تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


انبا قبطي يطلق 19 فيلماً على يوتيوب للرد على رواية "عزازيل" الفائزة بجائزة بوكر العربية




القاهرة - رشيد نجم - مرة اخرى تعود رواية عزازيل للباحث الدكتور يوسف زيدان الى الواجهة، فلم تكد تهدا العواصف الماضية ونسي المتابعون الامر حتى عاد الصراع بين المؤلف والكنيسة القبطية الى الواجهة مع رد من الكنيسة بافلام وثائقية تسجيلية تم نشرها على الشبكة العنكبوتية عبر موقع اليوتيوب، والرجل الكنسي الواقف ورائها هو نفسه الذي تصدى منذ اللحظة الاولى للدكتور زيدان وهو الانبا بيشوب سكرتير المجمع القدسي


الانبا بيشوب سكرتير المجمع القدسي
الانبا بيشوب سكرتير المجمع القدسي
فقد اطلق بيشوب تسعة عشر فيلما بوقت اجمالي بلغ 170 دقيقة تقريبا ليرد على زيدان حول ما ورد بروايته التي يقول انها ترجمة لوثائق تاريخية مهمة تكشف فترة وحقبة مهمة من التاريخ القبطي بشكل خاص والمسيحي بشكل عام، وبالعودة الى الوراء والى اصل الرواية بالتحديد فينبغي التذكير بان الرواية وكما يقول الباحث زيدان تتناول ترجمة لمجموعة لفائف مكتوبة باللغة السريانية، دفنت ضمن صندوق خشبي محكم الإغلاق في منطقة الخرائب الأثرية حول محيط قلعة القديس سمعان العمودي قرب حلب في سوريا، كُتبت في القرن الخامس الميلادي وعُثر عليها بحالة جيدة ونادرة ،وتم نقلها من اللغة السريانية إلي العربية، وهب عبارة عن سيرة ذاتية للراهب المسيحي المصري هيبا ،والذي عاش في الفترة المضطربة من التاريخ المسيحي الكنسي في أوائل القرن الخامس الميلادي والتي تلتها إنقسامات هائلة بين الكنائس الكبري وذلك علي خلفية الخلاف حول طبيعة المسيح.

واورد زيدان بان الراهب هيبا كتب رقوقه مدفوعا بطلب من عزازيل أي "الشيطان" حيث كان يقول له:" أكتب يا هيبا، أريدك أن تكتب، اكتب كأنك تعترف، وأكملْ ما كنتَ تحكيه، كله…." وأيضاً " يقول في رده على استفسار هيبا:" نعم يا هيبا، عزازيل الذي يأتيك منك وفيك"، وتتناول كتب الراهب هيبا ما حدث له منذ خرج من أخميم في صعيد مصر قاصدا مدينة الأسكندرية لكي يتبحر في الطب واللاهوت، وهناك تعرض لإغواء أمرأة سكندرية وثنية (أوكتافيا) أحبته ثم طردته لما عرفت أنه راهب مسيحي. ثم خروجة هاربا من الأسكندرية بعد ثلاث سنوات بعد أن شهد بشاعة مقتل العالمة هيباتيا الوثنية علي يد الغوغاء من مسيحي الأسكندرية بتحريض من بابا الأسكندرية. ثم خروجه إلي فلسطين للبحث عن أصول الديانة واستقراره في أورشاليم (القدس) ولقائه بالقس نسطور الذي أحبه كثيرا وأرسله إلي دير هادئ بالقرب من أنطاكية. وفي ذلك الدير يزداد الصراع النفسي داخل نفس الراهب وشكوكه حول العقيدة، ويصاحب ذلك وقوعة في الحب مع امرأة تدعي (مارتا)، وينهي الرواية بقرار أن يرحل من الدير وأن يتحرر من مخاوفه بدون أن يوضح إلي أين.

