كانت بلاد الرافدين في سبعينات القرن الماضي أحد أبرز المقاصد السياحية في العالم
أما في العراق فكان المسلحون من المسلمين السنة يستهدفون الطائرات القادمة للعراق خلال السنوات التي شهدت أسوأ موجات العنف والمقاومة المسلحة مما جعل الطائرات تحلق على ارتفاع كبير إلى أن تصل للمناطق التي تحظى بالحماية الأمريكية قبل أن تبدأ عملية الهبوط.
وأصبحت أطقم هذه الطائرات تبتسم عندما تتذكر هذه الطريقة للهبوط والتي لم يمض على استخدامها سوى عامين. وذهب الطيارون أصحاب الخبرة من جنوب أفريقيا إلى باكستان.
وتزايد في هذه الأثناء عدد شركات الطيران التي استعادت نشاطها الجوي في العراق ومن بينها شركة لوفتهانزا الألمانية التي تعتزم استئناف رحلاتها لبغداد بدءا من الخريف المقبل من مطار فرانكفورت الدولي. أما الخطوط العراقية فهي تنظم بالفعل رحلة أسبوعية لألمانيا.
وغالبا ما يكون القادمون إلى العراق رجال أعمال أو عراقيين كانوا في الخارج. أما الزائرون الغربيون فهم قلة، إن لم يكونوا يعملون لدى القوات الأمريكية المتمركزة في العراق أو لدى السفارات الأجنبية هناك.
ونادرا ما يكون هناك سائحون في بغداد باستثناء السائحين الإيرانيين الذين تقلهم الطائرات من طهران ليزوروا مرقد الإمام موسى الكاظم في منطقة الكاظمية والمعروف بقبته الذهبية. وبعد أن يبيت هؤلاء ليلة هناك تقلهم الحافلات إلى المناطق المقدسة عند المسلمين الشيعة في مدينة النجف والكوفة وكربلاء جنوب العراق
وغالبا ما تنتهي جولات الزوار في مدينة البصرة، ثاني أكبر مدينة عراقية والتي يعود منها أصحاب السياحة الدينية إلى إيران.
على أية حال فإن عدد السياح الذين زاروا بلاد الرافدين عام 2008 بلغ نحو مليون سائح. ولم تتوفر البيانات الخاصة بعام 2009 لمحافظ النجف السابق أسعد سلطان أبو كلل الذي أصبح الآن سفير العراق في طهران والذي فعل كل ما استطاع لتوسيع المدينة وأمر بتوسعة وسط المدينة بأكمله والذي يضم مرقد الإمام الحسين.
وأنشئت فنادق جديدة ومناطق أضفيت عليها قداسة ، غير أن العمل في توسعة مدينة النجف لم ينته بعد، وما زالت أعمال التوسعة مستمرة في ظل تنامي دور السياحة كمصدر إيرادات للمدينة
وخلال المعرض السياحي الدولي في لندن في تشرين ثان/نوفمبر الماضي قدمت العراق نفسها كمقصد سياحي لقضاء العطلات مستقبلا.
وعن ذلك قال رئيس هيئة السياحة في العراق، حمود محسن اليعقوبي..ستساعدنا السياحة على استعادة قوتنا .. نريد أن نبرهن على أن العراق لا تزال موجودة.
كانت بلاد الرافدين في سبعينات القرن الماضي أحد أبرز المقاصد السياحية وأحبها إلى السائحين الذين يهتمون بالثقافة بشكل خاص من بريطانيا واليابان وفرنسا وألمانيا.
وتعتبر مدن عراقية مثل مدينة أور و بابليون وأوروك مهد الحضارات وكانت منطقة جنوب العراق معروفة بجنانها الفيحاء مما جعل البعض يطلق عليها جنان عدن التي ذكرت في الكتاب المقدس.
واستطاع يعقوبي إقناع شركة سياحة بريطانية بتقديم رحلات سياحية لبلاد الرافدين. و وصل عدد الرحلات الاستكشافية التي قامت بها شركة البريطاني جيوف هان حتى الآن أربع رحلات ومن المنتظر أن ينظم المزيد.
