
مجموعة من الأرجنتينيين يمسكون لافتات عليها أسماء 231 من النساء قتلن جراء العنف المنزلي
تأخذ هذه الجرائم الدموية عدة أشكال ومن بينها ما يقر به شاب في الرابعة والعشرين من عمره حيث يعترف "قتلتها بدافع الغيرة". قضى هذا الشاب على حياة خطيبته السابقة في جريمة بشعة حيث قام بطعنها أكثر من 12 طعنه في تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
أما حادثة واندا تادي فكانت مروعة بحق حيث أصيبت بحروق بلغت نسبتها 50% في أجزاء متفرقة من جسمها على خلفية نقاش حاد مع زوجها ادواردو باسكيز عازف الجيتار الكهربائي السابق بفرقة موسيقى روك متجولة وتوفيت بعد الحادث بعدة أيام في شباط /فبراير الماضي.
واعتبر الموسيقى المتهم الأول في القضية، وذلك بعد شهور من البحث، حيث تم توقيفه في تشرين ثان/ نوفمبر من هذا العام. المختلف في حادثة واندا، أن فرقة باسكيز الموسيقية كانت تحيي إحدى حفلاتها ليلة وقوع حادث الحريق الذي تعرضت له في إحدى صالات الديسكو بوسط العاصمة بوينيس أيرس، وهي نفس الصالة التي شهدت عام 2004 اندلاع حريق بشع أسفر عن مصرع 163 شخصا.
وبمصرع واندا في حادثة الحريق يرتفع عدد النساء اللاتي تعرضن لعمليات قتل حرقا بصور متشابهة في البلد اللاتيني إلى سبع ضحايا منذ مطلع العام، بخلاف اللاتي لقين مصرعهن طعنا أو رميا بالرصاص أو بأساليب عنيفة أخرى.
وفقا لإحصائية حديثة أجرتها "جمعية دار اللقاء المدنية"، بناء على تقارير صحفية يومية نشرتها الجرائد ووكالات الأنباء شهد عام 2009 تسجيل 231 جريمة قتل ضد النساء، ارتكبت غالبيها بواسطة عشاق سابقين أزواج أو خطاب، وتشير الإحصائية إلى أن 24 حالة فقط منها قمن بالإبلاغ عن تعرضهن لجرائم عنف أو أذى جسدي من جانب شريكهن، قبل وصول الأمر إلى هذه النهاية المأسوية.
ويوضح التقرير أنه خلال الفترة بين كانون ثان/ يناير و حزيران/ يونيو من العام الماضي تم تسجيل 126 جريمة قتل بحق نساء بينهن أحداث وهو ما يمثل زيادة قدرها 40% مقارنة بنفس الفترة من العام 2009 وفقا لنفس الجمعية.
ولا تشمل الإحصائيات الرسمية أو التي تجريها جمعيات حقوقية كافة جرائم القتل التي تكون ضحاياها من النساء، نظرا لأن تقارير استخراج شهادة الوفاة توضح أن الواقعة تمت لأسباب أخرى وفقا للتقارير الطبية المرفقة، دون أن تظهر وقوع أي حوادث عنف أدت لحدوث الوفاة.
كما توضح مؤشرات كثيرة أن نسبة كبيرة من حوادث الانتحار، بحسب(جمعية دار اللقاء المدنية) أن "مذابح النساء هو مصطلح سياسي يعبر عن إدانة صريحة لتطبيع المجتمع مع جرائم العنف ضد النوع .. إنها أسوأ وأبشع أنواع الجرائم التي يمكن أن تتعرض لها المرأة وتتمثل في قتلها على يد رجل يعتبرها جزء من ممتلكاته".
تؤكد الجمعية الحقوقية المعنية بهذه الجرائم "القتل هو آخر درجات دائرة العنف التي تتعرض لها المرأة الأرجنتينية والتي تبدأ بالغيرة، ثم الاحتقار ثم التحكم والسيطرة ثم الإهانة والإذلال، تلي ذلك مرحلة هدنة مؤقتة يجري فيها طلب الصفح والغفران، لكن الدائرة لا تتوقف عند هذا الحد بل تبدأ من جديد بصورة أعنف وأكثر عدوانية، حيث يبدأ الاعتداء الجسدي بالأيدي ثم الركل ثم تتطور إساءة المعاملة في غالبية الأحيان إلى القضاء على حياة الضحية".
