لبنانيون يتابعون المونديال عبر شاشة عرض كبيرة
فستجد عشرات السيارات، يطل من سقوفها المفتوحة ونوافذها شبان وصبايا، يلوحون بأعلام دولة فاز فريقها في مباراة ما في ذلك المحفل العالمي، وكذلك يفعل ركاب الدراجات النارية.. الابواق والالعاب النارية تكسر صمت الليل.. إنه جنون كرة القدم في بيروت.
كما ترفرف أعلام العديد من الدول المشاركة في المونديال على شرفات المنازل، وفي المقاهي والمطاعم التي أعدت نفسها قبل الحدث بفترة ، ليشجع اللبنانيون منتخبات بلاد أخرى، بل يصل بهم الحال إلى إعلان البعض الانتماء "مؤقتا" لبلد ما خلال فترة البطولة، ومناصرة فريقها في النهائيات. وتتعدد أسباب التأييد لهذا الفريق أو ذاك بين رياضية وسياسية.
تقول الأستاذة الجامعية والباحثة في علم الاجتماع، الدكتورة فاطمة بدوي، لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ ): "مجاهرة اللبنانيين بالانتماء إلى بلد آخر غير لبنان (أنا برازيلي..أنا ألماني..) إنما يدل على أنهم يفتقرون في عقلهم الباطن، وفي تربيتهم الأساسية للانتماء القومي، وبدلا من أن يقول المرء أنا أشجع البرازيل، مثلاً، يعلن الانتماء إلى البلد"
تبدو بيروت خلال فترة إقامة نهائيات المونديال وكأنها في عرس أو مهرجان كبير، أو فترة أعياد.. ولكن هذا لاينطبق على المنشآت العامة، والمحال التجارية حيث تبدو وكأن لا هوية رياضية لها.
ربما رفرف على المنزل الواحد أعلام أكثر من دولة من الدول المشاركة في "العرس الكروي" في جنوب أفريقيا، حيث تبدو كرة القدم وقد فرقت بين أفراد العائلة الواحدة ، فالاب قد يشجع فريقا، والام آخر، والابناء ثالث، وهكذا، وربما اجتمعوا كافة على فريق واحد.
تضيف بدوي: "ربما يفتقر اللبنانيون أيضاً إلى معرفة دقيقة لما يعنيه علم البلاد، وما يرمز له ، ولطالما قدموا الخارج على الداخل(مصر ،سوريا، فرنسا الأم الحنون ..) لأسباب طائفية أو سياسية أو دينية، مع الاعتراف بأن فكرة لبنان أولاً بدأت تنمو بشكل مطرد في الآونة الأخيرة".
ومنذ انطلاق المونديال في الحادي عشر من شهر حزيران/يونيو الجاري، تغير كل شيء في لبنان، فتبدلت الإعلانات الطرقية وواجهات المحال التجارية وترتيب المطاعم ،وحتى نوعية الأسئلة، حيث يبادرك شخص ما "انت شو؟"، يقصد أي فريق تشجع، والجواب "أنا برازيلي.. أو أنا ألماني للعظم.."، ويحلو للكثيرين ارتداء قمصان الفرق التي يشجعونها، ويرفعون أعلامها يجوبون بها الشوارع ويطلقون العنان لصرخاتهم وصيحات التشجيع القوية.
يرى مراقبون أن بعض أفراد الشعب اللبناني يجدون في "المونديال" فرصة للاستمتاع والتسلية ، وهي ضرورية للتخفيف من ضغوط الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية، في حين يذهب آخرون إلى أن ذلك يعد نوعاً من الهروب من المسؤوليات الوطنية الكبيرة، حيث يجلس الناس أمام الشاشات يتابعون المباريات باهتمام بال، وقد تناسوا العديد من مشكلات حياتهم.
تقول بدوي: " يلعب الإعلام دوراً هاماً بتوجيه اهتمام الشباب نحو الملاعب وصرف أنظارهم عن القضايا الأساسية ، فاليوم، نجد الشباب اللبناني، بكل فئاته، يصب جل اهتمامه على المونديال، والمونديال فقط، حتى أن بعض المدارس اضطرت إلى اختصار ساعات الدراسة المعتادة وإغلاق أبوابها بسبب انصراف الطلاب بشكل كامل إلى مشاهدة المباريات، وهو ما يحول دون تحقيق أي نتيجة علمية بالطبع".