وبالعودة الى رد الانبا بيشوب وبعد مراجعة الهدهد للافلام على اليوتيوب فقد تبين ان التركيز كان على النقاط الرئيسية التي تحدث عنها زيدان وتشكل تهديدا للاسس الاساسية للكنيسة القبطية، خصوصا ما يتعلق بالقديس كيرلس ومكانته فى الكنيسة الشرقية والغربية فقد ورد بادى اللفافات ان الشهادات تثبت أن القديس كيرلس ليس له أى صلة بمقتل هيباتيا الفيلسوفة، وهي تكملة للشهادات التى تثبت أن القديس كيرلس ليس له أى صلة بمقتل هيباتيا الفيلسوفة، ويفند بيشوى الآراء الواردة فى الرواية ويرد عليها من خلال المراجع والدراسات العالمية لعدد من علماء الدين المسيحي، ويقول بيشوى فى بداية الفيلم "إن هدف هذا العمل هو تسليط الضوء وتصحيح الضلال الذى أورده الدكتور يوسف زيدان فى مؤلفته عزازيل، للتعرف على الحقائق التاريخية الموثقة من قبل علماء الدين المسيحى البارزين وخاصة أن زيدان يدعى عندما يشن أحدا الهجوم عليه بسبب مؤلفته، إن هذا العمل أولا وأخيرا هو رواية مقتبسة من وحى الخيال لذلك كان علينا ان نكتشف ما هو الواقع وما هو الخيال.

ويضيف بيشوب بصوته: خطورة الرواية من وجهة نظرنا هي أنها تدعى أنها كشفت للقراء المسلمين حقيقة العقيدة المسيحية التى أخفتها على مر العصور وهذا غير صحيح تماما، فالرواية تهاجم أساسيات العقيدة المسيحية وتحاول تحطيمها متبعة نفس أسلوب دان براون فى روايته شفرة دافنشى، فى هذا الفيلم سنذكر الأخطاء التى وردت فى الرواية وتعمدت الإساءة للعقيدة المسيحية كما أن الرواية ورد بها العديد من المشاهد الجنسية اللأخلاقية.

يذكر ان عزازيل هي رواية صادرة عن دار الشروق سنة 2008، من تأليف الدكتور يوسف زيدان الخبير في المخطوطات والفلسفة، ويوسف زيدان باحث ومفكر مصري متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه،عمل مستشاراً لعدد من المنظمات الدولية الكبرى مثل: منظمة اليونسكو، منظمة الإسكوا، جامعة الدول العربية، وغيرها من المنظمات. ويعمل منذ عام 2001 مديرا مركز ومتحف المخطوطات في مكتبة الإسكندرية، وقد ساهم وأشرف على مشاريع ميدانية كثيرة تهدف إلى رسم خارطة للتراث العربي المخطوط المشتت بين أرجاء العالم المختلفة، وفازت الرواية بالجائزة العالمية للرواية العربية كأفضل رواية عربية لعام 2009م. كما نالت الرواية استحسانا كبيرا من قبل النقاد والقراء العرب وشهدت أسواق الكتب بمصر إقبالا شديدا .

وقد أَحَال المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام، في وقت سابق يوسف زيدان مؤلف رواية "عزازيل" إلى نيابة أمن الدولة العليا، بتهمة ازدراء النصرانية، وفقًا للبلاغ الذي قدمه ضده نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان بسبب تصريحه: "إن العصور التي سبقت مجيء عمرو بن العاص كانت أكثر ظلامًا وقسوةً على المسيحيين، وأن ما يلقنونه للأطفال في مدارس الأحد ويحشون به أدمغة القاصرين ما هو إلا أوهام وضلالات تجعلهم في عُزلة عن المجتمع، لهذا يسهل على الكنيسة استخدامهم سياسيًّا".

وقد كثرت التدخلات الدينية في قضايا الاعلام والاعمال الادبية والفنية والسينمائية في مصر ،فهل سينتصر زيدان بمواجهة الكنيسة في زمن العلم والمواجهة المنطقية المعتمدة على العقل والمنطق؟

رشيد نجم
الاحد 30 مايو 2010