ولا تتوقف أسباب العنف ضد المرأة عند طبقة بعينها، إلا أن درجة الوعي بالظاهرة بدأت تأخذ بعدا أكبر بفضل جهود العديد من المؤسسات الاجتماعية والأجهزة الحكومية، وهو ما يشجع المرأة التي يساء معاملتها أو التي تتعرض لبعض من جوانب هذه الظاهرة على الأخذ بزمام المبادرة والإبلاغ عما تتعرض له من إساءة واستغلال.
يشار إلى أن الشرطة والنيابة النسائية هيئات دخلت الخدمة منذ 1989 في الأرجنتين، وذلك سعيا لتقديم الدعم للنساء اللاتي تتعرضن للعنف ولكن الأمر كان يتوقف دائما على جرأة الضحايا على التقدم لطلب العون.
في أيلول/ سبتمبر عام 2008 قررت محكمة العدل العليا في الأرجنتين تخصيص قسم لبحث جرائم العنف المنزلي، تلقى حتى الآن أكثر من 13700 شكوى وبالرغم من ذلك إلا أن إمكانيات الدولة ومواردها لا تزال تقف عاجزة أمام تزايد حجم ظاهرة العنف ضد النوع في الأرجنتين.
مؤخرا أقر البرلمان قانون "الحماية الشاملة" للوقاية ومعاقبة واقتلاع جرائم العنف ضد المرأة من بؤر توطنها والقضاء على أسباب النزاع بين الأفراد والتي تؤدي إلى وقوعها.
من جانبها ترى جابرييلا بوادا، مسئولة منظمة العفو الدولية في الأرجنتين أن "هذا التشريع يمثل أداة قوية لمكافحة العنف ضد المرأة إذا تم تفعيله بالشكل المناسب".
وفي الوقت نفسه تحذر مابيل بيانكو مديرة صندوق دراسات وأبحاث المرأة من خطورة "العدالة غير الفاعلة" والتي من شأنها العمل على تفاقم الوضع بالنسبة للضحايا حيث تصبحن في هذه الحالة عرضة لأعمال انتقامية من جانب رفاقهن العاطفيين أو أزواجهن السابقين.
في السياق نفسه تتساءل في استنكار اليونورفور، مسئولة الاتصال في صندوق الأمم المتحدة للسكان في البلد اللاتيني (UNFPA) "ماذا سيحدث إذا تعرضت فئة أخرى من المجتمع لحوادث عنف درامية مماثلة لما يحدث للمرأة الأرجنتينية بمعدل حادث كل ثلاثة أيام؟".
أما حادثة واندا تادي فكانت مروعة بحق حيث أصيبت بحروق بلغت نسبتها 50% في أجزاء متفرقة من جسمها على خلفية نقاش حاد مع زوجها ادواردو باسكيز عازف الجيتار الكهربائي السابق بفرقة موسيقى روك متجولة وتوفيت بعد الحادث بعدة أيام في شباط /فبراير الماضي.
واعتبر الموسيقى المتهم الأول في القضية، وذلك بعد شهور من البحث، حيث تم توقيفه في تشرين ثان/ نوفمبر من هذا العام. المختلف في حادثة واندا، أن فرقة باسكيز الموسيقية كانت تحيي إحدى حفلاتها ليلة وقوع حادث الحريق الذي تعرضت له في إحدى صالات الديسكو بوسط العاصمة بوينيس أيرس، وهي نفس الصالة التي شهدت عام 2004 اندلاع حريق بشع أسفر عن مصرع 163 شخصا.
وبمصرع واندا في حادثة الحريق يرتفع عدد النساء اللاتي تعرضن لعمليات قتل حرقا بصور متشابهة في البلد اللاتيني إلى سبع ضحايا منذ مطلع العام، بخلاف اللاتي لقين مصرعهن طعنا أو رميا بالرصاص أو بأساليب عنيفة أخرى.
وفقا لإحصائية حديثة أجرتها "جمعية دار اللقاء المدنية"، بناء على تقارير صحفية يومية نشرتها الجرائد ووكالات الأنباء شهد عام 2009 تسجيل 231 جريمة قتل ضد النساء، ارتكبت غالبيها بواسطة عشاق سابقين أزواج أو خطاب، وتشير الإحصائية إلى أن 24 حالة فقط منها قمن بالإبلاغ عن تعرضهن لجرائم عنف أو أذى جسدي من جانب شريكهن، قبل وصول الأمر إلى هذه النهاية المأسوية.
