تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


براتيسلافا عروس الدانوب مدينة ليست كالمدن ومرآة لمستقبل الاتحاد الأوروبي





براتيسلافا - كريستوف ثاني - موقع براتيسلافا المتفرد بجوار النمسا والمجر يجعل تلك المدينة القابعة على ضفاف نهر الدانوب الموطن الوحيد والعاصمة الوحيدة المجاورة لدولتين مستقلتين


مدينة براتيسلافا
مدينة براتيسلافا
يمكن اعتبار العاصمة السلوفاكية نموذجا مصغرا يؤكد أن حرية التنقل غير المشروطة داخل حدود الاتحاد الأوروبي تغير وجه القارة، صحيح أن ذلك يحدث ببطء لكنه يحدث دون شك.

وتتنبأ إيفا أوبريشتوفا وهي مدرسة لغة فرنسية في إحدى مدارس براتيسلافا لكنها تعيش عبر الحدود في مدينة كيتسي:"سيمثل السلوفاك الأغلبية هنا في غضون 20 عاما".

يقطن كيتسي ألفا نسمة بينهم نحو مئة أسرة سلوفاكية. ويمثل أطفال السلوفاك نحو ثلث الأطفال في كل دور حضانة المدينة.

والمتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى خمسين بالمئة بسرعة كبيرة، ذلك أن معظم سكان المدينة الجدد من السلوفاك عبارة عن أسر لديها أطفال، بينما معظم سكان المدينة من النمساويين عبارة عن كهول بلغوا سن التقاعد.

يقول جيرهارد شويدنجر عمدة قرية فولفشتال المجاورة والتي تبلغ مساحتها نصف مساحة كيتسي:"قبل انهيار حائط برلين، كانت فولفشتال تبدو كقرية في نهاية العالم..والآن هي تنمو وتتسع ثانية وأعمار قاطنيها أصغر".

ويضيف إنه على النقيض من معظم السكان المحليين، يحمل كل الوافدين الجدد من سلوفاكيا، شهادات جامعية.

ويشير شويدنجر إلى أنه لا ينبغي النظر إليهم كـ"محدثي نعمة"، بل الأفضل النظر إليهم بوصفهم أشخاصا معاصرين حازوا قدرا جيدا من التعليم ويتطلعون للحياة في الريف.

ولا عجب أنهم جميعا يعملون في براتيسلافا التي تعيش أزهى فترات ازدهارها، وطبقا لاحدث تقارير مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات" فإن العاصمة السلوفاكية تفوقت على فيينا من حيث حصة الفرد من الناتج الاقتصادي وقوة الشراء.

هذه الثروة الجديدة مقترنة بتدني أسعار العقارات مقارنة ببراتيسلافا، جعلت من النمسا مقصدا جذابا لكثير من السلوفاك. قرية رايكا المجرية القريبة في طريقها هي الأخرى لأن تتحول إلى إحدى ضواحي براتيسلافا.

حقيقة أن العاصمة السلوفاكية اتسعت الآن لتمد أقدامها في المجر وولايتين نمساويتين اتحاديتين، لها علاقة بموقعها أكثر من حجمها، ذلك أن المدينة لا يعيش فيها سوى 430 ألف نسمة.

إن قرى كيتسي وإيدلشتال إم بورجنلاند وبيرج وفولفشتال وبلدة هاينبرج الصغيرة في مقاطعة النمسا الدنيا، كلها تحيط ببراتيسلافا تقريبا. رايكا على الجانب الآخر يسهل الوصول إليها عبر الطريق السريع، مقارنة بمناطق كثيرة تقع على أطراف المدينة.

وبعد انهيار الستار الحديدي ، عمد الكثير من الآباء السلوفاك إلى إرسال أبنائهم لمدارس نمساوية بحيث يتمكنون من تعلم الألمانية بسرعة، لكن بعد الانضمام للاتحاد الأوروبي في 2004 والارتفاع الكبير في أسعار العقارات في براتيسلافا، ازدادت أعداد الأسر التي تميل للعيش بشكل كامل عبر الحدود.

أما أولئك الذين قرروا عدم الانتقال إلى النمسا، يكتفون بالتسوق من هناك لانخفاض الأسعار رغم جودة المنتجات.

جودة حافلات النقل العام التي تسير بين هاينسبرج وقرى مثل فولفشتال في قلب براتيسلافا، ساعد على تيسير التنقل بين الحدود.

المدة المستغرقة في التنقل أقصر في واقع الأمر من تلك التي يقضيها المقيمون في ديفينسكا نوفا فيز، التي يعيش فيها عمال مصانع فولكس فاجن.

رايكا تم ربطها مؤخرا أيضا ببراتيسلافا بواسطة مسار حافلات داخل المدينة، ما يعني أن السكان لم يعودوا بحاجة لسيارة للوصول لمقر العمل في براتيسلافا.

في العطلات الأسبوعية المشمسة، عندما تكون الطرقات مليئة بهواة الدراجات والمتنزهين والمتزلجين، يصعب عليك أن تتخيل أن هذا الركن الأوروبي الصغير كان مقسما بقوات عسكرية وأسلاك شائكة لا يمكن اختراقها.

ومع تدفق هذه الأعداد الكبيرة من السلوفاك ومقامهم عبر الحدود في النمسا، كان لزاما أن تخضع الكثير من المدارس القروية في المنطقة لعملية توسيع لاستيعابهم، ولأن آباء هؤلاء الأطفال يحملون درجات جامعية، فإن مستوى التعليم نفسه يرتفع بمجرد التغلب على المشكلة الأساسية المتمثلة في اللغة.

لكن ليس الجميع سعداء بمسألة فتح الحدود، فتلك الأسر الجديدة ظهرت بينهم فجأة.

يقول لودفيج توميسيتش وهو متقاعد نمساوي:" لم يكن أي منا مستعد لهذا، معدل الجرائم سيرتفع بسبب فتح الحدود".

"في الأيام الخوالي كنا نترك أبوابنا مفتوحة .. لكن اليوم نضطر لغلق كل شيئ ورغم ذلك تقع حوادث الاقتحام والسطو الواحدة تلو الأخرى".

تعرض بنك كيتسي مؤخرا لعمليتي سطو في غضون أسبوعين، فيما لم تكن الشركات والمنازل بمنأى هي الأخرى عن السرقات

كريستوف ثاني
السبت 23 أبريل 2011