" الاهتمام بالرياضة مفيد جداً على الصعيد البدني والنفسي، ولكن يجب أن لا تصبح الرياضة الهاجس الوحيد، كما هو حاصل الآن في لبنان،حيث ينحصر الاهتمام بالكرة بعيداً عن القضايا الوطنية والمصيرية.. هذا لهو، وليس فقط هروبا من المسؤوليات".
تتسابق المطاعم اللبنانية على تجهيز صالاتها بما يتناسب مع الحدث، فتتزين الطاولات بأعلام الدول المشاركة في "المونديال"، وتوضع العديد من الكرات في أماكن بارزة داخل بعض المطاعم، وقد يرتدي النادل، أو النادلة قبعة وقميص فريق بعينه، بل قد تجد قائمة الطعام على شكل كرة.
يقول إبراهيم خيرالله ، الذي يعمل بمطعم أعد شاشات عملاقة ليتابع روادها مباريات المونديال، للوكالة الالمانية (د ب أ): "يعج المطعم بالرواد عندما تكون المباراة حماسية ومصيرية، يتقرر فيه مصير منتخب في المونديال.. عقب انتهاء المباراة ينسحب أنصار الفريق الخاسر، فيما يطلق أنصار الفريق الرابح العنان لاحتفالاتهم وسط أجواء من البهجة والسرور والأغاني الحماسية".
يضيف خير الله "تأخذ الحماسة أثناء التشجيع طابع التحدي بين مناصري الفرق، لكنها لا تصل مرحلة الخصومة ويبقى التعبير عن التنافس حضارياً".
وأضاف "أنا أشجع البرازيل، لأني تربيت على البرازيل وسوف أبقى برازيليا".
بالطبع، لا يخلو "المونديال اللبناني" من صبغة سياسية ، إذ يصرّ بعض الحزبيين على إسقاط انتمائهم السياسي على الرياضة.
يضيف خيرالله "يشجع بعض اللبنانيين الفرق التي تتناسب شعاراتها مع ألوان أعلام الأحزاب التي ينتمون إليها، أو يختار البعض مناصرة المنتخب الذي يرتدي قميصاً يتناسب لونه مع شعار الحزب، أو التيار السياسي الذي ينتمي إليه ، كما يشجع بعضهم الفريق الذي يشجعه رئيس حزبهم.. هذا أمر مستهجن بالطبعً".
يقول المواطن اللبناني، داني فرنسيس، الذي يرتاد بصفة يومية أحد الأماكن الكبرى التي أنشئت خصيصاً لهذا الحدث ، والتي يطلق عليها "عيش مونديال" ،شرقي بيروت، "أنشئ هذا المكان خصيصاً بهدف الإفادة من هذا الحدث الرياضي، ويرتاده الكثيرون لمشاهدة المباريات ، حيث يتناولون المأكولات والمشروبات على أنواعها، وكذلك يدخنون النراجيل"
يرى الكثيرون أنه من الممكن أن تتحول معايير الانقسام في لبنان خلال فترة المونديال، على الاقل، من طائفية ومذهبية إلى رياضية، حتى بات بعض الذين سئموا المناكفات السياسية ، يتمنون لو استمر المونديال "دون توقف".
يضيف فرنسيس: "عندما يربح فريق رياضي، يعبر مناصروه عن فرحتهم ، فينظمون المسيرات والمواكب السيارة ، ويطلقون الألعاب النارية، ويرقصون ملوحين بأعلام فريقهم، كما يطلقون أبواق السيارات".
وتابع "أنا أشجع ألمانيا، أحبها منذ أن كان فريقها يضم لاعبين كبارا، ولا زلت على حبي لها.. أما التباهي بالأعلام، فهو أحد مظاهر التمايز بين الشباب ، وهو يشبه التمايز في الإنتماءات السياسية.. أنا أعبر عن فرحتي بالفوز في صمت".
يرى فرنسيس أن "المونديال أفضل من السياسة، فهو يجمع الناس والفرقاء السياسيين، في حين تفرقهم السياسة.. أما قليلو العقل ، فيجدون دوماً سبباً للخصام ، حتى الرياضة".
