تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


بريطانيون يرون ان حكومتهم تأخرت في التصدي للجرائم وعصابات الشغب




لندن - اليس ريتشي - تتساءل المجتمعات التي تواجه عنف العصابات يوميا في شوارع انكلترا، عن سبب تأخر تحرك الحكومة البريطانية في معالجة مشكلة عنف العصابات وذلك بعد ان توعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بتعقب تلك العصابات اثر اعمال الشغب التي شهدتها البلاد الاسبوع الماضي.


بريطانيون يرون ان حكومتهم  تأخرت في التصدي للجرائم وعصابات الشغب
وقد اعلن كاميرون "الحرب الشاملة" على العصابات التي القيت عليها مسؤولية اربع ليال متتالية من اعمال النهب والتخريب، وقال ان تلك العصابات تمثل "مرضا اجراميا كبيرا اصاب الشوارع في كافة انحاء بلادنا".

وعين كاميرون الخبير الاميركي في مكافحة العصابات بيل براتون، مستشارا في مكافحة العصابات، واقر استخدام المذكرات القضائية لمنع العصابات من التجمع في اماكن خاصة واستخدام الكلاب الخطيرة كسلاح.

واقر كاميرون كذلك بوجود "مشاكل اجتماعية تتفاقم على مدى عقود وانفجرت في وجهنا"، متوعدا بمضاعفة الجهود لمعالجة مشاكل التفكك الاسري والاعتماد على المعونات الحكومية وفشل التعليم.

ولكن بالنسبة لمن يعيشون المشكلة ويتعاملون معها، فان العديد منهم يتساءلون عن السبب الذي جعل الحكومة تتأخر كل هذه المدة لتلاحظ المشكلة -- وخلال هذا الوقت اصبحت العصابات اكثر عنفا واصبح اعضاؤها اصغر سنا.

ويؤيد شيلدون ثوماس العضو السابق في احدى العصابات، والذي يدير برنامجا للرعاية في لندن، اعلان كاميرون ان المجتمع البريطاني "متفكك".
واضاف "لقد قلت انا واشخاص مثلي ذلك مرارا منذ عقود (...) الناس غاضبون ومحبطون. لا توجد اعمال ولا يوجد امل".

الا انه اتهم كاميرون بالتحرك لضرب العصابات الان لان الصور المرعبة للشباب وهم يعيثون فسادا في مناطق لندن الراقية الاسبوع الماضية اثارت غضبا شعبيا في جميع انحاء البلاد، في الوقت الذي فشلت فيه الحكومات المتعاقبة في التحرك بنفس الطريقة لمواجهة نحو 800 حادث قتل مرتبط بالعصابات في العقد الماضي.

وتساءل ثوماس بغضب "هل اصبحنا الان امة تقيم وزنا للامور المادية مثل المتاجر والمحلات، اكثر من ما تقيم وزنا لحياة طفل عمره 14 عاما طارده عدد من افراد العصابات في احدى الطرق وطعنوه 17 مرة لسرقة جهاز بلاكبيري الذي كان يحمله؟".

اما باتريك ريغان الذي يعمل في حقل العمل الاجتماعي الخاص بالشباب، ويقدم النصائح لنائب رئيس الوزراء نيك كليغ حول اعمال العنف التي حدثت مؤخرا، فيقول ان الحكومة فشلت في معالجة المشكلة.

ويقول ريغان لوكالة فرانس برس ان "الناس حذروا طوال سنين من احتمال حدوث شيء مثل هذا. وآمل ان تكون هناك نظرة طويلة الامد للامور، وان لا نقوم فقط بالتغطية على المشاكل دون حلها".

الا ان ريغان، الرئيس التنفيذي لمنظمة "اكس ال بي" الخيرية للشباب، حذر من اي تبسيط لتعريف العصابات، كما حذر من انه من غير المرجح ان تكون العصابات المنظمة مسؤولة تماما عن اعمال الشغب التي حدثت الاسبوع الماضي.

وقال ان "الشباب لم يكونوا وحدهم المسؤولين، فبعضهم فقط استغل الفرصة، وبعض الشبان اندفعوا مع الحشود".
وقال انه تحدث مع السلطات المحلية التي قالت ان افراد العصابات المعروفين بقوا في منازلهم خلال اعمال الشغب .. لانهم كانوا يعلمون ان الشرطة ستستهدفهم اذا خرجوا".

واظهرت احدى الدراسات الرئيسية بشان العصابات في بريطانيا والتي اجراها مركز العدالة الاجتماعية المرموق، انه توجد في لندن 170 عصابة، رغم ان ثوماس يقدر العدد بنحو 260 عصابة يبلغ عدد اعضائها 15 الف.

كما تعمل 170 عصابة اخرى في مدينة غلاسكو الاسكتلندية حيث تقول الشرطة والسلطات المحلية انها خفضت عدد افراد العصابات العنيفين بنحو 50% خلال عامين من خلال مبادرات اجتماعية محددة.

ويطالب العاملون الاجتماعيون بتوفير مزيد من الموارد لبرامج الارشاد والتدخل، وحذر الاميركي براتون خلال اليومين الماضيين من ان قيام الشرطة بحملة قمع لا تكفي لحل مشاكل العصابات البريطانية.

وقال "لا يمكنك حل المشكلة فقط من خلال الاعتقالات. بل ان الحل يتطلب الكثير من التدخل واستراتيجيات واساليب الوقاية" من حدوث المشكلة.

ورغم ان العصابات كانت تصنف في السابق وفقا للاتنيات، الا انها تحدد حاليا بحسب المناطق، فعلى سبيل المثال عصابة "بيمبيري بويز" استوحت اسمها من منطقة بيمبيري السكنية في هاكني شرق لندن، وعادة ما يسيطر افرادها على المخدرات داخل تلك المنطقة.

ورغم ان العصابات تتراوح ما بين المنظمات الاجرامية ومجموعات المراهقين الغاضبين، الا ان تقريرا حكوميا اظهر مؤخرا ان الشباب ينضمون الى تلك العصابات من اجل الحصول على الحماية، او من اجل الحصول على شعور الانتماء والمكانة الاجتماعية وكذلك لجني المال.

وكان غافين ماكينا (21 عاما) عضوا في عصابة في نيوهام شرق لندن قبل ان يتغير. ورغم انه كان يحمل سكينا ويسطو على جيوب الناس، الا انه قال لفرانس برس انه واصدقاءه لم يكونوا جماعة منظمة "بل كنا نحاول البقاء على قيد الحياة فقط".

وتربى غافين في ظل اب كان يسيء معاملته وتركه وهو صغير، ولم يكن لديه المال وكانت العصابة تمثل بالنسبة له وسيلة لكسب المال وبديلا عن العائلة، وهي القصة التي يرددها الكثير من افراد العصابات في بريطانيا.

ويقول ماكينا انه غير متفائل كثيرا بالتحرك الجديد للحكومة ضد العصابات.

ويوضح "اعتقد انه سيغطون على القضية، كما يفعلون دائما .. انهم لا يهتمون بنا".


اليس ريتشي
الثلاثاء 16 أغسطس 2011