وزار السائحون البريطانيون المعالم السياحية شمال العراق وجنوبها. غير أنه ألغى الزيارة التي كانت مقررة للمتحف العراقي في بغداد بسبب تردي الوضع الأمني.
كما قامت شركة سياحة فرنسية برحلة للمناطق الحضارية جنوب العراق شارك فيها عشرون سائحا مطلع حزيران/يونيو الجاري. وكانت بابليون على رأس المدن التي شملتها الرحلة. وتمت الرحلة عبر الكويت ولم تشمل بغداد بسبب سوء الوضع الأمني أيضا.
ورغم ذلك فسيمر وقت طويل قبل أن تصبح العراق مقصدا سياحيا حقيقيا لأن الرحلات التي نفذها الفرنسيون والبريطانيون كانت رحلات للمغامرين بالدرجة الأولى والذين يستطيعون التجاوب بمرونة مع كل موقف على حدة ولم تكن لهم مطالب مبالغ فيها ولم يشترطوا الحصول على ضمانات أمنية، وهذا هو أهم جانب في الموضوع.
ليست هناك شركة تأمين سياحي تقدم أي نوع من الخدمة في العراق، وهذا هو ما يدركه جيوف هان عندما يقول:“لا يمكننا تقديم سوى حماية محدودة للسائحين".
وأشار هان إلى أنه يعلم تمام العلم أن قاعدة عريضة من مواطنيه لا تستطيع قضاء عطلتها وسط مخاطر أمنية وحماية مشددة وحرس شخصي مكثف مضياف: "لن يكون ذلك استجماما".
وما زالت معظم الممثليات الدبلوماسية تنصح بعدم السفر للعراق بما في ذلك الخارجية الألمانية التي مازالت تصنف العراق على أنها شديدة الخطورة لمواطنها.
ولم يستثن من هذه التحذيرات سوى المناطق الكردية شمال العراق وهي المناطق المتاخمة لتركيا وإيران وهي مناطق ظلت بعيدة تماما عن مناطق الاضطراب الأمني.
كان آخر تفجير يقع في هذه المناطق الكردية قبل أربع سنوات. وتشهد المنطقة الكردية حاليا ازدهارا غير مسبوق في قطاع الإعمار حيث تنشأ الأحياء السكنية الجديدة بشكل يشبه نمو الفطر في كل من مدينة اربيل والسليمانية و مدينة دهوك. وتزايد عدد الشركات الأجنبية التي تستقر في إقليم كردستان لتتعامل مع جميع السوق العراقية انطلاقا من المناطق الكردية الآمنة.
وأقرت الحكومة الكردية في اربيل قبل أربع سنوات قانونا جديدا يسهل الاستثمارات الأجنبية. وتأسست شركة استثمارية بهدف تسهيل استقرار الشركات الأجنبية الراغبة في العمل بشكل دائم في كردستان العراق.
وتعالت الأصوات المنادية بتحفيز الاقتصاد وأطلق برنامج لإنعاش قطاع الزراعة. ولكن لم يحدث الكثير منذ ذلك الحين، وأصبحت أسعار الفنادق القليلة في المناطق الكردية مبالغا فيها أحيانا، كما أن البنية التحتية لقطاع السياحة متهالكة.
وتعتزم منظمة ألمانية غير حكومية تقديم المساعدة اللازمة للحكومة المحلية في هذا المجال وهي منظمة "ايه جي إيه اف" التي افتتحت بالفعل مركزا أوروبيا للتدريب السياحي وتقدم دورات تعليم لغات أجنبية ودورات لإعادة التأهيل
وسيتم تدريب العمالة المؤهلة للعمل في الفنادق والمطاعم بدءا من تموز/يوليو المقبل، وستطلق دورات سياحية بدءا من الخريف.
ويعتبر ذلك بالنسبة للألماني فولكر فيلدنر، رئيس المكتب الاقتصادي الألماني الذي أسس منذ مطلع العام الجاري في اربيل، أول خطوة في طريق تشييد البنية التحتية في قطاع السياحة.
وعن ذلك يقول فيلدنر:“عندما يأتي الزوار إلى هنا فإنهم يريدون رؤية شيء ويريدون إرشادا سياحيا مناسبا".