يقول إميل الهاشم، أحد مسؤولي مشروع "عيش مونديال لـ (د ب أ): "يأتي الناس لمشاهدة المباراة هنا عبر الشاشة العملاقة، لأن وجود عدد كبير من المشجعين يشعرهم بالحماسة ،ولكن الوضع الاقتصادي الضاغط يجعل نسبة المشاهدين مخالفة للتوقعات".
ويضيف "ينقسم الناس رياضياً بين مناصر لهذا الفريق، أو ذاك ولدى دخول الشخص إلى المكان عليه أن يشتري بطاقة تخول له مشاهدة المباراة ، يكتب عليها ترجيحه لفوز أحد الفريقين.. وبعد انتهاء المباراة توزع الهدايا على الرابحين.. هذا أسلوب لجذب المشاهدين".
يجد الباعة الجائلون وأصحاب المحال التجارية في الحدث فرصة للاستفادة المادية، حيث تنشط حركة بيع الأعلام مع ارتفاع نسبة تفاعل اللبنانيين مع الأحداث الرياضية
ولكن وسط خضم المونديال والتشجيع الجنوني للفرق المشاركة من قبل الكثيرين من اللبنانيين، هناك آخرون لايعطون للحدث بالا، بل ينزح البعض منهم من المدن إلى الأرياف حيث الحماسة والصخب أقل ، وربما اكتفوا من هذا "الجنون" بمتابعة المباريات عبر شاشة تلفزيون المنزل "في هدوء تام".
إنها نعمة المونديال، ونقمته تحلان على اللبنانيين كل أربعة أعوام، فيتغير المألوف لبعض الوقت ، لكنها فسحة من "جنون رياضي" يفرض هيمنته على الشارع اللبناني لمدة شهر كامل، ، يتمنى البعض له أن يدوم لينسى معه العديد من المشكلات التي تواجههم أو تواجه بلادهم ، أو لتحقيق المزيد من الارباح ، ولكن بالتأكيد هناك من تمنى أن يرفرف علم لبنان في جنوب أفريقيا وسط أفضل الفرق العالمية.
هناك ملحوظة لافتة للنظر أثناء التجول في شوارع بيروت ، حيث يرفرف علم وحيد لكوريا الشمالية "يتيما" ، وكأن عزلة رياضية قد فرضت على بيونج يانج، وليست فقط عزلة سياسية دولية.
كما ترفرف أعلام العديد من الدول المشاركة في المونديال على شرفات المنازل، وفي المقاهي والمطاعم التي أعدت نفسها قبل الحدث بفترة ، ليشجع اللبنانيون منتخبات بلاد أخرى، بل يصل بهم الحال إلى إعلان البعض الانتماء "مؤقتا" لبلد ما خلال فترة البطولة، ومناصرة فريقها في النهائيات. وتتعدد أسباب التأييد لهذا الفريق أو ذاك بين رياضية وسياسية.
تقول الأستاذة الجامعية والباحثة في علم الاجتماع، الدكتورة فاطمة بدوي، لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ ): "مجاهرة اللبنانيين بالانتماء إلى بلد آخر غير لبنان (أنا برازيلي..أنا ألماني..) إنما يدل على أنهم يفتقرون في عقلهم الباطن، وفي تربيتهم الأساسية للانتماء القومي، وبدلا من أن يقول المرء أنا أشجع البرازيل، مثلاً، يعلن الانتماء إلى البلد"
تبدو بيروت خلال فترة إقامة نهائيات المونديال وكأنها في عرس أو مهرجان كبير، أو فترة أعياد.. ولكن هذا لاينطبق على المنشآت العامة، والمحال التجارية حيث تبدو وكأن لا هوية رياضية لها.
ربما رفرف على المنزل الواحد أعلام أكثر من دولة من الدول المشاركة في "العرس الكروي" في جنوب أفريقيا، حيث تبدو كرة القدم وقد فرقت بين أفراد العائلة الواحدة ، فالاب قد يشجع فريقا، والام آخر، والابناء ثالث، وهكذا، وربما اجتمعوا كافة على فريق واحد.
