات القليلة التي يتفق عليها الجميع، سواء كانوا عربا أو كردا، أو تركمانا، مسلمين ومسيحيين.

تتكون "المدكوكة" من التمر والسمسم وبعض المطيبات، تمزج جميعا معا "بدقها بالهاون" حتى يكون زيت السمسم قد بدأ بالتجمع في اسفله، ثم يتحول المزيج إلى قطعة حلوة المذاق معمولة بشكل بسيط.

وللعراق، وهو احد بلدان العالم، وقد قدم لأبنائه وللإنسانية إرثا هائلا من العادات والتقاليد والقيم والفنون والآداب، في كل ميدان قصة وفي كل قصة حكاية لم تزل تدغدغ الأسماع رغم كل ما يمر به هذا البلد من خراب ودمار.

وسط زحام الأطعمة الجديدة والحلويات الفاخرة المصنعة في أرقى المعامل وأكثرها حرصا على شروط السلامة الصحية والسيطرة النوعية والتي تقدم أشهى وألذ المذاقات تبقى الأكلات الشعبية بنكهتها الخاصة التي يحرص عليها الجميع، ويعملون على ألا يطويها النسيان.

وفي شتاء العراق الذي تغيب عنه كل مستلزمات الرفاهية الحديثة من كهرباء والوسائل المرتبطة، يبحث الانسان هنا عن أي شئ يذكره بأمس قريب كان إلى حد ما هادئا قبل أن تمزق هدوءه قذائف الحروب منذ أكثر من ثلاثين عاما.

يقول عبد الله الموظف الحكومي /45 عاما /:" أحرص على تناول وإعداد المدكوكة، سواء مع الأسرة، أو بحضور الأصدقاء لقضاء ليلة سعيدة قد تمتد إلى وقت متأخر من الليل.. ننسى خلالها كل ما يحيط بنا من هموم ومآس ".

ويضيف "التمر الزهدي الجاف، وهو احد أصناف التمور العراقية الأكثر شيوعا في أرض الرافدين، هو المادة الأساسية (في المدكوكة)، إضافة إلى السمسم والمطيبات مثل (الحبهان) الهيل وحبة الحلوة والجوز ومواد أخرى يتم وضعها في هاون، ومن ثم نتناوب عملية الدق بالهاون الذي قد يكون مصنوعا من الخشب أو النحاس في أجواء عائلية جميلة تنتهي بتناول المدكوكة التي تمتلك سعرات حرارية تخفف من شدة برد الشتاء".

وذكر عبد الله " تقدم بعد الانتهاء من عملية المزج على شكل كرات صغيرة ليتناولها المجتمعون في ظل أجواء من البهجة والسعادة بعيدا عن أجواء العنف وأحاديث السياسة".

ثمة عادات وتقاليد تشكل جزء لايتجزء من حياة الشعوب ، تحرص على أن تبقي جذوتها متقدة في نفوس أبنائها كي لا تضيع هذه بفعل التقدم العلمي والتقني الذي يشهده العالم في كل لحظة.

وكما أن هناك عادات وتقاليد في الملبس والتصرف والسلوك،، فأن للأطعمة هي الأخرى عادات وطرق للعمل في أغلبها بدائية لكن الشعوب تبقي على طريقة تحضيرها بتلك الصورة لأنها قد تفقد شيئا من قيمتها الاعتبارية في حياتهالو صنعت بالطرق الحديثة

علي صالح
السبت 22 يناير 2011