ويوضح التقرير أنه خلال الفترة بين كانون ثان/ يناير و حزيران/ يونيو من العام الماضي تم تسجيل 126 جريمة قتل بحق نساء بينهن أحداث وهو ما يمثل زيادة قدرها 40% مقارنة بنفس الفترة من العام 2009 وفقا لنفس الجمعية.
ولا تشمل الإحصائيات الرسمية أو التي تجريها جمعيات حقوقية كافة جرائم القتل التي تكون ضحاياها من النساء، نظرا لأن تقارير استخراج شهادة الوفاة توضح أن الواقعة تمت لأسباب أخرى وفقا للتقارير الطبية المرفقة، دون أن تظهر وقوع أي حوادث عنف أدت لحدوث الوفاة.
كما توضح مؤشرات كثيرة أن نسبة كبيرة من حوادث الانتحار، بحسب(جمعية دار اللقاء المدنية) أن "مذابح النساء هو مصطلح سياسي يعبر عن إدانة صريحة لتطبيع المجتمع مع جرائم العنف ضد النوع .. إنها أسوأ وأبشع أنواع الجرائم التي يمكن أن تتعرض لها المرأة وتتمثل في قتلها على يد رجل يعتبرها جزء من ممتلكاته".
تؤكد الجمعية الحقوقية المعنية بهذه الجرائم "القتل هو آخر درجات دائرة العنف التي تتعرض لها المرأة الأرجنتينية والتي تبدأ بالغيرة، ثم الاحتقار ثم التحكم والسيطرة ثم الإهانة والإذلال، تلي ذلك مرحلة هدنة مؤقتة يجري فيها طلب الصفح والغفران، لكن الدائرة لا تتوقف عند هذا الحد بل تبدأ من جديد بصورة أعنف وأكثر عدوانية، حيث يبدأ الاعتداء الجسدي بالأيدي ثم الركل ثم تتطور إساءة المعاملة في غالبية الأحيان إلى القضاء على حياة الضحية".
ولا تتوقف أسباب العنف ضد المرأة عند طبقة بعينها، إلا أن درجة الوعي بالظاهرة بدأت تأخذ بعدا أكبر بفضل جهود العديد من المؤسسات الاجتماعية والأجهزة الحكومية، وهو ما يشجع المرأة التي يساء معاملتها أو التي تتعرض لبعض من جوانب هذه الظاهرة على الأخذ بزمام المبادرة والإبلاغ عما تتعرض له من إساءة واستغلال.
يشار إلى أن الشرطة والنيابة النسائية هيئات دخلت الخدمة منذ 1989 في الأرجنتين، وذلك سعيا لتقديم الدعم للنساء اللاتي تتعرضن للعنف ولكن الأمر كان يتوقف دائما على جرأة الضحايا على التقدم لطلب العون.
في أيلول/ سبتمبر عام 2008 قررت محكمة العدل العليا في الأرجنتين تخصيص قسم لبحث جرائم العنف المنزلي، تلقى حتى الآن أكثر من 13700 شكوى وبالرغم من ذلك إلا أن إمكانيات الدولة ومواردها لا تزال تقف عاجزة أمام تزايد حجم ظاهرة العنف ضد النوع في الأرجنتين.
مؤخرا أقر البرلمان قانون "الحماية الشاملة" للوقاية ومعاقبة واقتلاع جرائم العنف ضد المرأة من بؤر توطنها والقضاء على أسباب النزاع بين الأفراد والتي تؤدي إلى وقوعها.
من جانبها ترى جابرييلا بوادا، مسئولة منظمة العفو الدولية في الأرجنتين أن "هذا التشريع يمثل أداة قوية لمكافحة العنف ضد المرأة إذا تم تفعيله بالشكل المناسب".
وفي الوقت نفسه تحذر مابيل بيانكو مديرة صندوق دراسات وأبحاث المرأة من خطورة "العدالة غير الفاعلة" والتي من شأنها العمل على تفاقم الوضع بالنسبة للضحايا حيث تصبحن في هذه الحالة عرضة لأعمال انتقامية من جانب رفاقهن العاطفيين أو أزواجهن السابقين.
في السياق نفسه تتساءل في استنكار اليونورفور، مسئولة الاتصال في صندوق الأمم المتحدة للسكان في البلد اللاتيني (UNFPA) "ماذا سيحدث إذا تعرضت فئة أخرى من المجتمع لحوادث عنف درامية مماثلة لما يحدث للمرأة الأرجنتينية بمعدل حادث كل ثلاثة أيام؟".