تضيف بدوي: "ربما يفتقر اللبنانيون أيضاً إلى معرفة دقيقة لما يعنيه علم البلاد، وما يرمز له ، ولطالما قدموا الخارج على الداخل(مصر ،سوريا، فرنسا الأم الحنون ..) لأسباب طائفية أو سياسية أو دينية، مع الاعتراف بأن فكرة لبنان أولاً بدأت تنمو بشكل مطرد في الآونة الأخيرة".
ومنذ انطلاق المونديال في الحادي عشر من شهر حزيران/يونيو الجاري، تغير كل شيء في لبنان، فتبدلت الإعلانات الطرقية وواجهات المحال التجارية وترتيب المطاعم ،وحتى نوعية الأسئلة، حيث يبادرك شخص ما "انت شو؟"، يقصد أي فريق تشجع، والجواب "أنا برازيلي.. أو أنا ألماني للعظم.."، ويحلو للكثيرين ارتداء قمصان الفرق التي يشجعونها، ويرفعون أعلامها يجوبون بها الشوارع ويطلقون العنان لصرخاتهم وصيحات التشجيع القوية.
يرى مراقبون أن بعض أفراد الشعب اللبناني يجدون في "المونديال" فرصة للاستمتاع والتسلية ، وهي ضرورية للتخفيف من ضغوط الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية، في حين يذهب آخرون إلى أن ذلك يعد نوعاً من الهروب من المسؤوليات الوطنية الكبيرة، حيث يجلس الناس أمام الشاشات يتابعون المباريات باهتمام بال، وقد تناسوا العديد من مشكلات حياتهم.
تقول بدوي: " يلعب الإعلام دوراً هاماً بتوجيه اهتمام الشباب نحو الملاعب وصرف أنظارهم عن القضايا الأساسية ، فاليوم، نجد الشباب اللبناني، بكل فئاته، يصب جل اهتمامه على المونديال، والمونديال فقط، حتى أن بعض المدارس اضطرت إلى اختصار ساعات الدراسة المعتادة وإغلاق أبوابها بسبب انصراف الطلاب بشكل كامل إلى مشاهدة المباريات، وهو ما يحول دون تحقيق أي نتيجة علمية بالطبع".
" الاهتمام بالرياضة مفيد جداً على الصعيد البدني والنفسي، ولكن يجب أن لا تصبح الرياضة الهاجس الوحيد، كما هو حاصل الآن في لبنان،حيث ينحصر الاهتمام بالكرة بعيداً عن القضايا الوطنية والمصيرية.. هذا لهو، وليس فقط هروبا من المسؤوليات".
تتسابق المطاعم اللبنانية على تجهيز صالاتها بما يتناسب مع الحدث، فتتزين الطاولات بأعلام الدول المشاركة في "المونديال"، وتوضع العديد من الكرات في أماكن بارزة داخل بعض المطاعم، وقد يرتدي النادل، أو النادلة قبعة وقميص فريق بعينه، بل قد تجد قائمة الطعام على شكل كرة.
يقول إبراهيم خيرالله ، الذي يعمل بمطعم أعد شاشات عملاقة ليتابع روادها مباريات المونديال، للوكالة الالمانية (د ب أ): "يعج المطعم بالرواد عندما تكون المباراة حماسية ومصيرية، يتقرر فيه مصير منتخب في المونديال.. عقب انتهاء المباراة ينسحب أنصار الفريق الخاسر، فيما يطلق أنصار الفريق الرابح العنان لاحتفالاتهم وسط أجواء من البهجة والسرور والأغاني الحماسية".
يضيف خير الله "تأخذ الحماسة أثناء التشجيع طابع التحدي بين مناصري الفرق، لكنها لا تصل مرحلة الخصومة ويبقى التعبير عن التنافس حضارياً".
وأضاف "أنا أشجع البرازيل، لأني تربيت على البرازيل وسوف أبقى برازيليا".
بالطبع، لا يخلو "المونديال اللبناني" من صبغة سياسية ، إذ يصرّ بعض الحزبيين على إسقاط انتمائهم السياسي على الرياضة.
يضيف خيرالله "يشجع بعض اللبنانيين الفرق التي تتناسب شعاراتها مع ألوان أعلام الأحزاب التي ينتمون إليها، أو يختار البعض مناصرة المنتخب الذي يرتدي قميصاً يتناسب لونه مع شعار الحزب، أو التيار السياسي الذي ينتمي إليه ، كما يشجع بعضهم الفريق الذي يشجعه رئيس حزبهم.. هذا أمر مستهجن بالطبعً".
