نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


تغييرات عميقة تحدث في جيش الأسد بتأثير إيراني روسي




حدثت مؤخراً تغييرات عميقة على مستوى القادة في جيش نظام بشار الأسد، ولم تكن تلك التغييرات بمعزل عن تأثير حليفتي النظام روسيا وإيران، لتضع بذلك النظام أمام مأزق في مؤسسته العسكرية التي اعتمد عليها بشكل كبير خلال السنوات الـ8 الماضية لإيقاف المعارضة.

ونشر موقع "ناشيونال انتريست" تحليلاً معمقاً، الأحد 20 يناير/ كانون الثاني 2018، وترجمته "السورية نت"، وحمل عنوان: "ماذا ينتظر الجيش العربي السوري"، متحدثاً عن شكل التغييرات الواسعة الحاصلة فيه، موضحاً أن جيش النظام إما سيعود لأصله أيام الحرب الباردة أو سيغلب عليه وكلاء إيران.

وانطلق التحليل من الحديث عن "الفيلق الثاني" الذي كان سابقاً بمثابة قوة احتلال حافظ الأسد للبنان، والحرس الجمهوري، أحد وحدات الحرس الرئيسية في نظام البعث، وقال إن هذين التشكيلين سيكونان تحت الأضواء عام 2019، وأن الواقع يشير إلى أن جيش النظام وراعيه الاتحاد الروسية في مشكلة كبيرة.

وتتمثل المشكلة في الوقت الحالي بالتشكيلات غير النظامية التي يسيطر عليها المستغلون، وأمراء الحرب، والمقاتلون الشيعة الأجانب الذين جلبتهم إيران، وهؤلاء يفوق عددهم بكثير الوحدات الخاضعة لسلطة وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية في دمشق.