وتوقع الخبير الألماني أن تكون هناك مستقبلا جولات متخصصة في إحدى أقدم مدن العالم حضارة وهي مدينة اربيل التي يزيد عمرها عن 43 ألف عام.
وأصبحت أطقم هذه الطائرات تبتسم عندما تتذكر هذه الطريقة للهبوط والتي لم يمض على استخدامها سوى عامين. وذهب الطيارون أصحاب الخبرة من جنوب أفريقيا إلى باكستان.
وتزايد في هذه الأثناء عدد شركات الطيران التي استعادت نشاطها الجوي في العراق ومن بينها شركة لوفتهانزا الألمانية التي تعتزم استئناف رحلاتها لبغداد بدءا من الخريف المقبل من مطار فرانكفورت الدولي. أما الخطوط العراقية فهي تنظم بالفعل رحلة أسبوعية لألمانيا.
وغالبا ما يكون القادمون إلى العراق رجال أعمال أو عراقيين كانوا في الخارج. أما الزائرون الغربيون فهم قلة، إن لم يكونوا يعملون لدى القوات الأمريكية المتمركزة في العراق أو لدى السفارات الأجنبية هناك.
ونادرا ما يكون هناك سائحون في بغداد باستثناء السائحين الإيرانيين الذين تقلهم الطائرات من طهران ليزوروا مرقد الإمام موسى الكاظم في منطقة الكاظمية والمعروف بقبته الذهبية. وبعد أن يبيت هؤلاء ليلة هناك تقلهم الحافلات إلى المناطق المقدسة عند المسلمين الشيعة في مدينة النجف والكوفة وكربلاء جنوب العراق
وغالبا ما تنتهي جولات الزوار في مدينة البصرة، ثاني أكبر مدينة عراقية والتي يعود منها أصحاب السياحة الدينية إلى إيران.
على أية حال فإن عدد السياح الذين زاروا بلاد الرافدين عام 2008 بلغ نحو مليون سائح. ولم تتوفر البيانات الخاصة بعام 2009 لمحافظ النجف السابق أسعد سلطان أبو كلل الذي أصبح الآن سفير العراق في طهران والذي فعل كل ما استطاع لتوسيع المدينة وأمر بتوسعة وسط المدينة بأكمله والذي يضم مرقد الإمام الحسين.
وأنشئت فنادق جديدة ومناطق أضفيت عليها قداسة ، غير أن العمل في توسعة مدينة النجف لم ينته بعد، وما زالت أعمال التوسعة مستمرة في ظل تنامي دور السياحة كمصدر إيرادات للمدينة
وخلال المعرض السياحي الدولي في لندن في تشرين ثان/نوفمبر الماضي قدمت العراق نفسها كمقصد سياحي لقضاء العطلات مستقبلا.
وعن ذلك قال رئيس هيئة السياحة في العراق، حمود محسن اليعقوبي..ستساعدنا السياحة على استعادة قوتنا .. نريد أن نبرهن على أن العراق لا تزال موجودة.
كانت بلاد الرافدين في سبعينات القرن الماضي أحد أبرز المقاصد السياحية وأحبها إلى السائحين الذين يهتمون بالثقافة بشكل خاص من بريطانيا واليابان وفرنسا وألمانيا.
وتعتبر مدن عراقية مثل مدينة أور و بابليون وأوروك مهد الحضارات وكانت منطقة جنوب العراق معروفة بجنانها الفيحاء مما جعل البعض يطلق عليها جنان عدن التي ذكرت في الكتاب المقدس.
واستطاع يعقوبي إقناع شركة سياحة بريطانية بتقديم رحلات سياحية لبلاد الرافدين. و وصل عدد الرحلات الاستكشافية التي قامت بها شركة البريطاني جيوف هان حتى الآن أربع رحلات ومن المنتظر أن ينظم المزيد.
وزار السائحون البريطانيون المعالم السياحية شمال العراق وجنوبها. غير أنه ألغى الزيارة التي كانت مقررة للمتحف العراقي في بغداد بسبب تردي الوضع الأمني.