يقول المواطن اللبناني، داني فرنسيس، الذي يرتاد بصفة يومية أحد الأماكن الكبرى التي أنشئت خصيصاً لهذا الحدث ، والتي يطلق عليها "عيش مونديال" ،شرقي بيروت، "أنشئ هذا المكان خصيصاً بهدف الإفادة من هذا الحدث الرياضي، ويرتاده الكثيرون لمشاهدة المباريات ، حيث يتناولون المأكولات والمشروبات على أنواعها، وكذلك يدخنون النراجيل"
يرى الكثيرون أنه من الممكن أن تتحول معايير الانقسام في لبنان خلال فترة المونديال، على الاقل، من طائفية ومذهبية إلى رياضية، حتى بات بعض الذين سئموا المناكفات السياسية ، يتمنون لو استمر المونديال "دون توقف".
يضيف فرنسيس: "عندما يربح فريق رياضي، يعبر مناصروه عن فرحتهم ، فينظمون المسيرات والمواكب السيارة ، ويطلقون الألعاب النارية، ويرقصون ملوحين بأعلام فريقهم، كما يطلقون أبواق السيارات".
وتابع "أنا أشجع ألمانيا، أحبها منذ أن كان فريقها يضم لاعبين كبارا، ولا زلت على حبي لها.. أما التباهي بالأعلام، فهو أحد مظاهر التمايز بين الشباب ، وهو يشبه التمايز في الإنتماءات السياسية.. أنا أعبر عن فرحتي بالفوز في صمت".
يرى فرنسيس أن "المونديال أفضل من السياسة، فهو يجمع الناس والفرقاء السياسيين، في حين تفرقهم السياسة.. أما قليلو العقل ، فيجدون دوماً سبباً للخصام ، حتى الرياضة".
يقول إميل الهاشم، أحد مسؤولي مشروع "عيش مونديال لـ (د ب أ): "يأتي الناس لمشاهدة المباراة هنا عبر الشاشة العملاقة، لأن وجود عدد كبير من المشجعين يشعرهم بالحماسة ،ولكن الوضع الاقتصادي الضاغط يجعل نسبة المشاهدين مخالفة للتوقعات".
ويضيف "ينقسم الناس رياضياً بين مناصر لهذا الفريق، أو ذاك ولدى دخول الشخص إلى المكان عليه أن يشتري بطاقة تخول له مشاهدة المباراة ، يكتب عليها ترجيحه لفوز أحد الفريقين.. وبعد انتهاء المباراة توزع الهدايا على الرابحين.. هذا أسلوب لجذب المشاهدين".
يجد الباعة الجائلون وأصحاب المحال التجارية في الحدث فرصة للاستفادة المادية، حيث تنشط حركة بيع الأعلام مع ارتفاع نسبة تفاعل اللبنانيين مع الأحداث الرياضية
ولكن وسط خضم المونديال والتشجيع الجنوني للفرق المشاركة من قبل الكثيرين من اللبنانيين، هناك آخرون لايعطون للحدث بالا، بل ينزح البعض منهم من المدن إلى الأرياف حيث الحماسة والصخب أقل ، وربما اكتفوا من هذا "الجنون" بمتابعة المباريات عبر شاشة تلفزيون المنزل "في هدوء تام".
إنها نعمة المونديال، ونقمته تحلان على اللبنانيين كل أربعة أعوام، فيتغير المألوف لبعض الوقت ، لكنها فسحة من "جنون رياضي" يفرض هيمنته على الشارع اللبناني لمدة شهر كامل، ، يتمنى البعض له أن يدوم لينسى معه العديد من المشكلات التي تواجههم أو تواجه بلادهم ، أو لتحقيق المزيد من الارباح ، ولكن بالتأكيد هناك من تمنى أن يرفرف علم لبنان في جنوب أفريقيا وسط أفضل الفرق العالمية.
هناك ملحوظة لافتة للنظر أثناء التجول في شوارع بيروت ، حيث يرفرف علم وحيد لكوريا الشمالية "يتيما" ، وكأن عزلة رياضية قد فرضت على بيونج يانج، وليست فقط عزلة سياسية دولية.


الصفحات
سياسة