وأكثر من ذلك، فالخطط المستقبلية لطهران تسعى لتكرار نموذج "حزب الله" اللبناني في سوريا، أي بناء وكلاء مؤسساتيين لبناء حالة من العسكرة الدائمة، وإضافة إلى ذلك، قال التحليل إن "الحرس الثوري" الإيراني بدأ بالتأثير على الثقافة الاستراتيجية السورية التي كانت قد شكلتها مسبقاً المدرسة السوفيتية الروسية، وأضاف أنه "بشكل عام وعلى خلفية التنافس الروسي الإيراني في سوريا، تبقى تعديلات القطاع الأمني أمراً أساسياً ضمن المخطط".
من جانبها تسعى موسكو لضمان وحدة ومركزية جيش الأسد، وللقيام بذلك اقترح بعض الخبراء الروس إحياء الفيالق الرسمية الثلاث لسوريا التي كانت موجودة قبل الحرب، وتحويل هذه التشكيلات إلى قيادات إقليمية (مشابهة للقطاعات العسكرية الروسية) لتغطية كافة الجماعات المسلحة النظامية وغير النظامية في مناطق نفوذهم.
وعلى الأرجح سيكون "الفيلق الثاني" تحت قيادة اللواء طلال مخلوف، المنحدر من ثاني أهم عشيرة داخل النظام بعد آل الأسد، عائلة مخلوف، هو التجربة الأولى في هذا الخصوص، كما أن الحرس الجمهوري من ناحية أخرى، قد يحاكي وضع القوات الجوية الروسية بكونها الاحتياطي الاستراتيجي المستقل التابع للقائد الأعلى للقوات المسلحة.
ولفهم المسار المستقبلي لجيش الأسد، قال تحليل "ناشيونال انترست" إنه يجب متابعة أطراف أخرى، هي "الفرقة المدرعة الرابعة" التابعة لماهر الأسد، و"قوات النمر" التابعة للعميد المدعوم من قبل روسيا سهيل الحسن، والمخابرات الجوية التي يقودها اللواء جميل الحسن.
إصلاح جيش الأسد
وتعكس التعديلات الأخيرة بشكل كبير، الجهود الروسية لإصلاح حليفها نظام الأسد، فالتغيير الأشد وضوحاً حصل في "الحرس الجمهوري"، حيث تم استبدال اللواء طلال مخلوف، ابن خال بشار، باللواء مالك عليا. (واللواء مخلوف كان قد قاد وحدة الحرس منذ عام 2016، تم تعيينه في منصب قائد الفيلق الثاني).
وحتى فترة قريبة، شكل اللواء طلال مخلوف، واللواء زيد صالح، واللواء مالك عليا، الثلاثي الذي قاد "الحرس الجمهوري"، وقال موقع "ناشيونال انترست" إن ترقية اللواء عليا قوبلت بالترحيب من قبل المؤيدين للأسد، خصوصاً لدوره في العمليات العسكرية التي جرت بحلب.
ويعد "الحرس الجمهوري" عنصراً هاماً لحكم الأسد، وعادة ما شغلت عائلة مخلوف مناصب القيادة في الحرس، حيث كان عدنان مخلوف ابن عم أنيسة (والدة بشار) القائد الأول للحرس خلال فترة حكم حافظ الأسد.
ويعتمد "الحرس الجمهوري" على إطار عمل طائفي، وقوامه يتألف بشكل كبير من الطائفة العلوية الحاكمة، وغالباً من قبيلة الكلبية التي تنتمي إليها عائلة الأسد. ولكن كان هنالك بعض الاستثناءات، فأهم شخصية سنية ضمن الحرس كانت مناف طلاس (ابن وزير الدفاع الموثوق لدى حافظ الأسد مصطفى طلاس، والذي كان صديقاً جيداً لبشار فيما سبق). ولكن، تم وضع طلاس تحت الإقامة الجبرية مع بدء الاحتجاجات في سوريا، ثم انشق في النهاية.
وصمم حافظ الأسد "الحرس الجمهوري" ليعمل كأداة أمنية داخلية قوية، ومقره كمقر تشكيل الحرس الكبير الثاني "الفرقة المدرعة الرابعة" التابعة لماهر الأسد في دمشق، وفي حين أن "الفرقة الرابعة" (مع انتشارها في قاعدة المزة العسكرية) تحمي البوابة الجنوبية للعاصمة، فإن المنطقة الأساسية الخاضعة لنفوذ الحرس الجمهوري هي المحور الشمالي المتمركز حول جبل قاسيون.
ولطالما تم الحفاظ على قوة "الحرس الجمهوري" وتم تقديم أفضل المعدات المتوافرة لهم، وقبل العام 2011 كانت تلك الوحدة العسكرية بمثابة فرقة جيدة العتاد، لكن حينما اندلعت الاحتجاجات تم توظيف العديد من الوحدات التابعة لها إلى مناطق مختلفة من البلاد بأحجام تتراوح بين حجم الكتيبة وحتى السرية.
وعدا عن ذلك، فقد تم ربط بعض مفارز "الحرس الجمهوري" بتشكيلات الجيش النظامي للحفاظ على الانضباط. وحتى هذا التاريخ، حارب "الحرس" في كل أطراف البلاد من دمشق وحتى حلب ودير الزور.
وأخيراً، بات "الحرس الجمهوري" يسيطر على كتلة ميليشيا (لواء أبو الفضل العباس) الشيعي المؤيد للحكومة، على الرغم من أن إيران هي من تدير العسكرة الشيعية في سوريا إلى حد كبير، وفقاً للتحليل.