كما قامت شركة سياحة فرنسية برحلة للمناطق الحضارية جنوب العراق شارك فيها عشرون سائحا مطلع حزيران/يونيو الجاري. وكانت بابليون على رأس المدن التي شملتها الرحلة. وتمت الرحلة عبر الكويت ولم تشمل بغداد بسبب سوء الوضع الأمني أيضا.
ورغم ذلك فسيمر وقت طويل قبل أن تصبح العراق مقصدا سياحيا حقيقيا لأن الرحلات التي نفذها الفرنسيون والبريطانيون كانت رحلات للمغامرين بالدرجة الأولى والذين يستطيعون التجاوب بمرونة مع كل موقف على حدة ولم تكن لهم مطالب مبالغ فيها ولم يشترطوا الحصول على ضمانات أمنية، وهذا هو أهم جانب في الموضوع.
ليست هناك شركة تأمين سياحي تقدم أي نوع من الخدمة في العراق، وهذا هو ما يدركه جيوف هان عندما يقول:“لا يمكننا تقديم سوى حماية محدودة للسائحين".
وأشار هان إلى أنه يعلم تمام العلم أن قاعدة عريضة من مواطنيه لا تستطيع قضاء عطلتها وسط مخاطر أمنية وحماية مشددة وحرس شخصي مكثف مضياف: "لن يكون ذلك استجماما".
وما زالت معظم الممثليات الدبلوماسية تنصح بعدم السفر للعراق بما في ذلك الخارجية الألمانية التي مازالت تصنف العراق على أنها شديدة الخطورة لمواطنها.
ولم يستثن من هذه التحذيرات سوى المناطق الكردية شمال العراق وهي المناطق المتاخمة لتركيا وإيران وهي مناطق ظلت بعيدة تماما عن مناطق الاضطراب الأمني.
كان آخر تفجير يقع في هذه المناطق الكردية قبل أربع سنوات. وتشهد المنطقة الكردية حاليا ازدهارا غير مسبوق في قطاع الإعمار حيث تنشأ الأحياء السكنية الجديدة بشكل يشبه نمو الفطر في كل من مدينة اربيل والسليمانية و مدينة دهوك. وتزايد عدد الشركات الأجنبية التي تستقر في إقليم كردستان لتتعامل مع جميع السوق العراقية انطلاقا من المناطق الكردية الآمنة.
وأقرت الحكومة الكردية في اربيل قبل أربع سنوات قانونا جديدا يسهل الاستثمارات الأجنبية. وتأسست شركة استثمارية بهدف تسهيل استقرار الشركات الأجنبية الراغبة في العمل بشكل دائم في كردستان العراق.
وتعالت الأصوات المنادية بتحفيز الاقتصاد وأطلق برنامج لإنعاش قطاع الزراعة. ولكن لم يحدث الكثير منذ ذلك الحين، وأصبحت أسعار الفنادق القليلة في المناطق الكردية مبالغا فيها أحيانا، كما أن البنية التحتية لقطاع السياحة متهالكة.
وتعتزم منظمة ألمانية غير حكومية تقديم المساعدة اللازمة للحكومة المحلية في هذا المجال وهي منظمة "ايه جي إيه اف" التي افتتحت بالفعل مركزا أوروبيا للتدريب السياحي وتقدم دورات تعليم لغات أجنبية ودورات لإعادة التأهيل
وسيتم تدريب العمالة المؤهلة للعمل في الفنادق والمطاعم بدءا من تموز/يوليو المقبل، وستطلق دورات سياحية بدءا من الخريف.
ويعتبر ذلك بالنسبة للألماني فولكر فيلدنر، رئيس المكتب الاقتصادي الألماني الذي أسس منذ مطلع العام الجاري في اربيل، أول خطوة في طريق تشييد البنية التحتية في قطاع السياحة.
وعن ذلك يقول فيلدنر:“عندما يأتي الزوار إلى هنا فإنهم يريدون رؤية شيء ويريدون إرشادا سياحيا مناسبا".
وتوقع الخبير الألماني أن تكون هناك مستقبلا جولات متخصصة في إحدى أقدم مدن العالم حضارة وهي مدينة اربيل التي يزيد عمرها عن 43 ألف عام.


الصفحات
سياسة