ورأى التحليل أيضاًن أن المنصب الجديد للواء طلال مخلوف كقائد لـ"الفيلق الثاني" يستحق الانتباه، نظراً لأن آل مخلوف يعد من أقوى الأطراف ضمن النخبة الحاكمة، فضلاً عن أن الفرد الأكثر ثراءً في العائلة (وفي سوريا)، رامي مخلوف، وما يزال الطرف الرئيسي لتجاوز العقوبات نيابة عن النظام. بالإضافة إلى ذلك، فإن مؤسسة البستان "الجمعية الخيرية" خاصته لطالما رعت الجماعات المسلحة المؤيدة للنظام.
ومن المرجح للغاية أن يكون تعيين اللواء طلال مخلوف مرتبطاً بخطط روسيا لإعادة هيكلة جيش النظام لمنع تشكيل "إمارة الحرب المؤسساتية" التي قد تفيد إيران، كذلك قد يلحق بتعديل "الفيلق الثاني" تعديلات لتشكيلات الفيالق مع تسليمها لقيادات أوسع مناطقياً.
قادة احتفظوا بمناصبهم
وعلى الرغم من أن مناصب قيادية شهدت تعديلات في جيش الأسد، إلا أن قادة آخرون احتفظوا بمناصبهم، مثل العميد سهيل الحسن الملقب بـ"النمر"، الشخصية العسكرية المفضلة لدى روسيا، واللواء جميل الحسن، رئيس المخابرات الجوية.
وتسلّم الحسن منصبه عام 2009 وتجاوز الحد العمري للتقاعد بكثير، وأهم من ذلك، فقد سبق وأن انتقد الحسن ضمنياً نهج بشار الأسد مع بداية الاحتجاجات في لقاء أجراه عام 2016 مع وكالة "سبوتنيك" العربية، وكان يريد الحسن من الأسد أن يكون أكثر بطشاً، ولكنه تمكن من الحفاظ على مركزه. وقال تحليل "ناشيونال انترست" إن اللواء الحسن بمثابة "الحارس الذي لا يمكن استبداله بسهولة"،
من ناحية أخرى فإن العميد سهيل الحسن ينتمي إلى الجيل الجديد، وتلقى العديد من الميداليات الروسية وقلده رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف سيفاً رمزياً، وأكثر من هذا، فعندما زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قاعدة حميميم في كانون الأول من عام 2017، التقى بالحسن شخصياً قبل بشار الأسد. وما كان أحد ليتخيل حدوث هذا المشهد ذو الدلالة الكبيرة خلال فترة حكم حافظ الأسد.
ومما يثير الاهتمام أيضاً - بحسب التحليل - أن اللواء أوس أصلان، الشخصية العسكرية البارزة الذي أشارت إليه بعض مصادر المعارضة بأنه مرشح الكرملين لاستبدال الأسد، تم إعفاؤه من منصبه في القيادة وتعيينه كنائب للعمليات. وما زال لديه منصب عال في سلسلة القيادة ولكن لا وجود لوحدة مقاتلة تحت تصرفه مباشرة.
كذلك بقي موقع ماهر الأسد كقائد لـ"الفرقة الرابعة" لم يتغير، وبعد فترة من تحييده في هيئة الأركان العامة، تم تعيين ماهر كقائد للفرقة في نيسان من عام 2018، في حين كان اللواء سهيل الحسن يتابع القيادة العملياتية في هجوم شرق الغوطة تلبية لأمر موسكو. لذا، فإن ترقيته قد تم تفسيرها على أنها من جهود النظام لموازنة الصعود غير المضبوط لسهيل الحسن.
وتوقع تحليل "ناشيونال انترست" ألا يكون من السهل إيجاد مكان لماهر الأسد في مرحلة ما بعد الحرب، وأضاف: "فهو على الأرجح سيرفض الخضوع لأي سلسلة رسمية للقيادة".
وتعتبر بعض التقديرات الروسية أن ماهر هو "أحد القنوات الأساسية لتنفيذ المصالح الإيرانية في القيادة السورية". وفي "حال شعر بوجود أي تهديات لأمنه الشخصي، فقد تحصل أمور سيئة للغاية في العاصمة. في الواقع، عند إلقاء نظرة على فترة حكم حافظ الأسد، فإن خلاف الأخوة ليس غريباً على صراع السلطة"، يقول التحليل.
إرث الجيش الأحمر وصناعة حزب الله
وتتشابه بنية جيش النظام مع النهج التكتيكي للجيش الأحمر، وتنظيمه، وتعاليمه، وعملياته، وهو ما يعكس حجم التأثير الروسي على هذا الجيش.
وقال التحليل إن "إرث حافظ الأسد قاد أيضاً إلى إلى الطراز السوفيتي بإشراف عدة وكالات استخباراتية على القوات المسلحة. عدا عن ذلك، فإن حكم الأسد قد بنى نظام إسكان عسكري مفصل للضباط، خاصة من يشكلون طاقم الوحدات الخاصة، والذي ربط تقريباً كل أوجه حياتهم بالنظام. وحالت هذه العوامل بشكل عام دون الانهيار الكلي للجيش السوري، وكذلك الانهيار الواسع للتشكيلات التقليدية، على الرغم من أن الانشقاقات انتشرت في كتلة المشاة".
وختيم "ناشيونال انترست" تحليله بالقول: "بعد كل شيء، على المرء أن يسترجع أن عائلة الأسد قد حازت على السلطة السياسية من خلال انقلاب عسكري، ولطالما اعتمد نظام البعث على التصميم السياسي الطائفي للجيش. الجيش العربي السوري إما سيعود لأصله أيام الحرب الباردة أو سيغلب عليه وكلاء إيران".

ناشيونال انتريست - ترجمة السورية نت
الاربعاء 23 يناير 2019